طب نفسي

(بالتحويل من الطب النفسي)
هذه المقالة عن الطب النفسي. من أجل علم النفس، انظر علم نفس.
ميّز عن علم نفس سريري.

الطب النفسي (بالإنجليزية: Psychiatry) هو فرع من فروع الطب يهتم بدراسة الاضطرابات النفسية والأمراض العقلية وتشخيصها والوقاية منها وعلاجها. ويشمل هذا مختلف التشوهات ذات الصلة بالمزاج والسلوك والإدراك والفهم، وقد كانت حدوده دائماً محل خلاف. والطبيب النفساني طبيب يقضي، بعد تأهيله في الطب، عدة سنوات أخرى في التدريب على علاج المرضى عقليًَّا.

يبدأ التقييم النفسي الأولي لشخص ما عادة بالسيرة المرضية وفحص الحالة العقلية، وقد تجري بعض الفحوصات الطبية والاختبارات النفسية، وفي بعض الأحيان يستخدم التصوير العصبي أو تقنيات الفسيولوجيا العصبية.

غالبا ما يتم تشخيص الاضطرابات النفسية وفقا للمعايير الواردة في مراجع التشخيص مثل المرجع المستخدم على نطاق واسع الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM)، الذي نشرته الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين (APA)، والتصنيف الدولي للأمراض (ICD)، والمنشور من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO).

نشرت الطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) في عام 2013، وكان من المتوقع أن تكون ذات فائدة كبيرة للعديد من المجالات الطبية.

تُستخدم أساليب كثيرة في علاج مرضى الاختلال العقلي. فقد يناقش الطبيب النفساني المشاكل مع مريض ما، ويصف عقاقير لآخر، وقد يجمع بين المناقشة والعقاقير وأسلوب آخر للعلاج، مع مريض ثالث. يُعتبر الجمع بين الدواء النفسي والعلاج النفسي أكثر الأساليب شيوعا للعلاج النفسي في الممارسة الحالية، ولكن الممارسة المعاصرة قد تشمل أيضا مجموعة واسعة من الوسائل الأخرى، على سبيل المثال، معالجة إلزامية مجتمعية، والتوظيف المدعوم.

قد يتم صرف العلاج للمرضى الداخليين أو الخارجيين، اعتمادا على شدة الاضطراب الوظيفي أو على جوانب أخرى من الاضطراب تجري بعض معالجات الطب النفسي في مكتب الطبيب النفساني، أو في عيادة، إلا أن الحالات الحادة تتطلب العناية داخل المستشفى. وتستخدم كثير من المستشفيات والعيادات ممرضات نفسانيات واختصاصيين اجتماعيين لمتابعة شؤون المرضى، ومتخصصين في العلاج النفسي السريري. ويتلقى هؤلاء المتخصصون تدريبًا خاصًا لمساعدة المرضى على حلِّ مشاكلهم.

تجرى الأبحاث والعلاجات النفسية في مجال في الطب النفسي ككل على أساس متعدد التخصصات، على سبيل المثال، مع علماء الأوبئة، استشاريي الصحة العقلية، والممرضات والأخصائيين النفسيين والمتخصصين في الصحة العامة، وأخصائيين الأشعة، والعاملين الاجتماعيين.

التسمية

صاغ الطبيب الألماني يوهان كرستيان رايل (Johann Christian Reil) مصطلح Psychiatrie عام 1808 في مدينة هاله الألمانية من الاسم اليوناني القديم "Psyche" وتعني «نفس» و iatrós وتعني «طبيب»، بالعربية تترجم إلى طب نفسي، والمتخصص في هذا المجال الطبي يدعى طبيب نفسي (وليس عالم نفس) (للاستعراض التاريخي انظر الجدول الزمني للطب النفسي)

النظرية والتركيز

يشير الطب النفسي إلى المجال الطبي الذي يركز بشكل خاص على العقل، ويهدف إلى دراسة ومنع وعلاج الاضطرابات النفسية في البشر، وقد وصف بأنه وسيط بين عالم من السياق اجتماعي وعالم من وجهة نظر أولئك الذين يعانون من مرض عقلي.

يختلف الأشخاص الذين تخصصوا في الطب النفسي غالبا عن معظم الأشخاص الآخرين في مجال الصحة العقلية والأطباء في أنهم يجب أن يكونوا على دراية بكل من العلوم الاجتماعية والعلوم البيولوجية، كما يدرس هذا المجال عمليات الأجهزة المختلفة وأجهزة الجسم حسب تصنيف خبرات المريض الذاتية، وعلم وظائف الأعضاء الموضوعي للمريض.

