شيشرون

ماركوس توليوس سيسرو (باللاتينية: Marcus Tullius Cicero) أو شيشرون (Cicero)، كاتب روماني وخطيب في روما القديمة، ولد سنة 106 ق.م، صاحب إنتاج ضخم يعتبر نموذجًا مرجعيًا للتعبير اللاتيني الكلاسيكي، أثارت شخصيته الكثير من الجدل والتقويمات المتضاربة وخاصة في الجانب السياسي من حياته، فهو تارة مثقف مضيع في وسط سيء، وتارة أخرى ثري إيطالي صاعد في روما، وثالثة انتهازي متقلب و"أداة طيعة في يد الملكية" و"متملق لبومبي ثم سيزار" بحسب ثيودور مومسين وجيروم كاركوبينو، ولكنه أيضًا بحسب بيير كريمال الجسر الذي عبره وصلنا جانب من الفلسفة اليونانية.

في عام 63 قبل الميلاد، أصبح شيشرون أول رجل جديد لأكثر من ثلاثين عام.

حياته

حياته المبكرة

كان شيشرون طالباً شديد النباهة طبقاً لبلوتارش، وقد جذب تعليمه انتباه روما كلها وقد سنحت له الفرصة لدراسة القانون الروماني تحت يد كوينتس موسياس سكافولا.[١] بعد عدة أعوام، وبنفس الطريقة، قام شيشرون بتعليم الشاب ماركوس سالياس روفوس والعديد من المحامون الشبان الآخرين؛ وكان يعتبر هذا الاتحاد إتحادا مشرفاً بالنسبة للمدرس والتلميذ. حصل شيشرون على دعم رعاة العائلة، ماركوس إيميلوس سكاروس ولوسياس ليسينياس كراسس. كان الأخير نموذجاً للخطيب ورجل الدولة بالنسبة لشيشرون.

معارضة مارك أنتوني ووفاته

.وعلى الرغم من أنه كان خطيباً بارعاً ومحامياً ناجحاً اعتقد شيشرون أن حياته السياسية كانت أهم إنجاز له. خلال فترة خدمته كقنصل حاولت مؤامرة كاتلاين Catiline الإطاحة الحكومة من خلال هجوم على المدينة بمساعدات من بعض القوى خارجية ولكن شيشرون قام بقمع التمرد بإعدام خمسة من المتآمرين بدون محاكمة عادلة. تميز النصف الأخير من القرن الأول الميلادي بالفوضي والحروب الأهلية وديكتاتورية جايوس يوليوس قيصر Gaius Julius Caesar ولكن شيشرون حارب ضده وقام بمناصرة الحكم الجمهوري التقليدي. وبعد وفاة يوليوس قيصر شيشرون أصبح عدواً لماركوس أنتونيوس Marcus Antonius في الصراع على السلطة الذي أعقب ذلك فقام شيشرون بالهجوم عليه بسلسلة من الخطب. وخلال حكم تريومفيراتوس الثاني أو الثلاثية الثانية Second Triumvirate -وهو التحالف السياسي الرسمي من إثر اغتيال يوليوس قيصر- أصبح شيشرون عدواً للدولة وتم أغتياله في 7 ديسمبر 43 ق.م.

أعماله

الكتب

كتاب هورتا نسيون الذي بحث في الحقيقة والسعادة اللتين هما الفلسفة كتاب الجمهورية والقوانين

