طالب الخليل العاملي
هذه المقالة يتيمة حيث أن عددًا قليلاً من المقالات أو لا مقالات إطلاقًا تصل إليها. ساعد من فضلك بإضافة وصلات في المقالات ذات العلاقة. |
هذه المقالة بحاجة إلى إعادة كتابة باستخدام التنسيق العام لويكيبيديا، مثل استخدام صيغ الويكي، وإضافة روابط. الرجاء إعادة صياغة المقالة بشكل يتماشى مع دليل تنسيق المقالات. بإمكانك إزالة هذه الرسالة بعد عمل التعديلات اللازمة. وسمت هذا المقالة منذ: ديسمبر 2007 |
العلاّمَةُ الحُجّة الشيخ طالِبٌ الخليلُ ، عَلَمٌ مِنْ أَجِلَّةِ عُلَماء الشريعة ، وَكْوكَبٌ وَقّادٌ في أُفُقِ فُضَلاءِ الشيعة ، ولِسانٌ مْنِطِيْقٌ مِنْ أَلْسِنَةِ الْحَقِّ النّاطِقةِ بجلالِ عَظَمَةِ الدِّيْنِ الْحَنيف ، الصادِعَةِ بِنَشْرِ مَحاسِنِ نَهْجهِ الْمُنِيْف ، جَمَعَ لَهُ الْمَوْلى تَباركَتْ آلاؤُهُ مِنَ المواهِبِ والفَضائِلِ ما يَشْهَدُ لَهُ بِها كُلُ مَنْ ثافَنَه وخَبِرَ أَحْوالَهُ وَسَبَرَ شَمائِلَهُ ومزاياهُ الكريمةَ . رَأيناه في حاضرة العِلْم الكُبْرى وجامِعةِ فَضَلاءِ الأُمَّة - النجف الأشرف – وَتَشَرَّفْنا بِمُجالَسَتِهِ وَمُذاكَرَتهِ فألَفْينا فيهِ عَيْلَماً يَتَدَفَّقُ آذِيُّهُ بـ(جَواهِر الكَلام)وَيْطَفَحُ ثَبَجُهُ بـ(الفَرائدِ)مِنْ (مَدارِك الأحكام) وَأَنِسْنا فيه بُعْدَ الْغَوْرِ ورَصانَةَ الفِكْرِ ودِقَّةَ المنهجيّة في عَرْضِ المسائل العلمية وَمُناقَشتِها على ضَوْءِ الأدِلّة العقلية والنقلية مع التزام الأَدب الإسلامي الرفيع ومُراعاة أُصول البحث الموضوعي وَالمُناظَرَةِ الجادَّة بعيداً عَنِ التَزَيُّدِ وَالتَّبَجُّح ، إِذْ كان أَمْطَرَ الله عليه شِآبِيبَ رحمته ِآيَةً في سَماحَةِ الأَخْلاق وَنُبْلِ الْمقاصد وَالغايات ، هادِئَ الطَّبْع ، حَسَنَ السَّمْتِ ، لَيِّنَ العَرِيكة ، وَدِيْعَ النَّفْسِ ، كريمَ الشَّمائِل ، رَزِينَ الحصَاة ، مَدِيْدَ الأَناة ، حَصِيْفَ الرأي ، دَمِثَ المزَايا ، سديدَ العبارة ، نبيه الإشارة ، يَتَوَسَّمُ فيه مَنْ يَراهُ سِيْماءَ الصّالحين وَسِماتِ المُتَّقين ، وَضِئَ المُحيّا ، وَسِيْمَ القَسَمات ، مَهِيْبَ الطلْعة ، بَعيداً عنِ المَظاهِرِ البَرّاقة ، والدَّعاوى الفَضْفاضَة ، مُنْصَرِفاً بِكُلّهِ إلى خُوَيْصَّةِ نَفْسِهِ إلا ّ فيما يَعُوْدُ على الإسلام وأهلهِ بالأَثَرِ المحمود ويحقّق لهم الأَمَلَ الْمَنْشُود ، فإنَّهُ كان السَّبّاقَ الذي قَلَّ مَنْ يُجارِيْهْ ، والْمُجَلِّيَ الّذي نَدَرَ مَنْ يُبارِيْهِ ، أَما ماخلا ذلك فلَم يكُنْ إلاّ الانصراف إلى الإِرتِشاف مَنْ حِياض العِلْمِ ورِياض المَعِرْفَةِ ، لا يُفَرِّطُ فيها ولا يُقَدِّمُ شيئاً بعْدَ عِبادَةِ رَبِّهِ عليها .