الطب النفسي يعالج الاضطرابات النفسية، التي تنقسم تقليديا إلى ثلاث فئات عامة جدا: الأمراض العقلية، صعوبات تعلم شديدة، واضطرابات الشخصية، وبرغم أن تركيز الطب النفسي قد تغير قليلا مع مرور الوقت، إلا أن عمليات التشخيص والعلاج قد تطورت بشكل كبير، ولا تزال تواصل هذا التطور، فمنذ أواخر القرن العشرين ولا يزال مجال الطب النفسي مستمر في كونه أكثر بيولوجية وأقل انعزالا من الناحية المفاهيمية عن المجالات الطبية الأخرى.

نطاق الممارسة

طالع أيضاً: طب النفس والأعصاب

على الرغم من أن تخصص الطب النفسي يستخدم الأبحاث في مجال علم الأعصاب وعلم النفس، والطب، والبيولوجيا، والكيمياء الحيوية، وعلم الصيدلة، إلا أنه يعتبر حلا وسطا بين علم الأعصاب وعلم النفس، ولأن الطب النفسي وعلم الأعصاب بينهما تشابك عميق في التخصصات الطبية، فإن جميع الشهادات لكل من تخصصيي الطب النفسي وعلم الأعصاب وكذلك التخصصات الفرعية تقدم من خلال مجلس واحد، المجلس الأميركي للطب النفسي والأعصاب، واحد من المجالس العضوية في المجلس الأمريكي للتخصصات الطبية.

على عكس أطباء الأعصاب والأطباء الآخرى ن، فإن الأطباء النفسيين متخصصين في العلاقة بين الطبيب والمريض ومدربون بدرجات متفاوتة في استخدام العلاج النفسي وغيره من تقنيات الاتصال العلاجي الأخرى، كما يختلف الأطباء النفسيين أيضا عن علماء النفس في كونهم أطباء، وكونهم حصلوا علي تدريب يسمى الدراسات العليا (عادة من 4 إلى 5 سنوات) في الطب النفسي. وتشابه جودة ودقة التدريب الطبي في دراساتهم العليا جميع الأطباء الآخرين، وبذلك فإن الأطباء النفسيين يمكنهم مشاورة المرضى، ووصف الدواء، وطلب إجراء فحوصات مخبرية، وطلب إجراء تصوير عصبي، كما يمكنهم إجراء الفحوصات الطبية.

الأخلاق

طالع أيضاً: قضايا أخلاقية في الطب النفسي

مثل غيرهم ممن يتعاملون مع أخلاقيات المهنة، أصدرت الجمعية العالمية للطب النفسي ميثاق شرف يحكم سلوك الأطباء النفسيين، كان أول تحديد لدستور الأخلاق النفسي صاعدا من خلال إعلان هاواي في عام 1977، وتم توسيعه من خلال تحديث فيينا عام 1983، وفي عام 1996 إعلان مدريد الأوسع، وقد تمت مراجعة هذا الدستور مرة أخرى خلال الجمعيات العامة للمنظمة في عام 1999، 2002، 2005، و 2011.

يغطي دستور الجمعية العالمية للطب النفسي مسائل مثل تقييم المريض، المعرقة الحديثة، والكرامة الإنسانية للمرضى العاجزين، السرية، أخلاقيات البحث واختيار الجنس والقتل الرحيم، وزرع الأعضاء، والتعذيب، وعقوبة الإعدام، والعلاقات الإعلامية، وعلم الوراثة، والتمييز العرقي أو الثقافي.

في تأسيس هذا الدستور أجابت المهنة عن عدد من الخلافات حول ممارسة الطب النفسي، على سبيل المثال، عملية فصل فص المخ الجبهي والعلاج بالصدمة الكهربائية.

النهج

الأمراض النفسية يمكن تصورها بطرق مختلفة، يدرس الطب الحيوي العلامات والأعراض ومقارنتها مع المعايير التشخيصية، المرض العقلي يمكن تقييمه من خلال السرد الذي يحاول دمج الأعراض ضمن تاريخ له مغزى، ويؤثر عليها كما لو كانت ردود أو استجابات للظروف الخارجية، وكلا النهجين مهم في مجال الطب النفسي، ولكن لم يكت لهما التوفيق بما فيه الكفاية لتسوية الخلاف على اختيار الموذج النفسي أو اختيار مواصفات علم نفس الأمراض.

فكرة وجود «النموذج النفسي الحيوي» غالبا ما تستخدم للتأكيد على طبيعة العوامل المتعددة للضعف السريري، وفي هذه الفكرة لم يتم استخدام كلمة «نموذج» بطريقة علمية دقيقة، وبدلا من ذلك، «نموذج البيولوجي الإدراكي» يعترف بأساس الفسيولوجيا في وجود العقل، ولكن يحدد الإدراك باعتباره غير قابل للاختزال وأنه عالم مستقل حيث قد يحدث الاضطراب. ويشمل النهج البيولوجي الإدراكي مسببات عقلانية ويعيد النظر الطبيعية الثنائية من وجهة نظر النموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي، الأمر الذي يعكس جهود الأسترالي الطبيب النفسي نيال مكلارين لتحقيق الانضباط إلى مرحلة النضج العلمي وفقا للمعايير النموذجية للفيلسوف توماس كون.