الخطب القانونية

إن أعظم ما أسهم به شيشرون في الفكر السياسي هو شرحه وتحليله لنظرية الرواقيين في القانون الطبيعي وعنه انتقلت هذه الأفكار إلى الغرب التي كانت مرجعه الأساسي حتى القرن التاسع عشر ميلادي. وقد انتقلت منه أول الأمر على رجال القانون الرومان ثم إلى آباء الكنيسة فكان شرحه هذا يستشهد به خلال القرون الوسطى دائما. يقول شيشرون يوجد قانون طبيعي عام ينبثق من واقع حكم العناية الإلهية للعالم كله، كما ينبثق من الطبيعة العقلية والاجتماعية للبشر وهذا البشر هو أدنى ما يكون إلى الله، هذه نظرته لفكرة دستور دولة العالم، أي دستور واحد صالح لكل زمان ومكان لا يتغير ولا يتبدل، وهو ملزم لجميع الناس والأمم، وأي تشريع مخالف لأحكام الدستور هذا لا يستحق أن يسمى قانونا، لأنه من غير الممكن جعل الصواب خطأ، ويرى شيشرون كذلك أن القانون الطبيعي لا يجوز تعطيل أحكامه بتشريعات من صنع البشر، كما لا يجوز الحد من نطاق أحكامه أو إلغاء نفاذ أحكامه، بل حتى المؤسسات السياسية مثل مجلس الشيوخ والنواب والشعب يحملون على التنحي عن واجبنا في إطاعة هذا القانون الذي هو من عند الله الحاكم والسيد المشروع لهذا القانون وراعيه وبالتالي فالناس سواسية في ضوء هذا القانون وحتى إذا سلمنا بأن الناس ليسوا سواء في المعرفة والعلم لا يطلب من الدولة أن تسوي بين الناس في الملكية، ومع ذلك فهي مطالبة بالتسوية بينهم في الملكات والملكات العقلية وفي مقومات شخصياتهم النفسية، ويرى من جهة أخرى أن الناس جميعا مهما كان جنسهم لهم نفس القدرة على اكتساب الخيرات التي يكتسبها غيرهم وأنهم جميعا متساوون في القدرة على التمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ.

الخطب السياسية

يرى شيشرون أن الدولة إذا أرادت البقاء باستمرار فيجب عليها بل يلزمها الاعتراف بالحقوق التي تربط مواطنيها بعضهم ببعض وبينهم وبين هذه الدولة، والدولة بذلك هي جماعة معنوية من الأشخاص يملكون الدولة ويسميه مصلحة الناس المشتركة، وهذا التعريف يعادل في معناه التعريف الإنجليزي القديم لكلمة كومنولث، وهنا تظهر أفكار شيشرون معارضة للأبيقوريين حيث هاجمهم بشدة كما هاجم الشكاكين - أنصار المدرسة الشكية - في دعواهم بأن العدالة هي الخير الذاتي، فالدولة إذا لم تكن قوامها الروابط المعنوية التي تجمع بين الناس بعضهم ببعض فلم تكن إلاكما قال أوغسطين عصابة مسلحة من قطاع الطرق تسلب الناس أموالهم على أكبر نطاق ممكن، وإذا خرجت الدولة على قواعد الأخلاق فتكون بذلك مستبدة وتحكم رعاياها بالقوة، فتفقد بذلك طابعها الحقيقي كدولة.

  1. الدولة وقانونها ملك الناس مجتمعين فإن سلطتها تنبثق من قوة الأفراد مجتمعين.
  2. استخدام القوة سياسيا أي الاستخدام السليم القانوني هو في الحقيقة استخدام لقوة الناس مجتمعين، والموظف العام الذي يمارس استخدامها إنما يعتمد في ذلك على ما لديه من السلطة بحكم وظيفته المسنده في ذلك القانون لأنه من طبيعة هذا القانون.
  3. الدولة تخضع دائما لقانون الله أو القانون الأخلاقي أو القانون الطبيعي، ذلك القانون الأعلى الذي يسمو ويعلو على التصرفات البشرية والمنظمات الدنيوية.

ومن جهة أخرى فقد تجسدت أفكار شيشرون عندما وضع خطة توفيقية وهي ترتدي ثلاثة أشكال وهي الملكية الفردية والأرستقراطية والديمقراطية وتتميز هذه الأشكال بحسنات مختلفة منها

  • الملكية الفردية الإخلاص والوفاء لشخصية نافذة جدا.
  • الأرستقراطية تستفيد من موهبة توفيقية أي النخبة
  • الديمقراطية تضمن جدية كل فرد

وهكذا نادى شيشرون بالدستور المختلط الذي يدمج محاسن الدساتير الثلاثة السابقة وهو في الواقع الدستور الروماني.

