عفيفة اسكندر
عفيفة اسكندر (مواليد الموصل، 1927) مطربة وأديبة عراقية.
سيرة
ولدت في الموصل عام 1927 من أب عراقي مسيحي وأم يونانية. وعاشت في بغداد. غنت في عمر خمس سنوات وكانت أول حفلة احيتها بعمر 8 سنوات في اربيل. لقبت بـ (منلوجست) من المجمع العربي الموسيقى كونها تجيد ألوان الغناء والمقامات العراقية.
وهي من عائلة مثقفة فنياً والدتها كانت تعزف على اربع آلات موسيقية وتدعى (ماريكا دمتري) وكانت تعمل مطربة في ملهى هلال عندما كان يطلق عليه اسم (ماجستيك) وانشيء بعد احتلال بغداد في منطقة الميدان بباب المعظم، كما هو حال بقية الملاهي التي ظلت تعمل إلى عام 1940، وكانت والدتها المشجع الأول وكانت تنصحها دوماً بأن الغرور هو مقبرة الفنان. تزوجت وهي في سن ال(12) من رجل عراقي أرمني يدعى "اسكندر اصطفيان" وهو عازف وفنان قدير وكان عمره يتجاوز ال(50) عاما عندما تزوجا، ومنه أخذت لقب "اسكندر"
مشوارها الفني
ظهرت لاول مرة على المسرح في ملهى صغير بمدينة اربيل في اواسط الثلاثينيات وكانوا يسمونها (جابركلي) أي "المسدس سريع الطلقات"... واتت هذه التسمية من صفة الغناء الذي ادته حيث غناء سريعا نتيجة لصغر سنها وعدم نضوج صوتها آنذاك.. واول اغنية غنتها في أربيل كانت بعنوان(زنوبة) وهي بعمر 8 سنوات.[١]
بدأت مشوارها الفني عام 1935 في الغناء في ملاهي ونوادي بغداد وغنت في ارقى ملاهي العاصمة بغداد حينها مثل ملهى (الجواهري) و(الهلال) و(كباريه عبد الله) و(براديز).. علما ان الملاهي كانت سابقا أفضل من النوادي الاجتماعية الموجودة حاليا. واستطاعت عفيفة بنباهة تحسد عليها ان تتعلم وتتأقلم مع اجواء الفن.. وبسرعة تحولت إلى نجمة من نجوم الفن، كانت حينها شابة مغناج وذكية جدا. والتف حولها شخصيات مهمة وذات مكانة اجتماعية.. وغنت لهم المونولوج لمدة (5-6) دقائق باللغة التركية والفرنسية والألمانية والإنكليزية، وعملت مع الفنانة (منيرة الهوزوز) والفنانة (فخرية مشتت)..
عفيفة في مصر
سافرت إلى القاهرة عام 1938 وغنت هناك وعملت لمدة طويلة مع فرقة (بديعة مصابني) في مصر وهي أشهر راقصة وممثلة مصرية في الاربعينيات.. وكذلك عملت مع فرقة تحية كاريوكا.. وابرز مشاركاتها العربية هي التمثيل في فيلم (يوم سعيد) مع الفنان الراحل الكبير محمد عبد الوهاب وفاتن حمامة وغنت فيه لكن لسوء الحظ لم تظهر الاغنية عند عرض الفيلم بسبب المخرج الذي حذفها لطول مدة العرض التي تجاوزت الساعتين.. ومثلت في افلام أخرى في لبنان وسوريا ومصر منها القاهرة ـ بغداد إخراج أحمد بدرخان وإنتاج شركة إسماعيل شريف بالتعاون مع شركة اتحاد الفنانين المصريين ومثل فيه حقي الشبلي وإبراهيم جلال وفخري الزبيدي ومديحه يسري وبشارة واكيم وكذلك فيلم (ليلى في العراق) إنتاج ستوديو بغداد وإخراج أحمد كامل مرسي ومثل فيه الفنانون جعفر السعدي والراحل محمد سلمان والفنانة نورهان وعبدالله العزاوي وعرض الفيلم في سينما روكسي عام 1949. ثم تعرفت إلى الأديب المازني والشاعر إبراهيم ناجي وهناك بدأ مشوارها الأدبي. ثم عادت إلى العراق واستقرت في بغداد.[٢]
