تشارلي دانبار برود
تشارلي دانبار برود (بالإنجليزية: C. D. Broad) (30 ديسمبر 1887 – 11 مارس 1971)، والذي يكتب اسمه عادةً سي دي برود، وهو كان عالم في المعرفة ومؤرخ للفلسفة وباحث في فلسفة العلوم وفي الأخلاق والفلسفة النظرية، ولقد كتب أيضًا عن الجوانب الفلسفية في الأبحاث النفسية. وكان يشتهر باستقصائه الذي يتميز بالعقل والهدوء للحجاج في أعمال مثل Scientific Thought (التفكير العلمي) المنشور في 1923، وThe Mind and Its Place in Nature (العقل ومكانته في الطبيعة) المنشور في 1925، وExamination of McTaggart's Philosophy (فحص فلسفة ماكتاجارت)، المنشور في 1933.
وقدم برود في مقاله "Determinism, Indeterminism, and Libertarianism" في كتاب Ethics and the History of Philosophy (1952) المصطلحات الفلسفية السببية العرضية والسببية غير العرضية، واللذان أصبحا الأساس للفروق الموجودة في وقتنا الحالي بين «العامل السببي» و«الحدث السببي» في النقاشات حول الإرادة الحرة التحررية.
حياته
ولد برود في هارلسدين في ميدلسكس بإنجلترا سنة 1887. وتلقى تعليمه في كلية دلويتش خلال الفترة من عام 1900 إلى 1906. وفاز بمنحة دراسية للدراسة في كلية الثالوث، كامبريدج في 1906. وتخرج في عام 1910 بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
وفي عام 1911 أصبح زميلاً في كلية الثالوث. وكان ذلك منصب غير مقيم، الأمر الذي مكنه من قبول منصب محاضر مساعد قد تقدم له في جامعة سانت أندروز. ولاحقًا تم تعيينه كمحاضر في جامعة سانت أندروز وظل في هذا المنصب حتى 1920. وفي عام 1920 تعين كبروفسور في جامعة بريستول وعمل بها حتى 1923 عندما عاد إلى كلية الثالوث كمحاضر جامعي. وكان محاضرًا في «العلوم الأخلاقية» في كلية الفلسفة بجامعة كامبريدج بين عامي 1926 و1931. وفي 1931 تم تعيينه «كمحاضر سيدجويك» في جامعة كامبريدج. وظل في هذا المنصب حتى 1933 عندما عُين بروفسور في الفلسفة الأخلاقية على درجة نايتبريدج في جامعة كامبريدج، وظل في هذا المنصب لمدة عشرين عامًا حتى 1953.
وكان برود هو رئيس الجمعية الأرسطية بين عامي 1927 و1928، واحتل هذا المنصب مرة أخرى من 1954 إلى 1955. وكان أيضًا رئيس جمعية البحوث النفسانية بين عامي 1935 و1958.
وكان برود مثليًا علانية في وقت كانت فيه الأفعال المثلية غير قانونية. في مارس 1958، قام برود ومجموعة من زملائه من الفلاسفة منهم ألفرد جيه آير وبيرتراند راسل والكاتب جيه بي بريستلي و27 آخرين بإرسال خطاب إلى ذي تايمز والذي حثوا فيه على قبول التوصيات المطروحة في تقرير وولفيندين بأن الأفعال المثلية يجب «ألا يتم تجريمها بعد الآن».
الأبحاث النفسانية
لقد ناقش برود أنه إذا أظهرت الأبحاث أن الأحداث النفسانية تقع بالفعل فذلك سيتحدى النظريات الفلسفية بخمس طرق على الأقل:
- السببية الرجعية، تأثير المستقبل على الماضي، يتم رفض هذا المبدأ من قبل العديد من الفلاسفة، ولكن من الممكن حدوث ذلك على سبيل المثال، يستطيع بعض الأشخاص التنبؤ بالمستقبل.
- من الحجج المضادة للثنائية، هي أن العقل ليس له وجود مادي والأجسام لها وجود مادي، وأن الأجسام المادية وغير المادية لا يمكنها التفاعل معًا. ولكن، قد يثبت إمكانية حدوث ذلك إذا تمكن بعض الأشخاص من تحريك الأشياء المادية عن بعد عن طريق التفكير (تحريك عقلي).