نَسَبُهُ وِنِسْبَتُهُ
هُوَ العلاّمَةُ الحُجَّةُ الوَرِعُ التَّقيُّ الشيخُ طالب ابن الحاج مالك ابنِ حَسَن بن مُحَمَّد مَهدي آل الخليل ، وَتُعْرَفُ أُسْرَتُهُ في لُبنان بآل الخليل نِسْبَةً إلى جَدِّهِ المذكور ، وهي من الأُسَرِ الجليلة والبَيوت العريقة بالشَّرَفِ والوَجاهة وكانَ والِدُهُ الحاجُّ مالِكٌ مِنَ الوَجَهاءِ المرموقين والكُرُماء المعروفين في لبنان .
وِلادَتُهُ وَنَشْأَتُهُ
وُلِدَ طَيَّبَ الله رَمْسَهُ وَقَدَّس نَفْسَهُ في منطقة الغبيري مِنْ ضَواحي بيروت سَنَةَ 1361هجرية الموافقة لعام 1942ميلادية .
مَسْيرَتُهُ الدراسية وطلبه للعِلْم
تلقِّى علومه العصرية – الأكاديمية – في مَدارس الغبيري – مَسْقطِ رأسهِ – وكانَ في أثْناءِ دراستهِ الأكاديمية يُواصِلُ تَنْمِيَةَ معارِفهِ الدينية وَتَرْقِيَةَ مَدارِجهِ العِلْميّة إلى أَنْ حَداهُ الشَّوْقُ وَبُعْدُ الهَمّةِ وَمَضاءُ العَزِيْمَةِ والطُّمُوْحُ الذي لا يَقِفُ عِنْدَ حَدّ إلى الاستزادَة مِنْ الْعُلُوْمِ الدينية والانتهالِ مِنْ ينابِيْعها الفَيّاضَةِ فَشَدَّ صارِمَ العَزْمِ المَشْفُوْع بالإرادة وَالْحَزْم إلى مَثابَةِ العلوم الرّبانية وكعبةِ قُصّادِ الْمعَارِفِ القُدْسِيِّة عاصِمَةِ المرجعية العُظْمى وَمَوْئِلِ الفُقَهاءِ والْمُجْتَهِدِيْن – النَّجَفِ الأَشْرَفِ – فَكانَ لَهُ ما أَرادَ حَيْثُ هاجَرَ إلى النجف الأَشْرَفِ في عام 1969ميلادية ، وهو في السابعة والعشرين مِنْ عُمُرِهِ الْمَيْمُوْنِ فَقَرَأَ (المُقَدِّمات) على نُخْبَةٍ مِنْ عُلَماءِ النجف : منهم:
- العلاّمة الحجة السيد جَمال الخوئي نجل الإمام المرجع الديني السيد أبي القاسم الموسوي الخوئي قُدِّسَتْ أَسْرارُهُما
- العلاّمة الفقيه السيد محيي الدين ابن السيد محمد جَواد الموسوي الغُرَيفي
- العلامة الفقيه الشيخ محمد تقي الإيرواني النجفي
- العلاّمة الحُجة الكبير السيد محمود الهاشمي الشاهرودي .