فلسفته

شيشرون والقانون الطبيعي

بحق يعتبر شيشرون أب الفلسفة السياسية في روما والكاتب السياسي الأول فيها، روما هذه المدينة التي تحركها النزعة الالمية وطموحات العظمة والنفوذ، فقد كتب شيشرون كتابين مستوحين من أفلاطون في الجمهورية وفي القوانين كما ترك لنا بحثا في الواجبات، يكمن دوره أساسا في جعل بعض الأفكار اليونانية تتلائم مع نمط التفكير الروماني كما يرى الكثيرون أن عبر شيشرون تم نقل النزعة الإنسانية الأخلاقية والسياسة إلى أوروبا الغربية. طور شيشرون في منتصف القرن الأول قبل الميلاد موضوع القانون الطبيعي والذي يجد أصوله عند الرواقيين، يقول عنه شيشرون إنه القانون الحقيقي لأنه مطابق للطبيعة، إنه قانون واحد أبدي هو ذاته في أثينا وفي روما، اليوم وغدا، إن القانون الأسمى هو ذلك المنقوش في طبيعتنا، هذا القانون الطبيعي هو الذي يربط الإنسان بالألوهية، والبشر فيما بينهم، لا القوانين المكتوبة والدساتير، القانون الطبيعي يجلهم ينتمون للمدينة ذاتها، وهذه المدينة ما هي إلا الكون الذي يديره المبدأ الإلهي. يبرز هذا التعارض بين القانون الطبيعي الأبدي الثابت، المندمج مع العقل الإلهي وبين القانون المتغير، الأدنى مرتبة، الذي يطلق عليه الإنسان العادي اسم قانون فجميع الناس متساويين حسب قوانين الطبيعة، جميعهم يمتلكون القدرة العقلية التي يمكن تغذيتها، وهذا ما يسمح للجميع بالتوصل إلى الأفضلية والمعرفة، والعدل أيضا هو شعور زرعته الطبيعة في كل إنسان، وهذا يعني أن ألإنسان إذا لم يبتعد عن طبيعته فإن العدل والمساواة سوف يسودان في الكون أجمع دون حاجة لسلطة أو عنف، لكن الفساد الذي يتألف من العادات السيئة سوف يطغى للأسف على تلك الشعلة الجميلة التي أشعلتها الطبية فينا، وهذا مأزق لم يستطع شيشرون ولا الطبيعيون الإفلات منه. وهو أن الطبيعة إذا كانت جيدة ومساوية وإنسانية أساسا، فمن أين أتى ذلك الفساد وتلك العادات الفاسدة، وعندما تكون الطبيعة قابلة للفساد فإن الفساد يصبح جزءا لا يتجزأ من الطبيعة وتفقد هذه الأخيرة سيادتها. أما الموضوع الأخر الذي طوره شيشرون هو موضوع الشيء العام، فالشئ العام هو شيء الشعب، وبالشعب يجب أن نعني فئة كثيرة العدد من أناس يشتركون بانتمائهم للقانون نفسه وتشاركهم في وحدة المصالح. يشدد شيشرون على المصدر القانوني لتنظيم العلاقات في المجتمع السياسي، ويمكن القول انه جمع إلى الشكل القانوني العميق للفكر الروماني افكارا فلسفية ذات مصدر يوناني، مع فكر شيشرون حل الشعب المتلاحم محل الناس المتحدين سياسيا فقط – عند اليونان – وهذا الشعب يتم تلاحمه عبر صلة حقوقية فهي التي تجعل منه جسما واحدا.له سلطة قانونية سيدة أما عند اليونان فقد كان اتحاد الناس ذا طابع سياسي فقط ويحمل أهدافا مشتركة ومثلا عليا مشتركة، وعند شيشرون سيادة الشعب هذه نجدها في جميع أشكال الحكم، هي التي يجب أن تسود في الملكية الأرستقراطية والأوليغاشية والديمقراطية. هكذا فقط انتقلت السيادة إلى فكرة الحق وأصبح ينظر إلى الحاكم انطلاقا من هذه الرؤية حصريا، يجب أن يفهم الحاكم أي الحاكم، وأيا كان النظام السياسي، انه ممثل للشعب أو للدولة أو المدينة ولن يكون حكمه شرعيا إلا إذا احترم جميع الالتزامات التي القيت على عاتقه، لكن احترام القوانين من قبل الحاكم لا يكفي بحد ذاته بل يتعين أن يضع الحاكم القوانين موضع التطبيق، لأنه هو الحاكم الناطق، أما القانون وحده فهو حاكم أبكم. في هده الأفكار توجد غالبية أسس المفهوم القانوني لسيادة الدولة المعاصرة

رسائله

ينتمي الي أسرة من طبقه الفرسان وتاثر باراء افلاطون وأرسطو وحاول اتباع افلاطون في تخيله للمدينة الفاضلة يسود بها نظام الملكية الجمعية العامة ولكن لم يضع تصميم لهذه المدينة وكان يميل نحو آراءأرسطو القائل ان المجتمع يرجع الي غريزه الإنسان الاجتماعية أكثر من ميله للرأي الذي قال ان قيام المجتمعات يقوم بسبب شعور الإنسان بالضعف إذا عاش في عزله عن اقرانه من البشر وقد عرف المجتمع بانه جمع من الناس اتحدت مصالحهم ووافقو ان يعيشو سويا تحت قانون اجتماعي واحد واعتنق أيضا فكرة أن حرفة الزراعة اسمي الحرف واكثرها ربحا وإنتاجا ويتمتع القائم بها بلذه حرية لا نظير لها في اي حرفه اخرى وادان نظام الربا ووصفه بانه نظام ظالم.

