غضبة لله

ملف:Ghadbba.jpg

العنوان: غضبة لله المؤلف: محمد خالد ثابت الناشر: دار ثابت المقر: القاهرة الطبعة الأولى: 1983

غضبة لله كتاب من تاليف محمد خالد ثابت كتبه سنة 1983 بمناسبة القضية التي أثيرت اّنذاك عندما نشرت جريدة "الأهرام" مقالات للأستاذ توفيق الحكيم بعنوان "حديث مع الله" والتي قوبلت بالاستهجان, وأثارت غضب رجال الدين. وكان أكثرهم غضبا الشيخ محمد متولى الشعراوى الذي نشر بياناً في جريدة "اللواء الإسلامى" يرد عليه فيه, ويدعوه للنقاش العلنى.

ملف:Hakeem.jpg

توفيق الحكيم
ملف:الحكيم 2.jpg

بيان الشيخ الشعراوى

بدأ الكتاب بالحديث عن بيان الشيخ الشعراوى الذي نشره في جريدة اللواء الإسلامي يوم الخميس, جمادى الآخرة الموافق 17 مارس سنة 1983, وطالب فيه بعقد ندوة في التلفزيون المصري قائلا: "و أطلب أن يحضر هذه الندوة كل من توفيق الحكيم ويوسف إدريس وزكى نجيب محمود, وأحضرها أنا وحدى لأكشف هؤلاء الناس وأرد عليهم, ونترك الحكم لجموع المسلمين.. كما أكشف وسائل الإعلام التى تقوم بنشر هذا الكلام لهم.. وأنا أريد النقاش علنا.. ليعرف كل إنسان قدره.. ولا يصبح دين الله نهبا مباحا لكل من يريد أن يتعدى علي مقدساته ويشوهه أمام الناس"
يقول المؤلف أن هذا البيان الشديد "لفت الأنظار كلها إلى ما يكتبه الأستاذ توفيق الحكيم منذ ثلاثة أسابيع في جريدة الأهرام تحت عنوان "حديث مع الله" ادعى فيه أنه أجرى حوار مع الله -أو خيل له- وأن الله سبحانه وتعالى قال له : [قل على لسانى ما تشاء. وأنت تعلم أولا أنه ليس لى لسان مثلكم. ولكن انسب وتخيل وألف..]"
ثم يقول:

"اعترض على هذه الأحاديث كثيرون منذ نشر الحديث الأول بتاريخ 1/3 إلا أن كاتبها مضى في نشرها في نفس الجريدة حتى نشر الشيخ الشعراوى بيانه هذا, فنشرت الجريدة بعده حديثا واحداً فقط ثم توقفت عن نشر مزيد من تلك الأحاديث. فماذا قال الأستاذ توفيق الحكيم في مقلاته تلك مما أثار علماء المسلمين وما هى جريرة الدكتور يوسف إدريس والدكتور زكى نجيب محمود حتى يضعهما الشيخ الشعراوى في نفس المركب مع كاتب المقالات المذكورة, وحتى يطالب الثلاثة معا بالمثول معه في ندوة مفتوحة على شاشة التلفزيون؟"
ملف:محمد متولي الشعراوي.png

الشيخ الشعراوى

يوسف إدريس وزكى نجيب محمود

يقول المؤلف إن تلك الندوة لم تُعقد " فقد فر الثلاثة من مواجهة الشيخ الغاضب، وكان منتهى ما تم – في هذا الأمر – من أشكال الحوار هو ذلك اللقاء الذي دبرته جريدة "اللواء الإسلامى" بين الأستاذ توفيق الحكيم وعدد من علماء الدين وهم د. الحسينى هاشم ود. موسى شاهين لاشين ود. أحمد عمر هاشم ود. عائشة عبد الرحمن. وكذلك ما نشرته نفس الجريدة من تعليقات للشيخ الشعرواى على مقالات الأستاذ الحكيم، وعلى مايدور في لقائه مع علماء الدين.

