سرغايا
سرغايا
سرغايا بلدة ومصيف سوري جميل يقع في اعالي الجبال بالقرب من عدد من المصايف السورية المعروفة مثل الزبداني وبلودان وتتبع ل محافظة ريف دمشق.
مصدراسم سرغايا:
هناك أكثر من قصة حول معنى الاسم ومن أين أتى : فأما أهالي قرية سرغايا وخاصةً المُعَمِريِّن في السِّنِ منهم يَدعُّون أَنَّ اسم قريتهم ((سرغايا)) مُشتَقٌ من كلمتين هما (سِّر الغَوَايا) والمقصود ب (الغوايا) هنا (النوايا أو الغايات), بينما في رواية أخرى الاسم سرغايا هو تسمية فارسية وسرغايا في اللغة الفهلوية تعني الثغر حيث كانت الثغر بين الفرس واليونان وقد إنتشرت هذه التسمية (سر-) في المناطق التي كانت تحت سيطرة الفرس مثل(سرمدا، سرجبلة، سرمين ,سراقب) وكلها تسميات لقرى ومناطق سورية تقع في الشمال وهي تابعة للمحافظات السورية الشمالية (حلب وإدلب)التي كانت محل السِجَال بين الفرس واليونان وتأكيداً لهذه الرواية يوجد موقع أثري من تاريخ الفرس في منطقة(كفر تخاريم) التابعة لمحافظة إدلب وهذا الموقع يحمل أيضاَ نفس الاسم سرغايا، وفي رواية ثالثة كلمة سرغايا تعني (سرج الفرس) وذلك تعبيراً عن شكل سهل وقرية سرغايا الذي يشكل منخفض بين جبلين.
موقع سرغايا :
تقع سرغايا في الطرف الغربي من القطر العربي السوري المتاخم للحدود الشرقية اللبنانية وبالتالي لسلسلة الجبال السورية شمال غرب العاصمة السورية دمشق وعلى بعد حوالي 55 كم منها.
المسافة وكيفية الوصول إلى سرغايا :
تبعد سرغايا عن دمشق حوالي55كم، على ارتفاع 1450 م فوق سطح البحر، وإذا ما رغب الزائر الذهاب إليها من دمشق العاصمة فيمكنه ذلك إما عن طريق أوتستراد المزة متوجهاً باتجاه الغرب وعند الوصول مفرق الزبداني يتجه يميناً باتجاه الزبداني، أو من ساحة الأمويين الموجودة في مركز العاصمة دمشق يتجه إلى طريق دمر مروراً ب (الربوة) ربوة دمشق وهي عبارة عن واحة خضراء محاطة بالجبال وسكة القطار على ضفاف نهر بردى وتعتبر الربوة مقصد السياح من مختلف الأماكن والزوار والقاطنين في العاصمة دمشق خلال فصل الصيف لقضاء رحلة يومية قصيرة والمُتعارف عليها باللهجة الشامية ب (السَيرَان).
الجهة الإدارية التابعة لها قرية سرغايا :
إدارياً : تتبع قرية سرغايا والتي تُعتَبَر ((ناحية)) إلى مدينة الزبداني والتي بدورها تُعتبر ((منطقة)) والزبداني تتبع إلى محافظة ريف دمشق. وأما القرى الأُخرى التابعة لمنطقة الزبداني فهي :<< عين حور- عَطِيب - بُلودان - بُقين - مضُايا – الروضة (البطرونة) - هريِّرة - حوش بجد - كفير يابوس - جدَيدة يابوس - مَعدَر - مزرعة دير العشاير - ميسلون الديماس - وعدد من القرى المتواجدة على ضفاف نهر بردى والمعروفة باسم (سوق وادي بردى) وهي دير قانون - الحسينِّية - بُرهليِّا - دير مقَرِّن - إِفرِة - كفر العَوَاميد - كفير الزَيِّت - عين الفيجة. >>. بينما تمتد منطقة الزبداني ضامةً جميع قُرَاها الآنِفة الذِكر والتي عددها 24 قرية: من سرغايا شمالاً وحتى عين الفيجة جنوباً، ومن كفير يابوس وجديدة يابوس غرباً وحتى بلودان وهريرة شرقاَ.
