آل مهنا

أمراء بريدة عاصمة منطقة القصيم سابقا. تعتبر أسرة المهنا أباالخيل من أبرز الأسر المتحضرة في نجد من قبيلة عنزة حيث كان للاسرة أهمية سياسية وكانت محط اهتمام البريطانيين كأحد أهم عشرين أسرة حاكمة في الجزيرة العربية في هذه الفترة حسب ما جاء في كتاب دليل الخليج للمؤلف لوريمر. وقد رسم لنسل صالح الحسين أباالخيل أول شجرة في عام 1905 أي قبل مائة عام من قبل المستر جاكسين ونقحها المعتمد البريطاني في الكويت وقام بمساعدته عبد العزيز الحسن ونقحها المعتمد البريطاني في البحرين الكابتن برودكس.

أسرة المهنا من ال أباالخيل من ال نجيد من المذهل من القرشه من المصاليخ من المنابهه من بني وهب من ضنا مسلم من قبيلة عنزة العدنانيه وجدهم هو مهنا الصالح الحسين أباالخيل الذي تولى امارة بريده عام 1280ه.

نشأة امارة مهنا

بعد أن اخذت الثورات في القصيم حيزا كبيرا وذلك لأهمية منطقة القصيم كمعبر هام لطرق وقوافل الحجاج في ذهابهم وايابهم الي الحجاز وكانت تلك الثورات والتي اسفرت عن تعاقب أكثر من اربعة امراء على بريدة في فترة لا تتجاوز سنتين وكان آخرهم سليمان بن رشيد من اسرة ال أبوعليان الذي تولى الامارة في عام 1280 هـ ولكن لم يستمر في امارته سوى شهور معدودة حيث حصل اختلاف بينه وبين أهل بريدة وكثرت الشكايات ضده, فاختار أهل بريدة مهنا الصالح الحسين أبا الخيل اميرآ على بريدة وتوابعها وذلك في اواخر عام 1280ه وذلك لما يملك من ثروة وجاه في البلد وقد ذكر ابن عبيد في تاريخه بان قوافل مهنا قد بلغ تعدادها خمسين ألف رأس من الإبل، وكان لمهنا اتصال بالحكام والولاة في ذلك الوقت وخصوصا في بغداد والبصرة ومع الإمام فيصل بن تركي في الرياض الذي أيد مهنا بن صالح أبا الخيل في توليه للامارة..

مما يشير إلى مكانة أسرة مهنا الصالح في القصيم هو أن صالح الحسين والده كان من ضمن الذين أخذوا الأمان لأهل قصيبا والقوارة من إبراهيم باشا حين غزا القصيم، حيث ورد في أحد الوثائق المحفوظة (من إبراهيم باشا ابن الوزير محمد علي باشا، إلى أهل القصيبه، كبيرهم وصغيرهم، وبعد: فقد حضر عندنا صالح بن حسين ومنصور بن مهنا ومطلق بن علي وصالح بن محمد، وطلبوا لكم منا الأمان، وقد أعطيناهم الأمان... في 3 محرم الحرام سنة 1232. والقوارة من طرفكم في أماننا والسلام).

كان مهنا يخطط للوصول للامارة منذ فترة والمثل المعروف عند اهل نجد (جاك يا مهنا ما تمنى) قيل في ذلك فأصبح مهنا اميراً على بريدة وتوابعها من القصيم. واستمرت امارته اثني عشر عاما استقرت فيها أوضاع القصيم السياسية والاقتصادية وكانت القصيم في وقته تتمتع بحكم شبه مستقل إذ لم تكن منطقة القصيم طرفا في اي صراع محلي أو إقليمي لذلك لم تشارك القصيم في اي من المعارك المهمه في ذلك الوقت كمعركة المعتلا وموقعة البره بين أبناء فيصل بن تركي, عبد الله وسعود إذ كان الصراع مستشري بينهم في ذلك الوقت واستمر في الاماره الي ان قتل سنة 1292 هـ غيلة على يد نفر من آل أبو عليان وقتل معه في نفس اليوم علي بن محمد بن صالح الحسين أبا الخيل وأبن عمه حسن بن عودة الحسين أبا الخيل.