بمجرد يقوم الطبيب بتشخيص المريض فإن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تختار لعلاجه، وفي كثير من الأحيان يطور الأطباء النفسيين إستراتيجية العلاج الذي تشتمل على جوانب مختلفة من مناهج مختلفة، وعادة ما يوصف العلاج الدوائي جنبا إلى جنب مع العلاج النفسي.

هناك ثلاثة أركان رئيسية من العلاج النفسي والتي من خلالها تندرج كل استراتيجيات العلاج، يحاول علم النفس الإنساني وضع المريض «كاملا» في وجهات النظر، كما أنه يركز أيضا على استكشاف الذات. السلوكية وهي مدرسة علاجية تنتخب التركيز فقط على أحداث حقيقية يمكن ملاحظتها، بدلا من محاولات الحفر في اللاوعي، و التحليل النفسي من ناحية أخرى يركز تعاملاته على مرحلة الطفولة المبكرة، والدوافع الغير عقلانية، اللاواعي، والصراع بين تيارات الوعي واللاوعي.

ممارس الطب النفسي

طالع أيضاً: طبيب نفسي

جميع الأطباء يمكنهم تشخيص الاضطرابات النفسية ووصف العلاج باستخدام مبادئ الطب النفسي، والأطباء النفسيين هم الأطباء المتخصصين في الطب النفسي وتم اعتمادهم لعلاج الأمراض النفسية، وقد يمارس الطبيب النفسي مهنته منفردا أو كعضو في مجموعة، وقد يكون لحسابه الخاص، أو عضو ضمن شراكات، أو موظفي تابع للجهات الحكومية والأكاديمية، الربحية أو غير ربحية، وقد يعالج الطبيب النفسي الأفراد العسكريين بصفته المدنية أو العسكرية، وفي أي من هذه الحالات قد يكون الطبيب النفسي بمثابة طبيب، باحث، معلم، أو مزيج مما سبق.

باعتبار أن الطبيب النفسي قد يذهب أيضا من خلال تدريب كبير لإجراء العلاج النفسي، التحليل النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي، فإن هذا التدريب هو ما يميزه عن غيره من العاملين في مجال الصحة النفسية.

كخيار وظيفي

الطب النفسي ليس الخيار الوظيفي الأكثر شعبية بين طلاب الطب، على الرغم من أن من تصنيف مواضع الطب النفسي في كلية الطب بشكل إيجابي. وقد أدى ذلك إلى نقص حاد في الأطباء النفسيين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى. وتتضمن استراتيجيات تصحيح ذلك استخدام قدر من المواضع «ذواق» القصيرة في المناهج الدراسية الطبية في وقت مبكر، ومحاولات تعزيز خدمات الطب النفسي أكثر باستخدام تقنيات التطبيب عن بعد وغيرها من الأساليب.

التخصصات الفرعية

يمتلك مجال الطب النفسي العديد من التخصصات الفرعية (نعرف أيضا باسم الزمالة) التي تتطلب المزيد من التدريب، كما أنها معتمدة من قبل المجلس الأميركي للطب النفسي وعلم الأعصاب (ABPN) وتتطلب برنامج لصيانة الشهادة، وتتضمن التخصصات ما يلي:

وعلاوة على ذلك، ويوجد تخصصات أخرى:

يركز طب نفس الإدمان على تقييم وعلاج الأفراد من الكحول، والمخدرات، أو غيرها من الاضطرابات النعلقة بالمواد، والأفراد الذين تم تشخيصهم المزدوج باضطراب متصل بالمواد واضطرابات نفسية آخر.

يعتبر الطب النفسي البيولوجي نهج للطب النفسي يهدف إلى فهم الاضطرابات النفسية من حيث الوظيفة البيولوجية للجهاز العصبي، في حين أن طب نفس الأطفال والمراهقين هو فرع الطب النفسي متخصصة في العمل مع الأطفال والمراهقين وأسرهم، ويعتبر الطب النفسي الجماعة نهج يعكس منظور شمولية الصحة العامة، ويمارس في مراكز خدمات الصحة النفسية المجتمعية.

الطب النفسي بين الثقافات هو فرع الطب النفسي المعني بالسياق الثقافي والعرقي للاضطراب العقلي والخدمات النفسية، ويعتبر طب نفسي الحالات الطارئة تطبيق سريري للطب النفسي في حالات الطوارئ، ويمثل الطب النفسي الشرعي واجهة بين القانون والطب النفسي، وطب نفس الشيخوخة هو فرع الطب النفسي الذي يتعامل مع دراسة، ووقاية وعلاج الاضطرابات النفسية لدى كبار السن.