أما الدكتور يوسف إدريس والدكتور زكى نجيب محمود فقد آثرا الابتعاد قدر الإمكان عن منطقة الحوار العقلى مع الشيخ، وأخذا يقذفانه بالحجارة من بعيد..
وأثارا ضده حربًا شخصية على صفحات الجرائد والمجالات، وهكذا انتقلت المعركة إلى ساحة الصحافة الواسعة بدلا من شاشة التليفزيون المحدودة، كما أرادها الشيخ، وكما توقعها الناس. وتفجرت على صفحات الجرائد قضية جديدة فجرت معها عشرات القضايا الخطيرة التي تواجه الإسلام اليوم في عصرنا الحاضر.."

ملف:إدريس.jpg

يوسف إدريس

ووعد المؤلف – في نفس المقدمة – بأن يكون هناك جزء ثان للكتاب يتناول فيه القضية المتعلقة بيوسف إدريس وزكى نجيب محمود. ولكن هذا الجزء لم يكتب إلى الآن.

الجزء الثانى الذى لم يظهر

في كتاب "قصتى مع التصوف"، الذى يتكلم عن التجربة الروحية لـ خالد محمد خالد، بيّن المؤلف السبب في التوقف عن كتابة الجزء الثانى الذى وعد به.

يقول في صفحة 67 (الطبعة الثالثة 2006) ضمن حديثه عن د. زكى نجيب محمود:
"فكتبت كتابا صغيرًا أسميته "غضبة لله"، وذكرت في مقدمته أنه سيكون هناك – إن شاء الله – جزء ثان للرد على يوسف إدريس وزكى نجيب محمود الذين كانا قد زجا بنفسيهما في هذا المعترك، فوقعا في بعض مالا يجوز قوله. فلما صدر الكتاب، نظر فيه أبى، وما إن وقع بصره على تلك العبارة حتى طلبنى إليه، وقال لى - وقد اكفهر وجهه غضبا: أوعى تكتب عن الدكتور زكى.. أنت فاهم. وامتثلت الأمر، وجاءت إرادة الله وفق ما أراد أبى.." (انظر كتاب قصتى مع التصوف)

ملف:زكى نجيب.jpg

زكى بجيب محمود

الحدث الثقافى الكبير

في هذا الفصل – من المقدمة – يصف المؤلف ما قامت به جريدة الأهرام من حملة دعائية لتحضير القراء لهذا الحدث الثقافى الكبير، ويقول: "وقبل نشر أولى المقالات جاء في صفحتها الأولى خبر بارز يقول عنوانه: توفيق الحكيم يبدأ بعد غد حديثا مع الله، وجاء فيه:
(هل يمكن للإبداع الفكرى الذي ظل متواصل العطاء لحركة الثقافة الإنسانية أكثر من نصف قرن أن يدلف إلى عالم النوارانية وينقطع عن كل ما حوله، سوى الحديث مع الله؟.. أحد الرواد من جيل العمالقة الأستاذ توفيق الحكيم – أطال الله عمره – يدخل الآن هذا الامتحان.. وهو امتحان صعب، اتخذ فيه قرارا صنعه بنفسه ومع نفسه.. قرار التفرغ للذات العلية، فلا يتحدث إلا مع الله من خلال فترات مناجاة. قد تكون وقفة تأمل للكون ولحركة الحياة.. وقد تكون حوارا يزيح فيه كل الحجب عن أعماق نفسه ومكنونات وجدانه.. ويستشهد فيه بمن سبقوه من زمالة الريادة أمثال عبد العزيز فهمى وطه حسين).

الحديث مع الله

يصف الكتاب كيف بدأ الحديث مع الله الذي ادعاه توفيق الحكيم فيقول:

"في يوم الثلاثاء 16 جمادى الأولى الموافق أول مارس ظهر الحديث الأول في الصفحة الثالثة عشرة من جريدة الأهرام بعنوان ضخم ومثير: "حديث مع الله".. ومع العنوان صورة كاريكاتورية للكاتب واقفا فوق سحابة في السماء وقد تناثرت تحت قدميه بعض الكتب، بينما وضع إحدى يديه في جيبه، ورفع الأخرى في الفضاء".

