محمد علي العابد
محمد علي العابد | |
محمد علي العابد
| |
في المنصب 13 يونيو 1932 – 21 ديسمبر 1936 | |
أتى قبله | تاج الدين الحسني |
أتى بعده | هاشم الأتاسي |
رئيس الوزراء | حقي العظم، تاج الدين الحسني، عطا الأيوبي |
ولد | 1867 دمشق، ولاية سوريا، ملف:Flag of the Ottoman Empire (1453-1844).svg الدولة العثمانية |
مات | 1939 باريس، ملف:Flag of France.svg فرنسا |
الحزب السياسي | مستقل |
الزوج(ة) | زهرا اليوسف |
الديانة | مسلم |
محمد علي العابد (1867 - 1939) هو أول رئيس للجمهورية السورية بين 11 يونيو 1932 و21 ديسمبر 1936، وتاسع حاكم لسوريا منذا الاستقلال عن الدولة العثمانية، كما أنه أول حاكم لسوريا يتم انتخابه ولا يتم تعيينه كما هو متبع منذ 1918 ثم منذ فيام الدولة السورية عام 1925. والده أحمد عزت العابد سياسي سوري شهير زمن الدولة العثمانية عمل في بلاط عبد الحميد الثاني، وعين في مراتب رفيعة كرئيس محاكم بلاد الشام. درس العابد في دمشق التي غادرها طفلاً وفي بيروت واسطنبول وباريس، وعمل في وزارة الخارجية العثمانية وعيّن سفيرًا في الولايات المتحدة، وبعد خلع عبد الحميد الثاني لم يعد وعائلته إلى الدولة العثمانية مطلقًا بل تنقلت العائلة في أرجاء أوروبا، حتى نهاية الحرب العالمية الأولى فاستقرّ العابد في مصر ثم عاد إلى دمشق. في سياسته كان العابد محايدًا ذو علاقات جيدة مع موالي الانتداب من ناحية ومع الكتلة الوطنية من ناحية ثانية، وهو ما ساهم في وصوله لمقام الرئاسة في 13 يونيو 1932، وبموجب دستور عام 1928 فإن ولاية الرئيس تمتد لخمسة سنوات، إلا أنه استقال عام 1936 بداعي السن وتمهيدًا لتدشين حكم الكتلة الوطنية بعد إقرار المعاهدة السورية الفرنسية لعام 1936؛ وقد تتالى خلال رئاسته أربع حكومات.
كان يجيد عدا العربية والتركية كلاً من الفرنسية والإنجليزية والفارسية وعرف عنه ولعه بالأدب الفرنسي وبالعلوم الاقتصادية. عائلة "العابد" من عائلات دمشق الغنية ذات الأصل الكردي، استقرت في دمشق على يد هولو العابد جد والد العابد، ويعود نسبه لقبيلة الموالي إحدى قبائل سوريا التي استطونتها إبان العهد العباسي.[١]
حياته
ولد محمد علي العابد في دمشق عام 1867 وتلقى علومه الابتدائية فيها ثم انتقل عام 1885 إلى بيروت فأقام بها قسطًا من الزمن وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده،[١] وانتقل مع أسرته إلى اسطنبول بعد استدعاء والده إليها، فدخل مدرسة غلطة سراي السلطانية، وبعدما أنهى دراسته الثانوية أوفد إلى باريس حيث درس الحقوق ومنها تخرّج عام 1905.[١] بعد تخرجه عاد إلى اسطنبول حيث عيّن مستشارًا قضائيًا لوزارة الخارجية العثمانية، وبفضل نفوذ والده وقربه من السلطان عبد الحميد الثاني غدا مفوض الدولة العثمانية لدى الولايات المتحدة الإمريكية، وكان قد ترقى في سلّم المراتب ودرس إلى جانب الحقوق التشريع الروماني والفقه الإسلامي. غير أن عمله كسفير في واشنطن لم تطل، فبعيد الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني يوم 23 يوليو 1908 أنهيت مهامه كسفير،[٢] وكذلك أقيل والده من منصبه في اسطنبول الذي غادرها سرًا خوفًا على حياته. لم يعد محمد علي إلى الدولة العثمانية بل انتقل من واشنطن إلى كاليفورنيا ثم نحو أوروبا حيث التقى والده وكانا دائما التنقل في سويسرا وفرنسا وإنكلترا حتى وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، فانتقلا إلى مصر وفيها توفي والده، ثم انتقل العابد إلى دمشق مجددًا عام 1920 بعيد سقوط المملكة السورية العربية،[٢] حيث نسج علاقات جيدة مع قادة الانتداب الفرنسي ما توّج بتعيينه وزيرًا للمالية في حكومة بركات الأولى التي تشكلت في يونيو 1922، وقد تلاه في الحكومة التالية التي تشكلت في 1 يناير 1925 جلال الزهدي.
