الصويدرة
هذه المقالة يتيمة حيث أن عددًا قليلاً من المقالات أو لا مقالات إطلاقًا تصل إليها. ساعد من فضلك بإضافة وصلات في المقالات ذات العلاقة. (مارس 2009) |
الصويدرة هي مدينة تبعد عن المدينة المنورة 70 كم حيث توجد في الصويدرة اثار قديمة.
|
«الصويدرة».. آثار عمرها 9 آلاف سنة شرق المدينة المنورة الصويدرة على مساحة 60 كلم شمال شرق المدينة المنورة على طريق القصيم بقايا تاريخ موغل في القدم وآثار يرجع تاريخها إلى سبعة آلاف سنة قبل الميلاد.. في وادي الصويدرة صورة من الاهمال وعدم الاكتراث بهذا الارث التاريخي حيث لا أحد يحافظ عليه فظل نهباً للاهمال والتشويه فما ان تتجول في هذا الوادي حتى تشعر بشيء من الرهبة امام الرسوم الموجودة على الصخور بطريقة هندسية متقنة. رغم النداءات المتكررة من أبناء الصويدرة للمسؤولين عن حماية الآثار والاتفات إليها، الا انها ظلت على ما هي عليه مما اضطرهم لبناء استراحة -بجهود ذاتية- تطل على الوادي الذي توجد به تلك الرسوم التاريخية، آثار من آلاف السنين وهو ما يؤكده من جانب آخر الدكتور سعد بن عبد العزيز الراشد وكيل وزارة التربية والتعليم للآثار والمتاحف سابقاً عندما ذكر ان آلاف العابرين قد ينظرون إلى الصويدرة على انها مجرد قرية نائية منزويه بين الصخور إلا أن الواقع يخالف ذلك حيث تضم آثاراً تعود لآلاف السنين، موضحاً ان الصويدرة عرفت بهذا الاسم نسبه إلى بئر قديمة لا زالت باقية حتى اليوم. كما يتوافق موقع الصويدرة مع «الطرف» احدى منازل طريق الحج المتفرع من طريق الكوفة/ مكة المعروف باسم «درب زبيدة» مثلما تدل الآثار الإسلامية الغالبة على الموقع على ان الصويدرة كانت منطقة استقرار على طريق الحج من العراق إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة بل ان الطرق الداخلية المتجهة إلى المدينة وباقي وسط الجزيرة العربية تمر «بالطرف» الذي هو الصويدرة اليوم.
نقوش خطية وعن أهمية الصويدرة الأثرية يرى الراشد انها تنبع من المدونات الخطية المنقوشة على واجهات الكتل الصخرية، إضافة إلى الرسوم الصخيرة والنقوش السابقة للعصر الإسلامي.
الاطلال القديمة ويمكن مشاهدة اطلال الصويدرة القديمة (الطرف) من الجهة الجنوبية الشرقية، وهي عبارة عن غرف صغيرة مبنية من الاحجار النارية في صفوف مستقيمة وركامات أخرى بجدران متهدمة. واشار عبد القدوس الانصاري في كتابه عن الصويدرة «بين التاريخ والآثار، ص:128-144» اننا نجد انفسنا امام موقع ذي ميزة فريدة. وقد سبق ان اشار الدكتور سعد الراشد إلى نقوش الصويدرة في كتابه: «درب زبيدة، طريق الحج من الكوفة إلى مكة المكرمة، دراسة تاريخية وحضارية اثرية- دار الوطن للنشر والاعلام، الرياض 1414هـ/1993م ص 410 -417». وبالرغم من تطور الصويدرة عبر هذه السنوات الماضية وتواضع الرقعة الزراعية في الوادي وإنشاء المرافق المتعددة فيها وتضرر عدد كبير من المدونات الخطية على ضفاف الوادي أو فوق الهضبة - بالتجريف والا زالة فان الآثار الكتابية والنقوش الباقية تدل على عظمة التاريخ الإسلامي وحضارته وكذلك الارث الحضاري القديم السابق للإسلام. فالنسبة للرسوم الصخرية فإنها تتمثل في الرسوم الآدمية الحيوانية التي يعود تاريخها إلى الفترة من حوالى «7000.6000 قبل الميلاد» فتجد صوراً كبيرة للأسود على كتل صخرية والوعول والطيور والنعام والجمال والخيول والبغال والماعز والكلاب. وبعض هذه الرسوم الصخرية يعود إلى العصر الحجري في الفترة من «1500-2000 قبل الميلاد». ويلاحظ وجود نقوش تدل على ان موقع الصويدرة كان منطقة جاذبة للنشاط الإنساني بسبب الطبيعة ووفرة المياه والنباتات وكونها ممراً تجارياً. اما العصور الإسلامية فتتمثل آثارها في الصويدرة من خلال المدونات الخطية على الصخور وهي بالكثرة التي تؤكد اهمية هذا المكان بالنسبة للمقيمين أو عابري السبيل من حجاج وتجار ورعاة حيث كانوا يستريحون في وادي الصويدرة تحت اشجاره الكثيفة وفي ظل الصخور والكهوف وعند المزارع وامام السواقي والقنوات التي لا تزال آثارها وعلاماتها مشاهدة حتى اليوم. ان معظم المدونات الخطية التي اكتشفت في الصويدرة واضحة الخط ومعانيها جميلة وكتبت بأسلوب ينم عن ايمان اصحابها أو من كتبها بالله سبحانه وتعالى ومعرفتهم بكتاب الله القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفيها الادعية المأثورة لطلب التوبة والمغفرة والرحمة واثبات الشهادة لله وحده ومعظم النقوش الإسلامية كتبت بدون تاريخ وغير منقوطة الحروف، غير ان بعضها عليها تواريخ بالشهر والسنة وتتراوح النقوش المؤرخة في الصويدرة من السنة 101هـ والسنة 249هـ. ومن هذه النقوش الجميلة في الصويدرة: «اللهم اغفر لعبد الحميد بن سالم مغفرة لا تبقى من ذنبه شيئاً ولمن قرأ هذا الكتاب ولمن دخل هذه المزرعة مسلماً.. امين». ويعود تاريخ هذا النقش إلى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الهجريين وصاحب النقش «عبد الحميد بن سالم» الذي يتكرر اسمه على عدد كبير من النقوش المدونة في الصويدرة ويبدو أن له مكانة وموطئ قدم واملاكاً، والشاهد على ذلك المزرعة المذكورة في النقش. وهناك دعاء بالبركة لأهل الوادي على كتلة صخرية بمساحة 165*55 سم نقش من سطر ويقرأ كالأتي: «بركة من الله لاهل هذا الوادي». وهذا النقش فيه دلالة على اهمية وادي الصويدرة في العصور الإسلامية المبكرة وما هذا الدعاء لاهل الوادي إلا أن الحياة فيه كانت ممتعة من زراعة وصيد وسكن ويؤكد على مكانة الصويدرة واهلها في الماضي معرباً عن أمله في نهضة الصويدرة التي يتبعها حوالى 20 قرية وهجرة وتمتد على مساحة واسعة.
|