ثم تعرض لعدد من النقاط التي أُخذت على هذه الأحاديث ومنها:

أسلوب الحديث

عرض الكتاب مقاطع من حديث توفيق الحكيم منها قوله مخاطبا الله تعالى:

"ومن أكون أنا حتى تحدثنى أنت بالوحى. لن يقوم إذن بيننا حوار إلا إذا سمحت أنت بفضلك وكرمك أن أقيم أنا الحوار بيننا تخيلاً وتأليفا. وأنت السميع ولست أنت المجيب بل أنا في هذا الحوار المجيب عنك افتراضا، وإن كان مجرد حديثى معك سيغضب بعض المتزمتين لاجترائى في زعمهم على مقام الله سبحانه وتعالى، خصوصا وحديثى معك سيكون بغير كلفة. لاأصطنع فيه السلوب الرفيع اللأئق بارتفاعك ولا بالوصف العظيم المناسب لعظمتك.."

ويقول أيضا:

"وفجأة.. حدث العجب.. حدث ما كاد يجعلنى يغشى على دهشة، فقد سمعت ردًا من الله. أو خيل إلىّ ذلك: وهل إذا درست الحساب بنجاح والتحقت بمدارس العلوم كنت سترانى؟ هذا ما سمعته، وهذا يكفينى ليجعلنى أعتقد أن الله قد سمح أخيرًا أن يدخل معى في حديث.. وسأنتهز الفرصة وأبادر فأسألك ياربى بفضك العميم أن يتخذ الحديث شكل "الأخذ والرد" أو "الحوار" حتى لا يطغى سردى، فلا يبرز جوهر المسائل. فهل أنت موافق ياربى العظيم؟

ويعلق المؤلف على ذلك بقوله: "والحقيقة أن الإنسان عندما يقف أمام مثل هذا الأسلوب.. لايملك إلا أن يفغر فاه دهشة واستنكارا دون أن يدرى ماذا يقول..". ثم يقول:

"إن نشر مثل هذا الأدب الساقط من شأنه إسقاط المهابة لله تعالى، وإن زالت المهابة لله سهل ارتكاب المعاصى وضاع الدين. لذلك كان رسلولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يدعو ربه قائلا: اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك".

واستعرض الكتاب عددًا من ردود العلماء على هذا "الحديث" منها ما كتبه الشيخ صلاح أبو إسماعيل في جريدة النور (30/3/83) حيث قال موجها كلامه للحكيم:
"إنك رجل تحدث نفسك؛ تضع نفسك مرة موضع المخلوق ومرة أخرى موضع الخالق، وتجيب وتقول:
إننى أجيب عنك افتراضا.والنبى صلى الله عليه وسلم يقول عنه ربه: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين} والوتين عرق في الرقبة إذا قطع مات الإنسان لتوه.. ولقد سُئل النبى صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الكهف وعن ذى القرنين وعن الروح فلم يستطع أن يقول بغير الوحى، وما أسند إلى الله عز وجل قولا لم يتنزل به وحى."

ملف:هاشم.jpg

د.أحمد عمر هاشم

ووصف الشيخ محمد أحمد المسير – في جريدة اللواء الإسلامي بتاريخ 10/3/83 – هذا الحديث بأنه "جرأة على الله، وإهدار للمقدسات، واعتداء على شرف الكلمة، وضياع للحق..".

ملف:بنت الشاطئ.jpg

د.بنت الشاطئ

مضمون الحديث

بين المؤلف بعض المضامين التي تمثل الركائز لفكر توفيق الحكيم في حديثه مع الله:

  • نسبية الأديان ومعنى أن الأديان نسبية – كما يقول – المؤلف – هو أن الدين الذي يكون صالحا في زمن لا يكون بالضرورة صالحا في زمن آخر، والذي يناسب قوما قد لا يناسب قومًا آخرين.. وذلك تعليقا على قول الحكيم: "معنى ذلك أن الأديان نسبية، لأن البشرية نفسها نسبية.. وكأنك ياربى تلمح إلى ما سوف يكتشفه العلماء بعد قرون.."
  • شهادة لا إله إلا الله. يقول الحكيم: "ولكن ياربى بعض رجال الدين عندنا يرون مصير هؤلاء العلماء من غير المسلمين النار، لأنهم لم يقولوا لا إله إلا الله: شهادة لغوية.. مع أن العلماء قالوها بالممارسة وليس باللفظ".

ثم يقول: "لذلك إذا سمحت لى بالتنبؤ فإنى أتنبأ بأن رجال دينك في المستقبل سوف يكونون من بين رجال العلوم، حتى يقتربوا منك عن طريق أسلوب الخلق وليس أسلوب اللغة".

