دولة الكنوز
حدود إمارة الكنوز
دولة الكنوز أو إمارة الكنوز, أقام عرب الكنوز هذه الدولة في بلاد النوبة الشمالية التي تمتد من جنوب أسوان في مصر حتى جنوب دنقلة في السودان.
أصل بني كنز
ينحدر بنو كنز من قبيلة ربيعة العربية. وكانت هذه القبيلة تسكن بلاد نجد وتهامة في شبه الجزيرة العربية، وبعد ظهور الإسلام ارتحلت أعداد كبيرة منها وخاصة من بني حنيفة وبني يونس إلى مصر في عهد الخليفة العباسي المتوكل على الله في عام 238هـ/ 852م، فنزل بنو حنيفة في وادي العلاقي الذي يقع في الصحراء الشرقية بين أسوان والبحر الأحمر، واستقر بنو يونس في ثغر عيذاب جنوب حلايب الحاليا، كما نزلت جماعة أخرى من بني حنيفة بظاهر أسوان في بلدة بنوها عرفت باسم المحدثة.
نشأة إمارة الكنوز
وقد ظهرت إمارة لربيعة التي نزلت في وادي العلاقي نتيجة لزواج رؤساء ربيعة من بنات رؤساء البجة سكان هذه المنطقة من الصحراء، مما أدى إلى انتقال حكم بلاد البجة في هذه المنطقة إلى زعماء ربيعة حسب النظام المحلي الذي يجعل وراثة الحكم لابن البنت وابن الأخت.
وقد اتسعت هذه الإمارة العربية كثيرًا في عهد أبي المكارم هبة الله الذي يعرف بالأهوج المطاع بعد أن تولى حكم ربيعة بعد موت والده أبي يزيد، ويعتبر أبو المكارم هبة الله هو المؤسس الحقيقي لإمارة ربيعة الكبرى في أسوان وبلاد النوبة؛ فقد اتسعت حدود الإمارة في عهده حتى أصبحت تضم صعيد مصر الجنوبي من قوص إلى أسوان، كما ضمت جزءًا كبيرًا من بلاد النوبة الشمالية وهي المنطقة التي تعرف باسم مريس التي تقع جموب وادي حلفا، كما ضمت وادي العلاقي بالصحراء الشرقية.
ساعد أبو المكارم هبة الله الحاكم بأمر الله الفاطمي في القضاء على أبي ركوة الذي كان قد ثار على الحاكم بأمر الله في عام 397هـ/1006م، ولجأ إلى الصعيد ثم إلى بلاد النوبة فظفر به أبو المكارم وأرسله إلى القاهرة، فأكرمه الحاكم ولقبه بلقب كنز الدولة، وصارت ربيعة في أسوان والنوبة تعرف منذ ذلك الحين باسم بني كنز أو الكنوز، وسار هذا اللقب علمًا على جميع أمرائها حتى انتهت دولتهم.
في عام 466هـ/1072م، أعلن كنز الدولة محمد استقلال دولته التام عن الدولة الفاطمية مستغلاً في ذلك الفوضى والخراب الذي شهدته مصر في ما يعرف بالشدة العظمى ولكن بدر الجمالي الذ استقدمه الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وجعله وزيرًا في مصر، قضى على الفوضى فيها ثم رنا ببصره إلى بني كنز فحاربهم وقضى على استقلالهم الذي أرادوه.
مراجع
هذا المقال منقول بتصرف من كتاب الموسوعة الأفريقية المجلد الثاني تاريخ أفريقيا والمقال باسم الاستاذ الدكتور رجب مجمد عبد الحليم.