الحصن الروماني بأشمون

أنشأ هذا الحصن الرومان وهم الذين احتلوا مصر بعد احتلال البطالمة لها عقب معركة أكتيوم البحرية 31ق.م ولم يستعن الرومان بالمصريين في الجيش وجاؤا إلى مصر بجنودهم ونظامهم العسكري القائم على السيطرة على الولايات الرومانية بنظام الحصون حيث يقيمون حصونا عالية الأسوار ليقيم فيه الجند في حياه عسكرية معزولين عن السكان الوطنيين وأنشؤوا بمدن مصر حصونا وقلاع عسكرية على راسها حصن بابليون ومن هذه الحصون حصن أشمون وذالك لموقعها الأستراتيجي على رأس الدلتا ولما تحول الرومان إلى المسيحية بعد وثنيتهم وكانو قد حكموا مصر لمدة تقترب من السبعة قرون اعتنقوا فيها عقيدة مغايرة لعقيدة المصريين ماعرف بالمذهب الملكاني وطورت حصونهم لتلائم ديانتهم الجديدة وحولوا المعابد الذي كان يقدس فيها الإمبراطور الروماني داخل حصونهم لكنائس يعبدوا فيها الله على مذهبهم الملكاني وكان للمصريين كنائسهم غير كنائس الرومان. وبحكم قانون المنتصر يرث المهزوم ورث مسلمو الفتح الإسلامي حصون الرومان المنهزمين بما فيها وسكنوها وأقاموا بها مساجدهم ومنها حصن أشمون وتركو للمصريين كنائسهم يعبدوا فيها ربهم على طريقتهم والتي ظل بعضها باقيا إلى اليوم وأعطوهم الأمان مقابل الجزية ولم يشركوهم في الجيش وهذا ما كان عليه اليونان والرومان من قبل مع المصريين. نعود للحصن الروماني بأشمون والذي أستولى عليه القائد عمرو بن العاص في استهلال معاركه لفتح الدلتا وكان قد حاصره من اتجاهه جنوبه الغربي منطلقا من البرانية حيث عسكر بجنوده على تلها البحري ومن الشرق من ناحية سبك تاركا للرومان التقهقر صوب الشمال حيث عاصمتهم الأسكندرية وبعد الاستيلاء عليه أقيم فوقه أقدم مساجد الدلتا وهو المسجد العمري بأشمون والذي أستخدم في بنائه أحجار وأعمدة من الحصن الروماني وأقيم للمسجد مأذنة بعد ذلك يرجع تاريخ بنائها للطراز المملوكي.