الصحة العقلية العالمية هي مجال الدراسة والبحث والممارسة التي يضع الأولوية لتحسين الصحة العقلية وتحقيق المساواة في مجال الصحة النفسية لجميع الناس في جميع أنحاء العالم، ويعتر طب نفسي الاتصال فرع الطب النفسي المتخصص في التفاعل بين التخصصات الطبية الأخرى والطب النفسي، كما أن الطب النفسي العسكري يغطي الجوانب الخاصة بالطب النفسي والاضطرابات النفسية ضمن السياق العسكري، الطب النفسي العصبي هو فرع من فروع الطب الذي يتعامل مع الاضطرابات النفسية التي يمكن نسبتها إلى أمراض الجهاز العصبي، والطب النفسي الاجتماعي هو فرع الطب النفسي الذي يركز على السياق بين الأشخاص ووالسياق الثقافي للاضطراب العقلي والنفسي.

في مؤسسات الرعاية الصحية الكبيرة، في القطاعين العام والخاص، غاليا ما يخدم الأطباء النفسيين في أدوار الإدارة العليا، حيث أنهم مسؤولون عن تقديم التقديم الكفء والفعال لخدمات الصحة العقلية لمكونات المنظمة، فعلى سبيل المثال، رئيس خدمات الصحة النفسية في معظم المراكز الطبية لبعض الولايات عادة ما يكون طبيب نفسي، على الرغم من أن علماء النفس يتم اختيار من حين لآخر لهذا المنصب كذلك.

في الولايات المتحدة يعتبر الطب النفسي أحد التخصصات القليلة المؤهلة لمواصلة التعليم والحصول علي شهادة في طب الألم ، رعاية تلطيفية، وطب النوم.

الأبحاث

البحث في مجال الطب النفسي بطبيعة الحال متعدد التخصصات، بالجمع بين وجهات النظر الاجتماعية والبيولوجية والنفسية في محاولة لفهم طبيعة وعلاج الاضطرابات النفسية، ويدرس الأطباء النفسيين السريريين والباحثين النفسيين الموضوعات النفسية الأساسية والسريرية في المؤسسات البحثية وينشرون مقالات في المجلات، وتحت إشراف مجالس المراجعة المؤسسية يقوم الباحثون السريريون للأمراض النفسية بالنظر في موضوعات مثل التصوير العصبي، وعلم الوراثة، وعلم الأدوية النفسية من أجل تعزيز صحة التشخيص ومصداقيته، ولاكتشاف طرق جديدة للعلاج، ولتصنيف الاضطرابات العقلية الجديدة.

التطبيق السريري

أنظمة التشخيص

التشخيصات النفسية تجري في طائفة واسعة من الإعدادات ويتم تنفيذها من قبل العديد من مختلف العاملين في مجال الصحة، ولذلك، فإن إجراء التشخيص قد تختلف باستناده إلى حد كبير على هذه العوامل، وعلى الرغم من أن تشخيص الأمراض النفسية يستخدم إجراءات التشخيص التفريقي، حيث يتم فحص الحالة العقلية والفحص البدني، وأحيانا تؤخذ اجراءات تصوير عصبي أو غيرها من القياسات العصبية الفيسيولوجية، أو إعطاء اختبارات شخصية أو اختبارات إدراكية، وفي بعض الحالات، يتم فحص الدماغ بالاشعة لاستبعاد الأمراض الطبية الأخرى، ولكن الاعتماد على تصوير المخ بالاشعة وحده لا يمّكن من التشخيص الدقيق للمرض العقلي أو التنبأ بخطر الإصابة بمرض عقلي في المستقبل، وهناك عدد قليل من الأطباء النفسيين قاموا ببداية استخدام علم الوراثة خلال عملية التشخيص ولكن على العموم لا يزال هذا موضوع بحث.

الكتيبات التشخيصية

طالع أيضاً: الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية

توجد ثلاثة كتيبات تشخيصية رئيسية مستخدمة في تصنيف الأوضاع الصحية العقلية، التصنيف الدول للأمراض ICD-10 والمنشور من قبل منظمة الصحة العالمية، ويتضمن قسما عن الحالات النفسية، ويستخدم في جميع أنحاء العالم، والدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية والمشور من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، ويركز في المقام الأول على الظروف الصحية العقلية، وهو التصنيف الرئيسي في الولايات المتحدة، وهو حاليا في طبعته الخامسة المنقحة، ويستخدم أيضا في جميع أنحاء العالم، وأنتجت الجمعية الصينية للطب النفسي أيضا دليل تشخيصي وهو التصنيف الصيني للاضطرابات العقلية.

