بطالة دورية

البطالة الدورية (بالإنجليزية: Cyclical Unemployment) هي البطالة الناتجة عن دورية النظام الرأس مالي المنتقلة دوما بين الانتعاش والتوسع الاقتصادي وبين الانكماش والأزمة الاقتصادية التي ينتج عنها وقف التوظيف والتنفيس عن الأزمة بتسريح العمال.

تنشأ البطالة الدورية نتيجة للدورات التجارية المعروفة جيداً في النشاط الاقتصادي المتكامل؛ فعندما يحدث انخفاض عابر في الطلب على البضائع، يُرغم أصحاب المصانع على تخفيض عدد العمال أو تخفيض ساعات عملهم.

البطالة الدورية تسمى أيضاً بطالة نقصان الطلب (بالإنجليزية: Demand Deficient Unemployment) والتي تنجم عن انخفاضٍ عام في الطلب على العمال. ويحدث هذا عندما يصبح الإنفاق الكلي للمجتمع قليلاً جدًّا. فعندما لا تروج السلع، يلجأ كثير من المصانع إلى خفض إنتاجها وعدد العاملين بها. وبديلاً عن هذا، فإنه يُمْكن للصناعات الاحتفاظ بنفس المستوى من الإنتاج والتشغيل ولكن مع تخفيضِ كلٍّ من الأسعار والأجور.

وهي تحدث في فترات ينخفض فيها النشاط الاقتصادي، ولكنها يُمْكن أيضاً أن تحدث في فتراتٍ ازدياد الرواج التجاري إذا كانت أعداد العمال تزيد بمعدل أكبر من ازدياد أعداد الوظائف المتاحة.

في فترة ثلاثينيات القرن العشرين، وخلال الركود الاقتصادي الذي عُرِفَ باسم الكساد العظيم، زادت البطالة بسرعة في بلدان كثيرة. ففي كندا وألمانيا والمملكة المتحدة، مثلاً، تراوح عدد الأشخاص العاطلين بين 13% و 20% من القوى العاملة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، لم يتمكن 25% من الأشخاص الراغبين في العمل من الحصول عليه في نفس هذه الفترة. وبقي معدل البطالة الأمريكي يزيد على 14% حتى عام 1940م. وبعد أن دخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية عام 1941 م، وصرفت حكومتها مبالغ طائلة بسبب الأعمال الحربية، انخفض معدل البطالة حتى وصل إلى 1,2% عام 1944م.