نكلا العنب

بقلم الصحفى / إيهاب الحمامصىنكلا العنب إحدى قرى مركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة وتعد من أكبر قرى جمهورية مصر العربية على الإطلاق ويزيد عدد السكان بالوحدة المحلية بنكلا العنب على أكثر من 170 ألف نسمه وتبعد عن ايتاى البارود بحوالي 15 كيلو متر وعن مدينة شبراخيت بنفس المسافة تقريبا ويتبعها حوالي 15 عزبة وتابعا وتشتهر نكلا العنب بزراعه البطاطس على مستوى العالم فهي أرض طرح النهر ويمتاز الفلاح النكلاوى بأنه من أفضل وأمهر المزارعين على مستوى العالم على الإطلاق. وتحظى بطاطس نكلا العنب بشهرة عالمية نظرا لجوده المحصول الذي يتم زراعته وتخزينه بطرق آمنه بعيداً عن اللجوء للمبيدات وخلافه. ونكلا العنب ذات تاريخ عريق منذ أيام الحكم الروماني لمصر حيث قام الرومان واليونانيون والأتراك بعد ذلك بتأسيس قرية نكلا العنب والتي سميت بذلك نسبة إلى أحد اليونانيون "نقولا " أو " نيكولاي " والذي كان يمتلك مزارع عنب شاسعة الإرجاء بتلك المنطقة قديما وكان كل فرد في القرية يزرع في حديقته أو أمام البيت شجرة عنب كما تحدثت بعض المصادر التاريخية عن أن العرب قد أطلقوا عليها اسم " صفط العرب " أيام الفتح الإسلامي لمصر،

تحظى نكلا العنب بشهرة عريضة في طول الجمهورية وعرضها لأسباب كثيرة. أهمها :

  • ارتفاع معدل الدخل للفرد مقارنة بمعدلات الدخول في مصر نتيجة وجود الخبرات والعمال المهرة في كافة المجالات كما اشتهرت نكلا العنب بموقعها المتميز على نهر النيل فرع رشيد مما جعلها من أكبر الموانئ النهرية المصرية من قبل وبعد قيام ثورة يوليو مما جعلها مزار لأفراد الأسرة المالكية الحاكمة – أسرة محمد علي ولكونها ميناء نيليا هاما فقد خدمت حركة السفر والتجارة النهرية المزدهرة في تلك الفترة التي اعتمدت على النقل النهري فقد اجتذبت نكلا العنب أعدادا كبيرة من الخواجات الأوروبيين الذين استوطنوا بهاللعلاقات التجارية بنهم وبين إسماعيل باشا دبوس الذي أنشا أول محلج لحلج الاقطان وأول مصنع للقطن الطبي في مصر بوسط الدلتا العمل بالتدريس بالمدرسة العلوية الثانوية الإسلامية والتي أنشأتهاعائلة دبوس بالقرية بنسة إلى ابنهم الشيخ محمد علي مصطفي دبوس بنكلا العنب زميل الزعيم مصطفي كامل بمدرسة الحقوق والتي تم إنشاؤها في عام 1898 وافتتحها الزعيم الوطني مصطفى كامل رسميا عام 1900 لتكون ثالث أقدم مدرسة نظامية على مستوى مصر كلها وأول مدرسة بأقليم البحيرة ولتكون منارة للعلم بشمال مصر قبل الثورة وبعدها وما تزال أطلال تلك المدرسة العريقة شاهدا صامت على ذلك الزمن الجميل المنقرض حيث أتخيل (الكلام على لسان كاتب هذه السطور الصحفى / إيهاب الحمامصى)– تلك الأطلال الباقية تنتظر بفخر وزهو يشاركها فيه الآلاف المؤلفة الذين توافدوا على نكلا العنب لمشاهدة الزعيم الوطني مصطفى كامل وهو يبدأ خطابه عقب افتتاح المدرسة بعبارته الشهيرة " من فتح مدرسة فقد أغلق سجنا " تلك العبارة التي ما زالت موجودة على الباب الرئيس لمبنى المدرسة القديم نفس الأطلال التي شاهدت وشهدت توافد تلك الألوف مرة أخرى ولكن في سبعينيات القرن الماضي لمشاهدة الرئيس الراحل محمد أنور السادات أثناء زيارته التاريخية لقصر عنتر بك دبوس بالقرية في مايو 1979 حيث ألقي خطابا شهيرا بمناسبة عيد ثورة التصحيح تحدث فيه لوكالات الإنباء العالمية عن النتائج التي تحققت من زيارته للقدس والجدير بالذكر ان زيارته تلك إلى نكلا العنب اعتبرت ردا للجميل حيث ان الرئيس السادات قد لجأ إلى نكلا العنب هربا من البوليس السياسي عام 1951 (قضيتي اغتيال أمين عثمان والضباط الأحرار) حيث وجد بنكلا العنب وفى قصور عائلة دبوس المأوى والملاذ الآمن.