المناخ الجبلي والسياحة في سرغايا :
تتميز منطقة الزبداني والبلدات والقرى المرافقة لها – ونَخُصُ بِالذكر سرغايا وبلودان اللتان تعتبران أكثر المناطق ارتفاعاً عن سطح البحر (سرغايا 1450 م، بلودان أكثر من 1500 م) - بمناخها الجبلي وطقسها المُعتدل الجاف الجبلي الرائع خصوصاً في فصل الصيف في دمشق حيث درجات الحرارة تصل الأربعين، بينما في سرغايا وخاصةً في سهل سرغايا درجات الحرارة تتراوح بين 18 و25 درجة مئوية في فصل الصيف بينما فصل الشتاء فهو قاس جدا ويتميز ببرده القارس وتراكم الثلوج المتواصل حيث تصل أحياناً درجة الحرارة (15 تحت الصفر) وهذا ما يجعل المنطقة عموماً ذات طبيعة ساحرة ومَقصَد الباحثين عن الراحة والإسِتجمام في ربوع الطبيعة الخَلاَّبة. وتعتبر الزبداني وجارتيِّها سرغايا وبلودان من أجمل مناطق ريف دمشق، كما هو معروف للقاصي والداني أنَّ الزبداني وبلودان تُمثلان أي المكان الأساسي الذي يقصده سُيَّاح دول الخليج العربي القادمين إلى سورية في موسم السياحية الصيفَّية بين شهريّي (تموز وآب)(July & stAugu) وذلك لما تُوَفِرُه كلتيِّهما من شُقَقٍ مفروشة وفيِّلات ديلوكس وفنادق خمس نجوم وكافة وسائل الراحة والتَرَف والتسلية التي إعتاد عليها أهالي الخليج العربي في حياتهم اليومية، ولكن ما يغيب عن ذهن الكثيرين هو كَوُن قرية سرغايا ما زالت صَامِدة أمام هذا الشَبَح المُخِيف (شَبَح الشُقَق المفروشة لتلبية رغبات السياح) وبَقيِت محافظةً على عاداتها وتقاليدها وبَسَاطتها، فالنُخبة من السُّياح التي تبحث عن قضاء يوم عائلي في أحضان الطبيعة الخلابة بعيداً عن غَوُغَاء المدينة وتَلوُّثِها يقدمون إلى سرغايا لقضاء رحلة جميلة في مزارع التفاح والإجاص والكرز وكل ما يخطر على البال من أشجار مُثمرة حيث قد لاتجد فنادق خمس نجوم ومطاعم فخمة وملاهي لقضاء حفلات السَهَر والسَمَر الصاخبة كما في المصايف المجاورة ¸ ولكن تجد ترحيباً حاراً بالزائر الضيف القادم إلى واحة طبيعية جميلة تخلوُّها شوائب المدينة وضجِّيِجِها، وكثيراً ما يتداول أهالي سرغايا المَثَل القائل : (الضيف، ضيف الرحمن) والمقصود أنَّ إكرام الضيف يُعتَبر من طقوس العبادة التي يجب أن لا نستهينُ بها. وبينما تعتبر الزبداني وبلودان عروس المصايف السورية لما تَتميزا به من خدمات للمصطافين إضافةً للطبيعة الخلاَّبة، تُعتَبر سرغايا بِنت المصايف السورية الفتية الشابة العذراء التي ما زالت مُحافظة على عُذريِّتِها وعلى جمالها الطبيعي الذي ينافس بل ويتجاوز جمال الفنادق الفخمة.
