أسفي وما إليه قديما وحديثا



هو كتاب تاريخي من تأليف محمد بن أحمد الكانوني العبدي، يتحدث الكتاب بين دفتيه على معلومات دقيقة ومركزة بخصوص تاريخ آسفي ومحيطها وما تساكن داخل أجوائها من أجناس وبيوتات، وما عرفته من علماء وأعيان، وما اشتملت عليه من مآثر عمرانية ومساجد ومدارس وزوايا ورباطات وآثار خيرية وبناءات قديمة، وما عرفته خلال تاريخها الطويل من أحداث تاريخية وسياسية وغيرها.

ملخص الكتاب

يتحدث الكتب عن أشهار قبائل وبيوتات مدينة آسفي ومنها:

بيت بني أمغار

بيت البوعنانيين الحسنيين

بيت المشترائيين

بيت صنهاجة

بيت رجراجة

جزولة وهشتوكة

هرغة

تينمل

عبدة

عرب حمير

الشياظمة

عرب السراغنة

عرب الشاوية أهل تامسنا

قبيلة الرحامنة

أما مدن ومراسي آسفي فمنها:

قصبة أيير

قصبة الوليدية (المغرب)

مدينة الغربية (المغرب)

مدينة ثغر الجديدة (المغرب)

تحدث الكاتب في القسم الأول في تاريخ آسفي التأسيسي عن الموقع الجغرافي لمدينة آسفي وعن طيبة أهلها الذين وصفهم ابن الخطيب في كتابه نفاضة الجراب بقوله :" وهذا البلد فسيح طيب الهواء، كريم التربة، حصيب الجناب، وأهله أولوا خيرة وجنوح إلى الصلاح "

مناخ المدينة

يقول عنه الكاتب :" أسفي طيبة الهواء معتدلة المناح وربما ارتفعت الحرارة فيها إلى نحو أربعين درجة لكنها لا تدوم أكثر من أربعة أيام ونحوها "

ضبط لفظ أسفي

بفتح السين وكسر الفاء وأن اللفظ مضبوط في كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق لالشريف الإدريسي والقاموس المحيط لالفيروزآبادي وغيرهما.

في قضية التسمية

يقال إن التسمية عربية من التأسف ويقال أن أصلها أمزيغي مأخوذ من قول البربر للضوء أسفو وعموما لم يجزم الكاتب بشيء بخصوص أصل التسمية

أسفي قبل الإسلام

يقال إن المدينة بربرية أسسها البربر (شمال أفريقيا)القدماء ويقال إن المدينة فينيقية أسسها الفينيقيون قبل الميلاد المسيحي بنحو عشرة قرون، والتفاصيل ذكرها الحسن بن الوزان في وصف أفريقيا (كتاب) وأبو القاسم الزياني في الترجمانة الكبرى

أسفي في الإسلام

لما دخل عقبة بن نافع المغرب الأقصى فاتحا سنة 62 هجرية بلغ مدينة أسفي ذكر ذلك إبراهيم بن موسى الشاطبي في كتابه الجمان في أخبار الزمان ونقله صاحب الاستقصا للاخبار دول المغرب الاقصى (كتاب)، وقد تعرضت المدينة للتخريب على يد البورغواطيين نسبة إلى بورغواطة ثم عادت المدينة إلى عمارة الإسلام على يد ملوك مغراوة (قبيلة) ولمتونة، وفي عهد الموحدين سورت المدينة بسور يغلب على ظن الكاتب أن صاحب الفكرة هو السلطان يعقوب المنصور، وفي عهد المرينيين اتسعت عمارة أسفي ونضجت به الحضارة بشك كبير.

أسفي والبرتغاليين

سقطت أسفي في يد البرتغاليين سنة 910 هـ أو 912 هـ وقد استغلوا في ذلك ضعف الوطاسيين فكانت المدينة ترزح تحت عوامل التخريب والموت، وقد أهينت في تلك الحقبة المعاهد الدينية والعلمية وجعلت بعض المساجد محلا للقاذورات. تعرض البرتغاليون لهجومات متعددة من المسلمين مما أدى بهم إلى بناء أبراج للحد من ذلك ومن أشهر أبراج أسفي :

_ البرج الكبير بالقصبة العليا المعروفة بدار السلطان

_ برج أشبار

_ قصبة على شاطئ البحر

استغل البرتغاليون ضعف المسلمين وتسامحهم فاحتلوهم

أسفي في عهد الدولة السعدية

استخلص ملوك الدولة السعدية مدينة أسفي من مخالب البرتغاليين سنة 948 هـ أو 949 هـ، وقد قام البرتغاليون بتدمير المدينة عن بكرة أبيها قبل مغادرتهم لها، وقد أصلح محمد الشيخ المهدي الكثير من أسوارها ومساجدها ودخلت بذلك في صف المدن والحواضر ذات الشأن.

أسفي في عهد الدولة العلوية

اتسعت عمارة أسفي في عهد الدولة العلوية وشيدت بها معاهد دينية وعلمية وعمرانية وخصوصا في صدر القرن الثالث عشر الهجري في رياسة القائد عبد الرحمن بن ناصر العبدي المتوفى سنة 1214 هـ.

