روبرت وودورد

روبرت وودورد (Robert Burns Woodward) هو كيميائي أمريكي ولد في 10 أبريل 1917 وتوفي في 8 يوليو 1979.

ولد روبرت وودورد في بوسطن ودرس في معهد تكنولوجيا ماساتشوستس. بين 1941 و 1963 درس الكيمياء في جامعة هارفرد. في سنة 1963 أصبح مدير معهد وودورد للأبحاث في بازل بسويسرا. مع الكيميائي الأمريكي وليلم دورينغ استخرج سنة 1944 مادة الكينين. استطاع كذلك سنة 1951 استخراج الكولسترول والكورتزون. في سنة 1954 أدار الأبحاث لاستخراج مادة سترشنين.

تحصل سنة 1965 على جائزة نوبل في الكيمياء على أبحاثه في مجال المضادات الحيوية.

إسهامات روبرت وودوارد في مجال علم الكيمياء

لم يكشف أي شيء عن مدى التقدم الذي حققه علم الكيمياء منذ أيام العالم أنطوان لافوازييه (١٧٨٩) أو العالم فريدريك فولر (١٨٢٨) سوى قدرة علماء الكيمياء في منتصف القرن العشرين على تحضير مركبات معقدة مكونة من مئات الذرات من خلال ذرات شديدة البساطة مثل اماء أو ثاني أكسيد الكربون أو النشادر. فالعمليات التركيبية الكيميائية أصبحت تمثل علما يتسم بدرجة عالية من التعقيد. وبالرغم من حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء (١٩٦٥) لريادته هذا العلم على مستوى العالم أجمع، تحدث العالم روبرت وودوارد عن إسهاماته التي أضافت إلى فرع العمليات التركيبية الكميائية.

ربما أوضح ذلك أن تحديد أي المسارات التي يمكن اتباعها من أجل صنع شيء معقد من شيء بسيط يتطلب الكثير من الخيال الذي يرتبط إلى حد كبير بفنون الرسم والعمارة ويفوق العمل المرهق باستخدام أنابيب الاختبار والمواد الكيميائية. فحدوث طفرات في مجال الفكر دائما ما يكون أمراً مهما في مجال العلوم - وهو الأمر المعروف بلحظات الاكتشاف المفاجئ أو الإلهام الفكري. وهو ما يفسر تلك التخمينات من خلال تجميع الأدلة بشكل منهجي، حيث يسعى مقدموها إلى إثبات صحتها (أو على الأقل إثبات عدم خطئها).

لقد جمع العالم وودوارد بوضوح بين كل من الخيال والعمل الدؤوب المبني على أسس علمية. وقضى حياته في التحليل جنبا إلى جنب مع العمليات التركيبية، حيث كان يتتبع المركبات الكيميائية امعقدة إلى أصولها ليعرف كيفية تركيبها وتكونها معا. وكانت معظمها عبارة عن مركبات طبيعية مستخلصة من النباتات أو الكائنات الحية الأخرى، مثل الكثير من الأدوية الطبية المستخدمة عبر قرون من الزمان. كان من أوائل الإنجازات في هذا الصدد هو التركيب الأول للبنسلين، المستخلص من فطر البنسليوم (فليمينج ١٩٢٨). بينما تضمنت إنجازات أخرى اكتشاف مادة الستريكنين القلوية السامة والمضادات الحيوية المعروفة باسم الترامايسين والأوريومايسين.

بمجرد معرفة محتوى وتركيب مركب ما، يمكن تركيب هذا المركب من خلال أبسط أجزائه، ولو نظريا على أقل تقدير وقد حقق العالم وودوارد أول نجاح له مع مركب الكينين في عام ١٩٤٤ . فقد أدت محاولة تحضير هذا المركب من خلال قطران الفحم إلى ظهورعلم الكيمياء العضوية في القرن التاسع عشر (١٨٥٦). كذلك، فقد تم التعرف بعد ذلك علىقائمة من المواد الكيميائية مثل: الكوليسترول، كمية الدهون الموجودة في دم الإنسان، فضلا عن هرمون الكورتيزون وحمض الليسرجيك — الذي يعتبر مصدراً للأدوية امخدرة الباعثة على الهلوسة - والمادة الخضراء في النبات المعروفة باسم الكلوروفيل وامضاد الحيوي التتراسيكلين. وفي عام ١٩٧١، قام ذلك العالم بتركيب فيتامين (ب١٢)، وهو مركب شديد التعقيد حيث يحتاج تركيبه إلى مائة خطوة منفصلة. ولكنك لا تستطيع القيام بذلك ما لم تعرف بالتحديد إلىأين ستقودك هذه الخطوات.

وفقا لما جاء به العالم وودوارد، بدا عدم وجود أي سبب يدفع أي مركب كيميائى عضوي لعدم التكون مرة أخرى بمجرد أن يتم تحلله، بما يتضمن البروتينات ووحدات البناء الأساسية لكل من النباتات والحيوانات والحامض النووي الذي تم إثبات كونه مسئولاً عن نقل الصفات الوراثية من الآباء للأبناء. ولكن ما يزال هناك المزيد من الوقت لاكتشاف كل الأسرار المتعلقة بهذا الموضوع.

انظر أيضا