يوهان فيلهلم ريتر
جون فيلهلم رايتر (بالألمانية: Johann Wilhelm Ritter) (ولد 16 ديسمبر 1776 – وتوفي 23 يناير 1810) كان عالم كيميائي وفيزيائي ألماني. ولد في هاينو بسيليزيا في بولندا.
يعود الفضل لرايتر بمجال الكيمياء الكهربية واكتشافه الأشعة فوق بنفسجية التي هي جزء من الطيف الكهرومغناطيسي والقضيب الجاف للبطارية الكهربائية. توفي صغيرا في ميونخ، ويبدو أن السبب كان يستعمل جسده للتجارب الكهربية.
إسهامات جوهان ريتر في دراسة الأشعة فوق البنفسجية
كان جوهان ريتر في جامعة جينا في بولندا، مستغرقا في تطوير تكنولوجيا البطاريات لكي ينتج الكهرباء ويخزنها في الوقت الذي ذاعت فيه الأخبار التي تؤكد بأن عالم الفلك الإنجليزي وليم هيرشل اكتشف شكلاً جديد من أشكال الطاقة (١٨٠٠). بعد أن لاحظ ريتر أن "الأشعة الحرارية" غير مرئية وتنتشر في نطاق خارج الطرف الأحمر في سلسلة ألوان الطيف الخاصة بضوء الشمس (١٦٧٢)، بدأ يتساءل ما إذا كان هناك نوع آخر غير معروف من الأشعة يتخفى في الظلام فيما وراء الطرف البنفسجي أيضا.
استخدم هيرشل الترمومتر في عملية البحث عن الأشعة لأنها أشعة ترتبط بالحرارة. أما ريتر، فقد استفاد من المركب الكيميائي كلوريد الفضة الذي يتخذ اللون الأسود عند تعرضه للضوء (من هذا المنطلق بدأت تكنولوجيا التصوير الفوتوغرافي). وكما فعل هيرشل، فقد قام بتكوين سلسلة من ألوان الطيف بداية من اللون الأحمر وحتى البنفسجي مستخدما المنشور، ثم قام بوضع مقدار ضئيل من كلوريد الفضة تحت كل لون من هذه الألوان. تحولت النقاط جميعها إلى اللون الغامق ولكن النقاط القريبة من اللون البنفسجي لهذه السلسلة من ألوان الطيف أصبحت أكثر قتامة وبصورة أسرع بكثير من مثيلتها القريبة من اللون الأحمر.
بعد ذلك، قام بوضع كلوريد الفضة في المنطقة المظلمة فيما وراء المنطقة البنفسجية المرئية. وقد تأكد تماما أنها تحولت إلى اللون الأسود أسرع من أي من الألوان المرئية. لذا، فثمة شكل من أشكال الأشعة الضوئية موجود في هذه المنطقة لا يمكن أن تتنبأ به العين البشرية ولكنه قادر على إحداث بعض التغيرات.
أطلق ريتر على الأشعة الضوئية التي توصل إليها اسم "الأشعة الكيميائية" على غرار الطريقة التي اكتشفها بها. أما الآن فإننا نطلق عليها اسم "الأشعة فوق البنفسجية"، في حين يطلق اسم "الأشعة تحت الحمراء" على "الأشعة الحرارية" التي اكتشفها هيرشل. يرجع أصل هذه الأسماء إلى العمل الذي قام به توماس يونج في عام ١٨٠١ مع تجربة "الشق المزدوج". فقد توصل يونج إلى أن الطول الموجي للأشعة الضوئية البنفسجية أقصر؛ وبالتالي، فإنها ذات تردد أعلى من الأشعة الحمراء. يعني هذا الأمر أن الأشعة التي اكتشفها ريتر لا زالت ذات تردد أعلى؛ لذا، فهي "فوق البنفسجية". وباتباع التفسير نفسه، نجد أن أشعة هيرشل تكون تحت الحمراء .
على مدار المائتين عام التاليين، تم التوصل إلى مدى التأثير الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية. فقد توصل العلماء إلى أن الأشعة فوق البنفسجية التي يحملها ضوء الشمس تعمل على تنشيط إفراز فيتامين (د) في الجلد (١٩٠٦)، ولكنها في الوقت نفسه تسبب حروق الشمس وسرطان الجلد ويمكن أن تحدث طفرات جينية في الكائنات الحية - تماما مثل تأثير أشعة إكس (١٩٢٦). إن الطاقة الناتجة عن هذا النوع من الأشعة قادرة على تحليل المركبات الكيميائية والألوان الباهتة والمواد الضعيفة. لذا، فقد ساد الشعور بالخوف في عام ١٩٧٣ عندما كان هناك خوف من إمكانية تعرضنا للمزيد من هذه الأشعة.