حدود قرية سرغايا :
يَحُّد سرغايا من الشمال والشرق أجزاء من جبل ((سِنيِّر)) وهذا الجبل قديم قِدم التاريخ حيث وَرَد في التوراة باسم جبل (أمانا)، هذا الجبل الشامخ هو عبارة عن كتلة صخرية هائلة مؤلفة من صَهَوات وهِضاب شاهقة متتالية بشكلٍ متناسقٍ تارةً وعشوائَّي تارةً أُخرى مما لا يَدَعُ شَّك للناظرإليه على عَظَمة الخالق سُبحانه، هذه السلسلة الجبلية تبدأ من وادي حلبون ومنين في الشرق وتنتهي في الجدار الجبلي القائم شرقي سرغايا والمُسَمّى ((الجبل الشرقي)) أو ((جبل شقيف))، وفي هذه الكتلة تبرز عدة قُمم منها في شمالي بلودان وشرقي سرغايا(قمة أبوالحَّف 2360 متر) والمُتعارف عليها بين أهالي سرغايا ب (الحَرف) حيث يوجد في أعلى هذه القمة منحدر صخري قائم كحرف الألف (ا) تماماً يَصعُب تَسلُقه حتى على مُحترفِّي تسلُق الجبال ويوجد مغارة في بطن هذا الحرف تُسمى من قِبَل أهالي سرغايا ب (مغارة أبو زيد) / (مغُارة بو زَايَّدْ باللهجة السرغانية) حيث لهذ المغارة قِصص وحكايات قد تصل لحد الخُرافة والأساطير, وهناك قمم أُخرى لاتقل شأناً عنها مِثل (قمة عين النسور 2316 متر) بينما في شرق مضايا والتكية فهناك (قمة شقيف الحزم 1700متر) حيث تتوضع على ذروتها قلعة صخريِّة تُدعى (قلعة الكرسي) نسبةً لشكلها وعليها مقامان مجهولان وتتواجد هناك أشجار السُنديِّان الضخمة وفي سفح هذه الكتلة الشاهقة وهذا الجدار الشامخ يتوضع منخفض مستطيل الشكل يؤلف سهل سرغايا في الشمال الشرقي والذي يمتد باتجاه الجنوب مروراً بقرية عين حور والحمرات حتى سهل الزبداني الاخضر. يَحُّد سرغايا من الغرب والجنوب الغربي الجبل الغربي الذي يمكن اعتباره امتداد الجبل الشرقي الآنف الذكر وإذا ما تابعنا باتجاه الغرب فنجد الجبل الغربي الذي مقارنةً بقرينه الشرقي يُعتبر هضبة وليس جبل.
منظر بانورامي لسهل وقرية سرغايا :
لمشاهدة المنظر الرائع لسهل سرغايا يجب الصعود إلى (جبل الشقيف) إما على طريق وعِرة جداً من شمال شرق قرية سرغايا حيث يبدأ الصعود باتجاه ((الجُرد، مزرعة النهِّير)) أو عن طريق أُخرى أسهل وأقل وَعرةً عن طريق بلودان حيث يتم الصعود إلى جبل الشقيف من فوق (عين أبو زاد) ماشياً أو راكباً وخلال ساعة من الزمن حيث يتم الوصول إلى ارتفاع 1832م يتواجد((دير يونان)) وهو هيكل (معبد) وثني قديم لا تزال بعض أحجاره الضخمة المنحوتة قائمة حتى الآن وقد بنى اليونانيين (الإغريق) هذا المعبد خلال مرور(ألكسندر الكبير المكدوني) بلاد الشام متجهاً إلى الهند وبلاد فارس عبر سورية، بَنَوُّه على سفح قمة وَعِرَة شاهقة في الشمال الشرقي من بلودان وهذه القمة تطل على منظر بانورامي غاية في الروعة لسهل سرغايا وعين حور وطريق السكة الحديدية القادم من دمشق مروراً بالزبداني وسرغايا باتجاه الأراضي اللبنانية (ريَّاق وزَحلة) وصولاً إلى بيروت.
الوحدة الإرشادية ومركز البحوث الزراعية في سهل سرغايا : جَديرٌ بِالذِكر أَنَّهُ في سهل سرغايا يوجد المركز الزراعي في سرغايا، وهو عبارة عن محطة زراعية تابعة لوزارة الزراعة وفيها محطة بحوث سرغايا التابعة للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وكما ورد في تقرير المحطة (التربة فيها رملية طينية قريبة قاعدية فقيرة بالمواد العضوية والآزوت الكلي، قليلة الملوحة، ذات محتوى جيد من كربونات الكالسيوم، PH= 7.83 ومحتوى متوسط من الفوسفور والبوتاس
جدول: بعض المعطيات المناخية السائدة في محطة بحوث سرغايا أشهر السنة متوسط الحرارة عظمى/ مئوية متوسط الحرارة صغرى/ مئوية متوسط الرطوبة نسبية % هطول مطري/ملم هطول ثلجي/ سم أيلول 28.6 7.65 50 0 0 ت1 23.6 4.6 67 11.25 0 ت2 14.1 2.95 76.25 130.5 27.5 ك1 8.55 -2.1 81.7 86 56.5 ك2 7.95 -2.25 85.15 207.45 120.5 شباط 8.6 - 3.2 77.4 202.45 162 آذار 14.95 0.5 59.5 17.25 4 نيسان 18.6 3.05 50.9 23.45 0 أيار 22.25 5.3 48.35 11.05 0
تعداد سكان سرغايا
يُقَدَّر عدد أهالي قرية سرغايا ب ((9475 نسمة)) كما ورد في الإحصاء الأخيرلتعداد السُكان لمحافظة ريف دمشق وذلك في تاريخ 22/9/2004، بينما تعداد سكان الزبداني (40613 نسمة) وتعداد سكان مدينة الزبداني وما يتبع لها من قرى والتي عددها 24 قرية فهو(105342 ساكن)، وأما محافظة ريف دمشق وما يتبع لها من مدن ومناطق وقرى ونواحي فيقطنها (2273064 ساكن) وهذا العدد تجاوز المليونين ونصف نسمة في عام 2008/ 2009.......
