إرنست رينان

(بالتحويل من Ernest Renan)

أرنست رينو (بالفرنسية: Ernest Renan)‏ (28 فبراير 1823 - 1892)، مؤرخ وكاتب فرنسي اشتهر بترجمته ليسوع التي دعا فيها إلى نقد المصادر الدينية نقدًا تاريخيًا علميًا وإلى التمييز بين العناصر التاريخية والعناصر الأسطورية الموجودة في الكتاب المقدس. ما أدّى إلى قيام الكنيسة الكاثوليكية بمعارضته.

اشتهر أيضًا بتعريف للقوم وخاض نقاشًا حادا مع المفكرين الألمان الذين كانوا يرون سكان منطقتي الألزاس ولورين (الفرنسيتين اللتين كانت ألمانيا تحتلهما منذ 1870) ألمانية من حيث العرق فردّ رينان قائلا إن الانتماء إلى قوم ليس مسألة عرق بل مسألة إرادة ووصفه بالـاستفتاء اليومي. فلا يزال هذا التعريف للقوم يلعب دورًا كبيرًا في تصور الفرنسيين لشعبهم وهويتهم. فلذلك أصبح رينان رمزًا من رموز فرنسا الجمهورية العلمانية القومية وأطلق اسمه على كثير من المدارس والمباني العمومية.

تمرتب الأعراق

كان رينان يؤمن بتمرتب الأعراق.

  • "خَلَقت الطبيعة عرقًا من العمال. هو العرق الصيني المتصف بشطارة يده العجيبة وبخلوه من عز النفس. احكموه بالعدل آخذين منها مقابل نعمة هذه السياسة أجرًا كبيرًا لصالح العرق المظفر يرضَ. ثم من عرقًا من الفلاحين: الزنج. عاملوه بالمعروف والإنسانية يستتبُّ النظام. ثم عرقًا من الأسياد والجنود: الأوربيين. ليعمل كل واحد ما خُلق من أجله يستقِمِ الأمر."

La Réforme intellectuelle et morale,1871

نظرته للإسلام

كما أنه يعبّر في طيات ترجمته ليسوع وأعماله الأخرى عن احتقاره للإسلام.

  • "الإسلام هو تعصب لم تكد تعرف مثيله إسبانيا في زمان فيليلبي الثاني أو إيطاليا في زمان بي الخامس. الإسلام هو الاستخفاف بالعلم، هو إزالة المجتمع المدني. هو بساطة العقل الساميّ الفظيعة التي تقلص دماغ الإنسان وتغلقه دون أية فكرة لطيفة ودون كل إحساس رقيق ثم دون كل بحث عقلاني ليواجهه بالتحصيل الحاصل الأزلي: الإله هو الإله."

عبد الرحمن بدوي

مؤرخ للمسيحية وللفلسفة، وصاحب اراء فلسفية.

ولد في مدينة تريه Trgier (مدينة ساحلية في اقليم بريتانفي شمال غربي فرنسا) في٢٨ فبراير سنة ١٨٢٣. ودرس اولا في مدرسة دينية في بلدته، ثم حصل على منحة دراسية للدراسة في مدرسة سان نقولا دي شاردونيه التي كان يديرها انذاك دوبانلو Dupanloup . ومنها انتقل ألى معهد سان سلبي St. Sulpice الديني الشهيركي يتخرج منه قسيسا. لكنه وهو في هذا المعهد بدأ إيمانه يتزعزع تحت تأثير قراءة الكتب لنقد ية في تاريخ المسيح وا لأناجيل. فتبين له أن الأسس التي تقوم عليها لمسيحية واهية من الناحية التاريخية. فقرر ترك المعهد قبل أن يتم دراسته فيه. ولما ترك المعهد والخطة التي سار

