القدوس
ذكره في القرآن
ذكر الله تبارك وتعالى تسمية نفسه بالقدوس مرتين في كتابه الكريم القرآن
- في أول سورة الجمعة قال الله تعالى : ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَأوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)﴾ (سورة الجمعة:1)
- في خاتمة سورة الحشر قال الله تعالى : ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) ﴾ (سورة الحشر:23)
الأصل اللغوي
استخدام كلمة التقديس حالياً في كلام العرب أصبح قليلاً ولكن في الماضي كان بعض العرب يسمون الأناء الذي يحتوي الماء للتطهير قدس بفتح الدال مشتقه من قدوس أي المتطهر أو المطهر.
وتقدس في اللغة يعني تطهر, ومنها (التقديس) أي التطهير, والقدس بسكون الدال وضمها تعني الطهر ومنها سميت الجنة حظيرة القدس..
معنى كلمة قدوس في كلام القدوس
من كلام الله تعالى يتضح معنى التقديس حيث يدور بين معنيين كالتالي
- أولاً : التطهير
و منها قوله تعالى :﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)﴾ (سورة البقرة:30) نقدس لك أي نتطهر لك
ولما عظمة طهارة جبريل عليه السلام على الملائكه لقبه الله تعالى بروح القدس في أربعة مواضع من كتابه الكريم فقال تعالى :
- ﴿ وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) ﴾ (سورة البقرة:87)
- ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُُ (253) ﴾ (سورة البقرة:253)
- ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110) ﴾ (سورة المائدة:110)
- ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) ﴾ (سورة النحل:102)
- ثانياً : البركه
و منها قوله تعالى :﴿يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21)﴾ (سورة المائدة:21) الأرض المقدسة أي الأرض المباركة
و منها قوله تعالى :﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)﴾ (سورة طه:12)
و منها قوله تعالى :﴿إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16)﴾ (سورة النازعات:16)
الوادي المقدس أي الوادي المبارك
والدليل على البركه قوله تعالى :﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1))﴾ (سورة الإسراء:1)
لماذا يسمي الله ذاته بالقدوس
إن اسم القدوس يعني أن الله تبارك وتعالى هو المحمود المنزه عن كل مالا يليق به سبحانه فله الحمد كله وله الثناء كله علانيته وسره
طرق تقديس الله الواحد القدوس
يوجد طريقتين لتقديس الله تعالى كالتالي
- أولاً : تنزيه الله عما لايليق به
و منها قوله تعالى :﴿فَلَمَّا آَتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آَتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) ﴾ (سورة الأعراف)
و منها قوله تعالى :﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) ﴾ (سورة الجن)
و منها قوله تعالى :﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) ﴾ (سورة التوبة)
- ثانياً: مدح الله تعالى بما هو أهله
و منها قوله تعالى :﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (1) ﴾ (سورة الفاتحة)
و منها قوله تعالى :﴿قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ﴾ (سورة طه)
و منها قوله تعالى :﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34)﴾ (سورة فاطر)
و منها قوله تعالى :﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) ﴾ (سورة الإسراء)
و منها قوله تعالى :﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَأوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)﴾ (سورة الصف)
أعظم تقديس لله جل جلاله
أعظم تقديس لله تعالى ماقدس الله نفسه عنه وقدسه سبحانه ملائكته وكثير من خلقه من الجبال والسماوات والناس وهو
تنزيه الله تعالى عن إتخاذ الصاحبه والولد والنسب والشريك
نزه الله نفسه عن ذلك في مواضع كثيره جداً في كتابه الكريم نذكر منها
و منها قوله تعالى :﴿وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) ﴾ (سورة الصافات)
و منها قوله تعالى :﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) ﴾ (سورة البقرة)
و منها قوله تعالى :﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَأوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) ﴾ (سورة النساء)
و منها قوله تعالى :﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) ﴾ (سورة المائدة)
و منها قوله تعالى :﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) ﴾ (سورة الأنعام)
و منها قوله تعالى :﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)﴾ (سورة التوبة)
و منها قوله تعالى :﴿ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَأوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)﴾ (سورة يونس)
و منها قوله تعالى :﴿وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57)﴾ (سورة النحل)
و منها قوله تعالى :﴿مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)﴾ (سورة مريم)
و منها قوله تعالى :﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)﴾ (سورة الأنبياء)
و منها قوله تعالى :﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26)﴾ (سورة الأنبياء)
و منها قوله تعالى :﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)﴾ (سورة المؤمنون)
و منها قوله تعالى :﴿ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4)﴾ (سورة الزمر)
و منها قوله تعالى :﴿ أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43)﴾ (سورة الطور)
و منها قوله تعالى :﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) ﴾ (سورة مريم)
ألفاظ وكلمات التقديس
نذكر أفضل وأعظم كلمات التقديس على سبيل الذكر لا الحصر وإلا فإن كلمات التقديس لله عز وجل لا يحصيها إلا هو تعالى
- أولاً :- أعظم كلمات التقديس هي كلمة (سبحان) وقد أحبها الله وتفرد بها الله تعالى ونزه سبحانه نفسه بها
فقال تعالى :﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)﴾ (سورة الزمر)
ولايجوز أبدا أن تطلق على غير الله أبدا حيث إختصها الله تعالى لنفسه
وهي كلمه أحب الله استخدامها في أعظم تقديس كما سبق ذكره وهي كلمة ثقيلة جدا في الميزان وأجرها عظيم جداً
و من ما جاء في ذكر عظمة هذه الكلمة وحب الله لها وثقلها في الميزان أحاديث كثيره نذكر بعضاً منها
عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم، مائة مرة، حطت خطاياه. ولو كانت مثل زبد البحر".