حسن بن مهنا

ولد عام 1251ه أمير بريدة من عام 1292ه الي عام 1308ه, تولى امارة بريدة بعد مقتل أبيه على أيدي جماعة من ال أبوعليان الأمراء السابقين للبلد, وكانت القصيم في وقت الأمير حسن ذات مكانة سياسية واقتصادية هامة لوجود القوافل التجارية وخصوصا قوافل العقيلات التي ازدهرت تجارتها في ذلك الوقت إذ كانت القوافل تنقل البضائع حول الجزيرة العربية من والى القصيم، أما على الصعيد السياسي فكان جماعة من ال أبو عليان من الذين أجلاهم مهنا أباالخيل عند توليه امارة بريدة قدموا على الامام عبد الله بن فيصل في الرياض عام 1293ه وكان منهم عبدالمحسن ال أبوعليان ورجال من عشيرته ومعهم كتاب من زامل بن سليم أمير عنيزة موجه إلى عبد الله بن فيصل يطلب منه نصرة ال أبوعليان والقدوم عليه في عنيزة ويعده بمساعدتهم والقيام معهم على غزو بريدة فمال عبد الله بن فيصل إلى ذلك, وما أن أحس حسن بن مهنا أمير بريدة بخطورة الوضع عليه قام ببعث كتاب إلى الأمير محمد بن عبد الله بن رشيد أمير حائل يستنجده ومن ثم لبى الأمير محمد بن رشيد طلب حسن ابن مهنا وعقد معه ما يمكن أن نسميها اتفاقية دفاع مشترك حيث اتفق الطرفان على أمرين.

  1. ان عدو احدهما عدو للآخر وصديق احدهما صديق للجميع.
  2. ان القصيم ما عدا عنيزه يكون تابعا لحسن بن مهنا وما يستولون عليه من بلاد نجد من حاضره أو باديه تكون تحت نفوذ محمد بن رشيد.