ثم يعلق المؤلف بقوله: "انظر إلى من يخاطب ربه فيقول له إن شهادة أن لا إله إلا أنت ليست ضرورية، وأن النبى الذى أرسلت وقلت لنا أنه خاتم الرسل قد مضى زمنه ولا حاجة بنا إليه.."

  • العلم إله االعصر الحديث. يقول المؤلف إن الحكيم في هذا الحديث أشار إلى أن العلم هو نبى العصر الحديث، ثم تدرج في الكلام إلى أن قال إنه – أى العلم – يحل محل الخالق سبحانه وتعالى. ويستشهد بكلامه الذي يختمه بقوله: ".. لأن البشرية بعد أن أدخلتها ياربى في مرحلة المعرفة الفكرية للخالق والمخلوق بعقلها المفكر فقد تركتها لهذا العقل. وهذا آخر مراحل البشرية".

ويعلق المؤلف على ذلك بقوله: "أما وقد حل العلم والعقل محل الإله فماذا يكون دور الإله في حياة البشر؟
إنه من البديهى وقد وصل الكاتب إلى هذه النقطة أن يسير حواره مع الله سبحانه وتعالى في الحلقة الثالثة على هذا النحو حين يجعل الله يسأله هذا السؤال: "والآن في سنك هذه ماذا تفعل في الدنيا؟

فيجيبه قائلا: ياربى العزيز.. لولا الخجل لكنت أوجه إليك هذا السؤال."

يقول المؤلف: ولعل الأستاذ توفيق الحكيم في آرائه هذه متأثر بالأفكار التي يرددها الأستاذ نجيب محفوظ في رواياته تحت ستار الرمز منذ أمد بعيد.. فهو ممن يقولون بأن تاريخ الإنسانية مراحل، وأن الدين مرحلة منها، وأن الديانات.. انتهت أخيرا إلى العصر الحديث حيث تمت الغلبة للعلم الذي نجح في إقصاء "الله" عن حياة البشر، وأن الله نفسه قد قرر اعتزال حياتهم وتركهم لشأنهم يدبرون أمورهم كما يتراءى لهم.. (انظر كتاب الله في أدب نجيب محفوظ للمؤلف).

  • الطعن في عصمة الأنبياء حيث عرض الكتاب جزء من حديث الحكيم يبين أن الأنبياء غير معصومون، ويتخذ من قصة النبى يوسف عليه السلام مثلا، وكيف رد العلماء على ذلك، مثل الدكتور محمد الطيب النجار في حديث أجرته معه جريدة أخبار اليوم في 19/3/83 قال: "حينما قرأت تعقيبه – أى الحكيم – على ردّى وجدته يستشهد ببعض الإسرائيليات التى وردت في بعض كتب التفسير بينما الأدلة التى سقتها في حديثى هى آيات من القرآن الكريم لا تقبل تبديلا ولا تغييرا"

وقال الشيخ صلاح أبو إسماعيل (النور 30/3/83) مخاطبا الكاتب: "حديثك تعتمد فيه على الإسرائيليات، وخير لك ألا تخوض في أمور لا علم لك بها لأنك سقطت في بحر لا قرار له.. فاترك الخوض في قضايا الدين لأهل الذكر"

ويقول في نفس المصدر: " والواقع أننى أصبحت أعمق إيمانا بأن النظر في القرآن متاح لكل عاقل ولكل مفكر، ولكن القول في القرآن لا ينبغى أن يكون إلا من أهل الذكر المتخصصين، ويجب أن يجلس إليهم غيرهم مجلس التلميذ من الأستاذ."

ندوة بين العلماء وتوفيق الحكيم

يبين الكتاب أن عدة ندوات قد تم عقدها بين عدد من علماء الدين والأستاذ الحكيم، ويعرض – على سبيل المثال – جانبا من الندوة الرابعة التي نشرت وقائعها جريدة اللواء الإسلامي (العدد 64 بتاريخ 14/4/83)

من العلماء الذين شاركوا في تلك الندوة الرابعة:

  • د. بنت الشاطئ
  • د. الحسينى هاشم
  • د. أحمد عمر هاشم
  • د. موسى شاهين

دور الصحافة

هذا هو عنوان آخر فصول الكتاب الذي قال فيه المؤلف: " لقد دافعت الصحافة الرسمية عن الأستاذ توفيق الحكيم دفاعًا حارًا دون أن تدافع عن أفكاره، وإنما تحدثت بحرارة عن أمور وهمية مثل حرية الفكر ضد قهر رجال الدين.. وصورت كاتب هذه الأحاديث على أنه شهيد الإصلاح والفكر الحر..

