أورجانوم


الأورجانوم (بالإنجليزية: organum) هي بوليفونية العصور الوسطى المكونة من الترتيل الجريجوري وخط واحد لحني أو أكثر إضافي وهو مصطلح يطلق على أنواع عديدة من التأليف الموسيقي كلمة اورجانوم جاءت من مصدر فعل "organa " وهو فعل لاتيني بمعنى يضيف. وبذلك فان الأورجانوم في حقل التأليف الموسيقي يعني : إضافة أصوات جديدة إلى صوت أو خط لحني رئيسي موجود من قبل . استخدمته الكنائس الأوروبية في غناء التراتيل الدينية منذ القرن العاشر الميلادي . وهو ينقسم إلى خمسة أنواع منها .

  1. الأورجانوم المقيد
  2. الأورجانوم المقيد المزدوج/المركب
  3. الأورجانوم الحر
  4. الأورجانوم المتوازي
  5. الأورجانوم الملون

على مدى القرون، كانت الموسيقى الغربية في الأساس منوفونية. لكن قبل بعض الوقت بين 700 و900 م، الخطوات الأولى اتخذت في ثورة آخر الأمر حولت الموسيقى الغربية: جوقات الدير بدأت في إضافة خط لحني ثاني للترتيل الجريجوري. موسيقى العصور الوسطى التي تتكون من الترتيل الجريجوري خط لحني واحد أو أكثر يعرف بالأورجانوم.

أول الأمر، ارتجل الخط الثاني وضاعف ببساطة لحن الترتيل في درجة صوتي مختلفة - كان الخطان متوازيين، نغمة ضد أخرى، في فاصل رابع مثل دو إلى فا أو خامس مثل دو إلى صول.

بين عام 900 و1200 مع ذلك، أصبح الأورجانوم بوليفوني بحق، حيث أصبح اللحن الإضافي أكثر استقلالا. قد يطور اللحن الثاني المنحنى الخاص به بدلا من البقاء الموازي للحن الأساسي أحيانا حركته عكس حركة الترتيل. حول 1100 لم يعد الخطان مقيدين لأسلوب نغمة ضد نغمة لكن قد يختلفان إيقاعيا. الترتيل في القمة دائما يغنى في نغمات طويلة جدا في حين اللحن المضاف فوق كل شيء تحرك في نغمات أكثر.

بعد 1150 صارت باريس مركز الموسيقى البوليفونية. سيدا الجوقة المتتاليان لكاتدرائية نوتردام - ليونين وبيروتان، أهم مؤلفين أوائل يعرفون بالاسم - وأتباعهم يشار له باسم “مدرسة نوتردام” ومن نحو 1170 إلى 1200 طور مؤلفو نوتردام هذه الارتجالات الإيقاعية - الموسيقى البوليفونية المبكرة على الارجح لها إيقاعات حرة غير مقدرة للترتيل الجريجوري؛ لكن ليونين وبيروتان، للمرة الأولى في تاريخ الموسيقى، استخدموا إيقاع تقديري مع قيم زمنية محددة ووزن محدد بوضوح.

بوليفونية العصور الوسطى لها العديد من التآلفات الثلاثية التي صارت أساسية لاحقا.

التآلف الثلاثي يضم فاصلين من ثالث مثل دو إلى مي ومي إلى صول، أصحاب نظرية موسيقى العصور الوسطى اعتبروا هذا تنافر - رغم انه في العصور الوسطى اللاحقة التآلف الثلاثي استخدم أكثر جاعلا الموسيقى البوليفونية أكثر ثراء وكمالا حسب معاييرنا.

أنواع الأورجانوم

يطلق الأورجانوم على انواع عديدة من التآلف البوليفوني في مراحلة الاولى وكلمات ارجانوم او ديافوني او دسكاند DESCAND فهي اسماء تعني نفس تلك الصيغ وكلها موجودة في غناء تراتيل الكنيسة .

أولاً: الأورجانوم المقيد:

وفي هذا النوع تقتصر الحركة المسموح بها على الحركة المتوازية ، وفيها اقتصرت الابعاد بين الاصوات على المتوافقات البحتة أي الاونيسون او الرابعة او الخامسة او الاوكتاف ويوجد من هذا الأورجانوم شكلان .

1.             الشكل الاول :- ويتكون فيه النسيج اللحني من صوتين ( لحنيين ) الصوت الرئيسي الذي هو لحن كنيسي VOX PRINCIPALLS والصوت الاضافي VOX ORGANALLS ويفصل بين الصوتين بعد الرابعة او الخامسة وهو ما يسمى بالاورجانوم البسيط .

والصوت الرئيسي ليس ايضاً باللحن الثابت وهو لحن ديني شديد البطيء يؤخذ من الإنشاد الجريجوري ويمثل العمود الفقري والروحي والموسيقي لكل مؤلف بوليفوني ويصاحبه الصوت الإضافي الثاني اسفله فيما يسمى بالأسلوب الباريموني .