النية المعلنة لللكتيبات التشخيصية هي تطوير فئات ومعايير قابلة للتكرار ومفيدة سريريا، لتسهيل التوافق والاتفاق عليها، وبالرغم من أن الفئات التشخيصية تمت على أساس النظريات النفسية والبيانات علي وجه الخصوص؛ إلا أنها واسعة وغالبا ما تحدد من قبل عديد من التجميعات المحتملة للأعراض، وكثير من الفئات تتداخل في الأعراض أو تحدث معا، وفي الأصل كان المقصود بهذه الكتيبات أن تكون دليل للأطباء ذوي الخبرة المدربين على استخدامها، إلا ان هذه الكتيبات الآن تستخدم على نطاق واسع قبل الأطباء والإداريين وشركات التأمين في العديد من البلدان.

وقد جذب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الثناء على توحيد فئات ومعايير التشخيص للأمراض النفسية، واجتذب أيضا الجدل والانتقادات، ويرى بعض النقاد أن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية يمثل نظام غير علمي يكرس آراء عدد قليل من الأطباء النفسيين ذوي النفوذ، وهناك قضايا مستمرة بخصوص صحة وموثوقية الفئات التشخيصية، والاعتماد على سطحية الأعراض، واستخدام خطوط التقسيم المصطنعة بين الفئات التشخيصية وبين «الحياة الطبيعية»، والتحيز الثقافي المحتمل؛ وتطبيب المعاناة البشرية وتصارب المصالح المالية، بما في ذلك ممارسة الأطباء النفسيين وصناعة المستحضرات الصيدلانية، والخلافات السياسية حول إدراج أو استبعاد التشخيصات من الدليل بشكل عام أو فيما يتعلق بقضايا محددة؛ وتجربة أولئك الذين هم أكثر تأثرا بالدليل وذلك بسبب تشخيصهم، ومن بينهم حركة الناجين من الطب النفسي.

الاضطرابات النفسية

تتسم الاضطرابات العقلية بأعراض مختلفة مثل المزاج المضطرب، أو السلوك غير العادي، والقلق الزائد، والهلوسة. وغالبًا ما تفسد هذه الأعراض حياة الشخص الذي يصاب بها، وقد تعوقه عن ممارسة حياته الطبيعية. ولم تُعرف أسباب الكثير من الاضطرابات العقلية. فقد ينشأ بعضها من النزعات الانفعالية أو الضغط النفسي. وقد تنتج أخرى عن أنماط معينة من السلوك، ومع ذلك فقد يأتي بعضها من عيوب بيولوجية في الدماغ. ويعتقد أن كثيرًا من الاضطرابات العقلية تنتج عن مزيج من عوامل انفعالية واجتماعية وبيولوجية.

ومع مرور الوقت تغيرت طرق تحديد وتصنيف الاضطرابات العقلية، فلقد ميزت وسائل التصنيف القديمة بينالنفاسات والعصابات. فالنفاسات هي الاضطرابات العقلية الحادة التي يفقد معها الشخص الوعي بالواقع، وتظهر عليه أعراض التوهم والهلوسة. أما العصابات فهي اضطرابات أخف تتسم بقلق متزايد. وتشمل الأنواع الأخرى من الاضطرابات العقلية الاضطرابات العضوية والاضطرابات الشخصية. والاضطرابات العضوية شذوذ في الشخصية، أو سلوك ناتج عن إصابة أو تلف في الدماغ. وتشمل اضطرابات الشخصية الجنوح إلى التصرف على نحو غير مقبول اجتماعيًا أو بطريقة مخلّة.

العلاج

اعتبارات عامة

الأفراد المصابون بالحالات الصحية النفسية عادة ما يشار إليهم باسم المرضى، ولكن يمكن أيضا أن يتم تسميتهم عملاء، مستهلكين، أو متلقي الخدمة، قد يأتون للرعاية الطبية النفسية من مسارات مختلفة ، أكثرها شيوعا هي الذهاب المباشر أو بالتحويل من قبل طبيب الرعاية الأولية، وأحيانا بأمر من المحكمة، أو الالتزام الطوعي، وفي المملكة المتحدة وأستراليا كاجتزاء بموجب قانون الصحة العقلية.

الأشخاص الذين خضعوا لتقييم نفسي يتم تقييمهم من قبل طبيب نفسي لعلاج حالتهم النفسية والجسدية، وعادة ما ينطوي هذا علي مقابلة الشخص، والحصول على معلومات عنه من مصادر أخرى غالبا مثل المهنيين الصحيين الأخرين والرعاية الاجتماعية والأقارب والمقربين منه والموظفين المكلفين بإنفاذ القانون، والموظفين في حالات الطوارئ الطبية، وجداول تصنيف الأمراض النفسية.

يتم فحص الحالة العقلية والفحص البدني لتشخيص أو استبعاد الأمراض الأخرى التي يمكن أن تساهم في المشاكل النفسية المزعومة، ويمكن أن يفيد الفحص البدني أيضا في تحديد أي علامة من علامات إيذاء النفس، وكثيرا ما يتم الفحص من قبل شخص آخر غير الطبيب النفسي، وخاصة عند إجراء اختبارات الدم والتصوير الطبي.

