نظرية العولمة

نظرية العولمة (بالإنجليزية: Globalization Theory) تدرس ظهور نسق ثقافى عالمى (أو كونى). وهى تفترض أن الثقافة الكونية قد ظهرت من خلال عدد من التطورات الاجتماعية والثقافية منها: وجود نظام للمعلومات ينتشر بواسطة وسائل الاتصال الفضائية على مستوى العالم، وظهور أنماط كونية من الاستهلاك والثقافة الاستهلاكيه، وتبلور أساليب حياتية كونية، وظهور الرياضات الكونية مثل دورات الألعاب الأوليمبية ومباريات كرة القدم العالمية ومباريات كرة المضرب (التنس) الدولية، وانتشار السياحة العالمية، وتناقص سيادة الدولة الوطنية، ونمو نظام عسكرى عالمى، والوعى بالأزمة البيئية على مستوى العالم، وظهور مشكلات صحية على مستوى عالمى مثل الإيدز، وظهور أنساق سياسية على مستوى العالم مثل عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة، وتكوين حركات سياسية عالمية كالماركسية، وانتشار مفهوم حقوق الإنسان، والتبادل الممعقد بين الديانات العالمية. وأهم من ذلك فإن النزعة العالمية تتضمن وعيا جديدا بالعالم كمكان واحد ومن ثم وصفت العولمة بأنها: "التشكل البنائى الملموس للعالم ككل"، أى الوعى المتزايد على المستوى الكونى بان العالم بيئة تتشكل على نحو مستمر لا يتوقف.

ومن ثم فإن العولمة ليست مجرد علم اجتماع للعلاقات الدولية. كما أنها تتميز عن نظرية النظام العالمى التى حللت نمو الاعتماد الاقتصادى الكونى - و المتى تدعى أن النزعة الثقافية الكونية هى مجرد نتيجة للكونية الاقتصادية. كما أنه من المهم أيضا أن نتجنب الخلط بين أطروحة العولمة والرأى المبكر عن التقارب بين الدول الوطنية نحو تحقيق صورة مترابطة ومتسقة من المجتمع الصناعى. وتذهب نظرية العولمة المعاصرة إلى أن العولمة تتضمن عمليتين متناقضتين ثقوم إحداهما على تحقيق التجانس والتناغم بين دول العالم، على حين تؤدى الأخرى إلى دعم التنوع والتباين بين دول العالم. أى أنه يوجد تفاعل معقد بين المحلية والكونية، وأن هناك حركات قوية للمقاومة ضد عمليات العولمة.

ويقف أنصار قكرة العولمة موقفا نقديا من علم الاجتماع التقليدى الذى ظل يركز على الدول القومية، وليس على العالم كنسق من المجتمعات. ومع ذلك تبقى هناك بعض المشكلات التى تعانى منها نظرية العولمة. فكيف نميز - على سبيل المثال — بين العولمة والأنماط الحديثة للإمبريالية؟ كما توجد أيضا مشكلات فى تحديد العلاقة بين العولمة الاقتصادية والثقافية، وبين العولمة والتحديث. ولقد عرضت مجموعة المقالات التى جمعت فى كتاب مارتن ألبرو واليزابيث كينج المعنون: العولمة والمعرفة والممجتمع، الصادر عام 1990 للنظرية والمشكلات المرتبطة بالعولمة.