سفر باروخ


سفر من أسفار الكتاب المقدس القانونية الثانية وهو يلي سفر المراثي، ويدخل في تصنيف أسفار الأنبياء.

باروخ كاتب السفر كان يعمل كاتباً لإرميا النبي يكتب له ما يأمر بكتابته. وقد كان مخلصاً لأرميا. وعرف عنه أيضاً أنه كان نبياً صدّيقاً. وقد اشترك الإثنان في الأتعاب والاضطهادات التي لقياها من يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا.

وقد ذكر في الكتاب المقدس الكثير عن باروخ. فإن أرميا -وهو في السجن- بعدما اشترى لنفسه حقل عمه "حنمئيل بن شلوم" الذي في "عناثوث" بحث الفكاك، أخذ صك الشراء المختوم وسلَّمه لباروخ (أر6:32-12)، فقد إئتمنه على حفظ الوثائق الخاصة به. وبينما أرميا في السجن أيضاً، استدعى إليه باروخ وأملاه ما أوحى الله به إليه من نبوءة، فكتبه في درج بالحبر. وبأمر إرميا، قرأ باروخ المكتوب في الدرج في آذان كل الشعب في بيت الرب في يوم الصوم. كما قرأه مرة أخرى في آذان رؤساء يهوذا بناءً على طلبهم. فلما سمعوا الكلام خافوا خوفاً شديداً وأشاروا على باروخ أن يهرب ويذهب ويختبئ هو وارميا من وجه الملك يهوياقيم. وقد حدث أن الملك لما سمع بعض ما ورد في الدرج إغتاظ بحنث وألقى السفر كله في النار وأحرقه! وقد طلب الملك أن يقبض على باروخ الكاتب وإرميا النبي لكن الرب خبأهما فلم يعثر عليهما. وقد أوحى إلى إرميا بعد ذلك فأخذ درجاً آخر وأملى السفرة مرة أخرى عل باروخ فكتبه. وقد زيد عليه أيضاً كلام كثير (راجع إر36). وقد روى الكتاب المقدس أيضاً أن رجال يهوذا لم يسمعوا لإرميا فيما يتعلق بقول الرب لهم على لسانه الإقامة في أرض يهوذا وعدم الذهاب إلى مِصر. فقاوموه متكبرين عليه وعلى باروه وأخذوهما عنوة مع بنات الملك وحملوهما على الذهاب إلى أرض مِصْر حيث أتوا إلى مدينة "تحفنحيس" وأقاموا فيها (6:43-7).