عليها حتى الآن، طمح إلى تحصيل الدرجات العلمية التي تؤهله للتدريس في الجامعة، وعلى الأخص في الكولج دي فران. فحصل على الليسانس من كلية الآداب في سنة ١٨٤٩ وكتب بحثين في عامي ١٨٤٦، ١٨٤٨ حصل بها على جائزتين من أكاديمية النقوش والفنون الجميلة «التابعة لعهد فرنسا» وكلفه «معهد فرنسا» بمهمة علمية في إيطاليا سنة ١٨٤٩ - ١٨٥٠ . ولما عاد إلى فرنسا بدأ ينشر مقالات عميقة ساحرة الأسلوب في مجلتين شهيرتينهما : «مجلة العالمين» (ابتداء منسنة ١٨٥١ ) و^جريدةالديبا» *1ا2٤لل الم٣لا0)ل (ابتداء من سنة ١٨٥٣ ) وهي المقالات التي جمعها بعد ذلك في كتابين : أحدهما بعنوان: «دراسات في التاريخ الديني» (سنة ١٨٥٧) والثافي بعنوان : «دراسات في الأخلاق والنقد» (سنة ١٨٥٩ ) . وفي سنة ١٨٥٦ اختير عضوا في «أكاديمية النقوش والفنرن الجميلة».

وكان قد حصل على الدكتوراه في الآداب من السوربون في سنة ١٨٥٢ برسالة كبرى عن «ابن رشد والرشدية» ورسالة صغرى عن: «الفلسفة المشائية عند السريان». وهما من الأعمال العظيمة المبكرة في تاريخ الفلسفة الاسلامية والسريانية. ولما تولى نابليون الثالث الحكم في فرنسا سنة ١٨٥٢ كان رينان من خصومه السياسيين في بداية الأمر بيد أن علاقته الحميمة مع البونابرتيين الأحرار، وخصوصا مدام كورفي Comu جعلته مقرباً من نابليون الثالث الذي شاء أن يصنعصنيع جده نابليون لأول في حملته على مصر حين اصطحب معه بعثة علمية - فإن نابليون الثالث لما تدخل في سوريا سنة .١٨٦ أرسل بعثة أثرية إلى لبنان برئاسة ارنست رينان في الفترة ما بين اكتوبر سنة ١٨٦٠ إلى أكتوبر سنة ١٨٦١ وهي البعثة التي سجل نتائجها في تقرير عظيم بعنوان «البعثة في فينيقيا،(سنة ١٨٧٤,١٨٦٤)- ولماعادإلىفرنساعينفي١١ يناير سنة ١٨٦٢ أستاذا في الكولج دي فرانس في كرسي اللغات العبرية والسريانية وا لكلدا نية. وألقى درسه الأول في ٢٢ فبراير سنة ١٨٦٢، فأثار تعيينه غضب الكاثوليك المتدينين، وخصوصا الشبيبة الكاثوليكية واستعدوا للشغب عليه في درسه الأول ووجدوا الفرصة حين بدأ درسه بقوله: «ان انسانا لا نظير له - وعلى الرغم من أن كل شيء في هذه الدنيا يجب أن يحكم عليه من وجهة تظر العلم الوضعي، لكني لا أريد أن أناقض أولئك الذين أدهشهم الطابع الاستثنائي لعمله، فسموه الله». وغداة هذا الدرس بدأت حملة يقودها مدير

.ينان

٩؛٥

مدرسته القديم دوبانلو Diipiuiiimp من أجل طرد رينان من منصبه الجديد هذا. ورضخ الامب اطور المستبد. فلما هذمت فرنسا وطرد نابليون الثالث من السلطة صار رينان من المرموقين في عهد الجمهورية الأولى الجديدة، رغم أنه كان بنزعته ملكيا.

وفي مايو سنة ١٨٨٣ أصبح رينال مديرا administrateur للكولج دي فرانس ١ واستمر يشغا هذا المنصب حتى وفاته. واختيرعضواً في الأكاديمية الفرنسية في سنة ٠١٨٧٨ وفي أبريل سنة ١٨٩٠ نشر كتابه «مستقبل العلم، الذي كان راقداً في مكتبه منذ ان أتم تاليفه في سنة ٠١٨٤٩

وتوفي رينان في ١٢ أكتوبر ١٨٩٢ .

