رادهاكريشنان، سارفيبالي
سارفيبالي راذاكريشنان (5 سبتمبر 1888 – 17 أبريل 1975) هو فيلسوف ورجل دولة هندي عمل كأول نائب رئيس للهند (1952 – 1962)، وكان ثاني رئيس للهند (1962 – 1967).
كان راذاكريشنان أحد ألمع علماء الهند في القرن العشرين في اختصاص الأديان المقارنة والفلسفة. بعد أن أتمّ تعليمه في كلية مدراس المسيحية، عمل كأستاذ فلسفة مساعد في جامعة ميسور (1918 – 1921)، وفي جامعة الملك جورج كنائب عميد لكلية العلوم الصحية والأخلاقية في جامعة كالكتا (1921 – 1932)، وأستاذ الديانات الشرقية والأخلاق في جامعة أوكسفورد (1936 – 1952)، وبذلك كان أول هندي يحصل على كرسي أستاذية في جامعة أكسفورد. عمل كمحاضِر في كلية مانشيستر بأكسفورد في 1926 و1929 و1930، وعُيّن كمحاضِر في الأديان المقارنة في جامعة شيكاغو.
كان لفلسفته جذورٌ في مذهب أدفايتا، إذ أعاد تفسير هذا الاتجاه ليُفهم في العصر الحالي. دافع عن الهندوسية ضد «النقد الغربي غير المُطّلع»، مسهمًا بذلك في تشكيل الهوية الهندوسية المعاصرة. كان له أثرٌ بارز في صياغة فهم الهندوسية، لا في الهند فحسب، بل في الغرب أيضًا، وحاز على شهرة واسعة كباني جسور ثقافية بين الهند والغرب.
تلقى راذاكريشنان العديد من الجوائز التشريفية في حياته، بما فيها وسام الفروسية في عام 1931، وجائزة بهارات راتنا، وهي أعلى وسام مدني في الهند في عام 1954، وعضوية فخرية في وسام الاستحقاق الملكي البريطاني في 1963. كان أيضًا من أوائل مؤسسي جمعية هيلبيج إنديا، وهي منظمة غير ربحية للعناية بكبار السن والطبقات المحرومة في الهند. كان راذاكريشنان يؤمن بأنه «يجب على المعلمين أن يكونوا في طليعة العقول المبدعة في البلاد». منذ عام 1962، بدأت الهند الاحتفال بعيد المعلم في يوم عيد ميلاد راذاكريشنان، الموافق للخامس من سبتمبر من كل عام.
السيرة الذاتية
نشأته
وُلِد سارفيبالي راذاكريشنان لعائلة هندية براهمية ناطقة بلغة تيلوغو في تيروتاني في مقاطعة مدراس السابقة. والده سارفيبالي فيراسوامي ووالدته سارفيبالي سيتا (سيتاما). أمضى سنواته الأولى في تيروتاني وتيروباتي. كان والده موظف جباية برتبة متدنية في خدمة مالك الأراضي المحلي. تلقى تعليمه المبكر في «مدرسة كي.ڤي الثانوية» في تيروتاني. في عام 1896، انتقل إلى مدرسة هيرمانسبُرغ التابعة للإرسالية اللوثرية في تيروباتي والمدرسة الثانوية في مقاطعة والاجابيت.
تعليمه الجامعي
تلقى راذاكريشنان منحًا دراسية طوال سنوات حياته الأكاديمية. التحق بكلية فورهيس في فيلور لدراسته الثانوية. بعد نيله شهادته الأولى في الآداب، التحق بكلية مدراس المسيحية في سن السابعة عشرة، وتخرج منها في عام 1906، وحصل منها على شهادة الماجستير.
درس راذاكريشنان الفلسفة صدفةً لا عن سابق تخطيط. نظرًا إلى محدودية موارده المالية، بعد تخرج ابن عم له من نفس الكلية، أخذ راذاكريشنان مقررات ابن عمه الدراسية الخاصة بالفلسفة، وهكذا أصبحت الفلسفة بشكل تلقائي اختصاص راذاكريشنان.