رئاسته
في الانتخابات التشريعية التي تمّت في ديسمبر 1931 ويناير 1932 انتخب نائبًا توافقيًا عن دمشق وفق النتائج القطعية التي صدرت في 9 أبريل، وعندما عقد المجلس النيابي اجتماعه الأول، فوّض إليه انتخاب رئيس المجلس وهيئة مكتبه إلى جانب رئيس الجمهورية، وتم انتخاب العابد في 13 يونيو 1932، وكان أول من حمل لقب "رئيس الجمهورية" في سوريا، إذ إن من سبقوه سمّوا رؤساء الدولة لعدم وجود دستور مكتوب لها. انتخاب العابد، جاء بتوافق بين نواب الكتلة الوطنية والنواب المعتدلين حول انتخاب رئيس معتدل فوقع الاختيار على العابد وانتخب بأغلبية 36 نائبًا من أصل 68، وبذلك قطع الطريق أمام صبحي بركات الرئيس السابق للدولة، والمرشح الفرنسي للمنصب.[٣] عمومًا فإن الاتفاق الذي عقد ضمن للمعتدلين منصب رئيس المجلس النيابي وانتخب بركات رئيسًا للمجلس، كما اتفق أن تكون الحكومة مناصفة بين الكتلة الوطنية والمعتدلين.[٤]
أول حكومات عهده شكلها حقي بيك العظم وتألفت من أربع وزراء فقط مناصفة بين الكتلة الوطنية والمعتدلين في 14 يونيو ونالت ثقة المجلس النيابي في 6 أكتوبر 1932. بعد عام في 3 يونيو 1933 استقالة حكومة العظم وتألفت حكومة ثانية برئاسته غير أنها قد خلت من وجوه الكتلة الوطنية فكانت "وزارة انتدابية" بتوافق العابد مع المفوض الفرنسي بونسو في أعقاب مظاهرات حاشدة شهدتها البلاد كانت الكتلة الوطنية مساندة لها بطلب الوحدة والاستقلال. وفي يوليو 1933 أنهيت مهام هنري بونسو كمفوض فرنسي سامي في سوريا، وعيّن سفير فرنسا في الصين شارل دي مارتيل خلفًا له، وعندما وصل بيروت في 12 أكتوبر 1933 عُقد مؤتمر صافيتا من قبل وجهاء الطائفة العلوية طالبوا به بالوحدة والانضمام للجمهورية السورية، كما شهدت دمشق خلال الفترة ذاتها اعتصامًا قام به شبّان دروز للهدف ذاته.[٥]
في نوفمبر 1933، عرض دي مارتيل نص معاهدة السلم والصداقة بين سوريا وفرنسا بعد أن أقرتها الحكومة ودعمها العابد، غير أن البرلمان رفض التصديق عليها وردها بأغلبية 46 نائبًا (أي أكثر من ثلثي المجلس) لأنها لا تحوي على بنود تتعلق بالسيادة والوحدة والاستقلال، فما كان من دي مارتيل إلا أن حلّ دورة المجلس في 24 نوفمبر وأوقف اجتماعاته طول ذاك الفصل التشريعي. ثالث حكومات عهد العابد شكلها رئيس الدولة السورية السابق تاج الدين الحسني وذلك في 17 مايو 1934 بعد أن استقالت حكومة العظم الثانية بإيعاز من دي مارتيل.[٦]
في 21 ديسمبر 1935 نظمت الكتلة الوطنية حفل تأبين لمناسبة ذكرى أربعين وفاة إبراهيم هنانو على مدرج الجامعة السورية، وأعلن فارس الخوري خلال الحفل "الميثاق الوطني"، وبدأت في أعقابه الإضرابات والاضطرابات الأمنية الدامية، بينما عجز العابد ومعه حكومة الشيخ التاج عن قمعها. وقد أغلقت في أعقاب هذه الاحتجاجات مكاتب الكتلة الوطنية في دمشق وحلب واعتقل عدد من قادتها كسعد الله الجابري فردّ الشعب بإضراب شامل دام في دمشق ومدن أخرى ستين يومًا، واضطر الجيش الفرنسي للانتشار في شوارع المدن الرئيسية وهدد دي مارتيل بقصف دمشق كما حصل عام 1925، وشهدت العراق ولبنان والأردن وفلسطين ومصر مظاهرات مؤيدة للشعب السوري فضلاً عن دعم من بريطانيا، وبنتيجة الضغط الدولي اضطر المفوض الفرنسي لقاء هاشم الأتاسي رئيس الكتلة الوطنية، واتفق معه على تشكيل حكومة جديدة وتشكيل وفد سوري يقوم بالسفر إلى فرنسا للتفاوض حول معاهدة جديدة تضمن حقوق السوريين، وبنتيجة الاتفاق استقالة حكومة الحسني وتشكلت رابع وآخر حكومات عهد العابد برئاسة عطا الأيوبي في 23 فبراير 1936؛[٧] بعد حوالي شهر في 21 مارس غادر وفد الكتلة الوطنية إلى فرنسا ومكثت المفاوضات ستة أشهر حتى سبتمبر، حين أعلن عن الاتفاق بين الوفد والحكومة الفرنسية في 9 سبتمبر ونشرت نصوص مسودة الاتفاق في 22 أكتوبر على أن توقع قبل نهاية العام. ودعا