النزعة التطورية
النزعة التطورية أو مذهب التطور (بالإنجليزية: Evolutionism) أو النظرية التطورية (بالإنجليزية: Evolutionary Theory) كانت تمثل - فى القرن التاسع عشر - تياراً فكرياً ينهض على فكرة المماثلة الحيوية، ولكنه يتميز عن النظرية الداروينية بطبيعته الحتمية. إذ تذهب النظرية العامة للتطور عند داروين إلى أن الأنواع الطبيعية إنما تتطور من خلال التباين و الانتخاب الطبيعى، وهى عملية ليست تقدمية بالضرورة. أما النظرية التطورية، التى ارتبطت بالعلماء الاجتماعيين فى العصر الفيكتورى، فتذهب إلى أن المجتمعات البشرية تتقدم حتماً، وأن التغير الذى تشهده تغير تقدمي، وهو الذى من شأنه أن يؤدي إلى حضارة أرقى و إلى تحسن أخلاقي للمجتمع البشرى. لقد كانت مثل هذه النظريات ذات أهمية محورية طوال القرن التاسع عشر فى دراسة المجتمع و الحياة السياسية. وكاتت قوة دعم للاستعمار ومازالت مترسخة بعمق فى الفكر الغربى. ويقدم كنيث بوك فى مقاله المعنون: "نظريات التقدم، والنمو، والتطور"، المنشور فى كتاب بوتومور ونيسبت: تاريخ التحليل السوسيولوجى، الصادر عام 1979، عرضا تاريخياً ممتازاً ونظرة عامة على الموضوع.
وعلى الرغم من أن النظرية التطورية فى علم الاجتماع تنسب إلى هربرت سبنسر، إلا أنه من الواضح أنها كانت من المسلمات لدى عدد من الكتاب المختلفين مثل كارل ماركس، وفردريك إنجلز وإميل دوركايم، وجوردون تشايلد. ولا شك أن وجودها فى أعمال المفكرين الراديكاليين والمحافظين على السواء إنما يجسد الأهمية الثقافية العميقة للنزعة التطورية فى الفكر الغربى.