من أبنائها

ونكلا العنب أنجبت العديد من العظماء الذين ساهموا بأعمالهم في كتابة تاريخ الأمة الإسلامية مثل الشيخ الداعية الإسلامي الكبير محمد الغزالي السقا والذي تشرفت بزيارة مقبرته في مقابر البقيع بالمدينة المنورة والشيخ محمد حامد الفقي مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية والإمام الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر الأسبق والمهندس حسين كامل دبوس محافظ الفيوم والبحيرة الأسبق والأستاذ الدكتور أحمد أحمد جويلى محافظ دمياط والإسماعيلية ووزير التجارة والتموين الأسبق والأمين العام الحالي لمنظمة الوحدة الاقتصادية العربية والشهيد عقيد طيار حيدر دبوس معلم الطيران بالكلية الجوية وقائد سرب طائرات الميراج التابعة مباشرة لرئيس الجمهورية وبطل معركة العريش الجوية والشهيد طيار توفيق دبوس - 1967واللواء أ.ح سليمان محمد سلطان قائد الفرقة التاسعة المدرعة والدكتور مهندس/ عبد القوى خليفة رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى سابقا ومحافظ القاهرة الحالى واللواء طيار عاصم غازى قائد قاعدة شبراخيت الجوية والعميد عثمان عاقول رئيس مصلحة الأدلة الجنائية الأسبق والسيد راشد وكيل مجلس الشعب ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الأسبق والفريق طيار مصطفى شلبي الحناوي قائد القوات الجوية إثناء حرب الاستنزاف والأعداد لحرب أكتوبر 1973 واللواء أحمد زعتر مساعد وزير الداخلية الأسبق واللواء عبد القادر بك زعتر أمير بعثة الحج وأخوال المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع ومساعد رئيس الجمهورية السابق وعبد اللطيف محمد فايد مدير ورئيس وحدة إعادة التيار بشركة توزيع كهرباء القاهرة وأحد المشاركين في بناء السد العالي في قطاع تركيب المعدات الكهربائية بالسد.

وفى مجال الأعلام الدكتورة / سونيا دبوس مساعد رئيس تحرير أخبار اليوم وأستاذ الأعلام بالجامعة الأمريكية وأكاديمية أخبار اليوم للإعلام والدكتور إسماعيل ألشيخه نائب رئيس القناة الخامسة والدكتور بسيونى الحلواني نائب رئيس مجلس إدارة جريدة الجمهورية والفنانة عبلة كامل النمر والصحفي محمد السايس نائب رئيس تحرير جريدة الأحرار والصحفية أفكار الخرادلى بالأخبار ومديحه النحراوى بالأهرام والمستشار خليل دبوس رئيس هيئة قضاء الدولة سابقا والمرحوم إسماعيل دبوس مستشار رئيس الجمهورية والمرحوم أ.د/ حسن عاشور وكيل كلية أصول الدين بجامعة الأزهر وأ.د/ رياض عاشور الأستاذ بجامعة الأزهر والمستشار محمد إسماعيل دبوس رئيس النيابة العامة والمحاسب أحمد على دبوس رئيس البنك التجارى الافريقى سابقا ود. سيف اليزل الكومى والمرحوم المحاسب أحمد حمدي الحمامصى مدير عام بنك مصر سابقا والمحاسب محمد شوقي الحمامصى مدير عام بنك القاهرة سابقا والمستشار جمال الحمامصى رئيس النيابات الإدارية بالبحيرة والإسكندرية والمرحوم أ.د محمود الزينى وكيل كلية الشريعة والقانون بدمنهور والمستشار يوسف عبد الحليم الهته مساعد وزير العدل نائب رئيس محكمة النقض والمحاسب فتحي عبد العزيز علاء الدين رئيس قطاع المعلومات بمصلحة الضرائب المصرية والمحاسب محمد أحمد الحمامصى المدير العام السابق بمصلحة الضرائب المصرية وهو أول من تبنى تنفيذ قرارات تحويل نكلا العنب إلى مدينة وجمع لذلك أكثر من 20 ألف توقيع منذ عام 1977 والمستشارأحمد عبد العزيز القالع المحامى العام لنيابات جنوب الصعيد والمستشار القضائى لحكومة الكويت والمستشار كمال القالع والمرحوم لواء دكتور مهندس/ عبد الواحد عبد الحليم سويف الملحق العسكري المصري بسفارات مصر بالاتحاد السوفيتي وأوروبا والكتلة الغربية (خريج وأستاذ بأكاديمية فرونز العسكرية بموسكو والكلية الفنية العسكرية وكلية الحرب العليا بمصر ورئيس مجلس إدارة شركة كهرباء القنال سابقا) والدكتور أحمد عادل دبوس مدير الطاقة الشمسية بدولة سويسرا وأ.د/ على قاسم أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهروالمحاسب طايل علي دبوس بطنطاوالمستشارشاكر محمد الحمامصى والمستشار د.إبراهيم التمساحى- نائبا رئيس هيئة قضايا الدولة ومحمد حسن عاشور رئيس النيابة العامة وكريم دبوس رئيس النيابة الإدارية والمرحوم صبحى قرعش أول أمين شرطة مصري(قابلته قدراً ونحن بملابس الاحرام في بئر زمزم أسفل الكعبة المشرفة) وأمينة الشباسى أكبر سيدة أعمال في قارة أستراليا وورئيس رابطة سائقي التريلات بالسعودية عبد الصمد المكاوي وأخوته والكثير من كبار رجال الدولة مما لا يتسع معه المقام لذكرهم هنا.

