غاية
الغاية (بالإنجليزية: Finalité) بمعنى الغرض، وتسمّى علّةٌ غائيةٌ أيضًا. وهي ما لأجله أقدم الفاعل على فعله. وهي ثابتةٌ لكلّ فاعلٍ فعل بالقصد أوالاختيار، فالفاعل إنّما يقصد الفعل لغرضٍ، فلا توجد في الأفعال غير الاختيارية ولا في أفعاله تعالى.
الغائية
الغائية هي تطابق مجموع من الأشياء او الأحداث مع غاية معينة، فغائية تركيب جسم الانسان هي تطابق أعضائه ووظائفها مع الغاية منه وهي الحياة.
والغائية، بوصفها مذهباً، تدل على النزعة إلى تصور غايات للموجودات تتجاوز مجرد وجودها المباشر.
ومبدأ الغائية يعبر عنه في الفلسفة بالصيغة: «كل فاعل يفعل من أجل غاية» omne agens agit propter finem. وهذا المدأ ينظر إليه بوجه عام على أنه مبدأ بديهي، يدرك مباشرة بالعيان دون حاجة إلى برهان. وقد أكده أرسطو بقوله: «لا شيء يحدث عبثاً» ουδεν μάιην («في السماء»).
ويعبر عن الغائية أيضاً «بمبداً العلة الكافية»، الذي أكده ليبنتس. ومفاده أنه «لا يحدث شيء بدون سبب» وعبارة ليبنتس هي: une raison suffisante pour qu’une chose existe (= سبب كاف كيما يوجد شيء). ويوضح هذا المبداً في كتاب «مونودولوجيا» هكذا: «لا يمكن واقعة أن تكون حقيقية أو موجودة ولا أي حكم صحيحاً، إلا إذا كانت هناك علة كافية تفسر لماذا كان المر هكذا وليس على نحو آخر».
ويرى كنت في «مبدأ العلة الكافية»: «الأساس في التجربة الممكنة، أعني في المعرفة الموضوعية للظواهر، فيما يتعلق بحدوثها في الزمان» («نقد العقل المحض»). ويقرر أنه «صادق بدون استثناء فيما يتعلق بكل الأشياء بوصفها ظواهر في المكان والزمان، لكنه لا يصدق بالنسبة إلى الأشياء في ذاتها».
ويحتل مفهوم «الغائية» في علم الحياة وفي الفيزياء مكانته تلك منذ عهد أرسطو، الذي أكد هذا المبدأ في كتبه في الحيوان، وظل رأيه هذا سائداً في العصر الوسيط - الإسلامي والمسيحي على السواء - إلى عصر النهضة. لكنه حدث في القرنين السادس عشر والسابع عشر، بفضل تقدم الفيزياء وعلوم الحياة، أن هوجم مبدأ الغائية لصالح مبدأ الآلية mechanism في الطبيعة. وبدأ هذا الهجوم ديكارت في الفيزياء، وما لبث أن امتد إلى علوم الحياة على يد بونيه Bonet وهالر Halier لكنه استمر يؤيده بيولوجيون كبار مثل هارفي Harvey واشتال Stahl.
لكن تحت تأثير المذهب الوضعي انصرف العلماء عن القول بالغائية. وجاء مذهب التطور فاستبعد مبدأ الغائية من ميدان علوم الحياة، وسيطر على النظر العلمي في هذه العلوم التصورات الآلية المادية المحضة. وتجلى ذلك عند رو Roux وهكل Haeckel ولوب Loeb ورابو Raboud.
وفي أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن جاء دريش Driesch وريشيه Richet ورينانو Rignano وكوينو Cuenot فوضعوا مكان الغائية مبدأ الحيوية vitalism وهو وسط بين الغائية والآلية المادية. إذ قرر مبدأ الحيوية أن الحي لا يمكن أن يكون مجرد ناتج لعوامل وعناصر ميكانيكية: كيمياوية وفزيائية.