كتب راذاكريشنان أطروحته للماجستير بعنوان «أخلاقيات الفيدانتا وافتراضاتها الميتافيزيقية المسبقة»، وكانت هذه الأطروحة مقدمة «بهدف الرد على الانتقادات الزاعمة أنه لا مجال للأخلاق في فلسفة فيدانتا».
وفقًا لما ذكره راذاكريشنان نفسه، فالانتقادات التي وجهها أساتذته الجامعيون المسيحيون للثقافة الهندية «هزت إيماني وزعزعت الأساسات التقليدية التي بنيتها عليه».
دفعه هذا إلى إعادة دراسة نقدية للفلسفة والديانة الهندية، وحياةً أمضاها في الدفاع عن الهندوسية ضد ما أسماه «النقد الغربي المضلل». رغم ذلك، امتدح راذاكريشنان أستاذه هوغ قائلًا: «إنه أستاذي المبجل وأحد أعظم المفكرين المسيحيين الذي كانوا عندنا في الهند».
كتب عميد الكلية البروفيسور وليام سكينر توصيةً لراذاكريشنان ذكر فيها أنه «أحد أفضل الطلاب الذين درسوا عندنا ولم يكن له مثيل منذ سنوات»، وساعدت هذه التوصية راذاكريشنان على الحصول على عمل في جامعة مدراس. وعرفانًا بجميل سكينر عليه، ذكر راذاكريشنان سكينر في إهداء أحد كتبه.
عمله الأكاديمي
في أبريل 1909، عُيّن راذاكريشنان في قسم الفلسفة في جامعة مدراس بيزيدنسي. بعد ذلك في عام 1918، اختير كبروفيسور للفلسفة في جامعة ميسور التي درس بها. بحلول ذلك الوقت، كان قد كتب العديد من المقالات للمجلات العلمية الرصينة مثل ذا كويست، ودورية الفلسفة، الدورية الدولية للأخلاق. أكمل أيضًا كتابه الأول الذي كان بعنوان فلسفة روبندرونات طاغور. رأى راذاكريشنان في فلسفة طاغور «التجسيد الحقيقي للروح الهندية». نُشر كتابه الثاني في عام 1920 بعنوان عصر الدين في الفلسفة المعاصرة.
في عام 1921، عُين أستاذًا للفلسفة ليشغل منصب نائب عميد كلية العلوم العقلية والأخلاقية في جامعة كالكوتا. مثل راذاكريشنان بلاده في مؤتمر جامعات الإمبراطورية البريطانية في يونيو 1926 والمؤتمر الدولي للفلسفة في جامعة هارفارد في سبتمبر 1926.
يجدر بالذكر كذلك الحدث الأكاديمي البارز في حياة راذاكريشنان، وهو دعوته إلى إلقاء محاضرة هيبرت عن المُثُل العليا في الحياة في كلية مانتشيستر بأوكسفورد في عام 1929 والتي نُشرت فيما بعد على شكل كتاب بعنوان «نظرة مثالية إلى الحياة».
في عام 1929، دُعي راذاكريشنان ليشغل المنصب الذي تركه العميد ج. إيستلين كاربينتر في كلية مانشستر. منحه هذا المنصب الفرصة لكي يحاضر في جامعة أكسفورد في الأديان المقارنة. اعترافًا بخدماته، كرمه الملك جورج الخامس في يونيو 1931 بلقب الحاكم العام للهند، وإيرل ويلينغدون في أبريل 1932.
على كل حال، تخلى راذاكريشنان عن اللقب بعد استقلال الهند، مفضلًا لقبه الأكاديمي «دكتور».
عمل راذاكريشنان كنائب رئيس جامعة أندارا من عام 1930 حتى 1936. في عام 1936، أصبح راذاكريشنان بروفيسور الأديان الشرقية والأخلاق في جامعة أكسفورد، وانتُخب كزميل في كلية أول سولز.