مثل معظم الأدوية، يمكن أن تسبب الأدوية النفسية آثار سلبية في المرضى، وتتطلب بعض الأدوية مراقبة مستمرة، على سبيل المثال تحديد مستوي الدواء في الدم، وظائف الكلى، وظائف الكبد، وظائف الغدة الدرقية، ويستخد العلاج بالصدمات الكهربائية أحيانا في حالات معينة، مثل تلك التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، وتختلف فعالية العلاج النفسي وآثاره الضارة من مريض لآخر.

لسنوات عديدة حام الجدل حول استخدام العلاج غير الطوعي، واستخدام مصطلح «عدم وجود البصيرة» في وصف المرضى، وتتفاوت قوانين الصحة العقلية تفاوتا كبيرا بين المناطق، ولكن في كثير من الحالات يسمح العلاج النفسي غير الطوعي عندما يوجد خطر على المريض أو غيره من المحيطين بسبب المرض، ويشير العلاج الإجباري إلي نوع العلاج الذي يحدث بناء على توصيات الطبيب المعالج دون اشتراط موافقة من المريض.

يستخدم الأطباء النفسانيون عدة علاجات للاضطرابات العقلية. والنوعان الرئيسيان للعلاج هما: 1ـ المداواة الجسدية 2ـ المعالجة النفسية.

المداواة الجسدية

تشمل عادة استخدام الأدوية. والمجموعة الأكثر استعمالاً في المداواة هي عقاقير مزيلة للذهان تسمى أحيانًا المضادات العصابية. وتستعمل هذه العقاقير بصفة رئيسية في علاج النفاس وهو التشويش النفساني. ومضادات الاكتئاب هي مجموعة من العقاقير تُستعمل أساسًا لعلاج العصاب. وكربونات الليثيوم عقار يُستعمل لعلاج اضطراب القطبين المسمى بالاضطراب الانقباضي. ويعاني المصاب بهذا الاضطراب فترات متعاقبة من الحزن والفرح.

وهناك نوع من المعالجة الجسدية يسمى الاختلاج الكهربائي ويستعمل أحيانًا لعلاج المرض العقلي المزمن، بما في ذلك الكآبة الشديدة. وفي هذا النوع من المعالجة يمر تيار كهربائي معتدل عبر دماغ المريض بعد تخديره بإعطائه عقارًا يجلب له النوم. انظر:الأمراض العقلية.

المعالجة النفسية

هي أي شكل من أشكال العلاج بوسائل نفسانية. وهناك أنواع كثيرة من المعالجة النفسية، وأغلبها يقوم على مناقشات بين المريض والطبيب النفساني. ويحاول الطبيب تعزيز ثقة المريض، ويساعده على أن يكون أكثر تقبلاً للحياة. وعمومًا يلتقي المريض والطبيب في جلسة علاج نفساني مرة أو مرتين في الأسبوع لعدة شهور، ويجوز أن تتوالى الجلسات أكثر أو أقل من ذلك.

في بعض الأحيان تشترك مجموعات من ثلاثة مرضى أو أكثر في علاج جماعي. فاجتماعهم بالطبيب النفساني في مجموعة يساعد المرضى على فهم أنفسهم، وقد يشجع الطبيب المرضى على التعبير عن مشاكلهم فيتمثيليات نفسانية.

وفي حالة الأطفال قد يستخدم الطبيب النفساني طريقة العلاج باللعب. فعوضًا عن حديث الطفل عن مشاكله، فإنه يمثلها بأدوات اللعب واللهو.

والنوعان الأكثر استخدامًا للمعالجة النفسانية هما التحليل النفسي ومعالجة السلوك. يركز التحليل النفسي على الأفكار والأحاسيس اللاشعورية، ووفقًا لنظرية التحليل النفسي تكمن أسباب كثير من الأمراض العقلية في اللاوعي. يزور المريض الطبيب النفساني ويتحدث عن كل ما يخطر على باله، ويساعد الطبيب المريض على فهم مشاكله بالكشف عن أسبابها. وقد يستمر المريض في العلاج التحليلي لعدة سنوات. انظر:التحليل النفسي.

ويستخدم الطبيب عند معالجة السلوك أسلوب المكافأة والعقاب لتشجيع المرضى ليسلكوا سلوكًا أفضل. والهدف من معالجة السلوك هو محاولة مساعدة المرضى على تغيير سلوكهم أكثر من محاولة مساعدتهم على فهم أسباب ذلك السلوك. وقد يثني الطبيب النفساني على المريض أو يكافئه على سلوكه ¸الحسن·. وهذه الطريقة التي تسمى التعزيز الإيجابي تعتبر أكثر تأثيرًا منالتعزيز السلبي مثل توبيخ المريض لسلوك سيء بدر منه.

