فريدريك هوبكنس
السير فريدريك غولند هوبكنس (بالإنجليزية: Frederick Gowland Hopkins) ـ (20 يونيو 1861 ـ 16 مايو 1947) عالم كيمياء حيوية بريطاني حاصل على ملف:NobelPrizeMedal.jpg جائزة نوبل في الطب لعام 1929 مناصفة مع كريستيان أيكمان لاكتشافه الفيتامينات. كما اكتشف هوبكنس الحمض الأميني تريبتوفان سنة 1901. رأس الجمعية الملكية بين عامي 1930 و1935.
حياته
ولد هوبكنس في إيستبورن بمقاطعة ساسكس الإنجليزية، ودرس بمدرسة مدينة لندن للبنين (بالإنجليزية: City of London School)، ثم التحق بالبرنامج الخارجي في جامعة لندن وبمدرسة الطب بمستشفى غاي، التي صارت اليوم جزءًا من مدرسة الطب بكلية الملك بلندن. وبعد تخرجه قام بتدريس علم وظائف الأعضاء وعلم السموم في مستشفى غاي بين عامي 1894 و1898.
في سنة 1898 تزوج هوبكنس من جيسي آن ستيفنس (أنجبا ابنتين في هذا الزواج). وفي نفس العام تلقى هوبكنس ـ أثناء حضوره ملتقى للجمعية الفسيولوجية ـ دعوة من السير مايكل فوستر للانضمام إلى فريق المختبر الفسيولوجي في جامعة كامبردج للبحث في الجوانب الكيميائية المتعلقة بالفسيولوجيا، في وقت لم تكن فيه الكيمياء الحيوية قد اعتُرف بها كعلم مستقل. وفي سنة 1902 حصل على وظيفة تدريسية في الكيمياء الحيوية، وفي سنة 1910 أصبح زميلًا لكلية الثالوث (بالإنجليزية: Trinity College) وزميلًا شرفيًا لكلية إيمانويل. وفي سنة 1914 انتخب هوبكنس أستاذًا لكرسي الكيمياء الحيوية بجامعة كامبردج، ليصبح بذلك أول أستاذ لهذا العلم في كامبردج.
أبحاثه
- قام هوبكنس بدرسة النشاط العضلي وكشف عن علاقة تكوين حمض اللبنيك بالانقباض العضلي وقام بعزل الجلوتاثيون المعتقد أنه الباعث على التأكسد في الأنسجة.
- اكتشف هوبكنس الحمض الأميني تريبتوفان وأوضح مدى أهمية وضروة وجوده في الغذاء.
- يعد هوبكنس أحد رواد أبحاث الفيتامينات، حيث استنتج من تجاربه الغذائية على الحيوانات أن العوامل الغذائية الإضافية (الفيتامينات) ضرورية للصحة، وكان حصوله على جائزة نوبل في الطب لعام 1929 لبحوثه في الفيتامينات.
إسهامات فريدريك جاولند هوبكنزفي مجال الأحماض الأمينية
لا شك أننا نقبل هذه الأيام أهمية الفيتامينات والتوابع الصحية الناتجة عن |لاستغذاء عنها. تجدر الإشار هنا إلى أن مصطلح "فيتامين" يرجع إلى قرن سالف من الزمان، كما أن المفهوم نفسه يرجع إلى تلك الفترة نفسها تقريباً. تم التعرف على مصطلح "فيتامين" في عام ١٩١٢ عندما قام العالم البولندي كازيمير فانك بصياغته من كلمة "فيتا" التي تعني الحياة وكلمة "امين" وهي عبارة عن مجموعة من المواد الكيميائية الشائعة المحتوية على عنصر النيتروجين. ولكنه فصل مادة واحدة أطلق عليها اسم الثيامين، والتي تأتي من قشر الأرز.
أما عن قصة قشر الأرز، فترجع أصولها لعام ١٩٠٥، عندما اكتشف الطبيب الإنجليزي وليم فليشر أن هناك مرضا استوائيا خطيراً ألا وهو البري بري - يمكن القضاء عليه إذا تناول الناس حبوب الأرز غير المقشورة، أي يتناولونه بقشره. اعتقد فليشر أن قشر الأرز يحتوي على بعض العناصر الغذائية الخاصة التي تمنع الإصابة بالأمراض. وبعد ذلك بحوالي سبع سنوات، تمكن العالم فانك من اكتشاف هذه العناصر الغذائية.