شيشرون

فيلسوف وسياسي وخطيب روماني

ولد بالقرب من اربينم Arpinum في ٣ يناير سنة ١٠٦ قبل الميلاد. واظهر هو وأخوه كونتس Quintus منذ نعومة اظفارهما ولعاشديدا بالمعرفة جعل اباهماينتقل يهماإلى روما حيث درسا على يد كبار المعلمين فيها، ونذكر منهم أرخياس Achias الأنطاكي، الشاعر والنحوي اليوناني (ولد حوالي سنة ١٢٠ق. م) وقد تولى شيشرون الدفاع عنه حين اتهم سنة ٦٢ ق. م بأنه ادعى كذبا انه مواطن روماني. وبعد أن تلقى شيشرون، (صاحبناهنا)، توجا الرجولة وهو الرداء الرسمي للمواطن الروماني وكان من الصوف الأبيض ، درس على يدي اسقفولا 0. Mucius Scaevola، وبعد ذلك بسنوات، إبان الحرب الأهلية، درس على يد فدرس Phaedrus الابيقوري. وفيلون الذي من لارسا Larissa Philo 0٤ رئيس الأكاديمية الرابعة، وديودوتس الرواقي وأبولونيوس مولون؟400. وبعد هذا التكوين الممتاز، ولدى انتهاء الحرب الأهلية بهزيمة حزب ماريوس، بدأ شيشرون في مارسة مهنة الدفاع (المحاماة) في الفورم الروما في. وأول خطبة باقية لدينا ألقاها في سنة ٨١ق.م دفاعا عن P. Quintus

وفي سنة ٧٩ ق. م سافر الى بلاد اليونان تحاشيا للقائد سولا Sulla وكان قد هاجمه، ثم لاتمام دراساته، وفي أثيناعفد اواصر الصداقة مع أتيكوس Pomponius Atticus، تلك الصداقة التي استمرت حتى وفاته. ثم عاد إلى روما في سنة ٧٧، أي بعد عامين من إقامته في اثينا وبلاد اليونان. فاستأنف الخطابة في الفورم بنجاح.

وفي سنة ٦٦ صار بريتور Praetor وفي أثناء توليه هذا المنصب القى الكثير من خطبه الشهيرة، ومنها خطبة في الدفاع عر، قانون ماتليا الذي بمقتضاه عين ومبى قائدا للحرب المترداتية. ثم اختبر ننصلا مع انطونيوس C. Antonius في أول

شيثررن

ينايرسنة ٦٣ ق. م، وهوأرفع منصب سياسي في روما. فترك الحزب الشعبي، وانضم إلى الحزب الارستقراطي. وفي أثناء قنمبته وقت مؤامرة كاتيآ0ا Cat ، وقدقضىعليهاشيشرون بحزمه وحصافته. فلما انتهت مدة قنصليته، كان عليه أن يدافع عن نفسه ضد الحزب الشعبي وأصدقاء المتآمرين في مؤامرة كاتلينا. وتخلى عنه قيصر وبومبي وكراسوس. فاضطر إلى ترك روما قبل أن ينكل به، وذلك في سنة ٥٨ . لكن أصدقاءه في روما سعوا إلى إعادته إلى روما، فعاد إليها في سنة ٥٧ ، لكنه عاش بعيدا عن اوار السياسة. وفي سنة ٥١ ارغم على الذهاب الى بيب Cilicia حاكما عليها، لكنه عاد إلى ايطابا قرب :هاية سنة ٥٠ ووصل إلى نواحي روما في ٤ يناير سنة ٤٩ ، أي في الوقت الذي اشتعلت فيم الحرب المدنية بين قيصر وبومبي،وبعد تردد، إنضم إلى جانب بومبي وعبر البحر إلى بلاد اليونان في يونيو سنة ٤٩ . لكن قيصر هزم بومبي في فرسالوس فيسنة٤٨ .غيرأن قيصر عفا عن شيشرون، ولما عبر قيصر إلى إيطاليا عند برنديزي عامل شيشرون بمودة كبيرة، وسمح له بالذهاب إلى روما.