العابد لانتخابات نيابية هي الثانية في تاريخ سوريا فازت بها الكتلة بالأغلبية الساحقة، وكان من النتائج المباشرة للاتفاق بين الكتلة وفرنسا، عودة ارتباط دولة جبل العلويين ودولة جبل الدروز بالوطن الأم في 5 ديسمبر 1936، مقابل احتفاظهما بالاستقلال الإداري والمالي، غير أن نائب جبلة علي أديب عضو برلمان دولة جبل العلويين أعلن تنازل اللاذقية عن استقلالها المالي والإداري لتكون "متساوية مع سائر المحافاظت السورية"، وأيدّه في ذلك سائر النواب وعيّن مظهر باشا أحد أركان الكتلة الوطنية محافظًا عليها.[٨] وقد افتتح البرلمان الجديد أعماله في 21 ديسمبر 1935 وفي اليوم نفسه أرسل العابد كتاب استقالته إلى المجلس فقبلها، وقد علل العابد سبب استقالته لأسباب صحيّة بينما وجد عدد من المؤرخين أن السبب يرجع لفوز الكتلة الوطنية، وعدم تمكن رئيس محايد الاستمرار إثر فوز الكتلة بأغلبية ساحقة. وفي الجلسة التي قبلت فيها الاستقالة انتخب هاشم الأتاسي رئيسًا، أما العابد فقد غادر سوريا إلىباريس وقيل خوفًا من الاغتيال، وبقي فيها إلى أن وافته المنية عام 1939 حين نقل جثمانه إلى دمشق ودفن فيها.[٨] ويمكن القول عن فترة العابد:[٣]
- إن فترة محمد العابد كانت أشبه ما يكون بالهدوء الذي جاء بالعاصفة، امتاز عهده بتحدّي القوى الوطنية لسلطة الاحتلال وظهور الكتلة الوطنية الواضح، والتي تقدّمت على حزب الشعب الذي أسسه الدكتور عبد الرحمن الشهبندر عام 1925، والتي استطاعت فيه الكتلة الوطنية تحريك الشارع لإرغام الاحتلال للإذعان للتوقيع على مُعاهدة الاستقلال وبطلان الانتداب الفرنسي، وهو ما لم يتم في عهده.
حاليًا، يوجد شارع راقي باسمه في دمشق بقرب شارع الحمراء يمتاز بوجود بعض الأبنية ذات الطراز المعماري الفرنسي من مخلفات الانتداب.
منزله
لا يزال منزل محمد علي العابد إلى اليوم في حي ساروجة ضمن دمشق القديمة ويرجع عمر قصر آل العابد لحوالي 350 عامًا من الآن،[٩] ويعود تاريخ اقتنائه لهولو العابد جد والد محمد علي العابد، واعتبر في بداية رئاسته قصرًا جمهوريًا واستمر كذلك ستة أشهر فقط، حين تم الانتهاء من القصر الجمهوري الحالي في منطقة المهاجرين بدمشق. وبعد فاة العابد حوّل القصر عام 1942 إلى سليم اليازجي الذي قام بتحويله إلى مدرسة ثانوية حتى عام 1970، حين تم تأميم المدارس الخاصة في سوريا، وأتبع البناء لملكية وزارة التربية التي حولة البناء كمديرية تربية،[٩] وقد أهمل القصر وأتلفت الكثير من محتوياته وسرق بعضها الآخر سيّما الأسقف العجمية، وفي عام 1995 استعاد اليازجي ملكيته، كما تعرض في عام 2006 لحريق قضى على أحد طوابقه.[٩]
انظر أيضًا
المراجع
- ^ أ ب ت محمد علي العابد، الموسوعة العربية، 23 أغسطس 2011.
- ^ أ ب محمد علي العابد، رجال الشرق، 23 أغسطس 2011.
- ^ أ ب تاريخ سوريا الجزء الرابع، رجال الشرق، 23 أغسطس 2011.
- ^ سوريا صنع دولة وولادة أمة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، 396
- ^ سوريا صنع دولة وولادة أمة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، ص.394
- ^ سوريا صنع دولة وولادة أمة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، ص.397
- ^ سوريا صنع دولة وولادة أمة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، ص.398
- ^ أ ب سوريا صنع دولة وولادة أمة، وديع بشور، دار اليازجي، دمشق 1994، ص.403
- ^ أ ب ت 65 مفتاحًا لقصر أول رئيس سوري، سوريا الإلكترونية، 23 أغسطس 2011.
مواقع خارجية
- محمد علي العابد، رجال الشرق.
- صور من عهد العابد، تاريخ سوريا.
سبقه تاج الدين الحسني |
رئيس الجمهورية السورية 13 يونيو 1932 - 21 ديسمبر 1936 |
تبعه هاشم الأتاسي |
|
Muhammad Ali al-Abid]] fr:Mohammed Ali Bay al-Abid nl:Muhammad Ali Bey al-Abid ru:Аль-Абид, Мухамммед Али Бей