الجمعية القمرية ببرمينغهام
المجتمع القمري (بالإنجليزية: Lunar Society) كان ناديا ومجتمعا علميا غير رسمي من صناعيين وفلاسفة طبيعة ومفكرين كانوا يجتمعون بانتظام بين 1765 و1813 في برمينغهام بإنجلترا.
نبذة تاريخية
لم تقتصر الحاجة إلى اتحاد علماء للعمل كمجموعة واحدة تتبادل الأفكار فيما بينها على الجمعية الملكية بلندن التي أسست عام ١٦٦٢ والأكاديمية الفرنسية للعلوم ولكن وجدت أيضا الجمعية القمرية ببيرمنجهام التي كان عدد أعضائها لا يتجاوز ١٤ عضوا، ولكنها ذات تأثيركبير ومكانة مرموقة في المجتمع. لذا، عرف أعضاؤها بأنهم من كبار المفكرين أو في بعض الأحيان لجنة التطوير التابعة للثورة الصناعية.
بدأت تلك الجمعية في الانعقاد عام ١٧٦٥ مرة واحدة كل شهر عند اكتمال القمر في السماء. وقد أدى ذلك الموعد إلى التفكير في إضاءة الشوارع في أثناء الليل. لذا، قام وليم موردوك وهو أحد أعضاء الجمعية باختراع الغاز الذي يستخدم لإنارة الشوارع. وعادة ما كان يلتقي الأعضاء في منزل بمنطقة سوهو وكان يملكه أحد رجال الصناعة ماثيو بولتون. كما كان ينتمي لتلك الجمعية عالم الكيمياء ورجل الدين جوزيف بريستلي الذي اكتشف غاز الأكسجين عام (١٧٧٤) والطبيب إيرازموس داروين (١٧٩٤) جد العالم تشارلز داروين -وجيمس وات مخترع المحرك البخاري وشريك بولتون في العمل ورائد صناعة الأواني الفخارية جوسيه ويدجوود ووليم ويذرينج (١٧٨٥)، الطبيب الذي أجاد استخدام نبات القمعية لعلاج مرض القلب، ورجل الإصلاح التعليمي ومخترع التلغراف ريتشارد إيدجورث ورائد صناعة الصابون جيمس كير.
في الواقع، جاد التاريخ بالعديد من العباقرة والعمالقة الذين كانوا يجتمعون في مكان واحد وفي غرفة واحدة عن طريق تلك الجمعية. وبالإضافة إلى أولئك الأعضاء الأساسيين، هناك العديد من الأسماء البارزة مثل الأمريكي بنيامين فرانكلين (١٧٥١) وتوماس جفرسون الذي أصبح فيما بعد رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ورائد الهندسة المدنية جون سميتون مخترع الأسمنت الهيدرولي الذي قام ببناء منارة إديستون الأخيرة .
هذا، وقد جمع بين هؤلاء الأشخاص العديد من الاهتمامات والمشاعر. فقد كانوا مؤمنين بالليبرالية ومعظمهم منشق عن الدين وكانوا متعاطفين مع أهداف الثورتين الفرنسية والأمريكية، إن لم يكن مع المبدأ ذاته. لكن في الوقت نفسه، كانوا يؤيدون الرأسمالية والملكية الخاصة والمشاريع الخاصة. وكان اهتمامهم ينصب على التطبيقات العلمية التي تساعد في التغلب على مشاكل الصناعة وبعض القضايا مثل بناء القنوات والحاجة إلى الدقة في الأوزان والمقاييس. علاوة على ذلك، فإنه كان يسود تلك الاجتماعات الشهرية جو من المتعة الإضافة إلى مناقشة القضايا الجادة. ونظرا لشعور الأعضاء بذلك الجو من الإثارة والتفاؤل، فقد أطلقوا على أنفسهم اسم المولعين بالجمعية وبالعلم. وكان لديهم الاعتقاد بأنهم يساعدون في بناء عالم أفضل من خلال المعرفة والمشاريع الصناعية التي يقومون بها؛ حيث يتم الوفاء بالاحتياجات المادية للجميع من خلال التطور الصناعي. هذا، وقد عقد الاجتماع الأخير تلك الجمعية عام ١٨١٣ بعد وفاة جميع الأعضاء المؤسسين تقريبا ولكن بقيت تلك الروح تؤثر في المجتمع لمدة طويلة.