اراؤه الفلسفية

تأثر رينان في نزعته الفلسفية بفكتور كوزان، الداعي إلى الانتقاء بين المذاهب المختلفة ١١١٦٤:أن٤٤1٤ وجهردر فيما يتصل بتطور الانسانية، وبهيجل في ديالكتيكه الجامع بين الآراء المتعارضة. وفي تفكيررينان مرونة ومراعاة للأوجه المتعارضة في المثكلة الواحدة، ونزعة إلى الشك الكاره لكا تقرير جازم دوجماطيقي، مما جعله يكثرمن الفروض المتعارضة لتفسير الأمر الواحد.

ويمكن تلخيص الاتجاهات الرثيسية في تفكيررينان على انحو؛لتالي:

١ - كان رينان ذا نزعة عقلية صريحة، وكان يرى في العلوم الوضعية النموذج الصحيح للفكر ويريغإلى تطبيق مناهجها على دراسة تاريخ الأديان. وكانت نتيجة هذه النزعة أنه في دراساته عن حياة المسيح وتاريخ المسيحية حتى نهاية العصر القديم استبعد كل الخوارق والمعجزات، وقام بنقد الوثائق التاريخية امتعلقة بتاريخ لمسيح والمسيحية الأولى تقدا فيلولوجيا دقيقا ٠ فهولم ير في المسيح إلا «انسانا منقطع النظير" un homme incomparable وفي الاناجيل غيرروايات تاريخية متناقضة الأخبار، بمعزل عن التحقيق الفيلولوجي والتاريخي. وفي هذا تأثر تأثراً بالغا بمدرسةتوبنجنالألمانية في النقد التاريخي لتاريخ المسيحية، وخصوصا بفردرش اشتراوسصاحب كتاب «حياة المسيح» الشهير. ومن أفضال رينان الكبرى أنه كان أول من اتجه بالابحاث المتعلقة بالمسيح وأصول المسيحية في

فرنسا هذا الاتجاه النقدي. وقد يدأ في كتابة تاريخ «حياة امسيح، وهو في قرية غزير بجبل لبنان في سنة ١٨٦١ . ولما القى محاضرته الأولى في الكولج دي فرانس في ٢٢ فبراير سنة ١٨٦٢ أثار ضجة هائلة لأنه تحدث عن المسيح فوصفه بأنه «إنسان منقطع النظير» إذ اثار ثائرة المتدينين المتزمتين ورجال الدين والكهنوت الفرني . وتضاعفت الحملة ضده حين أصدر كتاه «حياة المسيح» في سنة ١٨٦٣، وهو كتاب سرعان ما لقي نجاحا وانتثارا لا مثيل لهما انذاك . وتلا هذا الكتاب ستة مجلدات أخرى عن «أصول المسيحية» هي:

١ - «الحواريون» سنة ١٨٦٦

٢ - «الأناجيل والجيل الثاني للمسيحية» سنة ١٨٧٧ .

٣ - «القديس بول» سنة ١٨٦٩ .

٤ - «السابق على المسيح»سنة١٨٧٣ .

٥ - «الكنيسة المسيحية» سئة ١٨٧٩ .

٦- ,مرض أورليوس ونهاية العالم القديم» سنة ١٨٨١ .

ثم ارتفع إلى تاريخ الشعب الذي نشأت في أحضانه المسيحية، وهو الشعب اليهودي، فكتب «تاريخ شعب إسرائيل» في خسة مجلدات (سنة ١٨٨٧ - سنة ١٨٩٣).

وقد عاون رينان على كتابة هذه التواريخ مواهب من ملكة «التوسم: التي تحدث عنها اشبنجلر، أي ملكة ادراك المشاعر والدقائق المبثوثة في الوثائق التاريخية، بحيث كان يفدر على «تمييز الدرجات المختلفة لليقين، والمحتمل، والمقبول، والممكن» في الروايات التاريخية والوثائقى التاريخية بعامة .

٢ - كان رينان يرى إحلال مقولة الصيرورة devenir محل مقولة الوجود في فهم الكون وتاريخ الانسانية. فكان يرى أن العالم تحكمه «قوانين التقدم» التي بفضلها يتزايد وعي العقل الانسافي بذاته وهو يرى أن «غاية العالم هيمو أو (تطور) العقل». ويرى أن المادة تحيا بقوة مجهود nisus يدفعها إلى الخارج عن الفوضى، والارتفاع-مرحلة تلو مرحلة -إلى ظهور الانسانية التي تهب الكون الوعي ونموذج العلة الحرة. وعملية الخلق المستمرهذه تتلخص في كلمة واحدة هي: «الله»، فالله ليس يكون، بل يصير devient اا Dieu n'est pas,mais من خلال تقدم الانسانية، هذا التقدم الذي سيتم بانتصارالروح على المادة.