رُشح في نفس العام وفي عام 1937 لجائزة نوبل للآداب. تتالت ترشيحاته للجائزة خلال السنوات التالية حتى الستينيات من القرن العشرين. عمل راذاكريشنان كنائب رئيس جامعة باناراس الهندية من عام 1939 حتى 1948.
عمله السياسي
بدأ راذاكريشنان عمله السياسي «في سنوات متأخرة من حياته»، بعد نجاحه في العمل الأكاديمي. في عام 1931، رُشح راذاكريشنان للجنة التعاون الفكري التابعة لعصبة الأمم المتحدة، إذ كان «يمثل بالنسبة للقارئ الغربي المرجعية الهندوسية في ما يتعلق بالأفكار الهندية، ومفسرًا قوي الحجة لدور المؤسسات الشرقية في المجتمع المعاصر». بعد استقلال الهند، مثّل راذاكريشنان بلاده في اليونيسكو (1946 – 1952)، وعمل بعد ذلك سفيرًا للهند في الاتحاد السوفييتي من عام 1949 إلى 1952. انتُخب أيضًا في الجمعية التأسيسية للهند.
نتُخب راذاكريشنان كأول نائب رئيس للهند (1952 – 1962) وانتُخب كثاني رئيس للبلاد (1962 – 1967).
لم يكن لراذاكريشنان خلفية حزبية في حزب الكونغرس، ولم يكن عنصرًا في الصراع ضد الحكم البريطاني، فقد كان رجل سياسة يعمل في الظِل.
عيد المعلم
عندما أصبح رئيسًا للهند، طلب منه بعض طلابه وأصدقائه أن يسمح لهم بالاحتفال بعيد ميلاده. فرد قائلًا:
«بدلًا من الاحتفال بعيد ميلادي، سيشرفني لو يتم الاحتفال بالخامس من سبتمبر كعيد للمعلم».
ومنذ عام 1962، بدأت الهند بالاحتفال بعيد المعلم في يوم عيد ميلاد راذاكريشنان، الخامس من سبتمبر من كل عام.
أعماله الخيرية
أسس راذاكريشنان مؤسسة كريشناربان الخيرية بدعم من رجل الأعمال الهندي جانشيام داس بيرلا وبعض عمال الخدمة الاجتماعية في فترة ما قبل استقلال الهند.
دوره في الجمعية التأسيسية الهندية
كان راذاكريشنان معارضًا لتلقين التعليم الديني في المدارس الحكومية كون ذلك يعارض النظرة العلمانية للدولة الهندية.
رادهاكريشنان، سارفيبالي (1888 - 1975م). فيلسوف هندي ورجل دولة. وفي الغرب يعد رادهاكريشنان المرجع النهائي فيما يتعلق بالفلسفات والمعتقدات الهندية. تقلد منصب نائب الرئيس الهندي خلال الفترة من عام 1952م إلى عام 1962م، ثم أصبح رئيسًا لدولة الهند خلال الفترة 1962- 1967م.
ولد رادهاكريشنان في تروتاني أندهراديش، وكان أول منصب مهم يشغله في الخدمة العامة هو منصب السفير الأول لبلاده في الاتحاد السوفييتي. وقد استمر رادهاكريشنان في هذا المنصب من عام 1949م إلى عام 1952م. من أهم إسهاماته السياسية المساعدة في تسهيل نقل السلطة إثر وفاة رئيس وزراء الهند الأول جواهر لال نهرو عام 1964م.