وبعد أنْ أَتْقَنَ (المُقَدِّمات) انْتَقَلَ إلى الدراسات العُلْيا مِمّا اصْطُلَحَ عليه بالعُرْفِ الحَوْزِيّ(الحَوْزَوي) بـ(الْبَحْثِ الخارج) فَقَرأَ على أساطين الفُقَهاءِ وجهابذة العُلَماء ، ومنهم ؛
- الشهيد السعيد المُفَكِّرُ الإسلاميُّ الكبير آية الله العُظمى السيّد محمد باقر الصَّدر حيث دَرَس عليه الفقه والأُصولَ .
- أستاذُنا المُعَظَّمُ صفوة المجتهدين السيّد نصر الله ابن السيد رضي الموسوي المستنبط .
- الفقيه المُعظّم جمال السالكين آية الله العُظمى السيد عبد الأعلى الموسويّ السبزواريّ .
- زعيم الحوزة العلمية أُستاذ الفقهاء والمجتهدين وَمُرَبِّي العُلَماء العاملين السيد أبي القاسم الموسوي الخوئي .
وَمِنْ أساتِذتهِ أَيْضاً الفقيه المُتَفنّن آية الله العظمى أُستاذُنا السيد مُسْلِم ابن السيد حَمّود الحسيني الحلي . والشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد بن محمد صادق ابن محمد مهدي الصَّدْر الموسوي الذي كانَ يحضر بحثه الخارجي في (المسائل المُسْتَحدثة) إلى غير هؤلاء من الأعاظم والبحور الخَضارم .
تلامِذَتُهُ
أَخَذَ عَنْهُ جماعَة من العُلَماءِ والأَفاضِلِ الذّي تَفْتَخِرُ(حوزة النجف)بِعَطائهم الثَّرّ وفضِلتهم المتألِّقة ومنهم :
- العلاّمة الحُجّة الدكتور الشيخ عباس نجل الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء .
- العلامة الحجة الشيخ فاتح بن عبد الرّزاق ابن الشيخ مُوسى كاشف الغطاء .
- العلامة الجليل الشيخ أسعد نجل الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء (وهو من أصهارِ المترجم ) .
- الشيخ علي محمد سعيد اللبناني .
- الشهيد السعيد الشيخ راغب حرب .
- الشهيد السعيد السيد عباس الموسوي غيرهم .
آثارُهُ وَمُصّفاتُهُ
كَتَبَ في أَثْناءِ حضورهِ عند أساتذته الأعاظم جُمْلَةً من ( التقريرات ) ومنها تقريرات السيد الخوئي قُدِّس سرهُ كما أَلَّفَ كتاباً في (وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
وَأوقْفَني رَحِمَهُ الله قَبْلَ اعْتِقالهِ مِنْ قِبَلِ السلطة الجائرة في العراق على جُمْلَةِ فُصولٍ فِقْهيَّةٍ كَتَبها في مُناقَشَةِ كتاب (الإرضاع) الذي أَلَّفَهُ صديقنا حُجّةُ الإسلام العلامةُ الشهيد السيد حبيب حُسَنييّان – نزيل النجف الأشرف – وكانت هاتِيْك الفُصُوْل بِحَوْزَتهِ وأرسل قسماً منها إلى المؤلف ، ويعطي أعلامِ النجف لإِطْلاعِهِم عليها ، وكانَتْ تَتَّسِمُ بالدَّقة والموضوعية مع التزام الأدَب الرفيع في المُناقَشَةِ ، ولستُ أَدْرِيْ أَيْنَ عَصَفَتْ بِها عَوادِي الأَيام بعد رحيلهِ ، وقد اعْتُقِلَ السيد حبيبٌ المذكورُ في الوقت الذي اعْتُقِلَ فيه شيخنا الخليل وكانا يسكنان في محلّة واحدةً – منطقة خان المخضَّر – في النجف الأشرف ولا أعلم عن مصير مكتبتهِ شيئاً .
كما لَهُ كتاباتٌ على (شرح الباب الحادي عشر )في العقائد .
