مقابلة (بحث)
المقابلة أو الاستبار (بالإنجليزية: Interview) في البحث النوعي هي محادثة يتم فيها طرح الأسئلة لاستنباط المعلومات؛ أو هي تفاعل اجتماعى يفضى إلى انتقال المعلومة من الشخص موضوع المقابلة (المبحوث) إلى الشخص القائم بالمقابلة أو الباحث.
عادة ما يكون القائم بإجراء المقابلة باحثًا محترفًا أو مدفوع الأجر، ومدربًا في بعض الأحيان، ويطرح أسئلة على الشخص الذي تتم مقابلته، في سلسلة متناوبة من الأسئلة والأجوبة المختصرة في العادة. يمكن مقارنتها بمجموعات التركيز التي يسأل فيها المحاور مجموعة من الأشخاص ويلاحظ المحادثة الناتجة بين الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، أو الاستطلاعات التي تكون مجهولة أكثر وتقتصر المستجيبين على مجموعة من خيارات الإجابة المحددة مسبقًا. بالإضافة إلى ذلك، هناك اعتبارات خاصة عند إجراء مقابلات مع الأطفال. في البحث الفينومينولوجي أو الإثنوغرافي، تُستخدم المقابلات لكشف معاني الموضوعات المركزية في عالم حياة الموضوعات من وجهة نظرهم الخاصة.
وقد تكون المقابلات شخصية، تتم بشكل مباشر وجهاً لوجه، أو تتم عن طريق التليفون (ويتميز هذا النوع من المقابلات بعدد من المزايا تجعله ملائماً لدراسة الموضوعات الحساسة) أو عن طريق الاستبيان البريدى (الذى يعطى للأفراد متسعاً من الوقت فى الرد على الأسئلة). وتستهدف الأسئلة التى توجه للأشخاص (موضوع المقابلة) بوصفهم مبحوثين الحصول منهم على معلومات خاصة بظروفهم، و أنشطتهم، واتجاهاتهم. كما يمكن أن توجه هذه الأسئلة إليهم بوصفهم إخباريين بغرض الحصول على معلومات واقعية عن بعض الظواهر الاجتماعية المرتبطة بخبراتهم ومعلوماتهم، مثل عدد غرف مسكنهم، أو تقدير هم لدخول أسرهم، أو خصائص مجتمعهم المحلى، أو النقابات العمالية، أو جهة عملهم. وفى حالات أقل حدوثاً يمكن أن يطلب من بعض الأفراد أن يقدموا معلومات نيابة عن أشخاص غير موجودين، كأن تقوم الزوجة بالإجابة عن أسئلة تتصل بعمل زوجها.
وتختلف المقابلات سواء فى الأسلوب أو الشكل، فهناك المقابلات المقننة (Structured Interview) التى تعتمد على الاستبيان (الذى يستخدم عادة فى المسوح بالعينة)، أو المقابلات غير المقننة (Unstructured Interview) التى تعتمد على تغطية مجموعة محددة من الموضوعات، كما أن هناك المقابلات المتعمقة أو المقابلات الكيفية التى تستغرق عدة ساعات، وتغطى معلومات مفصلة عن المموضوعات الواردةفىدليل المقابلة. وثمة أسلوب مختلف من أساليب المقابلة، يعتمد على المناقشة الجماعية، حيث يتجمع عدد من أربعة إلى إثنا عشر شخصا لمناقشة موضوع ما من الموضوعات التى يهتم بها الباحث وذلك تحت إشراف الباحث نفسه.
وتتشابه المقابلة التى تجرى فى إطار البحث العلمى مع أشكال أخرى من المواقف التى تتم فيها المقابلة، كالمقابلات التى تجرى لاختيار الأشخاص الصالحين لعمل ما، من حيث أنها تمثل نوعاً من التفاعل بين أطراف غير متكافئة، وأنها ليست محادثة عادية: فالباحث هو الذى يقوم باختيار موضوعات الحديث فى المقابلة، ويتعين على الباحثين القائمين بالمقابلة أن يكشفوا عن مكنون ذاتهم وموقفهم من إجابات المبحوثين. وقد ازداد تحكم الباحثين فى المقابلة من خلال استخدام الكومبيوتر فى صياغة الاستبيانات التى تستخدم فى المقابلات الشخصية أو التى تتم عن طريق الهاتف، مثل: نظام استخدام الكومييوتر فى إجراء المقابلات التليفونية.