مساجد أسفي

المسجد الجامع الكبير : أسس هذا المسجد بداخل المدينة وقد ذكره القاضي محمد بن عبد العزيز الأندلسي في كتابه إرشاد السائل إلى معرفة جهة القبلة بالدلائل، وهو منحرف القبلة قليلا، وقد اعتاد الأسفيون الصلاة فيه مع انحراف الصفوف إلى القبلة تماما كما يفعل الناس في القرويين بفاس.

مسجد أفنان

مسجد القصبة العليا

مسجد رباط أسفي وهو مذكور في بعض مؤلفات لسان الدين بن الخطيب

مسجد الشريف سيدي الحاج التهامي

الزوايا والرباطات

انتقد الكاتب الزوايا والرباطات من حيث تفريقها للمسلمين الذين يفترض فيهم الاجتماع في المساجد بدل التفريق في الخلوات والزوايا، ثم ذكر أشهر رباطات أسفي ومنها :

رباط الشيخ أبي محمد صالح المتوفى سنة 631 هـ : تجلت أهمية رباطه في الدعوة إلى موسم الحج والمساعدة في ذلك حتى أنه كلف أبناءه وأحفاده بمهمة مساعدة الحجاج على الوصول إلى البيت الحرام.

زاوية الشيخ محيي الدين أبي محمد عبد القادر الجيلاني الحسني المتوفى سنة 561 هـ، كان بعض الفقراء يفعلون فيها أفعالا منكرة كالضرب على الآلة والرقص فقيض الله من أهل العلم من طهرهم من ذلك على حد تعبير الكاتب.

زاوية محمد بن ناصر الدرعي المتوفى سنة 1082 هـ

زاوية الشيخ عبد الله الوزاني المتوفى سنة 1089 هـ.

'الزاوية المنسوبة للشيخ المولى العربي الدرقاوي المتوفى سنة 1239 هـ.

الزاوية المنسوبة للشيخ أبي عبد الله السيد محمد بن عيسى المتوفى سنة 933 هـ : وهذه الطائفة حادت عن سواء السبيل حيث يخرج المتنسبين للزاوية في هيئة مزرية ملطخين بالدماء وآكلين للحوم النيئة وكل ذلك ضلال بعيد عن الإسلام وقد أعلن الكثير من المنتمين لهذه الزاوية توبتهم أمام العدول وأصدر السلطان أمره بمنع هذه البدع في كل التراب المغربي سنة 1352 هـ.

المستشفيات المعبر عنها قديما بالمارستانات

كان بأسفي مستشفى لمعاجلة المرضى من آثار الدولة المرينية ذكر ذلك لسان الدين بن الخطيب في كتابه نفاضة الجراب، كما كن بالمدينة أطباء عامون ومختصون.

الآثار الخيرية والملاجئ

_ دار الزاوية : أسسها القائد عبد الرحمن بن ناصر السعدي العبدي.

_ محل الطيور الساقطة : وهي عبارة عن طيور مصابة اتخذت لها محلات لإيوائها حتى تشفى أو تموت فتستريح.

الأوقاف

كان بأسفي أوقاف للمساجد والمدارس والمحارس والغرباء الذين تقطعت بهم السبل.

مشاهير بيوتات أسفي

_ بيت الشرفاء الوزانيين.

_ بيت الشرفاء أولاد الناظر.

_ بيت الشرفاء الأمغاريين.

_ بيت الشرفاء الوحيديين.

_ بيت الشرفاء أولاد مولاي الحاج.

_ بيت الشرفاء الدرقاويين.

_ بيت الباعمرانيين.

_ بيت أولاد با جدوب.

_ بيت المستاريين.

_ بيت أولاد حيدة أهل سوس.

_ بيت رجراجة.

الحالة العلمية والأدبية

لما فتح عقبة بن نافع المغرب سنة 62 هـ عرفت أسفي نهضة علمية في العلوم الشرعية وغيرها لكن مع استيلاء البورغواطيين على المدينة فسدت الحالة وأصبحت الشعوذة والضلال محل الشريعة والسنة عند الكير من الناس ولم تتحرر المدينة من العبث بالعقيدة الصحيحة إلا بعد تخليص المدينة من البورغواطيين على يد المرابطين. اهتم المرابطون والموحدون بالعلم والعلماء، فظهر ذلك جليا في مدينة أسفي حيث تحضرت وعمرت وبنيت بها المعاهد الدينية والعلمية، وانبثق بها روح المعارف والعلوم، ونبغ في المدينة من العلماء الإمام أبو محمد صالح الماجري المتوفى سنة 631 هـ، والعلامة الحسن علي بن مسعود الرجراجي مؤلف كتاب منهاج التحصيل فيا للأئمة على المدونة من التأويل، وأبو شعيب الدكالي وغيرهم. وفي عصر الدولة المرينية بلغت أسفي شوطا عظيما في الحضارة حتى أطلق عليها ابن خلدون حاضرة البحر المحيط، وفي عهد الدوالدولة الوطاسية تراجعت أسفي بشكل كبير علميا ومعرفيا بسبب الاحتلال البرتغالي، ولوحظ في هذه الفترة عدم الاهتمام بالتاريخ ثم تدورك الأمر في عصر الدولة السعدية خاصة في عهد أحمد المنصور الذهبي حيث استرجعت المدينة من البتغاليين وأعيد إعمارها. أشاد الكاتب بالتشجيع العلمي الذي عرفته المدينة في عهد الدولة العلوية.