مكتبتهُ العامرة
كانَتْ لَهُ مكتبةٌ حافِلةٌ بِنَوادِرِ الآثار ومُفْحَماتِ الأسفار في مختلف العلوم وميادين المعرفة وَجُلُّها في الفقه والأُصول والحديث والتفسير وكانت دارُهُ في النجف الأشرف مَراداً لأهل الفَضْلِ وَطُلابِ العلوم الدينية من اللُّبنانيّين وغيرهم .
عَقِبُهُ المبارك
أَعْقَبَ مِنَ الأولاد الذُّكور سَبْعَةَ هُمْ ؛ عبد الأمير ، وفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ عبد الحسين( ) الذي سار على نهج والِدهِ في طلب العلم واكْتساب الفضيلة ولا يزالُ يرتقي مَدارج التحصيل وفقه الله وعبد الله ومحمد وعلي ومحمد جواد وإبراهيم حفظهم الله جميعاً .
أَصْهارُهُ
عَرَفْتُ من أَصهارِهِ ثلاثة من أهل العلم والفضيلة وهم :
- الشيخ مُصْطَفي سعيد اللُّبناني : وهو من العُلَماءِ الفْضَلاء والزُّهاد الأتقياء لا يخرج إلا إلى حضور دروس أو زيارة المرقد الشريف وهو مُقِّمٌ في النجف الأشرف .
- السيد محمد هادي ابن سماحة الحجة السيد محمدرضا الموسوي الخرسان : من أعلام الفضيلة جمع بين الدراسة الحَّوزِيّة (الحوزوية) الدراسة الأكاديمية وهو في طريقه إلى نيل (شهادة الدكتوراه).
- الشيخ أسعد نجل آية الله العظمى الإمام الشيخ علي كاشف الغطاء عالم فاضِلٌ مُواظِبٌ على الاستزادة من طلب العلم ، وكان قبل هجرته إلى لبنان قد حَضَرَ البحوث الخارجية على جماعة من العُلماء كما أَخَذَ السطوح عن كاتب هذه السطور حيث قرأ عَلَيَّ (ألفية ابن مالك) في النحو ، و(التلخيص)في البلاغة ، و(الدراية )للشهيد الأول ، وأجزته بالرواية كما أجازه شقيقه الحجة المُجاهد الدكتور الشيخ عباس أيضاً ، ولشيخنا الأسعد عدة مصنفات مطبوعة ومخطوطة .
مُشاركته في الانتفاضة الشعبانية
كان له دَوّرٌ ملحوظٌ في تذكية روح الثورة والانتفاضة ضد النظام البعثي الجائر في العراق ولما يتمتع به مَنْ الكياسة وبُعْدِ النظر والروح الجهادية فقد اختاره الإمام السبزواري بالتنسيق مع ولده آية الله المرحوم السيد محمد السبزواري إلى السفر إلى مدينة العمارة –جنوب العراق – لتشكيل جبهة مع عشائرها تحت رعاية المرجعيته العليا وقد قامة بهذه المهمة خير قيام وحقق حسْن ظن المراجع الكرام فيه .
شهادَتُهُ
إِعْتُقِلَ شيخنا العلامة الجليلُ المُجاهِدُ غِبّ (الانتفاضة الشعبانية ) نهار السبت 28شعبان من سنة 1411هجرية الموافقة للسادس عشر مِنْ آذار عام 1991 على يد السلطات البعثية ولم يُتحقق مِنْ تأريخ استشهاد المعتقلين من زُمَلائه العلماء الأعلام وغيرهم من المؤمنين إلا بعد سقوط النظام البعثي (العَبَثِي) سنة 1424هـ - 2003م .
تغمده الله برحمته وَحَشَرهُ مع ساداته الكرام أهل البيت العصمة عليهم الصلاة والسلام .
وسلامٌ عليه يوم وُلِدَ ، ويومَ جاهَدَ في سبيل الله ، ويوم يُبعث حَياً مع الصِّديقين والشهداء والصالحين وَحَسُنَ أولئكَ رفيقاً .
المصادر
بقلم السيد عبد الستار الحسني