الدولة الرشيدة
الدولة الرشيدة (بالإنجليزية: Rational State)، في النظرية الاجتماعية الكلاسيكية، تشير إلى وجود سلطة رسمية خبيرة وقانون عقلاني. يُشار إليها أيضاً بالألمانية بـ Zweckrational، وهو نوع من التفكير التكنوقراطي والهدف منه هو إيجاد أكثر الوسائل فعالية لأي غايات يتم تعريفها على أنها مهمة. تم تطوير هذا المفهوم من قبل ماكس ويبر في فهمه للثقافة والبيروقراطية والعقلانية.
يفسر ماكس فيبر (فى كتابه: التاريخ الاقتصادى العام، المنشور عام 1923، وكذلك الباحثون غير الماركسيين بصفة عامة، الدور التقدمى الذى لعبته الدولة الاستبدادية أو "الدولة الرشيدة" بالإسهام الهائل لهذه النظم فى تعظيم إمكانية التنبؤ بالفعل فى داخل حدودها الجغرافية، حيث شهدت هذه الدول بقرطة جهازها الإدارى (أى تنظيمه على أسس بيروقراطية)، وتطبيق القواعد القانونية، و احتكار شرعية استخدام القوة، واستخدامها لغرض سيطرتها على المجتمع ككل. ويفسر فيبر التعددية التى تسم النتائج التى ترتبت على وجود الدولة الاستبدادية فى كل من شرق وغرب أوربا، بأن ما حدث فى الشرق ماهو إلا مجرد تأخر زمنى فى عملية التحول وليس نكوصا عن التحول. وهو يرجع ذلك إلى افتقاد الدولة فى المشرق إلى حلفاء فى المجتمع، وهو ما عكس بالتالى التخلف الاقتصادى والثقافى العام الذى عرفته تلك المجتمعات.