الأدوار النوعية
الأدوار النوعية (بالإنجليزية: Sex Roles) ظل علم الاجتماع حتى السبعينيات يتصور الفروق والعلاقات بين الرجال والنساء باعتبارها نتاجا للتنشئة الاجتماعية وليس علم البيولوجيا. وقد خضعت هذه التظرة للنقد، شأنها شأن نظرية الدور عموما، ولكن ح إضافة إلى ذلك-انتقدت أيضا لأنها تمثل قناعاً أخفى أبعاد القوة وعدم المساواة بين الجنسين.
فمهوم الأدوار النوعية يصف المطرق المختلقة التى من خلالها يجب على كل من الرجال والنساء أن يتصرفوا، ويحدد المهام المختلفة التى من المتوقع لكل منهما أن يؤديها. وفى المجتمعات الصناعية المتقدمة وجد أن معظم النساء يبقين فى المنازل كربات بيوت أو يمارسن مهنا خدمية، أو بعبارة أخرى يؤدين ما يعرف بالأعمال النسائية. بينما يمضى الرجال معظم حياتهم فى مهم مختلفة خارج المنزل، كما يحصلون فى الغالب على أجور أفضل ومكانة مهنية أعلى من النساء. من هنا ثار السؤال: لماذا تحدث هذه الاختلافات فى الأدوار النوعية لكل منهما؟ هناك عدة نظريات متباينة اجتهدت فى تفسير هذا الأمر. فالاتجاهات البيولوجية و السيكولوجية تركز على الاختلافات الداخلية، والتى يمكن أن تتفاوت ما بين الاختلافات الجينية، وحتى الاستعدادات البيولوجية التى تبرز صفات الرعاية والاحتضان عند المرأة وصفات المزاج الأكثر عدوانية وعملية عند الرجل. وفى رأى المدرسة الوظيفية، أن الأدوار النوعية مكملة لبعضها البعض، وأن تقسيم العمل بين الذكور والإناث يزيد من درجة استقرار الأسرة. ولكن هذه النظرية تعرضت لنقد من جانب كتاب الاتجاهات النسوية الذين يؤكدون على جانب المقوة -لصالح الذكور- فى التقسيم التقليدى للأدوار. فأنصار المرأة (النسويون) يؤكدون على أن الأدوار النوعية هى فى الأساس طريقة للإبقاء على المرأة فى حالة خضوع للرجل، وهو وضع ينتج عن نظام مجتمع السلطة الأبوية الذى يحقق فيه الرجال مصالحهم الخاصة من خلال الإبقاء على الوضع القائم. والنساء التقليديات ينظرن أحيانا إلى الحركة النسوية بشئ من الريبة، وإن كان الأمر فى عمومه يشير إلى أن اتجاهات كل من الرجال والنساءتتحول نحو المطالبة بأدوار أكثر تحقيقاً للمساواة. ومع ذلك فإن الشواهد تشير إلى أن الواقع المسلوكى المرتبط بالأدوار المنوعية مازال يستعصى على التغير إلى حد كبير.