وهنا اعتزل شيشرون الحياة العامة تماما، وانصرف إلى التأليف في الفلسفة والخطابة طوال ثلاث او أربع سنوات، كتب فيها معظم إنتاجه الفلسفي.

لكن لما اغتيل يوليوس قيصر في١٥ مارس سنة ٤٤ ق. م، عاد شيشرون إلى الحياة العامة، فصار على راس الحزب الجمهوري، وراح يلقي الخطب النارية ضد انطونيوس: فكانت ابب فيعلاى ٠فكإ توك اللطة حكومة ثلاشة مؤ لغة من أوكتافيان، وأنطونيوس وليبدوس Lepidus في ٢٧ نوفمبر سنة ٤٣ ق. م، كان شيشرون على رأس قائمة المطلوبين. فحاول الفرار، لكن الجنود المرسلين في أثره لحقوا به في الطريق، وحاول عبيده الذين كانوا معم الدفاع عنه، لكنه طلب منهم الكف عن ذلك، وأسلم رقبته لهؤلاء الجنود فاحتزوا رأسه ويديه وبعثوا بها إلى روما، فأمر أنطونيوس بتعليقها في الميدان. وكان مصرع شيشرون في ٧ ديسمبر سنة ٤٣ ق.م.

آراؤه الفلسفية

لي لشيشرون اراء فلسفية اصيلة، ولا مذهب مبتكر. وإنما أهميته ترجع إلى قدرته على عرض الأفكار والمذاهب الفلسفية اليونانية للقارىء الرومافي (اللاتيفي) بأسلوب مشرق

جميل واضح. وبعض آراء الفلاسفة أو المفكرين اليونانيين إنما وصلتنا عن طريق كتب شيشرون هذه.

كان شيشرون في اتجاهه الفلسفي أقرب إلى الشك، وكانت تلك نتيجة لمعرفته العميقة بتضارب المذاهب الفلسفية اليونانية لكنهلماكان اخلاقي النزعة، عملي الاتجاه، شأنه شأن كل أوجل المفكرين الرومان، فقد أدرك ما في نزعة الشك من خطر على الأخلاق والحياة العملية. لهذا جنح إلى المذهب الرواقي في الأخلاق، والم بطرف من المذهب المشائي (الأسي).

فأخذ عن الرواقية قولها أن الفضيلة تكفي لتحصيل السعادة. وأخذ من المشاثية تقديرها للخيرات الخارجية (من ثروة وصداقة وجاه الخ). ووافق الرواقية على ما ذهبوا إب من أن الرجل الحكيم يجب أن يكون هادىء النفس خاليا من الانفعال، كما اعتنق تعريف المشائية للفضيلة بانها وسط بين رذيلتين. وقال مع الرواقية أن الفضيلة العليا هي العمل، ولي النظر والفكركا قال أرسطو.

وفي أمور الدين، كان شيشرون يرى المحافظة على الدين الشعبي لما في ذلك من فائدة للعامة من الناس. لكنه في الوقت نفسه دعا إلى تطهير الدين من الخرافات الغليظة، خصوصا تلك التي تنسب إلى الآلهة (وشيشرون كان مشركا وثنيا) افعالا بن.

كذلك دعا إلى المحافظة على الايمان بالعناية الالهية، وبخلود النفس الانسانية.

مؤلفاته في الفلسفة والخطابة

إلىجانبخطب شيشرون ومراسلاته، يهمناأن نذكر هناك هفيالفل فةو خطابة:

١ - «في الحدود القصوى للخيرات والشرور» -ذ110 De 9210٣00 08 bonorum et له ترجمة فرنسية في مجموعة Les Belles Lettres في جزئين مع النص اللاتيي.

٢ - «التكلابات, Tuscnlanae Disputationes

له ترجمة فرنسية في نفس المجموعة، في جزئين مع النص اللني

٣-«تقيم الفن الخطابي»

له ترجمة فرنسية في نف المجموعة مع النص

شيلر

٣٩

٤ - «في الخطيب» De Orature

له ترجمة فرنسية مع النص في نفس المجموعة في ثلاثة أجزا.