اثبتت الايام قوة هذه الاتفاقيه إذ ما كاد يصل عبد الله بن فيصل بجنوده من الحاضرة والبادية إلى عنيزه حتي ارسل حسن بن مهنا إلى محمد بن رشيد في حائل يستحثه سرعة القدوم وفعلا قدم ابن رشيد بجنوده مسرعا إلى بريدة وعسكر فيها وما ان علم عبد الله بن فيصل بوصول الامير محمد بن عبد الله الرشيد بريده حتي انسحب مع من معه من الباديه ذلك ان عبد الله بن عبد الرحمن البسام من وجهاء عنيزه قام بالصلح أيضا بين محمد بن رشيد وعبد الله بن فيصل علي ان لا يتدخل عبد الله بن فيصل في امور القصيم. بعد ذلك شجعت النتيجه كلا من محمد بن رشيد امير حائل وحسن بن مهنا امير بريده لان يبدأو تحقيق التوسع في بلاد نجد فبدأوا بالغارات علي منطقتي الوشم وسدير وبذلك يكون قد تم تفعيل الاتفاق المشترك بين القصيم وحائل ثم تطور إلى دخول أبناء الامير سعود بن فيصل وخاصه محمد واتباعه وهي قوه اخري مستقله ضد قوة ابن رشيد وابن مهنا اما عن تصادم قوة عبد الله بن فيصل ومحمد بن رشيد وحسن بن مهنا فقد كانت بدايته حينما أقدم محمد بن رشيد على توطيد علاقته مع امراء سدير والوشم ويبدو أن ابن رشيد كان حينذاك بمثابة رجل الجزيره العربيه الأقوى وكان أغنى أمراء الجزيرة على الإطلاق وله مقدره وبصيره, ويبدو أن الامير حسن بن مهنا قد شجعه قوة حليفه ابن رشيد على أن يقوم عام 1294ه بغارات على إقليم الوشم وخاصة شقراء ورغم هزيمته أمام صمود شقراء إلا أنه أعاد الكره مرة أخرى بصحبة حليفه ابن رشيد حينما أغار على بادية عتيبه وصار طريقهم على الوشم وبخاصه اشيقر فدخلوا المدينة. اما عن المجمعه فراسلت الامير محمد بن رشيد واتفقت على ان تكون تابعه له وتحت حمايته عندها سار عبد الله بن فيصل الي المجمعه عام 1299 فاستنجد اهلها بحليفهم محمد بن رشيد فخرج من حائل على رأس فوة كبيرة وانضم اليه في بريده اميرها حسن بن مهنا بجنوده من اهل القصيم فوصل الجميع إلى الزلفي وكان عبد الله بن فيصل قد وصل إلى المجمعه وحاصرها ومعه بوادي عتيبه دون طائل ويبدو أن طول مدة الحصار دون نتيجه اضافه إلى قرب وصول محمد بن رشيد وحسن بن مهنا بقواتهما المتفوقه كل ذلك اوقع الفشل في اتباع عبد الله بن فيصل وعلى رأسها عتيبه التي انسحبت من حربه منهزمه فارتحل عبد الله بن فيصل من المجمعه بعد أن اكمل اربعين يوما في حصارها وعاد إلى الرياض فسار محمد بن رشيد بقواته ومعه حسن بن مهنا ودخلوا المجمعه وجعل ابن رشيد اميرا عليها من قبله هو سليمان بن سامي من اهالي حائل. ومن المعارك المهمه أيضا التي جرت ضمن هذا الحلف معركة ام العصافير ومعركة عروى التي كانت بين محمد بن رشيد ومعه حسن بن مهنا ضد الامير محمد بن سعود بن فيصل ومعه قبيلة عتيبه التي انهزم فيها محمد بن سعود ومن ما قيل في هذه المعركه قصيدة أمير قبيلة العجمان الشيخ راكان بن حثلين الذي كان محايدا في هذه المعركة (لولا حسن نوخ بذربين الايمان - كان صارت عليكم يا أبو ماجد كسيره _ أولاد علي مطوعة كل فسقان - عاداتهم هدم الجموع الظهيره). وكانت آخر غزوه ضمن هذا التحالف سنة 1305 عند سطوة أبناء سعود بن فيصل على الرياض وحبسهم لعمهم عبد الله بن فيصل ومن ثم قام محمد بن رشيد من حائل لنصرة عبد الله بن فيصل وكتب الي اهل البلدان يشنع عمل أبناء سعود بعمهم وعقوقهم له. بينما يذكر سليمان بن سحمان ان عبد الله بن فيصل هو الذي استنجد بمحمد بن رشيد من سجنه. سار ابن رشيد بمن معه من حائل وانضم اليه حسن المهنا بجنوده من اهل القصيم فاتجها الي الرياض وحاصروا أبناء سعود فيها ثم وقع الصلح بينهما بعد عشرين يوما من الحصار.وخلال هذه الفترة كانت القصيم تدفع خراجا للدوله العثمانيه في بعض السنوات فقد اشار داوتي إلى ان بريده دفعت منذ عام 1292ه اي منذ تولي حسن بن مهنا الاماره فيها ما يقارب الف ريال سنويا الي السلطان العثماني في الحجاز.