ويضم تراب نكلا العنب الكثير من تابعي الصحابة مثل أيوب الانصارى ومدين ابن طلحة وعبد الله ابن طلحة والإمام القطب.

كما قدمت نكلا العنب العديد من الشهداء الذين سطرت دمائهم بأحرف من نور شهادة حرية لكل مصري.. ومنهم على سبيل المثال الشهيد محروس عبده زغلول 1956 – الشهيد السيد البربري 1967 – الشهيد نقيب إبراهيم محمد السقا 1973 – الشهيد محمد احمد عبد الرحمن 1973- الشهيد نقيب عبد الهادي السقا 1973(من أبطال قوات الصاعقة، وكان مدفوعا مع فرقته خلف خطوط العدو لمنع المدرعات الإسرائيلية من الاتجاه إلى خط القناة، واستشهد هو وطاقمة نتيجة لضرب إسرائيل لطائرتهم أثناء توغلهم إلي عمق العدو. فوق سيناء) – الشهيد عقيد طيار حيدر دبوس 1973(معلم الطيران بالكلية الجوية والذي أصر على ترك التعليم بالكلية الجوية عقب استشهاد شقيقه العقيد طيار توفيق دبوس(بطل معركة أبو صوير الجوية)1967- والتحق حيدر بالأسراب المقاتلة - قائداً لسرب طائرات الميراج التابعة مباشرة لرئيس الجمهورية وبطل معركة العريش الجوية) -والشهيد مهندس / فوزي الشامي (وسام نجمة سيناء)1973- ما تزال جثته كما هي بعد مرور كل هذه السنوات على استشهاده- والشهيد نقيب / عزت النمر 1973 -و م. ياسين الحمامصى بطل معركة شدوان البحرية1970 كبير مهندسي مصر للطيران سابقاً وغيرهم كثير.

شهداء ثورة 25 يناير المجيدة من شباب نكلا العنب:الشهيد/ لبيب إبراهيم قاسم-الشهيد/هادى الدالي

كما يضم تراب نكلا العنب الكثير من التراث والفن المعمارى فالقرية تضم أكثر من12 قصر تمتلكها عائلة دبوس وتعتبر هي من معالم تلك القرية منطقة السرايات التي زارها الرئيس السادات كما اشرنا وقد بنيت هذه القصور بأيدى امهر الصناع الاجانب من إنجلترا وفرنسا في عهد الخديو عباس حلمي الأول والخديو إسماعيل.

