فريتز زفيكي
فريتز زفيكي (بالألمانية: Fritz Zwicky) في الفيزياء والفلك عالم الفيزياء والفلك السويسري ، ولد في مدينة وارنا في بلغاريا وكان أبوه تاجر قطن سويسري يعمل هناك، ولد في 14 فبراير 1898 وتوفي في باسادينا، كاليفورنيا في 8 فبراير 1974 . عمل بصفة رئيسية في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا Caltech . من أهم أعماله العلمية بحوثه في النجوم النيوترونية والمادة المظلمة التي فكر فيها عن دراسته للمجرات وسرعة دورانها حول نفسها .
حياته
عاش بعد بلوعغه سن السادسة مع أجداده في مدينة جلاروس لكي يدخل المدرسة. وحصل على تعليمه الثانوي في زيوريخ بسويسرا . درس في الجامعة على أيدي أوجوست بيكارد وألبرت أينشتاين بين عامي 1917 - 1925 الرياضيات والفيزياء التجريبية .
أعماله
قدم فريتس زفيكي أفكارا جديدة ووضع علامات بارزة في تطور علم الفلك ، حيث قام بدراسة المجرات ونظم النجوم . وفي عام 1938 اقترح افتراض أن النجوم النيوترونية تنشأ عن انفجار مستعر أعظم وأثبت ذلك في نظرية بالتعاون مع زميله والتر بادي .
أدت دراساته على المجرات إلى حتمية وجود المادة المظلمة ، وقام باكتشاف 123 من المجرات وهو كبير عدد لم يكتشفه فيزيائي منفرد من قبل .
يرجع إليه أن سديم السرطان إنما هو مستعر أعظم 1054 وسجله العلماء الصينيون في وقته عام 1054 .
قام بإنشاء فهرس المجرات وتجمعات المجرات CGCG.
إسهامات فرانز زويكي في مجال دراسة النجوم
لاحظ بعض المراقبين لآفاق السماء عبر قرون عديدة الكثير من التغييرات. بعض هذه التغييرات تعتبر منتظمة ومتوقعة، مثل المراحل التي يمر بها القمر وحركة الكواكب. بينما قد تحدث بعض التغييرات دون أدنى تحذير مسبق، مثل ظهور نجوم جديدة فجأة في مكان لم تتم رؤية أي نجم فيه مسبقا. فالنجمان اللذان اكتشفهما العالمان تيكو براهي في عام ١٥٧٢ وكبلر في عام ١٦٠٤ كانا من ضمن القائمة، حيث يكفي ضوؤهما الساطع لرؤيتهما في أوقات النهار قبل أن يخبو ذلك الضوء مرة أخرى. فضلا عن ذلك، فقد استطاع علماء الفلك الصينيون رؤية نجم شديد اللمعان في عام 1052.
بمجرد إدراكنا أن مجموعتنا من النجوم لم تكن الوحيدة الموجودة في هذا الكون (هابل ١٩٢٤) وأن هناك العديد من المجرات الأخرى، بذل علماء الفلك جهودهم من أجل البحث عن هذه النجوم الجديدة. إلا أنه بالرغم من إمكانية رؤيتها على مثل هذه المسافات، فقد كانت اانفجارات الخاصة بها شديدة السطوع لتستحق أن يطلق عليها اسم النجوم المتجددة العظمى. جدير بالذكر أن النجوم التي تم اكتشافها في عام ١٠٥٢ و١٥٧٢ و١٦٠٤ كانت تنتمي لهذه الفئة.
بدأ عالم الفلك الأمريكي فرانز زويكي بحثه عن هذه النجوم المتجددة العظمى في عام ١٩٣٦ ، واكتشف عشرين نجما من هذه الغئة في مجرات أخرى. اتسم بعض هذه النجوم بالبريق مثل سائر نجوم المجرة لدة أشهر قلائل قبل أن يختفي بريقها. إذن هناك كارثة قد حدثت بالتأكيد لهذه النجوم لكي تنطلق منها هذه الكمية من الطاقة.
قام العالم زويكي بوضع سيناريو للأحداث المحتملة. فاعتقد أن النجم الكبير قد يستهلك طاقته بسرعة كبيرة للغاية (وقد قصد هنا عدة ملايين من السنوات). ومع نفاد طاقة ذلك النجم، سينهار ذلك النجم فجأة بطريقة تشبه الكارثة، فتتناثر الطبقات الخارجية لهذا النجم بمجرد وصوله إلى هذه امرحلة. وبالتالي، يؤدي ذلك الانهيار إلى انطلاق طاقة هائلة لفترة من الوقت، حيث يستمر هذا النجم المنهار في التلاشي إلى أن يصل إلى الانتهاء كلية في خلال سنة أو سنتين.
عندما تهدأ الأمور وتعود إلى طبيعتها مرة أخرى، سيتبقى شيئان من انهيار النجم وهما سحب حطام هذ النجم والغازات والغبار المعروف الآن باسم بقايا حطام النجوم المتجددة العظمى (سحب سديم السرطان في كوكبة برج الثور توضح مكان وجود النجم المتجدد الأعظم الذي حدث في عام ١٠٥٢)، أما الشيء الثاني فهو عبارة عن جمرة النجم العملاق، والتي تعرضت للضغط الشديد بفعل ذلك الانهيار لتصبح في مثل كثافة نواة الذرة. جدير بالذكر أن قدر ضئيل من هذه المادة قد يزن ملايين الأطنان؛ فمثل هذا الجسم الذي يبلغ عرضه . ١ كيلو مترات قد يبلغ وزنه وزن الشمس بالضبط وفي ظل هذه الجاذبية الشديدة، ستتعرض البروتونات والإليكترونات للضغط معا فتتولد النيوترونات (رذرفورد ١٩٢٠). وقد أطلق العالم ٥٧٧ ا ١٩٠١-١٩٥٠ زويكي على هذه النيوترونات اسم النجوم النيوترونية. جدير بالذكر أنه قد مضى ثلاثون عاما منذ ذلك الحين قبل اكتشاف أحد هذه النيوترونات (بل وهيويش ١٩٦٧).
لقد ترك لنا العالم زويكي شيئا آخر لكي نفكر فيه ونتأمله. فقد درس زويكي الطريقة التي تتجاذب بها المجرات من خلال الجاذبية المتبادلة فيما بينها. فوفقا لا جاء به العالم نيوتن (١٦٨٦)، تؤثرهذه القوة الجاذبة على الطريقة التي تتحرك بها المجرات. وبالرغم من ذلك، لا يبدو أن إضافة كتلة كل النجوم المرئية بالإضافة إلى السحب الغازية ستجعل المجرات ثقيلة بالقدر الكافي لكي تتحرك بهذه الطريقة. إن الكثير من كتل المجرات (والتي قدرت فيما بعد بنسبة 90%)، بدت مفقودة، نظراً لاتخاذها شكل المواد المعتمة التي لا قد لا يمكن رؤيتها لقد استطاع زويكي أن يتوصل بعد ذلك إلى نتيجة مشابهة من خلال دراسة كيفية دوران المجرات في الكون. وبعد ذلك بحوالي ستين عاما، تأكدنا إلى حد بعيد من صحة آرائه (١٩٩٢).