التاريخ

طالع أيضاً: تاريخ الطب النفسي والجدول الزمني للطب النفسي

تاريخ الطب النفسي قصير نسبيا. فهو فرع حديث من المعرفة. تطور الطب النفسي وأصبح مهنة مستقلة خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكان المصطلح نفسه قد صك فى ألمانيا قبل ذلك فى عام 1808، ثم بداً ينتشر على نطاق واسع فى أوروبا وأمريكا بدءاً من أربعينيات القرن التاسع عشر. غير أن الاهتمام الطبى بأمراض الجنون والتخصص فى علاجها لم يكن بالأمر الجديد تماماً أنذاك.

في عام 1656، أصدر لويس الرابع عشر مرسوما يقضي بفتح المستشفيات في فرنسا من أجل حبس كل من لا يتماشى مع مجتمع ذاك الزمان: «فاسقين»، آباء مبذرين، أبناء ضالين، مجذفين، الخ... وكان هذا بداية «السجن الواسع النطاق للمجانين».

ولم يكن هناك أي علاج داخل تلك المستشفيات وقد أعطت الظروف السائدة هناك سمعة سيئة لها. من ذلك أنه يتم تقييد السجناء وإساءة معاملتهم وجلدهم. لقد عاش هؤلاء المعتقلين في ظروف غير صحية. وفي تلك الظروف طوّر حراس المستشفيات «خبراتهم في مجال الطب النفسي». غالبا ما يلقى بالمعتقلين في حفرة تعج بالثعابين من أجل اعادتهم إلى رشدهم.

ولكن إنشاء مستشفيات الأمراض العقلية (التى بدأت بجهود أهلية تطوعية، ثم أصبحت تنشا بمعرفة الدولة) ابتداء من منتصف القرن الثامن عشر، كانت قد هيأت الأساس الراسخ لظهور الطب النفسى كمهنة متميزة. فقد أتاح مستشفى الأمراض العقلية فرصا جديدة لملاحظة المريض، وعلاجه، والتدريب على ممارسة هذه المهنة، كماخلقت صلاحيات واختصاصات جديدة كعملية منح الشهادات أو الاعتراف بالتخصص، وهو الأمر الذى يسر تحقق الاحتراف فعلا (انظر مادة: المهن، المهنية، الاحتراف).

في عام 1808 صاغ يوهان كرستيان رايل مصطلح Psychiatrie ومعناها «دراسة النفس». وكان من الأوائل الذين يقولون بأن أساليب العلاج النفسي من ضمن الطرق الطبية والجراحية الأفضل دراسة. ومن ضمن هذه العلاجات التدليك، التأديبات، الجلد والأفيون. وكانت هناك وسائل أخرى كالقيام بتدوير «المجانين» حتى تسيل الدماء من آذانهم وأفواههم وأنوفهم.

وتأسست جمعيات لأطباء مستشفيات الأمراض المحقلية فى بريطانيا فى عام 1841، وفى الولايات المتحدة فى عام 1844، وفى فرنسا عام 1847. وصدرت أولى المجلات المتخصصة فى الطب التفسى فى الولايات المتحدة عام ١٨٤٤،وفى فرنساعام 1843، وفى تاريخ سابق على ذلك فى ألمانيا.

في عام 1918 عرف اميل كريبلين الطبيب النفسي باعتباره الزعيم الذي يمكنه أن يتدخل من دون رحمة في حياة الناس والحصول بالتأكيد على انخفاض في الجنون.

ويلاحظ أن الاهتمام الطبى بالأمراض العقلية والتفاؤل بنجاح علاجها كانتا مرتفعتين ارتفاعا ملحوظ خلال الفترة من عشرينيات القرن التاسع عشر وحتى أربعينيات نفس القرن. و لكن ممارسى هذا النوع من الطب كانوا انتقائيين فى اختيار الحالات التى يقبلون علاجها، وكان عدد كبير منهم يؤمن بالعلاج المعنوى، الذى كان يقوم على الإيمان بالقيمة العلاجية للبيئة المنظمة فى دعم قدرات النزلاء على الضبط الذاتى والتقدير الذاتى ولكن سرعان ما أدت بعض الظروف إلى الحيلولة بين كبار الممارسين وبين ممارسة العمل العلاجى فى المستشفيات العقلية، بسبب ما كان يتطلبه ذلك من الإقامة الكاملة فى تلك المؤسسات الكبيرة الحجم، وقد أدت هى نفسها الى تضييق الفرص أمام ممار سة العلاج فى عيادات خاصة، هذا فضلا عن سيطرة أعداد الفقراء المعدمين على نسب المقيمين بتلك المستشفيات. ويلاحظ فضلاً عن ذلك أنه مع نمو أعداد المستشفيات وتوسعها غلب على نزلائها أصحاب الأمراض المزمنة وأولئك الذين يعانون من مشكلات فى التفاعل، رافق ذلك أن أصبح دور الطب النفسى قائماً بالأساس على الرعاية وحفظ المريض أكثر منه دوراً علاجياً. وانعكس تنامى الاهتمام الطبى بالعلوم الطبيعية فى زيادة اللجوء إلى عمليات تشريح جثث المرضى - بشكل روتينى - من أجل استكشاف الأمراض التى ربما تكون قد أصابت المخ.