ووضع نكلا العنب وضع غريب للغاية فهي تتبع إداريا مركز ايتاى البارود ولكن في الانتخابات تتبع دائرة شبراخيت والنتيجة الحتمية المعروفة مسبقا انه لا نواب ايتاى البارود ولا نواب شبراخيت يهتمون بقضاياها الكبيرة ومشاريعها العامة والخاصة التي تخدم جميع أفرادها مثل مشروع إنشاء كوبري على نيل نكلا العنب يربطها ويربط محافظات شمال مصر ببعضها فقد رفض د/ سليمان متولي وزير النقل والمواصلات الأسبق طلبا بإنشاء هذا الكوبري على نيل شبراخيت متعللا بقرب شبراخيت من كوبري الرحمانية – دسوق ولكن الأمر يختلف في نكلا العنب والتي تقع في مركز متوسط ما بين كوبري كفر الزيات وكوبري دسوق خاصة وان الدولة لن تتكلف مليما في إنشاءه إذا تم تنفيذه بنظام B.O.T مثل مطار برج العرب وميناء دمياط الجديد وشرق التفريعة الجديد ومترو الأنفاق... حيث أن الاتجاه العام للدولة هو الاعتماد على هذا النظام في إنشاء المشاريع الكبيرة حتى لا تتحمل الخزانة العامة للدولة بأكثر مما تستطيع. ولهذا الكوبري أهمية اقتصادية كبرى لأنه سيسهل حركة التجارة بين تلك المحافظات وبالتالي يفتح مجالات وفرص عمل لا حصر لها للجميع وخاصة الشباب كما يفتح مجال الاستثمار في الزراعة والصناعة وأيضاً تخفيف الضغط المروري الواقع على الكباري الأخرى وتقليل زمن السفر إلى جميع مدن الوجه البحري خاصة بعد إنشاء الطريق الدولي الساحلي بالإضافة إلى الأهمية الإستراتيجية (العسكرية) في حالات الطوارئ والأهم هو إثراء حركة السياحة وإقامة صناعة وليدة – البحيرة خاصة في أمس الحاجة إليها – وهى صناعة السياحة.. خاصة مع الاكتشافات الأثرية الأخيرة والمتزايدة في تلك المنطقة من المحافظة (ولا ننسى أن رشيد البحيرة هي مفتاح الدخول لحضارة سبعة آلاف عام).

وما زالت نكلا العنب محرومة من بعض المرافق الأساسية مثل مستشفى عام يليق بها وكذلك لا تمتد إليها خدمة شرطة النجدة أو الدورية الراكبة كما لايوجد خط تليفونى ارضي بنقطة الشرطة ناهيك عن الشوارع غير المرصوفة ووجود أجزاء منها لم تصلها مياه الشرب النقية أو الصرف الصحى ومرور أعمدة وأسلاك الضغط العالى فوق بعض أحيائها السكنية وبعض المشاكل المزمنة التي يعانى منها الفلاح النكلاوى ولا يجد من أجهزة الدولة معيناً أو نصيراً.. ليضاف كل ذلك وغيره إلى مشكلة نكلا العنب الأزلية وهى وقوعها في آخر خطوط المواصلات وحيرتها بين إيتاى البارود وشبراخيت لتصبح في النهاية وبحق كالأيتام على موائد اللئام..!!

التحول إلى مدينة

ونكلا العنب قد استوفت الشروط القانونية المطلوبة للتحول إلى مدينة وهما شرطان :

الأول : أن تبعد عن أقرب مدينة 15 كم وهذا الشرط متحقق.

الثاني : أن يزيد عدد السكان عن 30 ألف نسمة وهذا الشرط أيضاَ متحقق.

وقد صدرت بالفعل عدة قرارات بفصل نكلا العنب عن مدينتي إيتاى البارود شبراخيت وتحويلها إلى مدينة مستقلة(مثل ادكو وبدر) لكنها – ولأسباب غامضة – لم تنفذ وظلت حبيسة الأدراج..بل وذهبت هذه القرارات للرحمانية بفضل أحد أبنائها وهو الوزير محمد حامد محمود وزير الحكم المحلى أيام الرئيس السادات !!.. عكس نكلا العنب التي لم تجد من يدافع عن قضاياها ويتمسك بها.. ولا ننسى في هذا السياق أن نتوجه بالشكر للنائب الدكتور محمد الجزار عضو مجلس الشعب الأسبق عن دائرة إيتاى البارود الذي استجاب لدعواتنا الملحة المتكررة في هذا الخصوص وقدم طلباً للوزير المختص بتحويل نكلا العنب إلى مدينة رغم عدم تبعيتها له انتخابياَ.! لقراءة المزيد من المعلومات المدعمة بالصور النادرة يرجى زيارة موقع الصحفى / إيهاب الحمامصى- أو البحث باللغة العربية في الإنترنت عن : نكلا العنب بلد العظماء