جون مايو
جون مايو (بالإنجليزية: John Mayow) هو عالم بريطاني في مجال الكيمياء والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء عاش في الفترة ما بين 1641–1679. اشتهر مايو بأبحاثه في تفسير عملية التنفس وطبيعة الهواء.
حياته
ولد جون مايو في كورنوال وذلك ما بين سنتي 1641 و 1643، ودخل كلية وادهام Wadham College في أكسفورد سنة 1658. درس مايو القانون وامتهن الطب، وبناء على توصية من روبرت هوك أصبح زميلاً في الجمعية الملكية. توفي مايو سنة 1679 ودفن في حديقة كوفنت Covent Garden في كنيسة سانت بول في لندن.
أعماله
في أواخر القرن السابع عشر برهن العالم روبرت بويل أنّ الهواء ضروري من أجل عملية الاحتراق، إلّا أنّ جون مايو أظهر فيما بعد وبشكل أدقّ أنّ قسماً فقط من الهواء هو الذي يلزم لعمليّة الاحتراق، وأسماه spiritus nitroaereus. لاحظ مايو أيضاً أن الأنتيموان يزداد وزنه عندما يسخّن، واستنتج من ذلك أنّ المادّة التي أسماها nitroaereus هي التي تتّحد مع الفلزّ. نشر مايو أبحاثه سنة 1668 تحت اسم "De respiratione".
اكتشاف جون مايو الغاز الأكسجين
على الرغم من أن حياة جون مایو كانت قصيرة؛ إذ لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره حينما توفي ، فإنه كانت لاكتشافاته آثار عظيمة على العلم الحديث. ولقد درس مايو القانون، ولكنه اتجه إلى دراسة الطب وقد مارس الطب في مدينة باث. وقد قام روبرت هوك بترشيح مایو لمنصب عضوية الجمعية الملكية في عام 1678.
في حوالي عام 1674، اعتمد مایو على أبحاث روبرت بویل التي أجراها في عام 1659 والتي أوضح فيها أنه لا يمكن لأي شيء أن يحترق في وعاء مفرغ من الهواء. ثم وضع مایو شمعة مشتعلة وفأر في برطمان مغلق. فكانت نتيجة ذلك هو أن الشمعة انطفأت ومات الفأر بعد ذلك. ولكن في تجربة أخرى لم يستخدم فيها شمعة، استمر الفأر على قيد الحياة ضعف المدة التي عاشها في المرة الأولى. وبشكل واضح، أكد مايو أن الغاز الموجود في الهواء ويجعل الشمعة تستمر في الاشتعال هو نفسه الغاز المسئول عن الحياة. لذلك، فإن ما يحدث الكائنات الحية ويولد حرارة وحركة أشبه إلى حد ما بعملية الاحتراق.
لكن، هناك المزيد من الاكتشافات فيما يتعلق بهذا الموضوع. فإذا تمت تغطية شمعة مشتعلة تطفو على سطح المياه ببرطمان ، فإن الماء داخل البرطمان سيرتفع بطريقة ما مما يؤدي إلى انطفاء الشمعة. وقد رأى مايو من هذه التجربة أن نسبة بسيطة فقط من الهواء هي المسئولة عن الاشتعال. أما النسبة الأكبر من الغازات الموجودة في الهواء، فليست لها علاقة بذلك. وقد توصلت التجارب التي أجريت على الفئران الميتة إلى النتيجة نفسها. وقد توصل مايو أيضا إلى أن هذا العنصر نفسه من الهواء يتم امتصاصه حينما يتم تسخين معدن ما وينتج عنه كلس - أكسيد الجير أو قشرة.
هذا، وقد اعتقد مايو أن هذا الجزء النشط والمهم من الهواء يوجد في نترات البوتاسيوم وأنه دون هذا الغاز، لن يشتعل البارود. وقد أطلق هذا العالم على ذلك الغاز أسماء عديدة وجميعها يوحي أنه غاز ناري يساعد على الاشتعال. مهما كان الاسم الذي أطلقه مایو على هذا الغاز، فإنه من الجدير بالذكر أن مایو كان له السبق في اكتشاف غاز الأكسجين قبل أن يكتشفه علماء مشهورون آخرون مثل: بریستلي (۱۷۷۹) وشايلي ولافوازييه بحوالي قرن من الزمان ولقد كان هذا إنجارا عظيما. كما أن مایو ربط بين عمليتي التنفس والاحتراق ، وبذلك قام باكتشاف العلم الذي أطلقنا عليه بعد ذلك علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا). والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ثری، ماذا كان سيكتشف غير ما اكتشفه إذا كان عمره قد طال؟