مذهب الانتشار

مذهب الانتشار (بالإنجليزية: Diffusionism) يشير المصطلح إلى انتشار العناصر الثقافية من ثقافة إلى أخرى فى أثناء الاتصال بين الجماعات الثقافية المختلفة. وقد تطورت نظرية الانتشار إبان القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فى مواجهة النظرية التطورية، رغم اهتمام كليهما بالبحث فى أصول الثقافة الإنسانية. وينظر العلماء الانتشاريون، مثل روبرت لوى (فىكتابة "تاريخ النظرية الإثنولوجية "الصادر عام ١٩٣٧)، ينظرون إلى الثقافة باعتبارها خليطاً من العناصر المستعارة، ويرون أن السمات الأرقى غالباما تنتشر انطلاقا من المركز، شأنها شان التموجات التى تتولد وتتسع حين إلقاء قطعة من الحجر فى بركة الماء. ويرون أنه يمكن إعادة رسم صورة لحركة هذه العناصر على أساس الافتراض بأن العناصر الإوسع انتشاراً هى العناصر الأقدم عمرا.

وقد حاول بعض الاتتشاريين إثبات أن جميع الثفافات الإتسانية قد نبعت من مكان واحد، ثم انتشرت منه عن طريق عمليات الانتشار. و إزاء أوجه الشبه بين معابد حضارة المايا (فى المكسيك) وأهرامات قدماء المصريين ذهب عالما الأنثروبولوجيا بيرى (عاش من ١٨٨٧ حتى ١٩٤٩) وإليوت سميث Elliot Smith (عاش من ١٨٧١ حتى ١٩٣٧) إلى القول بأن مصر هى نبع كل الثقافات الإنسانية (انظر، على سبيل المثال، كتاب بيرى، نمو الحضارة، ١٩٢٦ ).

غير أن علم الأنثروبولوجيا قد تجاوز إلى حد بحيد هذا الخلاف ناظرا إلى معظم العناصر الثقافية فى المناطق المتباينة باعتبارها قد نمت نموا مستقلا. كما تأخذ الأنثروبولوجيا على الانتشارين حرصهم على انتزاع المنيوجات الثقافية من سياقها. من هذا مثلا: أنه على الرغم من أوجه الشبه فى الشكل بين معابد الماياوأهرامات قدماء المصريين، فإن الوظائف الدينية لكل منهما تختلف عن بعضها تمام الاختلاف. ومع ذلك فإن بعض الاهتمامات التى كان يهتم بها الانتشاريون فى الأصل مازالت محل اهتمام المدرسة التاريخية فى الأنثروبولوجيا الأمريكية.

انظر أيضاً