كارل فلهلم شيله
كارل فلهلم شيله (بالألمانية: Carl Wilhelm Scheele) (9 ديسمبر 1742 - 21 مايو 1786) كان كيميائياً وصيدلانياً سويدياً مسقط رأسه ألمانيا.
حياته
كان الطفل السابع لأسرة مكونة من 11 طفلًا في شترالسوند بألمانيا، كابن لتاجر يحظى باحترام كبير. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية كان يعمل كصيدلي في غوتبورغ بين 1757 و 1765 ثم انتقل إلى انتقل إلى Köping في 1775 حتى وفاته.
كان أحد مؤسسى الكيمياء الحديثة حيث يعد شيلي من أحد الذين ينسب إليهم اكتشاف الأكسجين، على الرغم من أن جوزيف بريستلي سبقه في ذلك، كما تمكن من التعرف على العديد من العناصر الكيميائية مثل الكلور والباريوم و(المانغنيز).
كان عضوا في الأكاديمية السويدية للعلوم في ستوكهولم. اكتشف سكيل العناصر الكيميائية المختلفة، والمركبات، بما في ذلك الكلور، المنغنيز، وحمض الطرطريك، والجليسرين وحمض اللاكتيك.
كان أول من اكتشف امتصاص الغازات من الفحم.
اكتشاف كارل شايلي للكلور
في عام ١٧٧٤، قام العالم والصيدلي السويدي كارل شايلي في واحدة من تجاربه العديدة بإضافة ما يعرف الآن باسم ثاني أكسيد المنجنيز إلى ما يعرف الآن باسم حمض الهيدروكلوريك الذي كان يعرفه باسم الحمض البحري. وقد أصابته الدهشة عندما تكون غاز أصفر لاذع يميل إلى الخضرة وهو الآن يعرف باسم غاز الكلور. ويشتق الاسم من اللغة اليونانية للكلمة التي تعني اللون الأخضر وذلك مثل الكلوروفيل.
حمض لهيدروكلوريك (الحمض لبحري) + ثاني فسيد لمنجنيز (بيرولوسيت) -----> كلور + كلوريد المنجنيز + ماء
وفقا للمصطلحات الشائعة في ذلك العصر، أطلق كارل شايلي على الغاز الذي اكتشفه اسم الحمض البحري الذي يحتوي على مادة اللاهوب. ومن الجدير بالذكر شرح السبب وراء تلك التسمية. قبل إجراء تلك التجربة بخمسين عاما، ذكر الإنجليزي ستيفن هيلز أنه عند تسخين خليط من الملح البحري مع حمض الكبريتيك، فإنه يتصاعد غاز لاذع عديم اللون أطلق عليه اسم غاز الحمض البحري لأنه يستخرج من الملح. وعند ذوبان ذلك الغاز في الماء، فإنه يتحول إلى الحمض البحري (حمض الهيدروكلوريك). لكن الغاز الناتج عن تجربة كارل شايلي يختلف تماما عن ذلك الغاز، لذا توجب عليه تسميته باسم آخر. ونظرا لأنه كان يعتقد أنه لا يحتوي على المادة التى تساعد على الاشتعال، فإنه أضاف كلمة اللاهوب إلى الاسم. وانطلاقاً مما سبق، نلاحظ أنه كم كات هناك حاجة ماسة لتنظيم لغة الكيمياء في ذلك الوقت.
إن غاز الكلور من الغازات النشطة تماما حتى في حالة عدم وجود مادة اللاهوب. كما أنه لا يوجد حراً أو وحده في الطبيعة على الإطلاق. وبالتالي، فإن ذلك الغاز شديد الانجذاب للمواد الأخرى مكونا مركبات شديدة الصلابة. وفي وقت مبكر، كان قد تم اكتشاف أن الكلور مبيض قوي؛ بمعنى أنه يستطيع إزالة الألوان من المواد النباتية وبالتالي، يعمل على تبييض الأقمشة المصنوعة من الكتان أو القطن. ويعد ذلك الاكتشاف من العوامل المهمة التي أدت إلى نمو صناعة النسيج بشكل سريع. وقد كان الكيميائي الفرنسي كلود بيرتوليه من بين أول العلماء الذين لاحظوا ذلك. وقد عمل فيما بعد مع لافوازييه وبعض العلماء الآخرين على ابتكار لغة جديدة للكيمياء الحديثة تم نشرها عام ١٧٨٧ .
