معاهدة أريولة
معاهدة أريولة كانت عهداً من قبل المسلمين ل أهل الذمة في مدينة أريولة في الأندلس في عام 713.[١] بعد عامين من بداية الفتح الإسلامي للأندلس. ترجع أهمية هذه المعاهدة، أنها مثال واضح لمعاملة المسلمين لأهل الذمة والمعاملة التي يلقونها من الأعداء. وفيها نجح المسلمين في الاستيلاء على السلطة بالوسائل السلمية من الأندلس، وتحديدا أريولة وفالينتيلا وأليكانتي ومولة وبيجاسترو وإيلو ولوركا. ونصت المعاهدة على أن المرسيين لهم حرية ممارسة شعائرهم الدينية المسيحية ولكن فقط إذا دفعوا الجزية ولم يساعدوا أعداء المسلمين.[٢]
الفتح
انتشر الإسلام في عهد الخلافة الأموية حتى وصلت إلى المغرب موطن البربر الذين سرعان ما تحولوا إلى الإسلام، وانضم إلى صفوف الجيش الإسلامي. مما جعل الخلفاء قادرين على بسط سيطرتهم إلى إسبانيا.[٣]
أول من دخل إسبانيا كان قائد البربر طارق بن زياد، تحت إمرة موسى بن نصير والي إفريقية، وذلك عام 711.[٤] ومن جبل طارق، اتخذ منها طارق قاعدة لعمليات قواته وحصنها بسور. ثم أرسل طارق قوة لغزو الجزيرة الخضراء. بعد ما يزيد قليلا على شهرين، اشتبك طارق في وسط إسبانيا مع الملك القوطي لذريق في وادي بكة. وهناك، هزم طارق جيش لذريق.[٥] فتح طارق مدن إستجة وقرطبة، ولكنه تجاهل أوامر موسى بن نصير بالعودة إلى إفريقية أو أن يثبت حتى يصل إليه في إسبانيا.[٦] بعد تغلبه على هذه المدن، انتقل طارق إلى مدينة وادي الحجارة. ثم سرعان ما سيطر على طليطلة والأراضي المحيطة بها لكن عدم وصول تعزيزات من قبل موسى، جعله يتراجع إلى طليطلة وبقي هناك حتى جاءه موسى بنفسه.[٧]
بعد وقت قصير وصل موسى إلى طليطلة، أرسل الخليفة الوليد بن عبد الملك في طلب موسى وطارق في دمشق لمناقشتهم حول حملتهم على إسبانيا. عند مغادرة موسى لدمشق، تنازل عن سلطته لابنه عبد العزيز. كان عبد العزيز قد وصل بفتوحاته إلى مرسية، وفيها وقع المعاهدة مع تيودمير.[٨]
نص المعاهدة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا عهد عبد العزيز بن موسى بن نصير لتيودمير بن جبدوش، ألا يقصى عن أمارته. وأن يأمن هو ومن تبعه، وألا تسبى نسائهم أو أطفالهم. وأن يكون لهم الحرية في دينهم، فلا تحرق كنائسهم، ولا تأخذ مقدساتهم، طالما ظلوا على عهدهم، في أريولة وفالنتيلا وإليكانتي ومولة وبيجاسترو وإيلو ولوركا. على ألا تأوى الهاربين، ولا أعداء المسلمين ولا تشجع أي شخص على إرهابنا، ولا تخفي أنباء أعدائنا. ويلزم كل رجل بدفع دينار واحد كل سنة، وأربعة أمدد من قمح وشعير، وأربعة من عصير الفاكهة، وأربعة من الخل، وأربعة من العسل، وأربعة من زيت الزيتون. وعلى العبيد نصف ذلك. أُرخت في رجب من عام 94 للهجرة.[٩]
طاع أيضاً
المراجع
- ^ Gerald Elmore. “Poised Expectancy: Ibn al-‘Arabi’s Roots in Sharq al-Andalus.” Studia Islamica. No. 90 (2000): 54.
- ^ "The Treaty of Tudmir" in Reading the Middle Ages: Sources from Europe, Byzantium, and the Islamic World. Ed.Barbara H. Rosenwein. Peterborough, Ont.: Broadview, 2006. p. 92.
- ^ Marshall G.S. Hodgson, “Book One: The Islamic Infusion: Genesis of a New Social Order.” The Venture of Islam: The Classical Age of Islam. Vol 1. University of Chicago: 1974. p. 226 R. Dykes Shaw. “The Fall of the Visigoth Power in Spain.” The English Historical Review. Vol 21, No 82. April 1906. p. 220
- ^ H. T. Norris. “The Early Islamic Settlement of Gibraltar.” The Journal of the Royal Anthropological Institute of Britain and Ireland 91, no. 1 (1961): 39.
- ^ Laura Veccia Vaglieri. “The Patriarchal and Umayyad Caliphates.” in The Cambridge History of Islam. Vol. 1, ed. P. M. Holt et al., 87 (London: Cambridge University Press, 1970).
- ^ Ambroxio Huici Miranda. “The Iberian Peninsula and Sicily.” in The Cambridge History of Islam. Vol. 2, ed. P. M. Holt et al., 406 (London: Cambridge University Press, 1970).
- ^ Miranda, 407.
- ^ Vaglieri, 87.
- ^ "The Treaty of Tudmir" in Reading the Middle Ages: Sources from Europe, Byzantium, and the Islamic World. ed. Barbara H. Rosenwein. Peterborough, Ont.: Broadview, 2006, p. 92.
ca:Tractat d'Oriola Treaty of Orihuela]] es:Pacto de Teodomiro fr:Pacte de Tudmir