2.    الشكل الثاني :- هو احد الاورجانوم المزدوج او المركب وفيه يتم ازدواج كل من الصوتين الاساسي والاضافي حين تعتمد الكاندرائيات والكنائس الكبيرة الى اثراء هذه الاصوات بواسطة عمل ازدواج للصوتين الاضافي المنخفض على بعد اكتاف لأعلى ، وكذلك على العكس بازدواج الصوت الاصلي الاساسي على بعد اكتاف لأسفل مما نتج فيه ثلاثة اصوات متوازية من الاكتافات والخامسات والرابعات ويلاحظ ان زيادة عدد الاسطر اللحنية لا تعني في الحقيقة زيادة عدد الاصوات الفعلية لان الاستقلال الفعلي هنا مقصوراً على الصوتين الأساسي والإضافي الرئيسيين فقط كما يلاحظ انه في حالة التوازي لى بعد رابعة وجود مسافة الرابعة الزائدة ( أي ثلاثة توان كاملة ) مما يحتم معالجة ذلك بأن تلون احدى الدرجات بالرفع او الخفض او بتغييرها تماماً ، ويبدو انه كان يتم ذلك الاسلوب من المعالجة بشكل تلقائي من المؤدين دون انتظار التعليمات من المؤلفين .

ثانياً: الاورجانوم الحر

ظهر في القرن الحادي عشر و أوائل الثاني عشر وفيه يسير الصوت الاضافي مع الصوت الاساسي نوتة مقابل نوتة مع عدم التقيد بخاصية التوازن على التوالي contra  bonctas أي بنط مقابل بنط (ومنها اخذت كلمة الكونترابونت) وان كان هذا النوع الان يمثل عندنا نوع واحد فقط من انواع الكنترابونت وهناك اتجاه واحد الى استخدام السير العكس motion contray ، ومن هذا النوع قد يصبح الصوت الاساسي اسفل الصوت الاضافي وهذا على العكس مما في الارجانوم المقيد ،كما ان كثيرا ما كان يحتوي الصوت الاضافي على نوتتين او ثلاثة مقابل نوتة واحدة من الأساس ، ويلاحظ ان هذا النوع وضع الاساس الاول لاستقلال الصوتين كلا منهما على الاخر .

ثالثاً: الأورجانوم الملون mellsmattc

ظهر في القرن الثالث  عشر ويعتبر الخطوه الاولى الايقاعية واللحنية التامة الأصوات ،ويعرف هذا النوع بأسماء عديدة مثل الأورجانوم الملون ، والممدود او الأورجانوم الملون سانت مارسيل santmarsil نسبه الى ان اربعة مجلدات موسيقية لهذا الاسلوب وجدت في دير سانت مارسيل بجنوب فرنسا . وهذا النوع عبارة عن لحن جريجوري او جزء من لحن يغنى في نوتات طويلة ممدودة ، وفوق ذلك الصوت يوجد اللحن الثاني الذي يسير في حدود غير مقيدة ويتراوح بين عدد محدوده من النوتات الى عبارة كاملة وتؤدي هذه الطريقة الى اطالة اللحن الاصلي الى عددا كبيرا من المرات وقد يتخلل هذا النوع أجزاء بوليفونية من نوع الأورجانوم الحر.

الأورجانوم المتوازي ماعدا البداية والنهاية

وفي هذا النوع يبدا اللحن على درجة واحدة (يونيسون) ثم يثبت اللحن الاضافي حتى يصبح اللحن الاساسي على بعد رابعة او خامسة منه وهذه النقطة ويسير الصوتين متوازيين الى قرب النهاية لينتهيا كما في البداية على درجة واحدة ايضا.

وقد ظل الأورجانوم مستخدما لاسلوب تحميل الشعائر الدينية غير انه كنظام بوليفوني تعرض لتغيرات شاملة في طابعه واشكالها الاساسي فلم يستمر على اشكاله الثابته من الخطوط المتوازية او من النوتة لانه بدا يلين ويتجه نحو كنترابونت اكثر  حرية ثم هبط اللحن الثابت الى اخفض الاصوات ،وترك مكانه الاصلي الاعلى للأصوات للصوت الاضافي الذي نسج من الكنترنونت الحر بعد ان تحرر بدوره من قيود الحركة المتوازيه واتجه نحو الرد على الخطوط الصاعدة من الصوت الرئيسي بخطوات هابطة والعكس بالعكس أي كحركة مضادة ،ثم تطور الى ما هو ابعد من ذلك حين تجاوز الصوت الإضافي خط لحن الصوت الرئيسي حتى اصبح من الممكن مقابلة نوتتين او ثلاثة لكل نوتة واحده من نوتات اللحن الثابت .