صالون عفيفة اسكندر
وكانت لها تقاليد خاصة في الفن والحياة، حيث كانت تملك صالونا في منزلها الواقع في منطقة المسبح في الكرادة انيقا وفاخرا، وضم مجلسها في ذلك الوقت ابرز رجالات السياسة والادب والفن والثقافة في البلاد.. ومن ابرز الرجالات الذين كانوا يحرصون على حضور النقاشات من رجال الدولة في الحكم الملكي.. ومنهم نوري سعيد رئيس الوزراء العراقي السابق وفائق السامرائي عضو حزب الاستقلال وعضو مجلس الامة، والنائب حطاب الخضيري، واكرم أحمد وحسين مردان وجعفر الخليلي وابراهيم علي والمحامي عباس البغدادي والعلامة الدكتور مصطفى جواد الذي كان مولعا بفنها وجمالها ومستشارها اللغوي وتقرأ له الشعر قبل أن تغنيه. فضلا عن الفنانين حقي الشبلي وعبدالله العزاوي ومحمود شوكة وصادق الازدي والمصور آمري سليم والمصور الراحل حازم باك.. وأسماء كثيرة أخرى..
اغاني عفيفة اسكندر
من أكثر الملحنين الذين تعاملت معهم هما احمد الخليل والملحن خزعل مهدي والملحن ياسين الشيخلي ومن الاغاني التي قدمتها هي (يا عاقد الحاجبين) و(ياسكري يا عسلي) و(اريد الله يبين حوبتي بيهم) و(قلب.. قلب) و(غبت عني فما الخبر) و(جاني الحلو.. لابس حلو صبحية العيد) و(نم وسادك صدري) ومن اغانيها أيضاً (يايمة انطيلي الدربين انظر حبي واشوفه) واغنية (مسافرين) واغنية (قسما) واغنية (حركت الروح) وغيرها من الاغاني الكثيرة حيث بلغ رصيدها من الاغاني أكثر من (1500) اغنية.
عفيفة والسياسة
كانت المغنية الأولى بالعصر الملكي وكان كبار المسؤولين في الدولة العراقية من ملوك وقادة ورؤساء ووزراء يطلبون ودها ويطربون لصوتها ويحضرون حفلاتها من دون حياء. فالملك فيصل الأول كان من المعجبين بصوتها. أما نوري السعيد رئيس الوزراء السابق فقد كان يحب المقام والجالغي البغدادي وكان يحضر كل يوم اثنين إلى حفلات المقام ويحضر حفلاتها. وعبد الكريم قاسم أيضاً كان يحب غناءها ويحترمها. ولكن عبد السلام عارف كان يحاربها ويضيق عليها حسب وصفها وتقول إنه كان يتهمها بدفن الشيوعيين في حديقة بيتها.
لم تغني عفيفة لقادة الثورة ولم تطلب منها الملكية ان تغني لها رغم أنها كانت على صلة وثيقة بها، وانما كانت تغني في عيد الجيش وغنت لفيصل الثاني، ولهذا اهملت وغيبت في عهده وما زالت مغيبة، وتقول متعجبة: اعجب على الناس قالوا للملك لا نصدق ان نراك عريس وبعد اسبوع واحد من هذا الكلام قتلوه!
وهي حالياً تعيش في الأردن وتعاني من أمراض الشيخوخة وضعف بصرها ولاتستطيع قدمها على حملها.
المراجع
- ^ ما لايعرفه الناس عن عفيفة إسكندر جريدة المدى اليومية الأربعاء 01-12-2010
- ^ عفيفة إسكندر أعلام الموصل في القرن العشرين للعلامة الدكتور عمر محمد الطالب