وشهد النصف الأول من القرن العشرين حدوث تغيرين رنيسيين. يتمثل التغير الأول فى توسع عمليات العلاج الطبى النفسى خارج مستشفيات الأمراض العقلية، وكان الجانب الأكبر من ذلك العلاج يقوم بالطبع على القطاع الخاص ويتجه إلى المرضى الموسرين، ممن يعانون من أمراض سبق أن أسماها سيجموند فرويد العصاب النفسى. وكان تأثير آراء فرويد هانلا على العلاج الطبى النفسى فى العيادات الخاصة، خاصة فى الولايات المتحدة التى ازدهر فيها العلاج النفسى الخاص ازدهارا كبيرا. أما المتغير الرئيسى الثانى فيتمثل فى الجهود الهائلة التى بذلت من أجل تحويل مستشفيات الأمراض العقلية إلى مستشفيات نظيفة وجيدة، كما شهدت ثلاثينيات القرن العشرين تطوير بعض أساليب العلاج الجسمانى مثل العلاج بالصدمات الكهرباتية ECT والجراحة النفسية، وتعنى جراحات المخ التى تجرى كوسيلة لعلإج بعض الأمراض النفسية أو العقلية. وقد تلاها فى حقبة الخمسينيات ظهور أساليب علاجية جديدة تقوم على استخذام بعض العقاقير الطبية). وكان من شأن تلك التصورات جمعياً أن غذت موجة جديدة من التفاؤل بنجاح العلاج الطبي النفسى.

وقد طرأ تطوران جديدان عملا على دعم التقبل الواسع لسياسة رعاية المجتمع المحلى خلال حقبة الخمسينيات. وقد اعتبرت هذه السياسة فى بادىء الأمر عنصراً مكملاً للرعاية التى تقدمنا الممستشفيات النفسية، ثم بأتت تعد بديلاً لتلك المستشفيات. يتمثل التطور الأول فى تنويع أماكن تقديم الرعاية العلاجية للمرضى النفسيين ودعم دور الطب النفسي فى طائفة عريضة من الظروف. أما التطور الثانى فيتمثل فى قطع الصلة مع نماذج الرعاية القديمة التى تقوم على العلاج داخل المؤسسات وعلى فكرة الحفاظ على المريض ورعايته داخل المستشفى. وكان من الملابسات التى يسرت هذا التغير إقرار دخول المريض المستشفى النفسية طواعية فى بريطانيا عام 1930، وما ترتب على ذلك من تراجع أعداد الحالات التى يتم التحفظ عليها إجبارياً.

ولسنا فى موقق يسمح لنا الآن بتقويم آثار توقف أو تراجع نشاط المستشفيات النفسية يالنسبة للطب النفسى، ولا تقويم عواقب الانتقال الى العمل على مستوى المجتمع المحلى وان كان من المؤكسد أن فقدان المستشقيات النفسية وضعيا الامبر اطور ى القديم قنذ عمل و لا شك على تقليل قوة الأطباء النفسيين، كما أدى إلى التشجيع (الى حد ما) على تكوين فرق علاجية متعددة التخصصات. وتكمن قوة الأطباء النفسيين حاليا - قى المقام الأول - فى حقوقهم فى وصف العلاج للمريض، وخبراتهم فى العلوم الطبيعية. وان كانت التطورات التى شهدها مؤخر ا الطب النفسى البيولوجى وعلوم الأعصاب يمكن أن تقتحم مجال الأمراض التى تصنف على أنها أمراض نفسية، وذلك على النحو الذى يحقق وضعا متميزا لأطباء الأعصاب وعلى حساب الطب النفسى.

الجدل والانتقادات

حام الجدل في كثير من الأحيان حول الطب النفسي، وتمت صياغة مصطلح «مناهضة الطب النفسي» من قبل الطبيب النفسي ديفيد كوبر في عام 1967، وتَعتَبر حركة مناهضة الطب النفسي أن العلاجات النفسية هي أكثر ضررا في نهاية المطاف وأقل فائدة للمرضى، ويتضمن تاريخ الطب النفسي ما يمكن الآن أن ينظر إليه باعتباره علاج خطير، مثل عملية فصل فص المخ الجبهي، كما أصبح عدد من مجموعات من المرضى السابقين مناهضين للطب النفسي، وكثيرا ما يشيرون إلى أنفسهم على أنهم «الناجون».

انظر أيضًا