عبد الرحمن بدوي
فيلسوف هندي معاصر. ولد في تيروتراني ،Tirutrani بنواحي مدراس في ١٨٨٨ . وتعلم في كلية مدراس المسيحية نم عين بعد تخرجه مدرسا للفلفة في كلية الرئاسة Presidency College في مدراس سنة١٩٠٩، واستمر بها سبع منوات دارسا ومعلما للكتب الاساسية في الديانة الهندوكية والبوذية والجاينية Jainism. برتاذاًفيجامعاتميرر، وكلكتا ودعي للتدريس في جامعة أكسفورد في سنة ١٩٢٦ ثم سنة ٠١٩٢٩ وفي سنة ١٩٣٦ شغل كرسي اضبرلدنج Spalding لتدريس الأديان الثرقية والأخلاق، وذلك في جامعة أكسفورد. وقام بجولات للمحاضرة في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة ١٩٢٦ وسنة ١٩٤٤، وفي الصين في سنة ٠١٩٤ ومنح لقب Sir فيسنة ١٩٣١ .ومن سنة ١٩٣١ الى سنة ١٩٣٩ كان عضوا في لجنة التعاون الفكري التابعة لعصبة الأمم في جنيف. وفي سنة ١٩٤٦ كان رئيا للوفد الهندي لدى اليونسكو، ثم رئيا لهذا المجلس في سنة ١٩٤٩.
واشتغل بالسياسة فصار عضوا في المجلس النيابي الهندي في سنة ١٩٤٧ ، ثم عين أول سفير للهند في الاتحاد السوفييتي في سنة ١٩٤٩ وفي سنة ١٩٥٢ صار نائبا لرئيس الجخمهورية في الهند، ثم اصبح رئياً للجمهورية منسنة١٩٦٢ إلى ١٩٦٧ وتوفي في عام ١٩٧٥ وكان خطيبا بليغا باللغة الانكليزية، وربما كان هذا هو السبب الرئيسي في شهرته والحظوة التي نالها.
نلفته
حاول رادهكرشنان, وهوهندوكي الدين - الجمع بين الفلسفة الأوروبية والتيارات الفكرية الهندية الممثلة في ختلف أديانها، خصوصا الهندوكية والبوذية والجاينا.
وهو يقول عن نفسه: ^على الرغم من إعجابي بعظماء الفكر، القدماء والمحدثين، الثرقين والغربيين، فإني لا استطيع ان أقول إنفي أتبع واحدا منهم وا قبلمذهبه بكامله. ولا اقصد بذلك إنفي رفضت ان اتعلم من الآخرين او أفي لم أتاثر بهم. وبينما حركت وجداني عقول هز لاء الذين درستهم جميعا، فإن فكري لم ينسجم مع أي نمط معين تقليدي. ذلك لأنه كان لفكري مصدر آخر وصدر عن تجربتي الخاصة، وهي ليست نفس التجربة التي تحصل من مجرد الدراسة والقراءة. إنها تولدت من تجربة روحية أولى من أن تكون قد استنبطت من مقدمات منطقية. إن الفلسفة تنتج من لقائنا بالواقع أولى من ان ينتج بالدراسة التاريخية مثل هذه الالتقاءات.
ومن كتاباتي حاولت التعبير عن نفوذ بصيرتي إلى هعاني الحياة. ولست واثقاً ، مع ذلك، من كوفي افلحت في ا لتعبير عن افكاري الخاصة. وسعيت لبيان أن موقفي العام يزود بتفير سليم للعالم، منطقي مع نفه فيما يبدو لي، ويتفق مع الوقائع كما تعرفها، وأن أغذي حياة الروح،
ورادهكرشنان ينكر النزعة العقلية في إدراك أمور الروح والالهيات، لأنه يرى انه اذا استخدم العقل والبرهان العقلي في هذه الأمور فإنه إنما يصل إلى فرض، مهما يكن صادقا! لكن ثم طريقا آخر قديما عريقا في التقاليد والانتشار
ادهكرشنان
يوصل إلى إدراك «الموجود الأزلي» بطريق مباشر. «فحين تتحدث الاويانيشاد عن «الجنياناه Jnaina او العرفان gnosis، وحين يتحدث البوذا عن «البودهي، أي التنوير، وحين يتكلم المسيح عن الحق الذي يجعلنا أحرارا فأنهم يشيرون إلى طريقة الأدراك الروحي المباشر للموجود الأعلى الذي تعلق فيه الهوة بين الحقيقة والوجود. إن ديانتهم تقوم على شهادة الروح القدس، على التجربة الشخصية، على التصوف كما حدده القديس توما ال اكويني : المعرفة التجريبية بالله Cognitio Dei experimentaos فمن توكيد التجربة الروحية نجد ان من الممكن التوفيق بين نتائج الفهم المنطقي وبين إدراك البصيرة النافذة الكاملة.