أما عن أكثر الأسماء ارتباط بموضوع الفيتامينات كان اسم الطبيب الإنجليزي فريدريك هوبكنز بالرغم من قلة إسهاماته في التعرف على الفيتامينات. ونال هذا الطبيب العديد من الدرجات العلمية والأوسمة مثل وسام الفروسية ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وأصبح رئيسا للجمعية الملكية (بعد العالم أرنست رذرفورد على الفور) وحصل على جائزة نوبل في الطب عام ١٩٢٩. وقد جذبه إلى الاهتمام بدراسة العلوم الطبية الميكروسكوب القديم الذي كان يخص والده، فقد كان دائم اللعب بهذا الميكروسكوب. عمل في مكتب للتأمين ثم عمل بعد ذلك كطبيب شرعي مساعد قبل أن يتحول إلى العمل في مجال الطب.
اقتنع هوبكنز في حوالي عام ١٩٠٦ بأن كميات قليلة من المواد الكيميائية المركبة (عوامل النمو) تعد ضرورية بشكل كبير لصحة الإنسان. فبدأ في إطعام الفئران بطرق غذائية مقتصرة على السكر والنشا والملح وبروتينات اللبن. فأصبحت الفئران مريضة وهزيلة، ولم تسترد عافيتها إلا عندما تناولت لبنا كاملاً ويبدو واضحاً من هذه التجربة أن اللبن يحتوي على بعض من المواد الكيميائية الضرورية المركبة. وقد استبعد نوعين اثنين؛ سمي النوع الأول فيما بعد باسم فيتامين (ج)، بينما أثبت النوع الآخر بأنه مزيج من فيتامين (أ) وفيتامين (د). وتصدر عنصر الثيامين الذي اكتشفه الطبيب فانك قائمة مجموعة فيتامينات (ب) وبحلول عام ١٩٤٠، تم التعرف على العديد من الفيتامينات الأخرى مثل فيتامين (ب٢) و الريبوفلافين وفيتامين (ب٣) أو النياسين وفيتامين (ب٤) أو حامض الفوليك وفيتامين (ب٦) أو الحامض النيكوتيني وفيتامين (ب١٢). أطلق الباحثون المتحمسون أسماء فيتامين (ب٥) وفيتامين (ب٧) وحتى (ب١١) على المركبات الكيميائية الأخرى، ولكنهم قاموا باستبعادها بعد ذلك؛ حيث إن هذه الفيتامينات ليست على قدر كبير من الضرورة لصحة الإنسان أو أنه بإمكان الجسم تكوينها ذاتيا من الغذاء المكتسب.
تم تحديد دور فيتامين (د) لمنع الإصابة بكساح الأطفال والتشوهات العظمية على يد أدورد ميلانبي في عام ١٩٢٢؛ حيث يتم تكوين هذا الفيتامين تحت الجلد بفعل تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية (١٨٠٢). بالنسبة لفيتامين (ه)، فقد تم اكتشافه في ذات الأورق الخضراء في العام نفسه. وترجع قصة فيتامين (ج) أو حامض الأسكوربيك إلى عام ١٧٤٧ عندما اكتشف جيمس ليند أن العصائر الحمضية تمنع الإصابة بمرض الإسقربوط وتم التعرف على هذا الفيتامين في عام ١٩١٢، وفي عام ١٩٣٥ أصبح أول فيتامين يتم تصنيعه.
التكريم والجوائز
حصل هوبكنس ـ إلى جانب جائزة نوبل ـ على كل من:
- القلادة الملكية من الجمعية الملكية سنة 1918
- وسام كوبلي من الجمعية الملكية سنة 1926
كما انتخب زميلًا للجمعية الملكية ـ أرقى المنظمات العلمية في بريطانيا ـ سنة 1905، وحصل على لقب «سير» (فارس) من الملك جورج الخامس سنة 1925، ووسام الاستحقاق ـ أرقى وسام مدني في بريطانيا العظمى ـ سنة 1935، ورأس الجمعية الملكية بين عامي 1930 و1935، والرابطة البريطانية لتقدم العلوم سنة 1933.