- وبصورة مشابهة، فإن الفلاسفة ينزعون إلى التشكك في الإدعاءات بأن «الأشياء» غير المادية يمكنها التفاعل مع أي شيء. وسيتم تحدي هذه الفكرة أيضًا إذا تم إثبات أن العقول يمكنها التواصل معًا، مثلما سيكون الحال إذا كان التخاطر ممكنًا.
- عادةً ما يقبل الفلاسفة إننا يمكننا التعرف على العالم عبر العقل والإدراك الحسي فقط. وسيتم تحدي هذا الاعتقاد إذا تمكن الأشخاص من معرفة الأحداث التي تقع في أماكن أخرى بطريقة نفسانية.
- يعتقد الفلاسفة الماديين أنه لا يمكن تواجد أشخاص دون أجساد. إذا ثُبت وجود أشباح فإن هذا الاعتقاد سيتم تحديه.
الإرادة الحرة
لقد قال برود حول «السببية غير العرضية» إنها «تحدد فعليًا بواسطة العامل أو بصورة ذاتية». يمكن اعتبار العامل على أنه مادة أو عنصر مستمر، وليس كسبب إجمالي والذي يحتوي على أحداث وتصرفات خاصة بالعامل كعناصر فيه. وبذلك، ستكون جميع جهودنا مقدرة ومحددة تمامًا، ولكن أسبابها لن تكون أحداثًا سابقة.
ثم ستقع سلسلة جديدة من الأحداث والتي أطلق عليها «عناصر مستمرة». وهي في الأساس تنبع من ذاتها.
ويقول بيتر فان إنواجين إن برود قام بصياغة نسخة ممتازة مما أطلق عليه فان إنواجين «حجة العواقب» كدفاع عن نظرية التنافر.
آراؤه
ليست لبرود فلسفة، إنما هو كانب واضح في عرضه لمشاكل فلسفة العلوم. ونجمل فيما بلي بعض ارائه -
١ - يميز برود بين الفلسفة النقدية، والفلسفة النظرية speculative, فالفلسفة النقدية هي التي على غرار فلسفة ج.ا. مور وبرترند رسل. وموضوعها- في نظر برود- هو اتحليل» المفهومات الأساسية في العلم وفي الحياة اليومية، مثل: العلة، الكيف، الوضع، وان يقارن بين القفايا العامة الني يقول جها العالم وتلك التي يقول بها الرجل العادي، مثل:«لكل حادث سبب» أو الطبيعة مطردة ل نظام وبرود يجنح لى الفلسفة التحليلية.
وفي الفصل ا لأخير من كتابه «العقل ومكانته في الطبيعة, (سنة ١٩٢٥) يستعرض برود سبع عشرة نظرية ممكنة في ببان العلاقة بين العقل والمادة، ويتولى نحليلها وفقا لمنهجه التحلل هذاالذي ذبه.
لكنه مع ذلك يأخذ على الفلسفة التحليلية أنها تؤدي إلى نظرة ضيقة جدا، كما أنها جدية وحاسمة. ومن ثم نراه يمجد المثالية لأنا توفر على الأقل نظرة واحدة شاملة تجمع بين تائج الفن ، والعلم، والدين والنظرية الاجتماعية. ولهذا فانه إنما يهاجم أنماطا معينة فقط من الفلسفة النظرية، لا كل فلسفة نظرية. فنراه يأخذ على هذه الأناط من الفلسفة النظرية أنها لا يمكن أن تصل في يراهينها إلى الاحكام واليقين كما أنه يأخذ على بعضها ضراوة اصطلاحاتها وصعوبة فهمها وغموض تصوراتها، بينيا هو يزعم أن «كل ما مكن أن يقال - أيا ما كان -يمكن أن يقال بعبارة بسيطة واضحة بأية لغة متمدينة أو أن يعبر عنه بنظام من الرموز مناسب:. ولهذا ينتهي إلى القول بأن كل فلسفة نظرية سليمة يجب أن تقوم على أساس فلسفة نقدية، بالمعنى الذي بيناه لهذا الفظ عنده، ذلك لأن الفلسفة النظرية التي تاخذ يامور دون نقد لها (أي تحليل) هي خيال