إن للمعرفة عدة انماط: حسية، تصورية، وجدانية، وهي تناسب أنواعا ختلفة من الموضوعات. وأ فلوطين مخبرنا أن الادراكات الحسية هي من تحتنا، والبراهين المنطقية هي معنا، والادراكات الروحيةهي من فوقنا.
والوع الأخير من انماط المعرفة هذه يمكن ان يسمى البصيرة النافذة الكاملة integral insight لأنها ليت وليدة نثاط جزء من كياننا الواعي : الحس أو العقل،بلخل كياننا الواعي. ثم اها لا تكشف لنا عن تجريدات، بل عن الحقيقة الواقعية بتمامها. أن الوجوديين يناقشون مسألة أسبقية الوجود على الماهية. وبينما الممكن اسبق من الواقع فيما يتعلق بنشأة الكون، فإنه في داخل العالم نفه يعمل على الوجود فيه ويجرد منه. والفكر يبلغ غايته من المعرفة بالقدر الذي يعود به إلى الوجود. والفكر من حيث جوهره يعلو على نفه. إنه يتعامل مع أشياء غير الفكر فهو رمزي فقط. والموجود existence طريقة واحدة من طرق الكينونة being، وعدم كفاية المعرفة بالنسبة إلى الكينونة أمرأكده يرادلي Bradley . وعلى الرغم من ان المعرفة المنطقية غيرمباشرة ورمزية، فانها ليت باطلة وبناؤهالي تركيبا تخيليا. لكنها لا تبلغ مرتبة لمعرفة لكاملة، لأنها تخبرعن تركيب الكينونة، لاعن الكينونة نفها. اما في البصيرة النافذة الكاملة فإننا نكون على اتصال بالكينونة الحقة 192ع actual . وهذه المعرفة العليا تعلو على التمييز بين الذات والموضوع. وحتى المعرفة المنطقية عمكنة، لأن هذه المعرفة العليا حاضرة دائما. إنها يمكن أن يقر بها بوصفها تأسيية فقط. إن الكينونة هي الحقيفة Being is Truth .
ومن هذا النموذج من كتابات رادهكرشنان نتبين أن افكاره خليط من الصوفية الممزوجة بتعبيرات واصطلاحات من
الفلسفة الأوروبية الحديثة دون تمييز دقيق لمعانيها. ومن هنا نجدها تتلفع بضباب الغموض والروحانية المبهمة المميزة لكل تفكيرهندي. فلا معفى ها هنا لتمييزه بين الوجود Existence وبين الكينونة Being، لأنه لا يشبه مثلا تمييز الوجوديينبينال Sein (الوجود بوجه عام) وال Existen (أي الوجود الماهوي، أو الامكانيات قبل تحققها بالفعل في العالم). وما سماه البصيرة النافذة الكاملة» integral insight قد يشبه الغنوص عند العرفانيين، وقد يشبه الوجدان عند افلوطين وبرجون، لكنه يكتفي بترديد اللفظ دون أن يحدد معالم معناه وكيفية قيامه بادراك «الموجود».
وأحيانا نجده يتكلم بلغة برقلس مثل قوله : «الله يعرض نفه بوصفه الفعل المطلق للكينونة في فعليتها المحضة»، وهي عبارة ملتوية لوصف الله بأنه فعل محض.