فالق سرغايا الزلزالي : جَديرٌ بِالذِكر أيضاً أَنَّ سرغايا تقع على فالق زلزالي معروف عالميا باسم (فالق سرغايا) وهو فرع لفالق المَشرِق الذي يبدأ من سلسلة الجبال الفاصلة بين لبنان وسوريا.
الأشجار المُثمِرة في سرغايا :
تَكثُر الينابيع في سرغايا والمناطق المجاورة والتي تتميز بمائها العذب البارد الصافي كما تتنوع ألأشجار المثمرة بمختلف أنواعها : تفاح بأنواعه(أصفر غولدن، أحمر ستاركن، تفاح سُكَرّي...)، إجاص "كُمَثرَى " بأنواعه(مِسكَاوي، كُّوشي، أبو سطل، قِشطة بعَسَل)،. دُرَاق بأنَواعه (مُخمَلي ,...), كَرَز بأنواعه، خُوخ بأنواعه (أبو خَط، أبو ريّحة، بلدي،...)، مشمش بأنواعه (عَجَمي، بلدي،....)، عِنَب بأنواعه (زَيّني، كلَابي، بلدي،...). إضافةً إلى أنواع أُخرى من الثمار والفاكهة مثل : السفرجل، التوت، التين، الجوز اللوز، الجَارِنك... كانت سرغايا تشتهر أيضاً بإنتاج العسل الصافي الجُردي الجبلي الأصيل، ولكن منذ سنواتٍ قليلة شبه إِنعَدمَ إنتاج العسل السُرغاني بسبب تَطَفُل بعض الناس على مهنة مربيّي النحل وإحضارهم عسل من أسواق دمشق المختلفة وبيعه كمنتوج محلي مما إِضطَرمُربيّي النحل الأصلييّن إلى التخلي عن هذه المهنة
إِنَّ موقع قرية سرغايا على الشريط الحدودي بين سوريا ولبنان جعل منها مركز للتهريب بين سوريا ولبنان وخُصوصاً في الثمانينّيات وذلك بسبب الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً على سوريا حيث نَشَطَ التهريب الذي وصل لذروته بين عاميي(1980- 1990) مما جعل الطريق الرئيسي في مركز القرية سوقاً عام من محلات الألبسة، الأقمشة، المواد التموينية والكهربائية وكل ما يخطر على البال، أما الآن فقد إِنحَسَرت هذه الظاهرة السيئّة (التهريب) كثيراً وذلك بسبب إشباع السوق المحلية السورية بكافة المواد التموينية وكافة احتياجات المستهلك، ورغم وجود بعض التجاوزات النادرة إلا أَنَّ أهالي سرغايا عموماًعادوا للالتزام بأشغالهم الأساسية حيث النسبة العظمى منهم مزارعين أو تُجار فاكهة، وجديرٌ بالذكر أن قرية سرغايا يوجد فيها أعلى نسبة مئوية لحاصلي الشهادات الجامعية مقارنةً بباقي قُرى ريف دمشق....
السياحة في سرغايا
سرغايا مصيف جميل وهادئ يتربع في قمم الجبال ويتمتع بجو بارد جميل جدا في الصيف وبارد جدا في فصل الشتاء حيث تتساقط الثلوج لتغطي البلدة وكافة الجبال المحيطها في منظر رائع، رحلات السفاري وتسلق الجبال في سرغايا متعة حقيقية حيث الطبيعة والتشكيلات الصخرية والجبال والوديان والينابيع، وسرغايا على مقربة من مصيف بلودان الشهير ومصيف الزبداني، يوجد في سرغايا عدد من المطاعم والمنتزهات الطبيعية الرائعة، وتحيط بها منطقة سياحية يرتادها عشرات الالاف السياح سنويا.ومن العائلات المشهورة بكرمها ونخوتها للضيف هم ال دقدوق وقد عرفوا بهذه الخصال منذ خمسمائة سنة تقريبا
|
|
Sirghaya]]