رأس المال
رأس المال (بالإنجليزية: Capital) هو مصطلح اقتصادي يُقصد بهِ الأموال والمواد والأدوات اللازمة لإنشاء نشاط اقتصادي أو تجاري ويكون الهدف من المشروع الربح أو الإعلام أو الأعمال الإنسانية. ويعد علم الاقتصاد الحديث رأس المال واحداً من عوامل الإنتاج الأربعة، والأخرى هى: الأرض، والعمل، والمشروع.
يعبر رأس المال عن الثروة التي تُستَغَلّ لتنميتها وزيادتها باستثناء الأرض. فمدخرات الناس تُعَدُّ رأس مال، لأنها تنتج ثروة إضافية من خلال الأرباح التي يكسبونها. أما الأرض وغيرها من الموارد الطبيعية فلا تعتبر رأس مال، لأن الإنسان لا ينتجها. ومعظم الأصول الثابتة التي تمتلكها شركة تمثل رأس مال، لأنها تستثمر لتدر الدخل. تعتبر الأشياء الخاصة، مثل الغذاء الخاص، والأثاث والملابس ثروة وليست رأس مال، لأنها لا تضيف ثروة.
ويعتبر رأس المال هو المحرك الأساسي لأي مشروع أو عمل إستثماري يهدف لزيادة القدرة الإنتاجية لأي جهة، ويتكون من مجموعات أساسية غير متجانسة يتفرع من كل منها أشكال فرعية من العوامل القادرة على الإنتاج مثل الأدوات والمواد الخام، وإدارة الموارد البشرية النادرة والمواد المساعدة في الإنتاج.
وهنالك نوعان من رأس المال: رأس المال الثابت، ورأس المال العامل أو المتداول.
وقد ذكر كارل ماركس في كتابهِ رأس المال أن العصور الوسطى خلفت شكلين متميزين من أشكال رأس المال، وهما رأس المال الربوي ورأس المال التجاري.
تقسيمات رأس المال
رأس المال الثابت
يُسمى أيضًا بالأصول الثابتة، يشمل المواد التي لا تتغير ولا تدخل في التبادل التجاري أو الاستهلاك ضمن دورات الإنتاج، ومن أهم الأمثلة على رأس المال الثابت في معظم النشاطات الاقتصادية هو الأرض، والمباني الصناعية والتجارية، والمنشآت، والآلات والمعدات ، والتجهيزات الضرورية، والطاقة المحركة، وغيرها من المستلزمات التي تنتج السلع وتقدم الخدمات.
وتضيف الأصول الثابتة ثروة جديدة بتوفيرها للسلع والخدمات. ولاستبدال الأصول الثابتة لابد من تقدير عمرها الافتراضي عند شرائها. وبناء على هذا التقدير يستطيع صاحب العمل رصد أموال كافية لاستبدالها عندما تصبح غير صالحة.
رأس المال الدائر أو المتداول
يشمل الرصيد النقدي، والأموال الدائنة (أي الديون على الآخرين). هذه الأشياء لا تضيف إلى الثروة شيئًا، ولكنها تُمكِّن رأس المال الثابت من أن يؤدي هذا الغرض. ولابد لأصحاب العمل من توفير النقد لدفع أجور العمال، وتغطية المصروفات الأخرى. إنهم يحتاجون كميات من المواد الخام ومواد أخرى، والعمل أثناء الإنتاج، والسلع المنتجة. ويسمح أصحاب العمل لزبائنهم بالدفع المؤجل للسلع التي يشترونها، ويحتفظون بسجلات لهذا الغرض.
رأس المال الكلي
رأس المال الكلي وهو قيمة كافة المواد والوسائل والأدوات والأيدي العاملة الثابتة والمتحركة اللازمة لإنتاج دورة اقتصادية كاملة والدورة الاقتصادية هي الفترة الزمنية اللازمة لإعادة تجديد رأس المال المتحرك.
وهو يوضح مقدار ما تمتلكه شركة من رأس مال بقيمة نقدية. فقد يكون رأس مال شركة سعودية، على سبيل المثال، 10 ملايين ريال. ومعنى هذا أن المستثمرين قد استثمروا 10 ملايين ريال في الشركة، وتستعمل هذه الأموال لشراء الأصول الثابتة، ولرأس المال العامل وغيرها. وتسمى النقود المستثمرة أو الجاهزة للاستثمار رأس المال المدفوع.
علم الاقتصاد السياسي
كان اكتشاف واقع أن رأس المال ليس مجرد مبلغ من النقود، ولكن أحد الإنجازات العظيمة للإقتصاد السياسى فى أوائل عهده، حيث أكد علم الاقتصاد السياسى على أن نمو ثروات الأمم رهن بنمو قواها الانتاجية. ويتكون رأس المال من الأدوات والآلات والمصانع وأى مواد أو معدات أخرى من صنع الإنسان لا تستخدم فى الاستهلاك المباشر، وتساهم فى العمل المنتج أو تعظمه. ومنذ أدم سميث أصبح من المعتاد التمييز بين رأس المال الدائر ورأس المال الثابت. ويستحدم الأول فى شراء السلع، وبصفة أساسية المواد الخام وجهد العمل، وفى إعادة بيعها كمنتجات بغرض الربح. أما رأس المال الثابت، مثل الأدوات والآلات، فإنه ينتج ربحاً دون أن يعرف مزيدا من الدوران.
وفى رأى كارل ماركس، أن عملية تراكم رأس المال تمثل الدينامية المميزة لنمط الانتاج الر أسمالى، أو النظام الرأسمالى الحديث. وتعتمد هذه العملية على استغلال العمال من خلال انتزاع فائض القيمة. وقد طور ماركس فى مؤلفه رأس المال (الذى نشر عام 1867)، نقدا للاقتصاد السياسى، حيث ذهب إلى أنه برغم أن هذه العملية تبدو وكأنها علاقة بين أشياء (سلع)، إلا أنها فى الواقع علاقة بين كائنات بشرية. فضلا عن ذلك، فإن عملية التراكم تنطوى على منطق سيفضى الى تركز رأس المال فى أيد قليلة، وسيكون ذلك مصحوبا بتعاظم الانتقال إلى صفوف البروليتاريا وازدياد بؤس غالبية قوة العمل.
وما يزال علماء الاقتصاد والاجتماع الأكاديمى الرسمى يعتبرون عملية تكوين رأس المال وتراكمه عملية ضرورية لأى شكل من أشكال التصنيع. كما يلاحظ فضلا عن ذلك، أنه لما كان تطور الرأسمالية قد سار فى مسارات مختلفة إلى حد ما عن تلك التى توقعها ماركس، فقد أصبح لزاما علينا، بما فى ذلك الماركسيين، أن نميز بين وظائف متعددة لرأس المال، وعلى وجه الخصوص بين ملكية رأس المال والسيطرة الإدارية. وثمة فكرة مرتبطة بذلك وهى تلك القائلة بوجود مكونات مختلفة لرأس المال مثل رأس المال المسالى فى مقابل رأس المال الصناعى.