الإبانة عن أصول الديانة
الإبانة عن أصول الديانة من تأليف: أبو الحسن الأشعري
حول الكتاب
اشتمل الكتاب على المناظرات الكلامية العقدية، وقد اعتبر الكتاب رداً على أصول الفرق من الجهمية والمعتزلة والقدرية والخوارج والرافضة.
تعتبر جماعة السلفية أن أهمية الكتاب تأتي لأنه يمثل آخر مرحلة تعبر عن عقيدة الإمام الأشعري التي مات عليها، والتي تُفصح عن رجوعه عن طريقة المتكلمين، فهذا الكتاب هو آخر ما صنفه في حياته. بينما يرى الأشاعرة أن كتاب الإبانة دخل عليه الكثير من الدس، فبينما يتمسك معارضو الأشاعرة بالنسخة الرائجة ويرون فيها دليل على عودة الأشعري عن منهج المتكلمين، يجزم الأشاعرة أن النسخة الرائجة محرّفة [١] وفي ذلك يقول العلاّمة الكوثري في تعليقه على كتاب الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة: ((ومن غريب التحريف ما دس في بعض نسخ الإبانة للأشعري كما دس فيها أشياء أخر))، كما أن النسخة الرائجة توحي بالتجسيم، وتتهجم على الإمام أبو حنيفة يصل إلى حد تكفيره، فمكانة أبو حنيفة محترمة عند جميع أهل السنة والأشعري من بينهم، ويستحيل على الأشعري أن يهاجم أبا حنيفة بهذا الشكل، وقد طبع كتاب الإبانة طبعة قوبلت على أربع نسخ خطية بتحقيق الدكتورة فوقية حسين، وعند المقارنة بين النسخة المتداولة مع طبعة الدكتورة فوقية حسين مع فصلين نقلهما ابن عساكر، تبيّن بوضوح قدر ذلك التحريف الذي جرى على هذا الكتاب[٢]. كما يرى الأشاعرة أن استدلال السلفية بهذا الكتاب على أن أبو الحسن الأشعري قد ترك طريقة المتكلمين، هو أمر يناقض ما صرّح به أحد أبرز أئمتهم وهو ابن تيمية، حيث أن ابن تيمية يقول أن الأشعري لم يعرف غير طريقة المتكلمين [٣]
مميزات الكتاب
- جمعه في الاستدلال بين المنقول والمعقول.
- صياغته على سبيل المناظرات الكلامية.
- العناية بذكر شبهات أهل الباطل وردها بالمنطق العقلي.
- بعده عن الأساليب الكلامية والألفاظ المنطقية.
- الشمولية لأكثر بحوث العقيدة.
مآخذ على الكتاب
نسبة القول بخلق القرآن لأبي حنيفة، فبينما يعتبر الأشاعرة أن هذا من أدلة أن النسخة الرائجة محرّفة وأن الإمام الأشعري يعرف قدر أبو حنيفة وينزّهه عن هذا القول، فإن السلفية يرون أن النسخة الرائجة صحيحة، وأن أبو الحسن الأشعري ذكر ذلك عن أبو حنيفة، وأنه أخطأ في ذلك، حيث أن أبو حنيفة بريء مما قاله أبو الحسن الأشعري، فقد صرح أبو حنيفة في الفقه الأكبر بأن القرآن غير مخلوق. والتمسوا عذرًا لأبي الحسن الأشعري في أن ماقاله في النسخة الرائجة عندهم تشير إلى منهج أبي حنيفة القديم، والذي رجع عنه فيما بعد. ويأخذ السلفيون على أبو الحسن الأشعري كثرة عرض الشبه في الكتاب وفق النسخة الرائجة لديهم.
محتويات الكتاب
سار الأشعري في كتابه على الخطوات الآتية:
- استفتح كتابه بخطبة تضمنت بيان موضوع الكتاب وأسباب تأليفه.
- بيان مضمون العقائد الباطلة التي يراد ردها.
- سرد مقرون بالأدلة لعقيدة أهل الحديث.
- إثبات الرؤية بالأبصار، ورد الشبه حول هذه المسألة.
- إثبات أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ورد شبه هذه المسألة.
- استواء الله على العرش .
- تقرير الكلام على عدد من الصفات، وهي الوجه والعينان والبصر واليدان، وبيان مذهب السلف في ذلك.
- الرد على الجهمية في نفيهم للعلم والقدرة وجميع الصفات وإيراد بعض الشبه وردها.
- مبحث خاص بالإرادة والرد على المعتزلة.
- الكلام على القدر والآجال والأرزاق والهدى والضلال .
- الكلام على الموت وعذاب القبر واليوم الآخر والشفاعة وتقرير مذهب السلف في ذلك.
- الكلام على خلافة أبي بكر الصديق .
طبعات الكتاب
الكتاب له عدة طبعات متداولة عند جماعة السلفية، منها:
- طبعة دائرة المعارف البريطانية بالهند سنة 1312هـ.
- الطبعة المنيرية بالقاهرة.
- طبعة الجمل بالقاهرة سنة 1348هـ.
- طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سنة 1400هـ، بتقديم الشيخ حماد الأنصاري.
- طبعة دار البيان - دمشق - تحقيق: محمد بشير عيون.
- طبعة دار الإبانة بالقاهرة - بتحقيق الشيخ محمد علي ريحان - وهي طبعة ضخمة في مجلدين ومقابلة على خمس نسخ خطية.
- طبعة دار ابن زيدون بتحقيق الأستاذ عباس صباغ.