الكتابة السوسيولوجية للعامة
الكتابة السوسيولوجية للعامة (بالإنجليزية: Pop Sociology). إذا اتفقنا على أن العديد من إهتمامات علم الاجتماع ذات علاقة مباشرة بالحياة اليومية بصفة عامة، وبالمشكلات الاجتماعية بصفة خاصة، فربما كان علم الاجتماع أكثر من أى علم أكاديمى آخر معرضاً لتيار الكتابة للعامة. ويبدو أن كل الناس تقريباً - يمكن أن يعتبروا أنفسهم علماء اجتماع، حتى و لو لم يتلقوا تعليما مهنيا رسميا فيه
ومن الممكن التمييز بين أربعة أنواع من الكتابة السوسيولوجية للعامة.
الأول، يمكن النظر إلى أى شخص يختار أن يعقب على أو يكتب حول المسائل الاجتماعية باعتباره عالم اجتماع عام.
والثانى، هناك العديد من علماء الاجتماع الذين ينظرون إلى جعل أفكارهم ونتائجهم متاحة للجمهور العام فيما وراء حدود الجامعات والكليات كجزء هام من عملهم المهنى. وهم قد يعملون إلى جانب الحركات الاجتماعية لمحاولة تحقيق ذلك (كما هى الحال على سبيل الممثال عند آلان تورين)، أو يهدفون إلى نشر أعمالهم من خلال نشر كتاباتهم خارج نطاق الدوريات الأكاديمية. كما أنهم قد يصبحون معلقين دائمين فى وسائل الإعلام على القضايا التى تهمهم.
ثالثاً، هناك أكاديميون يجدون خلال مسار حياتهم العملية أن دراساتهم قد لقيت قدراً من الاهتمام (مثل النتائج المبهرة حول الجريمة والمخدرات)، والذين يجدون أنفسهم بين ليلة وضحاها فى قلب اهتمام المجمهور، عادة صد إرادتهم، و أحيانا أخرى بالتعارض مع مواهبهم. وقد يستمتع بعض هؤلاء لفترة قصيرة ببريق الشهرة.
وأخيراً، ثمة مجموعة خاصة تجرى دراسات اجتماعية تستهدف الاستهلاك العام. فعلى سبيل المثال، أصبح فانس باكارد. وهو صحفى أمريكى وكاتب حر، كاتباً سوسيولوجياً للعامة ذائع الصيت من خلال كتب مثل "المقنعون المتخفون" (الذي نشر عام 1957) و "فاحشو الثراء" (الذى صدر عام 1989). وبهذه الصفة، فقد ضلل جيلاً من الطلاب الأمريكيين من خلال إضافة عنوان فرعى غير مناسب على الإطلاق "بحث فى السلوك الطبقى فى أمريكا"، لأفضل كتبه مبيعاً على الإطلاق "الساعون إلى المكانة" (الصادر عام 1959).
ولذا فليس من اليسير دائماً أن نكون قادرين على رسم الحدود الفاصلة بين الكتابة السوسيولوجية للعامة وعلم الاجتماع الأكاديمى.