الصراع بين امارتي حائل والقصيم

بعد فترة من هذه الأحداث بدأت العلاقات تسؤ بين محمد بن رشيد وحسن بن مهنا فمحمد بن رشيد أصبح مهيئا لزعامة نجد بدون منافس فهو اقوي حاكم في الجزيرة العربية على الإطلاق إذ يبلغ دخله السنوي بين 80-90 الف جنيه وهو دخل ضخم في ميزان ذلك العهد ومع هذا فان الامير محمد بن رشيد صاحب طموحات سياسية وبصيرة خارقة ويبدو أن محمد بن رشيد قد شعر بقوته المتفوقة وعدم حاجته لمعونة صديقه حسن بن مهنا الذي كان في نفس الوقت نسيبه أيضا إذ تزوج الامير محمد بن رشيد بشقيقة الامير حسن لولوه بنت مهنا. وكانت بداية الشراره كما ذكر عبد الله البسام ومحمد العبيد في تاريخهما حول زكاة بعض المناطق التابعه للقصيم والتي كانت زكاتها تدفع لأمير بريده حسن بن مهنا فأرسل ابن رشيد عماله ليأخذوا زكاتها فحصل بينهم وبين عمال أمير بريدة حسن بن مهنا نزاع حول ذلك فكانت سببا في بداية العداوة الحقيقيه بين حسن بن مهنا ومحمد بن رشيد وكان ذلك في عام 1306. بعدها رأى حسن بن مهنا ضرورة بحثه عن حليف جديد ضد حليفه القديم وكان اقرب ما يمكن ان يلتجئ اليه هو زامل بن سليم أمير عنيزة خاصة وان الأخير بدأ يحس بخطورة ابن رشيد عليه. أدى ذلك لحدوث المليداء في عام 1308 الموافق فبراير 1891م وكانت معركة فاصلة فبعدها بسط الأمير محمد بن عبد الله الرشيد سلطانه ونفوذه على أكثر مناطق الجزبرة العربية وأنهزم أهل القصيم وكانوا قبلها قد رجحت كفتهم في مكان يسمى القرعاء في بداية المعركة ولكن حنكة الأمير محمد بن رشيد استطاعت ان تستدرجهم إلى سهل المليداء وتبعدهم عن حصونهم ومراكز تموينهم فانتصر ابن رشيد وجيشه انتصارا عظيما وتم اسر الأمير حسن بن مهنا وكان قد كسرت يمينه في المعركة وصوب ثم اخذه مع عائلته إلى حائل وبقى هناك مكرم حتي وفاته عام 1320 هـ. سجن معه أبنائه صالح وسليمان ومحمد وأخوه عبد الرحمن بن مهنا وكذلك محمد وصالح ابني أخوه عبد الله بن مهنا بن صالح أبا الخيل، وأبناء عمومته أيضاً محمد بن علي بن صالح بن عبد الله بن صالح الحسين أبا الخيل وعبد العزيز بن علي بن محمد بن صالح الحسين أبا الخيل وظلوا في سجنهم إلى أن هربوا بطريقة تحدث عنها المؤرخين بإسهاب.

إبراهيم ال مهنا

استطاع بعد معركة المليدا ان يجمع من بقى معه من اهل القصيم، وانضم إلى عبد الرحمن بن فيصل ومعه قبيلة العجمان فشجعهم ذلك وهاجموا بأتباعهم بلدة الدلم, وانتزعوها من رجال ابن رشيد ثم ساروا إلى الرياض ودخلوها ولكن لم يمكثوا طويلا بل غادروا إلى إقليم المحمل. وما ان علم الامير محمد بن رشيد بتحركاتهم حتي جهز جيشا وتوجه به لمقاتلة عبد الرحمن بن فيصل ومعه قبيلة العجمان وإبراهيم بن مهنا ومعه اهل القصيم والتقي الطرفان عند بلدة حريملاء فانهزموا وقبض ابن رشيد علي إبراهيم بن مهنا بعد المعركه وقتله.