٥ - «الاكا دييات Académica

٦- «في طبيعة الألهة» De Natura Deorum

٧- »في القوانين» De legibus

٨ - (دفي القدر» De Fato

٩ - »في الصداقة» DeAmicitia

٠ ١ - »في الشيخوخة De Senectute

١ ١ - »في الكهانة والتنبؤ بالغيب» Divinatione ع10

١٢ -٠في الفضائل» ٧irtutibus ع10

١٣ - ٠في الجمهورية» De Republica

١٤ -٠في الواجبات» Officiis ع10

١٥-احلم شهيون» Somnium Scipionis

وقد نشر مجموع مؤلفاته 1. Müller. من سنة ١٨٨٠ إلى سنة ١٨٩٦، كما نشرت في مجموعة Oxford Classical Textes

شَيْشَرُون، ماركوس توليوس

(106 - 43 ق.م). خطيب روماني ورجل دولة جعلته خطبه المكتوبة ومقالاته الفلسفية والدينية من أكثر الكتاب تأثيرًا في الأدب اللاتيني. قام في كتاباته بترجمة أفكار ومصطلحات علمية من اللغة اليونانية إلى اللغة اللاتينية، وطوّر بذلك اللغة اللاتينية حتى أصبحت تُستخدم لغة عالمية للاتصال الفكري على مدى قرون عديدة.

<tbody></tbody>

<img style="width:178px" src="../img/14_040030_01.jpg" align="top">
ماركوس توليوس شيشرون

حياته. وُلِدَ شيشرون في أسرة متوسطة في مدينة أربينم بإيطاليا. درس الفلسفة والبلاغة وفن الخطابة والأدب اليوناني والأدب اللاتيني في روما، وأثينا ورودس.

اشتُهر شيشرون عام 70 ق.م. حينما وجَّه اتهاماته إلى حاكم صقلية الفاسد. اكتسب شيشرون بفضل انتصاره في هذه المحاكمة استحسان الطبقة الأرستقراطية الرومانية. كما حصل بمساندة الطبقة الأرستقراطية عام 63 ق.م. على مركز القنصل، وهو أكبر منصب سياسي منتخب في روما.

قامت حكومة الثلاثة الأولى يوليوس قيصر وجنايوس بومبي وماركوس ليسينيوس كراسوس بنفي شيشرون من روما عام 58 ق.م؛ لأنه كان يعارض حكمهم . ولكن سُمح له بالعودة إلى روما عام 57 ق.م. لم تتحمل حكومة الثلاثة الثانية أوكتافيوس، الذي أصبح فيما بعد الإمبراطور أوجاستوس، وماركوس إيميليوس ليبيدوس، ومارك أنطونيو معارضة شيشرون وقامت بقتله.

أعماله. كتب شيشرون أكثر من مائة خطبة تتميز بالاختيار الدقيق للفظ، والعناية بالبناء النحوي السليم، والاستخدام البارع للوصف والرواية وجمال السجع. في كتاباته النثرية توجد مجموعتان من خطب شيشرون يعكسان مساندته للشكل الجمهوري للحكومة. ألقى شيشرون عام 63 ق.م. أربع خطب ضد أحد الرومان يدعى كاتلين الذي تآمر على إسقاط الحكومة الرومانية. أدت هذه الخطب إلى هزيمة كاتلين وموته هو وأتباعه. ألّف شيشرون عامي 44 و43 ق.م. أربع عشرة خطبة تسمى الفيليبات. هاجم في هذه الخطب مارك أنطونيو لأنه كان يعتقد أنه يعتزم حكم روما حكمًا مطلقًا.

ألَّف شيشرون عملين كبيرين في فن الخطابة هما بروتس؛ أوراتور. ووصف مزايا العمر المتقدم الرصين في خطبة عن الشيخوخة. وحلل الصداقة في خطبة عن الصداقة، كما عالج شيشرون التصرفات الأخلاقية في خطبته عن الشيوخ وطبيعة الآلهة في خطبة عن طبيعة الآلهة وناقش شيشرون أيضًا إحراز السعادة في خطبته عن خلافات تسكولانا وواجب الإنسان في الحياة في خطبة عن الواجبات.

ويظهر تأثير الفيلسوف اليوناني أفلاطون في كتابه عن القانون بعنوان عن القوانين. وفي دراسة عن الأشكال المختلفة للحكومة بعنوان عن الجمهورية تكشف خطابات شيشرون عن الجانب غير الرسمي لشخصيته ، وتقدم مادة قيمة عن الحياة الرومانية .

انظر أيضًا: التعلم.

  1. ^ Plutarch, Cicero 3.2