مشكلة

المشكلة اصطلاحا : بصفة عامة هي كل موقف غير معهود لا يكفي لحلهِ الخبرات السابقة والسلوك المألوف، والمشكلة هي عائق في سبيل هدف منشود، ويشعر الفرد ازاؤها بالحيرة والتردد والضيق مما يدفعهُ للبحث عن حل للتخلص من هذا الضيق وبلوغ الهدف المنشود، والمشكلة شيء نسبي فما يعده الطفل الصغير مشكلة قد لا يكون مشكلة عند البالغ الكبير.

المعنى اللغوي

شَكَلَ الأمر يشكُل شَكلاً، أي: التبس الأمر، والعامة تقول شَكَل فلان المسألة أي علّقها بما يمنع نفوذها. وعند التهانوي : "المشكل اسم فاعل من الإشكال وهو الداخل في أشكاله وأمثاله، وعند الأصوليين اسم للفظ يشتبه المراد منه بدخوله في أشكاله على وجه لا يعرف المراد منه إلاّ بدليل يتميز به من بين سائر الأشكال والمشكل ملا ينال المراد منه إلا بالتأمل بعد الطلب" ، كما أننا نجد عند الجرجاني، بالإضافة إلى المعنى المذكور عند التهانوي حول المشكل، نجد مفهوم المسائل، وهي عنده : "المطالب التي يبرهن عليها في العلم ويكون الغرض من ذلك معرفتها".

أما المشكلة كما نجدها في المعاجم الفلسفية فهي : "المعضلة النظرية أو العملية التي لا يتوصل فيها إلى حل يقيني." ، والمعضلة (بالإنجليزية: Dilemma) تعني حالة لا نستطيع فيها تقديم شيء، وهي تفيد معنى التأرجح بين موقفين بحيث يصعب ترجيح أحدهما على الآخر. والمشكلة تختلف عن المسألة في كون الأولى نتيجة عملية تجريد من شأنها أن تجعل "المسالة" موضوع بحث ومناقشة، وتستدعي الفصل فيها. وقد أكد أرسطو هذه التفرقة في كتاب "الطوبيقا" (المقالة الأولى) حين وضع "المشكلة الجدلية" في مقابل "القول الديالكتيكي"، فقال إن المشكلة الجدلية: "هي مسألة موضوعة للبحث، تتعلق إما بالفعل أو بالترك، أو تتعلق فقط بمعرفة الحقيقة إما لذاتها أو من أجل تأييد قول آخر من نفس النوع، لا يوجد رأي معين حوله، أو حوله خلاف بين العلة والخاصة، أو بين كل واحد من هذين فيما بين بعضهم وبعض" ، ويذكر الدكتور عبد الرحمن بدوي بأن المنطق التقليدي (الأرسطي) لم يعالج موضوع "المشكلة" إلا نادرا، وذلك يرجع إلى كون المشكلة بوصفها من موضوعات ” الطوبيقا “ (الجدل) تنتسب إلى منطق الاحتمال لا إلى منطق اليقين، فهي تدخل في موضوع إفحام الخصم، وبالتالي فهي أقرب إلى الخطابة منها إلى المنطق.[١]

تختلف المشكلة كذلك عن الإشكالية (بالإنجليزية: Problematic) ، حيث أن الإشكالية تعني الاحتمال والحكم الاحتمالي يدرس في موضوع أحكام الموجهات (بالإنجليزية: Judgements of modality) وهي أحكام تتميز بأنها تكون مصحوبة بالشعور بمجرد إمكان الحكم، بينما الحكم التقريري يكون مصحوبا بالشعور بواقعة الحكم. والإشكال عند إيمانويل كانت مرادف للإمكان، وهي مقولة من مقولات الجهة، ويقابله الوجود والضرورة، والأحكام الإشكالية عنده هي الأحكام التي يكون الإيجاب أو السلب فيها ممكناً لا غير، وتصديق العقل بها يكون مبنياً على التحكم، أي مقرراً دون دليل. وهي مقابلة للأحكام الخبرية.

ويذكر أندريه لالاند في موسوعته الفلسفية بأن الإشكالية (بالفرنسية: problematique‏) (ويترجمها مترجم الكتاب بـ : مسألية) هي : "سمة حكم أو قضية قد تكون صحيحة (ربما تكون حقيقية) لكن الذي يتحدث لا يؤكدها صراحة".

أنواع المشاكل

وللمشكلة أنواع كثيرة فقد تكون رياضية أو اجتماعية أو فلسفية أو علمية أو نفسية إلخ. لحل المشكلة.. هنالك العديد من الطرق المتبعة والأساليب التي تسمى " أساليب حل المشكلات "

الأسلوب الخماسي لحل المشكلات

هو أسلوب علمي متبـع يقتضي بالقيام بخمسة خطوات لحل المشكلة كالآتى :

  1. تحديد المشكلة وتجميع معلومات عنها : وهو تحديد وتحجيم المشكلة من كافة الجوانب وتجميـع معلومات كافية عن هذه المشكلة.
  2. التفكير في عدة حلول : وهو أن نفكر في عدد من الحلول المنطقية أو غير المنطقية.
  3. اختيار أحد هذه الحلول : تتم هذه الخطوة عن طريق التفكير وترشيح أحد أفضل الحلول المطروحة من قبل.
  4. تجريب الحل : وهي أهم مرحلة لأنه يترتب عليها معرفة ما إذا كانت المشكلة قد انتهت أم لا.
  5. النتيجة : وهنا يتضح نتيجة هذا الحل.. وهل انتهت المشكلة أم لا.