معركة الصريف وآثارها علي المنطقه

في عام 1315 الموافق 1897م توفى محمد بن رشيد وكان عقيما فخلفه ابن اخيه عبد العزيز المتعب الرشيد فكان عكس عمه محمد الذي كان سياسيا محنكا ولينا مع الناس فسار علي سياسة الشده والقسوه وكانت سياسته الخارجية مع الكويت متوتره وزادت أكثر توترا حينما قدم الي حائل يوسف بن إبراهيم خال اخوة الشيخ مبارك محمد وجراح الذي قتلهم الشيخ مبارك واستولى على حكم الكويت عام 1896 وحرضه بالمال علي قتال مبارك امير الكويت كما أن وجود آل سعود وال مهنا وال سليم زادت من توتر الوضع خصوصا بعد أن استغلهم الشيخ مبارك في الضغط على ابن رشيد ومحاربته فأعد الشيخ مبارك جيشا قوامه عشرة آلاف مقاتل من مطير والعجمان ومره وعتيبه والمنتفق اضافه إلى آل سعود وال مهنا وال سليم واتباعهم فسار مبارك بهذه الجموع وفي الطريق انفصل عبد الرحمن بن فيصل بألف مقاتل لاحتلال الرياض لاشغال ابن رشيد وتقسيم قواته ويبدوا ان ابن رشيد قد تقهقر تاركا لمبارك سهولة احتلال القصيم ليقبض عليه في نهاية الامر وهذا ما حصل, فان مبارك ومن معه عبد الرحمن بن فيصل وال مهنا وال سليم قد تمكنوا من السيطره على بريدة وعنيزة وهرب امراؤها من قبل ابن رشيد ويظهر ان الاهالي رحبوا بهم ونزل الشيخ مبارك الصريف شمال شرق بريدة بعد أن ظن انه قد تم الاستيلاء على نجد كلها وان تقهقر ابن رشيد خوفآ منه فلم يلبث ان فاجأه ابن رشيد بجيشه في الصريف في مارس 1901 وكان ابن رشيد قد وضع خطه وقسم جيشه الي ميمنه وميسره وجعل مجموعه من الابل في مقدمة هجومه وبذلك استطاع خلخلة جيش مبارك كما أن عتيبه انقلبت على جيش مبارك وبذلك انهزم ابن صباح وقتل من جيشه ثمانمائة مقاتل وتتبع جيش ابن رشيد فلول المنهزمين فقضوا على اكثرهم كما أنسحب ال مهنا من بريدة وال سليم من عنيزة بعد أن تم لهم ارجاع اماراتهم مدة قليلة وعادوا إلى الكويت وهرب مبارك الصباح ولحق به عبد العزيز بن متعب حتى حدود الكويت ولكن ردته جيوش الإنجليز.

لم تمض سنه حتى عادوا اسرتي الأمارة في القصيم ال مهنا وال سليم وقد وصل الجميع إلى الزلفي سنة 1321 وكانت تلك سنة قحط وكان قبل ذلك عبد العزيز بن سعود (الملك عبد العزيز) قد راسل ال مهنا في الكويت يستحثهم على العوده لانتزاع بريده ويعدهم بمناصرتهم وكان الجيش الذي معهم وخيله قليله جدا بحيث كان هذا سببا في عدم مواصلة المسيره نحو القصيم وتوجه ال مهنا وال سليم إلى شقراء وفي هذه الفترة توجه الامير عبد العزيز بن رشيد إلى حدود العراق في العاشر من شوال وكان هدفه التزود هو واتباعه بما يحتاجون اليه من مؤن ويستنهض من كان هناك من قبيلة شمر ويستنجد العثمانيين لامداده بالاموال وكان من نتائج مغادرة ابن رشيد واتباعه للقصيم ان ازداد حماس ال مهنا وال سليم كي يتوجهوا الي القصيم فتوجهوا علي رأس قواتهم هناك فلما تجاوزوا الوشم وافتهم الأخبار بنزول حسين بن جراد ومن معه فيضة السر فشن هجوما مباغتا عليهم وقتل ابن جراد وكما قتل عدد ليس بالقليل من اسرته وغنم ما كان معهم من ابل واموال وذلك في الثامن والعشرين من ذي القعده سنة 1321ه ومع ان هذا كان كسبا كبيرا لا ال مهنا وال سليم الا انهم ادركوا ان ذلك الحادث قد أصبح نذيرا لقوات ابن رشيد والمقاومين معها في القصيم مما سيفقد عنصر المفاجأه ويجعلهم علي اهبة الاستعداد لصده ولذلك عاد ال مهنا والسليم إلى شقراء. وماجدالحمود بن رشيد علم بما حصل لابن جراد ومن معه, فانتقل الي مكان قريب من سور عنيزه محاولة منه لتقليل خطر هجوم مباغت ضده من ناحيه ورغبه منه في دعم للسريه الموجوده في تلك البلده من ناحيه اخري. وفي يوم 5 محرم سنة 1322 هـ اتجه ال مهنا وال سليم بقوات الي الحميديه التي تبعد عن عنيزه ثلاث ساعات وبعد فترة دخل ال سليم وال مهنا عنيزه ليستولوا علي البلد فدخلوها دون صعوبه وكمنوا لرئيس السريه الرشيديه فيها فهيد بن سبهان فتمكنوا من قتله واخذوا يحاصرون قصر الاماره الذي تحصن فيه تلك السريه وبعد يوم استسلم من في داخل القصر وهرب بعضهم, وبعد يومين من دخول عنيزه سار صالح الحسن المهنا إلى بريده واستقبله اهلها بحماس وبايعه اهلها وبدأ مع من معه من قوات واهل بريده بحصار عبد الرحمن بن ضبعان أمير بريدة المعين من قبل ابن رشيد الذي تحصن مع رجاله بقصر بريده (قصر مهنا) المنيع وقد دام ذلك الحصار حوالي شهرين ونصف ولما نفذ ما كان لدى المحاصرين من اطعمه اضطر قائدهم إلى التفاوض لانهاء الحصار وتم التوصل معه إلى اتفاق يسلم بموجبه القصر ويخرج المحاصرون منه باسلحتهم آمنين وهكذا عادة امارة بريده إلى ال مهنا وتولي الأمارة فيها صالح ابن أميرها السابق حسن المهنا.

