مستعربون
المستعربون (بالإسبانية: mozárabes) هم المسيحيون الذين عاصروا وسكنوا تحت الحكم الإسلامي في الأندلس. أطلق عليهم المستعربون لكونهم تبنوا تقاليد العرب ولغتهم واهتموا بالحرف العربي وكانوا يجيدون الشعر والنثر العربي وينظمون القصائد ويتفاخرون بإتقانهم للغة العربية وخلال الحكم الأموي كله اعتمد عليهم الأمويون في إدارة شئون البلاد الاقتصادية وتنظيم الدولة والعلوم وقد بزر المسيحيون في العلوم والطب والفلك. أما عوامهم فقد امتهنوا الزراعة وتربية الماشية والصيد.[١] وقد تأثروا بالعرب حتى أنهم تكلموا لغة منطوقة مزجت بين اللغة العربية واللاتينية القديمة، والتي ظلت تستخدم كلغة منطوقة حتى القرن الرابع عشر.[٢] وكان ينتمي غالبيتهم إلى الكنيسة الكاثوليكية والى الطقس القوطي أو الموزورابي.
معظم المستعربون كانوا من أحفاد الإسبان القوطيون المسيحيين وكانت اللغة الشائعة والأم في المقام الأول تحت الحكم الإسلامي اللغة المستعربة. كما كان جزء من المستعربين والذين اطلق عليهم المستعرب ميكيل دي ابلازا تسميه "المستعربون الجدد"، كانوا احفاد من جاء من شمال أوروبا إلى شبه الجزيرة الإيبيرية فاندمجوا في العادات العربية، وبالتالي أصبحوا جزء من مجتمع المستعربون.
بعض العرب والبربر من المسلمون اعتنقوا الديانة المسيحية، وكانت لغتهم الأم اللغة العربية، ولعل أشهر مسلم متنصر عمر بن حفصون. فشكلوا ايضا جزءًا من المستعربين. المستعربون المسيحيون الذين كانوا من أصول أو خلفية إسلامية كان قسم كبير منهم من المولدون الذين اعتنقوا المسيحية خلال الحكم الاسلامي خاصة في القرن 11، وهم يختلفون عن المدجنون والموريسكيون الذين اعتنقوا المسيحية بعد حروب الاسترداد، كما اعتنق بعض اليهود السفارديون الديانة المسيحية، لذلك اعتبروا ايضاً جزء من ملّة أو مجتمع المستعربين.
لقد تمتع المسيحيون واليهود، بمعاملة خاصة مكنتهم من حرية الدين والمعتقد، حتى أن قضاياهم كان لهم حق الفصل بها بموافقة من السلطة الإسلامية العليا. فكان يسمح بتطبيق شرائعهم على يد قضاتهم الذين كانوا يعرفون بقضاة النصارى أو قضاة العجم، وتحت مسؤولية رئيس طائفتهم الذي كان يحمل لقب "القومس"،[١] أما الخلافات التي كانت تقع بينهم وبين المسلمين، فكانت تعرض على القضاء الإسلامي،[١] فكثرت كنائسهم في كل الأندلس ما بين القرن الثامن والثاني عشر، سواء في المدن الكبرى أو الصغرى. ومن أشهر هذه كنائسهم أيام الخلافة، الكنيسة العظمى بقرطبة، ومن أشهر الأديرة الواقعة في أطراف المدينة دير أرملاط،[٣] ولم تهدم الكنائس في الأندلس، إلا في حالات خاصة كأن تكون الكنيسة معقلا للثورة على السلطة، كهدم بعض الكنائس خلال ثورة ابن حفصون.[١] كما كانت الأناجيل أيضًا شائعة يطالعها المسيحي وغير المسيحي، وقد أفاد منها ابن حزم في كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل"، حيث ذكر أنه كان يصاحب رجال الكنيسة ويجادلهم.[١]
سكن المسيحيون المتسعربين في كافة أنحاء الاندلس، إلا أن ابرز مدن اقامتهم كانت في طليطلة، قرطبة، سرقسطة وإشبيلية.
انظر أيضا
مراجع
- ^ أ ب ت ث ج شحلان، أحمد. مكونات المجتمع الأندلسي ومكانة أهل الذمة فيه. التاريخ العربي. وُصِل لهذا المسار في 22 يوليو 2011.
- ^ Mozarabic language
- ^ Lévi- Provençal, Histoire de L’Espagne musulmane، Paris، 1950، T. 3 PP 72-74
an:Mozarabes be:Масарабы ca:Mossàrabs cs:Mozárabové de:Mozaraber el:Μοζάραβες Mozarab]] eo:Mozaraboj es:Mozárabe eu:Mozarabiar fr:Mozarabe gl:Mozárabes he:מוזערבים id:Muzarab ja:モサラベ la:Mosarabes ms:Mozarab nl:Mozaraben pl:Mozarabowie pt:Moçárabes ru:Мосарабы sv:Mozaraber