طوطمية
الطوطمية أو التوتمية (بالإنجليزية: Totemism) هي ديانة مركبة من الأفكار والرموز والطقوس تعتمد على العلاقة بين جماعة إنسانية وموضوع طبيعي يسمى الطوطم، والطوطم يمكن أن يكون طائراً أو حيواناً أو نباتاً أو ظاهرةً طبيعية أو مظهراً طبيعياً مع اعتقاد الجماعة بالارتباط به روحياً. وكلمة طوطم مشتقة من لغة الأبجوا الأمريكية الأصلية.
الطوطمية منتشرة في ماليزيا وغينيا وأفريقيا وبين السكان الأصليين من الأمريكيين والأستراليين. وهو رفيق ومساعد مع الأرواح الخارقة، وهو مقدس في المناسبات، حيث تعتبره الجماعات كهوية لها، حيث يحرم لمسه وتحطيمه. قد تعود أصول الطوطم إلى أحد الأجداد الأوائل من الشامان. إنَّ طبيب القبيلة وساحرها هما المكلفان بتنمية العلاقة بين الأفراد والطوطم.
وقد شكك بعض علماء الإنسان بوجود الطوطمية والبعض الآخر اعتبرها بداية أولية لديانة أو ثقافة وليست قائمة بذاتها. حيث ضمت اعتقادات منها الإيمان بوجود أرواح، واعتقد بعض الأنثروبولوجيين أن ظاهرة عدم تدمير الطوطم قد انسحبت على كل الطبيعة. ولعالم النفس سيجموند فرويد كتاب مشهور عنه اسمه الطوطم والتابو.
المفهوم
الطوطمية هى ارتباط بين بعض الجماعات البشرية أو الأفراد وأنواع معينة من الحيوانات أو النباتات تنطوى على بعض القواعد الشعائرية التى يجب مراعاتها، كما قد تنطوى فى بعض الأحيان على عدم أكل ذلك الإنسان لهذا الحيوان أو النبات. وقد لفت هذا المصطلح لأول مرة انتباه الغربين من خلال استخدام لونج له فى كتابه: رحلات وجولات، الذى صدر عام 1794، وكان المؤلف قد اشتقه من لغة شعب الجونكين Algonquin وهم من شعوب الهنود الحمر الأمريكيين. ويمكن القول أن المناقشات التالية حول هذا المفهوم إنما هى بمثابة تاريخ للنظرية الأنثروبولوجية.
وقد درس ماكلينان الأصول الأولى للتوتمية، حيث انتهى إلى أنها تمثل بعض بقايا الأنيميزم (أى الإيمان بأن الظواهر الطبيعية، الحية وغير الحية على السواء، مزودة بأرواح أو لها نفوس يمكن أن تؤثر على المجتمع الذى يعيش فى كنفها). أما ويليام روبرتسون سميث، فقد ذهب إلى أن الناس تتخذ لها تواتم لأنها تتوقع أن تعود عليها هذه التواتم بالخير. وبقول جيمس فريزر أن التوتمية قد وجدت حيثما لايعرف "المتوحشون" شيئا عن دور الإنسان الذكر فى عملية الحمل. واعتبر إميل دوركايم أن التوتمية تمثل أبسط أشكال الحياة الدينية، ويرى أن العشيرة التوتمية إنما كانت تعبد نفسها بتبنيها هذه العقيدة. وقدم برونيسلاو مالينوفسكى تفسيرا واقعيا وعمليا حيث قال: إن الناس لكى تعيش كان عليها أن تتزود بمعلومات تفصيلية، وأن تستطيع التحكم فى الحيوانات والنباتات، خاصة تلك الأنواع منها التى لاتستطيع الاستغناء عليها. و اعترض إيفانز بريتشارد على المنفعة الوظيفية لهذه العقيدة كتفسير لوجودها. حيث لاحظ أن بعض الحيوانات التى لاجدوى لها على الإطلاق يمكن أن تكون موضوعا للاهتمام الشعائرى. ويرى أن العلاقة بين البشر والحيوانات يمكن ان تعد ذات طبيعة استعارية. وربط ماير فورتس العلاقات المدركة بين الإنسان والحيوان بالعلاقات القائمة بين البشر وأسلافهم. أما كلود ليفى شتراوس فقد انتهى إلى أن الفروق بين الحيوانات أو النباتات كانت تطبق على البشر كى تؤكد الاختلاف بينهم. فالحيوانات كانت نافعة كوسيلة للتفكير من خلالها، وكانت مثالا واضحا يعبر لنا عن حاجة الإنسانية إلى التصنيف. وجدير بالذكر أن آراء ليفى شتراوس قد حفزت إلى إجراء دراسات موسعة عن الرمزية الحيوانية فى المجتمعات الغربية وغير الغربية على السواء.
الدين الطوطمي
كان إميل دوركايم (1858 - 1917) أول من اكتشف الدين الطوطمي وما يوازيه من التنظيم الاجتماعي وهو العشيرة ورأى أن القوى الدينية هي القوة الجمعية والمجهولة للعشيرة.
أما سبب اعتبار الطوطم مقدس فيرجع إلى أنه يمثل رمز للجماعة نفسها فهو يجسد القيم المحورية في حياة الجماعة أو المجتمع وليست مشاعر الإجلال والإكبار التي يحملها أفراد الجماعة إزاء الطوطم إلا تعبيرا عن احترامهم للقيم الاجتماعية الأساسية السائدة بينهم.
إن موضوع العبادة هوالمجتمع نفسه الذي يسعى إلى أن يؤكد ذاته بذاته، ويرسخ شرعيته وقيمه ومن هنا فإن الآلهة هي صورة للمجتمع وليس المجتمع صورة للآلهة وأن الديانات لا تنحصر في المعتقدات فحسب، بل تتجاوزها لتشتمل على مجموعة من الأنشطة الطقوسية والاحتفالية الدورية التي يتجمع فيها المؤمنون ويلتقون معاً. ويؤدي الانفعال الجمعي دورا مهما في التحولات الاجتماعية الكبرى حيث يولد الدين داخل بيئة الانفعال الجمعي وقد يتراجع فيها أيضا.
حاول دوركايم أن يكتشف منطلقات إنسانية جديدة للأخلاق غير تلك المنطلقات الدينية، التي أصبحت متوارثة دون نقاش ورأى أن أخلاق الدين تقايض الأخلاق مقابل ثمن دنيوي أو أخروي، يجري على شكل طقوس وشعائر لا عقلانية وكان يرى أن المقدس رمز قبل أي شيء والدين هو مجموعة من الرموز والأفعال والمعتقدات المتعلقة بها: أي المنفصلة عن عالم الناس لكنها من جانب آخر توحد الناس في جماعة.