صالح الحسن المهنا

ولد عام 1294 هـ، تولى امارة بريدة عام 1321 انضم إلى جيش الشيخ مبارك الصباح ومعه أهل القصيم في معركة الصريف وكان قبل ذلك قد جلى مع من معه من اهل القصيم بعد هروبه واخوته من سجن ابن رشيد الذي كانو فيه بعد أسرهم في معركة المليدا إلى العراق ثم ذهب إلى الكويت لينضم إلى جيوش الشيخ مبارك في معركة الصريف ،وكان بعض رجال من اسرة ال مهنا مقيمين في الكويت في ذلك الوقت وهكذا اجتمع عند الشيخ مبارك اسر آل سعود وال مهنا وال سليم فكانوا يدا واحده مع مبارك الصباح ضد دولة الرشيد. وكان صالح الحسن يملك شعبيه كبيره بين اهل بريده قال عنه شاعر بريدة محمد الصغير قصيدة يقول في مطلعها, (نحمد الله جميله - شيخنا صار منا _ نافلا كل جيله من سلايل مهنا) ومن أهم المعارك التي قاد فيها اهل القصيم معركة البكيريه والشنانه. يقول الشيخ إبراهيم بن عبيد قاد صالح الحسن جموع أهل القصيم قبل غروب الشمس والتقى بجموع أهل حائل ومعهم مجموعة من الجيش التركي بمدافعهم وقد انكشفت مواقعهم فهزموهم وقد أبدى أهل القصيم بساله وشجاعه في كبح جماح هذه الجنود.