٢ - وما سعى اليه ليس هو أن يستبدل بالفلسفة النظرية فلسفة نقدية، بل أن يمهد الطريق لايجادفلسفة نظرية. وكتابه «الفكر العلمي» هو محاولة لتوضيح بعض المفهومات المستعملة في العلوم الطبيعية. وكتابه «العقل ومكانته ي الطبيعة» هو محاولة لتحليل المفهومات المستعملة في علم النفس، لكنه في محاولة بيان مكانة العقل في الطبيعة، يخوض في الفلسفة النظرية . وقد اخذ البعض على هذا لكتاب أنه أوسع المجال للقول في الأبحاث المتعلقة بتحضير الأرواح، ما لا يليق في رأيهم بفيلسوف استاذ في جامعة كمبردج. وقد دافع عن نفسه ببحث بعنوان: «البحث في (تحضير) الأرواح والفلسفة» ، فيه هاجم دعاوى الادراك المشترك (العام) Common sense مؤكدا أنه لي للادراك العام حقوق ضد الابحاث الروحية، كما لا يحق ليتافيزيقا قبلية ان تنبذ الأشباح والأرواح مقدما وبدون نقد وتحليل، وعلينا - هكذا يقول- أن ندع الأبحاث الروحية تتحدث عن نفسهابنفسها، مع اخضاعها لرقابة الفلسفة النقدية.
٣ - ويعجب برود بماتجرت Mctaggart من بين الميتافيزيقيين لأنه حاول المستحيل، وأعني به : تشييد ميتافيزيقا استنباطية. ولذلك كرس لدرأسته مؤلفا ضخما من ثلاثة مجلدات بعنوان «الفحص عن فلسفة ماتجرت» (١٩٣٣-١٩٣٨). وقد اعجبه في ماتجرت أمران: بروده، ووضوحه. فهو يضع المقدمات بعبارة واضحة، ويستخلص النتائج المحددة منها ببراهين يستطيع كل انسان متابعتها وفهمها، وهو أما أن يقبلها أو يرفضها.
الأعمال
- Perception, physics and reality. An Enquiry into the Information that Physical Science can Supply about the Real. London: Cambridge University Press, 1914 (PDF; 54,07 MB)
- Scientific thought. New York: Harcourt, Brace and Co., 1923
- The Mind and its place in nature. London: Kegan Paul, 1925
- The Philosophy of Francis Bacon. Cambridge: Cambridge University Press, 1926
- Five types of ethical theory. New York: Harcourt, Brace and Co., 1930
- War Thoughts in Peace Time. London: Humphrey Milford, 1931
- An examination of McTaggart's philosophy. Vol. 1. Cambridge University Press, 1933
- Determinism, interdeterminism and libertarianism. Cambridge University Press, 1934
- An examination of McTaggart's philosophy. Vol. 2. Cambridge University Press, 1938
- Ethics and the History of Philosophy, London: Routledge, 1952; Reprint 2000, ISBN 0-415-22530-2
- Religion, Philosophy and Psychic Research, London: Routledge, 1953; Reprint 2000, ISBN 0-415-22558-2
- Human Personality and the Possibility of Its Survival. University of California Press, 1955
- Personal Identity and Survival. Society for Psychical Research, London 1958
- Lectures on Psychical Research. Incorporating the Perrott Lectures given in Cambridge University in 1959 and 1960. New York: Humanities Press, 1962 (contains Saltmarsh's Investigation of Mrs Warren Elliott's Mediumship)
- Induction, Probability, and Causation. Selected Papers of C. D. Broad, Dordrecht: Reidel, 1968
- Broad's Critical Essays in Moral Philosophy, New York: Humanities Press, 1971
- Leibniz: An Introduction, Cambridge: Cambridge University Press, 1975, ISBN 0-521-20691-X
- Berkeley's Argument. Haskell House Pub Ltd., 1976
- Kant: An Introduction, Cambridge: Cambridge University Press, 1978, ISBN 0-521-21755-5
- Ethics, Dordrecht: Nijhoff, 1985
كتابات عنه
- Paul A. Schilpp (ed.): Philosophy of C. D. Broad. Tudor Publishing Company, New York 1959.
انظر أيضًا
- مجموعة الكتلة النامية
- تحريك عقلي
- التخاطر