٣- وكان يرى أن العلم، والعلم وحده، هو الذي يستطيع أن يقدم إلى الانسانية الشيء الذي لا تستطيع أن تعيش بدونه، وأعني ذلك«الرمز والناموس» («مستقبل العلم» ص ٣١). ويقرر: ,أن عقيدني الراسغة هي أن دين المستقبل سيكون النزعة الانسانية الخالصة، أعني عبادةكلما ينتسب إلى الانسان وتقديس الحياة ورفعهاإلى قيمة معنوية» (الكتاب نفسه ص٣٧) . ويؤكد نزعته الوضعية فيقول : «ليس ها هنا حقيقة لم تكن نقطة ابتدائها مستمدة من التجربة العلمية، ولا تنبثق مباشرة أوبطريقغير مباشر من لمعمل أومن لمكتبة، لأنكل ما نعرفه إنما نعرفه من دراسة الطبيعة أو التاريخ» («المحاورات اسية, ص ٢٨٤).

ومن هنا كان يرى ان الفلسفة هي «النتيجة العامة لكل العلوم» («محاورات فلسفية» ص ٩٠ ٢ ).

٤ - ولا يؤمن رينان بخلود النفس، لأن العلم لا يستطيع اثبات ذلك. وبدلا من ذلك يعتقد أن وعي العالم، وهو الآن أعمى وعاجز، سيصبح واضحا تأمليا. ويقول في هذا الصدد: « ن الحياة العامة للكون تشبه حياة أم الخلول huître : غامضة، مظلمة، في ضيق غريب، بطيئة تبعا لذلك. والألم يخلق الروح والحركة العقلية والأخلاقية والعقل، إن شئنا أن نقول انه الغاية والعلة الغائية، والنتيجة النهائية الرائعة للكون الذي نعيش فيه».

والله هو المثل الأعلى الذي تنشده الانسانية، إنه ليس كائنا، بل هوغاية الصيرورة وهدف التطور.

نشرة مؤلفاته

جمعت حفيدته هنرييتبسيكاري Henriette Psicari مؤلفاته الكاملة وشرتها في عشر مجلدات تحت عنوان:

Oeuvres Completes d’Ernest Renan, Paris 1947- 1961 Calman, Lévy éditeur.

وتشملعلىما :

المجلد الأول: «مسائل عصرية»، «الأصلاح العقلي والأخلاقي»، «محاورات وشذرات فلسفية».

المجلد الثافي: «مقالات في الأخلاق والنقد»، «أمشاج في التاريخ والرحلات»، «ذكريات الطفولة والشباب»، «أوراق منثورة» .

( لمجلد ا لثا لث: • ابن رشد وا لرشدية» ، ا مسرحيات فلسفية»، «مستقبل العلم».

المجلد لرابع : «حياة المسيح»، «الحواريون»، «القديس بولس، «ا لسابقعلى لمسيح».

المجلد الخامس: «الأناجيل»، «الكنيسة المسيحية»، همرضأورليوسا،.

المجلد السادس: «تاريخ شعب إسرائيل» بأجزاء خسة.

المجلد السابع: «دراسات في التاريخ الديني»، «سفر أيوب»، «نشيد الأناشيد»، «سفر الجامعة«، «محاضرات انجلترة» ، «دراسات جديدة في التاريخ» .

المجلد الثامن: «أصل اللغة»، «تاريخ اللغات السامية»، «تاريخ فرنسا الأدبي»، «أمشاج دينية وتاريخية».

امجلد التاسع: «كراسات الشباب»،«اختيهنرييت»، «رسائل اسرية»، «شذرات خاصةووجدانية)ا.

المجلد العاشر: «مراسلات ١٨٤١-١٨٩٢».