وهو يدعو إلى توسيع منظورنا الديني حتى نصل إلى حكمة عالمية جديرة بعصرنا الحاضر، وذلك بانفتاح الأديان بعضها على بعض لاخصاب بعضها البعض. إننا نعيث في عالم لاهو شرقي ولا هو غربي، فيه كل واحد منا وريث لكل الحضارات. إن ماضي الصين واليابان والهند هوماضينا بقدر ماضي بني إسرائيل واليونان وروما. وإن من واجبنا، وهو امتياز نفخربه، أن نوسع ملكة استطلاعنا وفهمنا وان ندرك اتساع أرضنا المشتركة» . والتجزئة الدينية إلى مناطق تقف عثرة في سبيل حضارة عالمية واحدة، هي الأساس الوحيد الثابت لمجتمع عالمي . وكل دين يحاول اليوم أن يعيد صياغة عقائده لتتفق مع الفكر الحديث والنقد الحديث. اما الأديان الراكدة المتحجرة في قوالب جامدة فهي على خلاف مع الحياة العصرية ,
لكن العالم لا يسعى إلى صهر الأديان بعضها في بعض، وإنما يسعى إلى اخوة بين الأديان المختلفة قائمة على إدراك الطابع التأسيسي لتجربة الانسان الدينية ويستشهد بقول الشاعر وليم بليك Blake: «كما أنكل الناس متشابهون (وإن كانوا متنوعين تنوعا لا هائيا) كذلك كل الأديان شانها شأن كل الأشباه - مصدرها واحد». فإذا كان الدين هو الوعي بطبيعتنا الحقيقية في الته، فإنه يعمل على توحيد كل الانسانية على أساس المشاركة في «الأزلي،، ويرى في سائر الأديان نفس الحاجة التي أحس هوبها في نفه. إنالينبوعالذيصدرت عنه الأديان المختلفة هو تطلع الانسان إلى عالم خفي، ولكن الأشكال التي انخذها هذا التطلع اختلفت باختلاف البيئة والجو
افيوذ
٥١٥
الفكري. ووحدة الأديان ينبغي ان ننشد ها فيما هو الهي او كلي فيها، لا فيما فيها من أمرر عرضية موقتة.
والحياة الدينية تنتب إلى ملكوت الكشف الروحي الباطن. أما إذا عبرت عن نفسها خارجيا، فإنها تفقد طابعها الصحيح. ورسالة الدين هي أن يحمل الانسان على ان يغيرما بنفه حتى يهى للالهي ان يتجلى فيه. والدين يتحدث عن موت اانسان يشهواته الدنيوية، وانبثاق الانسان الجديد. وهذا ليس فقط تعليم الاويأتيثادوالبوذية، بل وأيضا تعليم ديانات الأسرار عند اليونان، والأفلاطونية، والأناجيل والمدارس الغنوصية. وهذه هي الحكمة التي إليها أشار أفلوطين حين قال: «هذا المذهب ليس جديدا، بل قال به قائلوه منذ اقدم الأزمنة، وإن لم ينم بوضوح، ونحن نريغ فقط إلى ان نكون مفسرين للحكماء القدماء. وأن نبين، بشهادة أفلوطين نفه، ان آراءهم كانت هي نفس آرائناه («التساع» الخامس ٨:١>.
ويؤكدرادهكرشنلن أن :الدين الخالد، الذي رسمنا خطوطه العريضة في هذه الصفحات، ليس دينا لا معقولا أو لا علميا، وليس ديانة هروب أو مضاداً للحياة ااجتماعية. واعتناقه سيحل كثيرا من المشاكل العويصة ويأقي بالسلام لذوي الارادة الخيرة، وتلك هي فلسفتي الشخصية الخاصة التي وصلت إليها عن طرق مختلفة وهي فلسفة افادتفي في اقسى المحن، في المرض وفي الصحة، في النصر وفي الهزيمة. وربما لا يقدر لكل منا أن يرى الايمان يود، لكن من المقدر لنا أن نسعى كي يكون من الواجب أن يسود» («فلسفة سرفيالي رادهكرشنان»، «مكتبة الفلاسفة لأحياء،، سنة ١٩٥٢).
مؤلفاته
.1923-27 ,5. Londonا٧0 2 ,Indian Philosophy — .1932 ,Idealist View 0 Life, Libber, Lectures ٨٦ — ,1930 .Eastern Religion and Western Thought. 15( ed —