التقى سنة 1323 بقائد القوات التركيه في القصيم المشير أحمد فيضي واعلن عن استعداده لان يكون القصيم إقليم مستقل تابع للدولة العثمانية وكان قبل ذلك قد اتفق مع الأمير عبد العزيز المتعب الرشيد على التعاون والتحالف بينهما بعد أن اقنعه بذلك المشير فيضي بعد أن تغيرت سياسة عبد العزيز بن سعود تجاهه وتزايد قوة عبد العزيز بن سعود وتوسع نفوذه فلم يجد صالح الحسن الا التعاون مع عبد العزيز المتعب سبيلا في بقائه اميرا على المنطقه وتم ذلك في منتصف سنة 1323ه, ولكن بعد أن انسحبت القوات التركيه من القصيم سنة 1324 واتجهت إلى اليمن لمواجهة الثورة القائمة هناك في ذلك الوقت بأمر من والي البصره ومقتل الامير عبد العزيز المتعب الرشيد في معركة روضة مهنا كل ذلك أدى إلى ضعف مركز صالح المهنا فاستطاع عبد العزيز بن سعود بعد ذلك بمساعدة جماعه من أهل بريدة بالقبض على أمير بريدة، وكان ذلك بعد أن تظاهر اتباع الملك عبد العزيز وهم من قبيلة السهول بأنهم يجمعون الزكاة من باديه تابعه لهم على اطراف بريدة ومن ثم بعد أن تم فتح أسوار قصر بريدة من قبل اتباع عبد العزيز بن سعود داخل البلد حصلت بعض المناوشات والمقاومه بين أتباع أمير بريدة وبين رجال الملك عبد العزيز وكان على رأس المقاومين صالح الحسن نفسه ولكن قلة عدد أتباع امير بريدة ووجود أغلب المقاتلين بغزوة خارج البلد أدى ذلك إلى استطاعة عبد العزيز بن سعود القبض على صالح المهنا بعد اصابته هو واخوه مهنا وتم ارسالهم إلى الرياض، ومن ثم قبض على الشيخ عقاب بن صرير الحميداني أمير الحمادين من قبيلة مطير الذين كانو موالين لصالح المهنا, وبعد بقاء صالح واخوه فترة في الرياض استطاعوا الهرب ثم القي القبض عليهم فقتل صالح واخوه مهنا وتقول بعض الروايات الشفهيه (انهم كانوا يرشون جدار المكان الذين كانوا محبوسين فيه بالماء ويحفرونه شيئا فشيئا حتي وضعوا نقبا, وتسللوا من خلاله فعندما علم عبد العزيز بن سعود بذلك قال دعوهم سوف يموتون من العطش ولكن محمد بن عبد الرحمن اصر إلا أن يتبع فلولهم فتبعم في مكان يقال له البره شمال مدينة الرياض فقتلهم هناك. وتولى بعد ذلك محمد بن عبد الله المهنا أبا الخيل امارة بريدة وتوابعها.

محمد العبد الله المهنا

ولد عام 1292 تولى امارة بريده عام 1324, قام بالتحالف مع أمير قبيلة مطير فيصل بن سلطان الدويش ومعه حليفه امير بريه نايف بن هذال بن بصيص وامير حائل سلطان الحمود الرشيد وذلك عندما علمو بمقتل صالح الحسن المهنا واخوه بالرياض فاستطاع الملك عبد العزيز بن سعود ان ينتصر على هذا التحالف في معركة الطرفية عام1326ه وبعد انتصار عبد العزيز آل سعود فترت عزيمة أتباع أمير بريدة وازداد انصار عبد العزيز آل سعود فأصبح الجو مهيئا أكثر من ذي قبل للتخلص من أمير بريدة فأرسل اولئك الأنصار إلى عبد العزيز بن سعود يخبرونه بأنهم سيكونون في انتظاره مع آذان العشاء ليلة العشرين من ربيع الثاني عام 1326ه الموافق 21-5-1908م عند البوابة الشمالية من البلدة. ولما وصل إليها في الموعد المحدد فتحوها له ودخل اتباعه بريدة، فحدثت مناوشات بينهم وبين انصار أمير بريدة قتل فيها أبناء عم أمير بريدة محمد البراهيم المهنا وعبدالرحمن الحسن المهنا. ثم حاصرو الأمير ومن معه في قصرها حتي اليوم الثاني واستسلم لابن سعود ورحل بعدها محمد العبدالله المهنا واخوه إبراهيم العبدالله المهنا وسليمان الحسن المهنا وعبدالرحمن بن مهنا إلى العراق ثم إلى مكة المكرمة, أما فهد العبدالله المهنا والشاعر محمد بن عبد الله العوني فرحلو لاجئين إلى حائل وأقاموا هناك حتي سقوط حائل وكانو من ضمن الذين أعطاهم الملك عبد العزيز الأمان عند فتح حائل, وكان لقصائد الشاعر محمد العوني الاثر الكبير في تحميس امراء ال رشيد في قتالهم للملك عبد العزيز بن سعود وخصوصا الامير سعود العبدالعزيز الرشيد الذي امتدحه في كثير من قصائده.

