جيمس لند
جيمس لند (بالإنجليزية: James Lind) (مواليد 4 أكتوبر 1716 في أدنبرة - 13 يوليو 1794)؛ طبيب اسكتلندي في البحرية الملكية البريطانية. استطاع الوصول إلى علاج لمرض الاسقربوط باستخدام ثمار الحمضيات من خلال إجراءه لعدة تجارب سريرية على المرضى المصابين، كما اقترح تقطير مياه البحر للحصول على مياه عذبة . وضرورة تحسين بيئة العمل على السفن البحرية.
إسهامات جيمس ليند في علاج الإسقربوط
يعرف ربان السفن الخطر التام الذي يشكله الإسقربوط على المسافرين في رحلات بحرية طويلة. إذ يتسبب ذلك المرض في إصابة الشخص بالضعف والاكتئاب وظهور بقع شاحبة اللون على البشرة. هذا، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى تورم اللثة وحدوث نزيف بها. وفي حالة عدم علاج ذلك المرض، فإنه قد يؤدي إلى الوفاة في أسوأ الأحوال. لكن، يؤدي تناول الطعام الطازج لعدة أسابيع إلى تخفيف حدة تلك الأعراض. لذا، فقد كان العالم في حاجة ماسة إلى دواء يكون أكثر فاعلية لتقليل تأثير ذلك المرض على كل من طاقم السفينة والمسافرين في السفن البحرية والتجارية.
في عام ١٧٤٧، بينما كان الطبيب البحري جيمس ليند على متن السفينة العظيمة HMS Salisbury في أثناء عبورها لبحر المانش خلال الحرب في النمسا لاعتلاء العرش، تفشى الإسقربوط في السفينة رغم توفر الطعام الطازج والمياه النقية. وخلال ٠ ١ أسابيع، أودى ذلك المرض بحياة ٨٠ شخصا من بين ٣٥٠ أصيبوا به. وقد كان جيمس ليند على علم بأن هناك شكاً لدى العديد من العلماء بأن عصائر الفواكه الحمضية، مثل البرتقال والليمون والزيزفون قد تكون علاجا فعالاً لهذا المرض. لذلك، قرر القيام بتجربة لمقارنة طريقة العلاج بالفواكه الحمضية بالطرق الأخرى المتاحة للعلاج.
قام جيمس ليند باختيار 12 شخصا من طاقم السفينة المصاين بالإسقربوط ثم قسمهم إلى أزواج، ثم قام بوضع بعض الإضافات المختلفة إلى الحصص المعتادة من طعامهم الذي كان يتكون من العصيدة وحساء اللحم الضأن والبسكويت. وتتضمن تلك الإضافات بعض الخل أو كوب من مياه البحر أو الثوم المهروس أو الخردل أو الفجل الحار أو ربع جالون من عصير التفاح. بعد ذلك، قام بإعطاء زوج آخر شراب الإكسير معقد التركيب، بينما كان يعطي الزوج الأخير ثمرتين من البرتقال وثمرة ليمون واحدة يوميا. ثم انتظر النتيجة التي أسفرت عن التحسن في حالة الأشخاص الذين تناولوا الفاكهة وعصير التفاح فقط من بين جميع المرضى. كما أثبتت تلك التجربة أن درجة تحسن الأشخاص الذين تناولوا الفواكه الحمضية كات هي الأفضل؛ حيث تماثل أحدهما للشفاء خلال ستة أيام فقط من بدء التجربة.
كانت تلك النتائج واضحة تماما مما حث الأميرالية البحرية على قبول عصير الليمون والبرتقال (والزيزفون) كأفضل علاج للإسقربوط. وعلى الرغم من ذلك، لم يتم إصدار قرار رسمي بتزويد جميع السفن البحرية بالمملكة بالليمون والبرتقال سوى بعد مرور ٤٠ عاما. وبعد مرور عام من تنفيذ ذلك القرار، اختفى الإسقربوط تماما بين البحارة، كما قل عدد البحارة الذين يشكون من أي مرض إلى النصف.
لكن، يبقى السؤال الجوهري عن السبب في فاعلية ذلك العلاج. فما الذي يحتوي عليه عصير الليمون أو البرتقال ويقي من الإصابة بالإسقربوط؟ في الواقع، تمت الإجابة على هذا السؤال بعد مرور سنوات طويلة، ففي عام ١٩٠٦، توصل العلماء إلى أن عصير الفواكه الحمضية يحتوي على فيتامين (ج) الذي يقي من الإسقربوط.