اقرأ أيضاً

مشكلة

تختلف « المشكلة» عن « المسألة» في كون المشكلة نتيجة عملية تجريد من شأنها أن تجعل «المسألة» موضوع بحث ومناعشة ، وتستدعي الفصل فيها وقد أكد أرسطو هذه التفرقة في كتاب «الطوبيقا» (المقالة الأولى ص ٤ ١٠ب ) حين وضع « المشكلة الجدلية » في مقابل ٠ القول الديالكتيكى » وفي مقابل « الموضع» الجدلي ، فقال إن المشكلة الجدلية « هي مسألة موضوعة للبحث ، تتعلق إما بالفعل أو بالترك ، أو تتعلق فقط بمعرفة الحقيقة إما لذاتها أو من اجل تأيد قول آخرمن نف النوع، لا يوجد راي معبن حوله ، أو حوله خلاف بين العلة والخاصة ، أو بين كل واحد من هذين فيما بين بعضهم و بعض».

المصادرات

ووفقاً لتعريف ارسطو هذا فإن « المشكلة » هي مسألة نظرية أو عملية ، يجادل فيها ولا يوجد بالنسبة إليها رأي واضح ، المشكلة امر متنازع عليه ، يبحث فيه بهذا الوصف ، أي يذكر ماله وما عليه ، ويقوم على علاقة مع أقوال اخرى في ارتباط برهاني . المشكلة مسأ^لة موضوعة للبحث والنقاش والجدل .

لكن امنطق التقليدي لم يعالج موضوع« المثكلة» إلآ نادراً ، ويرجع ذلك فيما يبدوإلى كون « المشكلة » بوصفها من موضوعات « الطوبيقا » ( الجدل )، تنتسب إلى منطق الاحتمال ، لا إلى منطق اليقين ، وتدخل إذن في الجدل بل وفي إفحام الخصم حتى ولو بالخداع ؛ ما جعل « المشكلة » اقرب إلى علم الخطابة منها إلى المنطق.

ومن ثم صارت الصفة Problématique تعني الاحتمال . وصار الحكم الإشكالي هو الحكم المحتمل . وعاد يدرس في باب « الموجهات» 5 jugementsعل modalite والحكم الاحتمالي ( او الاشكالي ) يتميز بأنه مصحوب بالشعور بمجرد إمكان الحكم ، بينما الحكم التقريري مصحوب بالشعور بواقعية الحكم ، والحكم الضروري هو المصحوب بالشعوربضرورة الحكم .

ويضع ديكارت في « قواعد لهداية العقل» ثلاثة شروط كيما يؤدي السؤال إلىفحص وبحث ، هي :

١ - يجب ان يكون في كل سؤال شيء مجهول، رإلآ لكان ابئ عبثا؛

٢ - وهذ المجهول يجب ان يتحدد على نحوما ، وإلآ لم نستطع التوجه إليه ، دون غيره، بالبحث والفحص .

٣ - وهذا المجهول لا يمكن ان يتعين إلا بواسطة شيء معلوم.

لكن هناك أمراً مهماً آخر لتحديد معى المشكلة وهو ان المشكلة تنطوي على بناء وتركيب ، أي انها ينبغي ان توضع في سياق من التصورات غير المشكلة . إن الأسئلة ( المسائل ) يمكن أن تثار « في الهواء » اي دون سياق توضع فيه ، أما المشاكل فيجب أن تبنى وتركب في سياق ، لأنها نتاج تركيب ( بناء ) فكري ؛ إغها تنبععن ارتباط موضوع يعد -ولو موقتا - إطاراً لإمكان الحل . وبهذا المعنى يمكن أن يقال إن وضع المشاكل يزذن بحلها . ومن هنا ايضاً يقال عن مشكلة إغها اجيء وضعها ، بمعفى ان وضعها على هذا النحو لا يؤدي .إلى حلها

لكن أنصار الوضعية المنطقية أساءوا استغلال فكرة كما يظهر هذا Scheinprobleme «المشاكل الزائفة» او الوهمية جليا فيكتاب رودلفكارنببعنوان: «المشاكل الوهمية» (أو الظاهرية ) في الفلسفة » ( فرنكفورت سنة ١٩٦٦ ) حين Sachhai- «زعم ان كل الأقوال التي لا ترضى معيار« الشيئية أي لتي لا تقوم على اساس الإدراك الحسي- هي ، tigkeit أقوال وهمية . كذلك نجد فتجنشتينفي المرحلة المتأخرة من تطوره الفكري يزعم أن المشاكل الفلسفية هي مشاكل وهمية ، وأغها » تهاويل العقل الناشئة عن اللغة» ( لودثج فتجنشتين : « مباحث فلسفية» ص٩ ٠ ١ ) وفي نظره أن مهمة الفلسفة هى أن تخلصنا من هذه المشاكل وأن تقضى عليها قضاء تاماً ( الكتاب نفسم ص ١٣٣ )، وأن تشفينا منها كما لو كانت أمراضاً ( الكتاب نفسه ص ٥٥ ٢)!!.

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة ReferenceA