عن أبي هريرة، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال، حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت أحد، يوم القيامة، بأفضل مما جاء به. إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه".
عن أبي هريرة، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن. سبحان الله وبحمده. سبحان الله العظيم".
عن أبي هريرة، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس". وقد طلعت الشمس على ملايين الأراضي والأودية والأملاك
- ثانياً :- كلمة (الحمد) وهي أعظم كلمات التقديس لله عز وجل بعد (سبحان)و لا يجوز أن تصرف لغير الله فإن الحمد كله لله
قدس الله بها نفسه في كتابه الكريم فقال :﴿وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الاُولَى وَالأخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) ﴾ (سورة القصص)
وقال الله تعالى :﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)﴾ (سورة فاطر)
و تأتي مع كلمة (سبحان) لتزداد العظمة والتقديس لله كقول ('سبحان الله وبحمده) و(سبحان الله والحمد لله) كما جاء في السنة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
- ثالثاً :- كلمة (تبارك) وهي من أعظم الكلمات للتقديس للرب جل جلاله ولا يجوز أن تذكر إلا لله الواحد المتعال نزه الله بها نفسه في كتابه
فقال تعالى : ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)﴾ (سورة الفرقان)
وقال الله تعالى :﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)﴾ (سورة الفرقان)
وقال الله تعالى :﴿وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85)﴾ (سورة الزخرف)
وقال الله تعالى :﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)﴾ (سورة الرحمن)
الدعاء باسم القدوس
أمر الله تعالى بالدعاء بأسمائه الحسنى ومنها اسم (القدوس) وهو اسم عظيم يستخدم في مدح الله والثناء عليه ومهما عبدنا الله وقدسناه يبقى العبد منا مقصراً تقصيراً عظيما في حق الله حتى نبينا وحبيبنا [[محمد صلى الله عليه وسلم]] علم علم اليقين أنه لم ولن يبلغ أحد كمال الثناء على الله تعالى
عن [[عائشة رضي الله عنها]] قالت:- "كنت نائمة إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففقدته من الليل فلمسته فوقع يدي على قدميه وهو ساجدٌ وهو يقول: أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك "
العلاقة بين صلاة الوتر و(سبحان الملك القدوس)
عن أبيّ بن كعب قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال: "سبحان الملك القدوس"
هذا الدعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الليل وعند السلام من صلاة الوتر يبين عظمة الخالق وأن الرسول صلى الله عليه وسلم علم أنه لم يصل إلى كمال تقديس الله فأثنى على الله بما هو أهله وهذا دليل على أنه لايقدس الله إلا من عرف حق المعرفه أن كمال الثناء على الله أمر مستحيل على عبد أو مخلوق مهما كان فاعتراف الرسول عليه السلام بتقصيره في كمال الثناء على الله أمر طبيعي وحتمي لذلك كان رسولنا عليه السلام يقول بعد السلام من صلاة الوتر (سبحان الملك القدوس) ويرفع بها صوته.
أنظر أيضاً
- درس اسم الله القدوس الأستاذ محمد راتب النابلسي ألقيت في جامع العثمان
- دروس أسماء الله الحسنى الأستاذ محمد راتب النابلسي ألقيت في جامع الحمد
المصادر
- كتاب الأسماء والصفات نقلا وعقلا، محمد الأمين الشنقيطي، الناشر:الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السنة الخامسة، العدد الرابع، ربيع ثاني 1393هـ، مايو 1973م
- كتاب الأسماء والصفات، أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي
- كتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ، القرطبي، الناشر : دار الصحابة للتراث بطنطا، الطبعة الأولى، 1416 هـ، 1995 م
- كتاب مجموع فتاوى ابن تيمية/المجلد الخامس/الأسماء والصفات، أحمد ابن تيمية
|
az:Əl-Quddus Quddūs]] tr:Kuddûs