العالم الثالث
العالم الثالث (بالإنجليزية: Third World) هو مصطلح سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي يطلق أحيانًا على الأقطار النامية اقتصاديًا، وخصوصًا في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وهي مجموعة دول كانت قد خضعت للاستعمار الأوروبي، وحققت استقلالها حديثا. وقد صك هذا المصطلح فى الأصل أواخر آربعينيات القرن العشرين للإشارة الى مجموعة من الدول المحايدة فى أوروبا، و لكنه أصبح يطلق منذ أوائل الستينيات على البلاد النامية (تحديدا الآخذة فى النمو) تمييزا لها عن العالمين "الأول" الرأسمالى (المتقدم) "والثانى" (الشيوعى).
يطلق مصطلح العالم الثالث على مجموعة من المستقلة غير المنحازة سياسيًا والتي لا تنتمي إلى العالمين الأول والثاني أو المستقلة عن المعسكرين الكبيرين (الرأسمالي والاشتراكي) أيام الحرب الباردة. وتسمى هذه الأقطار الدول المحايدة أو دول عدم الانحياز، لأنها لم تساند ـ بشكل منتظم ـ العالم الأول أو العالم الثاني، خلال الحرب الباردة. والحرب الباردة كانت فترة توتر بين الدول الغربية غير الشيوعية، والدول الشيوعية. وكانت قد بدأت بعد الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م). ويشير مصطلح العالم الأول إلى أقطار عديدة غير شيوعية تشمل الولايات المتحدة والدول الغربية الصناعية الأخرى واليابان. أما مصطلح العالم الثاني فكان يشير إلى الاتحاد السوفييتي (السابق) وعدد من الدول الأخرى، وخاصة في أوروبا الشرقية، التي كانت تحكمها حكومات شيوعية خلال الحرب الباردة.
استُعمل تعبير العالم الثالث لأول مرة سنة 1952 في مقالة صدرت للاقتصادي والسكاني الفرنسي ألفريد سوفيه في إشارة إلى الدول التي لا تنتمي إلى مجموعة «الدول الغربية» (أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية وأستراليا واليابان وجنوب إفريقيا) ولا إلى مجموعة الدول الشيوعية (الاتحاد السوفياتي والصين وأوروبا الشرقية). وقد استوحى سوفيه هذه التسمية قياساً على الفئة الثالثة في المجتمع الفرنسي أثناء النظام القديم وقبل الثورة الفرنسية.
وقد اعتبر بعض خبراء السياسة الصين من أقطار العالم الثالث، ولكن، اعترض آخرون على ذلك. وقد بدأت الإشارة إلى العالم الأول والعالم الثاني والعالم الثالث تفقد معناها السياسي عندما انتهت الحرب الباردة في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين.
وأحيانا يطلق على هذه الدول مصطلح «الدول النامية»، وهي دول ذات مستوى معيشي منخفض مقارنة بالدول المتقدمة، ولا يستقيم فيها التوازن بين سرعة نمو السكان ودرجة التقدم الاقتصادي، وتعاني هذه الدول من التخلف الاقتصادي، إذ يرى بعض الدارسين أن دول العالم الثالث هي التي لم تستفد من الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، وعلى هذا تعد دولا آخذة في النمو أو دولا متخلفة. وتسمى أيضا بدول الجنوب لكون أغلبها يقع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
يصف العالم الثالث العالم المعقد والانتقالي والفوضاوي في اتساع الفجوة التي تنشأ بين العالم التقليدي والعالم الحديث منذ الثورة الصناعية (التي بدأت في إنجلترا في أواخر القرن الثامن عشر). ومع ذلك، لحظ أنه في هذا الوقت، إذا في الأمازون وأفريقيا وآسيا اناس كانوا ولازالو يعيشون تقريبا في العهد الحجري، والبعض الآخر في الصين والهند كانو أفضل معيشة واعلى مستوى من إنجلترا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر. المؤرخ كريستوفر بايلي "Christopher Alan Bayly" قد برهن على هذا في كتابه " ازدياد العالم الحديث."
دول العالم الثالث
يضم العالم الثالث حوالي 120 دولة، يسكنها أكثر من نصف سكان العالم. وغالبية أقطار العالم الثالث مستعمرات سابقة لدول أوروبا الغربية التي كانت السبب الرئيسي في عدم نهضة هذه الدول وتأخر نمو اقتصادها وصناعاتها حيث كان كل شيء يعود إليهم ويستولون عليه. بدأت هذه الدول المُستَعْمرَة تحصل على استقلالها منذ 1945م. وغالبية دول العالم الثالث يقوم اقتصادها على الزراعة، وأنشأت صناعات قليلة. والكثير منها يصدر المواد الخام إلى الدول الصناعية، مقابل سلع مصنعة. كما أن غالبية دول العالم الثالث فقيرة، ويعيش حوالي 60% من سكانها في فقر شديد.
وخلال الستينيات من القرن العشرين انضمت دول العالم الثالث إلى الأمم المتحدة لتعزيز مصالحها. وقد أصبحت اليوم للعالم الثالث، أغلبية الأصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومنذ أواسط السبعينيات من القرن العشرين، ركَّزت دول العالم الثالث بشكل متزايد على مشاكلها الاقتصادية. فقد طلبت مساعدات مالية واتفاقيات تجارة تفضيلية من الأقطار الصناعية، من أجل توزيع ثروة الأرض. وكانت ترى أن الخلافات الاقتصادية بين الدول المتطورة والدول النامية أكثر أهمية من الخلافات بين الدول الشيوعية وغير الشيوعية.ولهذا السبب تفضل دول العالم الثالث مصطلح الشمال للدول الغنية، والجنوب لدول العالم الثالث، بدلاً من العالم الأول، والثاني، والثالث. وتقع غالبية الدول الصناعية سواء الشيوعية أم غير الشيوعية في الشمال. بينما تقع غالبية دول العالم الثالث في الجنوب.
منذ نهاية الحرب الباردة، أصبحت الدول الغنية بطيئة في تلبية مطالب دول العالم الثالث للمساعدة. وأكثر من ذلك بدأت غالبية دول أوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق تنافس دول العالم الثالث في طلب المساعدات من العالم الأول. ويقوم البنك الدولي وغيره من المنظمات الدولية بتوفير الاعتمادات للتنمية في العالم الثالث. غير أن التقدم كان بطيئًا لأن دول العالم الثالث ظلت تعاني من التزايد السريع للسكان، والنسبة المرتفعة من المرض والأمية.
أهم خصائص العالم الثالث
ويمكن تصنيفها كالتالي:
1. اجتماعيا:
- نمو ديمغرافي كبير بسبب ارتفاع نسبة الخصوبة.
- أمد الحياة ضعيف بسبب قلة الإمكانيات الطبية وضعف المستوى المعيشي.
- هجرة مكثفة من البوادي إلى المدن.
- أمية مرتفعة.
2. اقتصاديا:
- تصدير المواد الأولية.
- عدم تحقيق الاكتفاء الذاتي في المواد الاستهلاكية.
- ضعف الاستثمارات الصناعية.
- غياب التكامل بين القطاعات الاقتصادية.
- ارتفاع المديونية الخارجية.
- التبعية الاقتصادية للدول الاستعمارية السابقة.