ثم يقول: " ويبدو أن الصحافة – وهى فن التأثير على الناس – لا تتوخى الحقيقة، ولا تهتم بالمنطق، ولا حتى بحسن مظهرها أمام القراء.. وإنما كل همها تحقيق الغلبة ولو بالباطل، وكم من أكاذيب رأيناها بالتكرار والمثابرة على صفحات الجرائد تستقر في عقول العامة حقائق مؤكدة.." ويضرب لذلك مثلين – في هذه القضية نفسها من جريدة الأهرام وأخبار اليوم.

  • كتبت الأهرام في صفحتها الأولى بتاريخ 29/3 بعد توقفها عن نشر مزيد من الأحاديث تقول:

في الأسابيع الماضية ظل الحكيم في حالة مناجاة علوية للذات العلية، وبكل القدسية والخشوع، وبكل إيمان المجتهدين تكلم عن النفس وعن حركة الكون وعن قدرة الله الذي ليس كمثله شيء. كان في قمة مناجاة الحضرة العلية، وكان عملاقا في رؤيته لحركة الحياة وفلسفة الإيمان.. كان سهلا ممتنعا في كل ما تناوله في خشوع وخضوع لله، كان شامخًا في فكره وإيمانه..

وسيظل الأهرام الحصن الحصين لحماية المبادئ الروحية والدينية، ويدفع عنها أى محاولة للشك والتشكيك، وإذا كان الحكيم في عمق تفكيره وفى صفاء إيمانه قد جسد الشموخ الفكرى في مناجاته للذات العلية، وتعرض لما تعرضت له حرية الرأى التي كانت عماد الفلسفة الإسلامية في حركة التنوير، فإن الأهرام لن يسمح بأن يكون نافذة أو منبرًا لأى إرهاب فكرى يدعى لنفسه حقا إلهيا، في مصادرة فكر أو تفكير صاحبه.."

  • وكتبت جريدة أخبار اليوم بتاريخ 19/3/83:
ملف:Shakib arslan.gif

الأمير شكيب أرسلان

" وكنا نود أن نرى أحد هؤلاء المفسرين المحترمين يقارع صاحبنا الحجة بالحجة، ويقول له: أنت أخطأت في كذا وكذا، وهذا هو الرأى الآخر الصحيح من وجهة نظرنا لما تقول. ولكنهم لا يطيقون رأيا آخر، ولا يجادلون بالتي هي أحسن كما قال الله لرسوله الكريم. إن أحدًا لم يتحدث في الموضوع. ومعظم الردود التي ظهرت انصرفت إلى محاسبة الرجل على ما قاله، ولماذا قاله.. وأنه رجل غير مأمون، وأنه يدبر في نفسه أمرًا للإسلام والمسلمين.. كل هذا حتى ننسى الموضوع الهام الذي أثاره الرجل الحكيم، وحتى يظل المسلمون في ظلمات فوق ظلمات.. وسبحانك ربى فأنت على كل شيء قدير."

إلى متى

هو عنوان كلمة الختام التي يثير فيها المؤلف هذا السؤال: إلى متى يظل دين الله عرضة لأقلام الهواة وأنصاف المتعلمين والمجتهدين بلا مؤهلات تؤهلهم للاجتهاد؟

ثم يختم هذه الختامية بكلمة للأمير شكيب أرسلان يقول فيها:

" ومن أعظم أسباب تأخر المسلمين العلم الناقص، والذي هو أشد خطرًا من الجهل البسيط، لأن الجاهل إذا قيض الله له مرشدا عالما أطاعه ولم يتفلسف عليه، أما صاحب العلم الناقص فهو لا يدرى ولا يقتنع بأنه لا يدرى.." (عن كتاب لماذا تأخر المسلمون لشكيب أرسلان ص41).

وصف الكتاب

يقع الكتاب في 56 صفحة من القطع المتوسط مقاس (14×20) صدرت الطبعة الأولى في شعبان 1403هـ - يونيو 1983م

الناشر دار ثابت – القاهرة.