ومن ثم أمر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بعد أن سيطر على البلد بقتل عبد العزيز الحسن المهنا, وستة من أبناء إبراهيم بن مهنا في قرية الربيعية حيث كان صالح بن إبراهيم المهنا هو أمير تلك القرية في وقته ومعهم شاعر بريدة محمد الصغير وذلك بعد أن كثرت الوشايات ضدهم من سكان البلد وذلك في جمادي الاخره عام 1327 وقتلوا في قرية الشماسيه في مزرعة الحملية، وكان شاعر بريده محمد الصغير الذي كان يعد من ابرز شعراء الحرب والعرضات في نجد في تلك الفترة ملازما وصديقا لصالح الحسن المهنا وأسرته, وكان محمد بن عبد الله المهنا آخر امراء بريده من اسرة ال مهنا أبا الخيل. كما ارتبط الشاعر المشهور محمد بن عبد الله العوني بصداقه حميمه معه ومن القصائد التي قالها فيه(والله لولا واحد فاطن له الزول زوله والحلايا حلاياه _ لافز فزة من غدت فاطر له عليه صميله في لظي القيض واغداه _ صاب الرمد عينه ولا أحد يدله والماء عنه يومين يابعد مسراه).

قصر مهنا

قصر مهنا

قصر امارة بريده وقام بانشائه مهنا الصالح عند توليه امارة بريده عام 1280 ثم قام بتوسعته وبناء سور حوله وحول المدينة حسن بن مهنا عام 1306 بغرض تحصين المدينة قبل معركة المليداء. وهو قصر منيع وذو اسوار وأبواب كبيره ومتعدده زاره عدد من الرحاله والمستشرقين منهم تشارلز داوتي وشارل هوبر وجون فيلبي الذي اعطي وصفا دقيقا للقصر وتقدر المساحه داخل اسوار القصر حوالي 60000 متر.

المصادر

  • Doughty.op,cit p377-388
  • Philby,saudi arabia p240
  • philby, Arabia of the Whabis pp. 151,180,186,199,253
  • Anne blunt,pilgramage to nejd vol 2 p2-3
  • Winder,op,cit,p 276
  • آن بلنت ص 218-220
  • مقبل الذكير تاريخ نجد ورقه 91-103-104
  • ج.ج. لويمر، دليل الخليج: ترجمة المكتب الثقافي لحاكم قطر – بيروت، 1967م [محل شك]
  • د. عبد الله العثيمين تاريخ المملكه العربيه السعوديه ج2 ص99-101-103-105-111-112-113114-115-116-117-118
  • امين سعد تاريخ الدوله السعوديه ج1 ص 178
  • ابن عيسي عقد الدرر ص 44-46-82-83-84-85- 90 محمد العبودي الامثال الشعبيه ج1 ص340
  • محمد العبودي معجم القصيم ج2 553-554
  • إبراهيم المحمد القاضي تاريخه (مخطوطه) ورقه2-4-7
  • ابن هذلول ص52
  • محمد العلي العبيد ورقه 99-100- 101 امين الريحاني نجد وملحقاته ص101-103-116-136
  • سليمان ابن سحمان الضياء الشارق ص59
  • عبد الله البسام تحفة المشتاق ورقه 164-167-172
  • د. محمد السلمان الأحوال السياسية في القصيم ص233-234-235-236-237-238-239-240-245-248
  • القاضي ص11-12-13
  • إبراهيم بن عبيد تذكرة أولي النهي والعرفان ج2 ص23-25
  • عبد الفتاح أبو عليه ص225
  • خير الدين الزركلي ج1 ص75-76
  • عبد الله السلمان تاريخه ورقه 6-7
  • محمد المانع مذكرات تاريخيه مجلة العرب س16 ص184