نظرا لخطورة غاز الكلور (غاز سام تم استخدامه في الحرب العالمية الأولى)، فإنه تم بتكار طريقة أكثر أمانا تطورت كي يستخدم كمبيض للألوان وقد أطلق عليه في هذه الطريقة أسم مسحوق التبييض. وقد أطلق عليه أيضا اسم مسحوق تقصير الألوان، ويمكن الحصول على ذلك المسحوق بتفاعل الكلور مع الجير المطفأ؛ أي يتم تسخين الحجر الجيري للحصول على الجير الحي ثم يخلط بالماء (١٧٥٤). كما تم استخدام ذلك المركب كمطهر (سميلويس ١٨٤٧). ويتم الآن تطهير حمامات السباحة من الطحالب باستخدام المواد الكيميائية التي تطلق غاز الكلور.
إسهامات كارل شايلي في اكتشاف الغازات
يعد العالم السويدي كارل شايلي نموذجا واضحا للعلماء الذين لم يلقوا التقدير المناسب علميا، نظراً لعدم قيامه بنشر اكتشافاته بالسرعة المناسبة. ذلك، لأن المذكرات التي تحتوي على تجاربه المعملية تشير بوضوح إلى اكتشافه غاز الأكسجين قبل العالم الإنجليزي جوزيف بريستلي (١٧٧٤) بعدة سنوات والذي ينسب إليه عادة اكتشاف الأكسجين وقد اتبع كارل شايلي الأسلوب نفسه الذي اتبعه جوزيف بريستلي بعده؛ والذي يعتمد فيه على تسخين بعض المركبات مثل الكلس الأحمر للزئبق للحصول على كمية كبيرة من غاز الأكسجين. لكن، نظرا لإهماله وتجاهله لنشر اكتشافاته، فإنه لم تظهر تلك الاكتشافات إلى العالم سوى عام 1777. كما أدى تأخير النشر إلى نسبة اكتشاف غاز النيتروجين إلى العالم الاسكتلندي دانيال رذرفورد (١٧٧٢).
يعد كارل شايلي واحداً من العلماء النشطين الذين قاموا بالعديد من الاكتشافات. فبالإضافة إلى اكتشافه للأكسجين والنيتروجين، فقد اكتشف عنصر الكلور (١٧٧٤) والموليبدنوم. كما ساعد الكيميائيين السويديين في اكتشاف عناصر عديدة، منها: الكوبلت والتنجستن والنيكل والمنجنيز وغيرها. كما اخترع أنبوب النفخ وهو أداة مفيدة تعمل على توصيل تيار الهواء إلى اللهب المسلط على قطعة المعدن لتزيد من حرارته. وقد أشار لون اللهب والأبخرة المتصاعدة في أثناء عملية التسخين والبقايا المترسبة بعدها إلى أنه هناك عناصر موجودة بالعينة لم تكتشف بعد
أطلق كارل شايلي الأسماء على العديد من الأحماض الجديدة وفقا لارتباطها ببعض كائنات الحية مثل حمض الخليك الذي نحصل عليه من الخل وحمض الليمون من الليمون وحمض التفاح من التفاح وحمضي اللكتيك واليوريك من الحيوانات. كما اكتشف بعض الغازات كريهة الرائحة مثل سيانيد الهيدروجين السام وكبريتيد الهيدروجين (الذي يشبه رائحة البيض الفاسد). وقد أجرى كارل شايلي اختبار الطعم والرائحة لتلك الغازات التي اكتشفها. ومن الممكن أن يكون ذلك أحد الأسباب التي أدت إلى وفاته في الرابعة والأربعين من عمره كما حدث للعالم الإنجليزي همفري دايفي بعد ذلك بعدة عقود (١٨٠٢).
وفاته
وفاة شيلي كانت نتيجة لعادة لديه كان يتبعها أثناء اختباراته وهي التجريب بالتذوّق؛ حيث كان يقوم بتذوّق العناصر التي كان يكتشفها أو يُخضعها للاختبار، وما دفعه لتكرير تلك العادة أنه كان لا يتأذّى منها، كما أنه نجا ذات مرة بعد أن تذوّق سيانيد الهيدروجين، ولكن هذه العادة كانت في الحقيقة السبب وراء موته، ولكن لم يتم التعرّف على المادة السامة التي تسبّبت في وفاته، ولكن الأعراض التي صاحبت الوفاة رجّحت بشكل كبير أنه تعرّض لتسمّم نتيجة لتذوّقه الزئبق.