ونيس خير

شهدت كرة القدم الليبية عبر سنوات طويلة لاعبين استطاعوا ان يهزوا مدرجات الملاعب بصيحات الجماهير تعبيرا عن ما قدمه اولئك اللاعبين من إمكانيات مذهلة ومهارات فردية خارقة استطاعوا ان يملكوا بها قلوب عشاق كرة القدم في كل أنحاء بلادنا الحبيبة.. ومن اولئك اللاعبون الذين بزغ نجمهم في سماء كرتنا المحلية اللاعب الظاهرة الجناح الطائر والفهد الاسمر ونيس خير لاعب الاهلي.. ولد ونيس خير الزلاوي في حي الزيتون وترعرع بالقرب من مقر النادي الاهلي في تلك المنطقة.. بدأ ونيس خير حياته الرياضية في مداعبة معشوقته كرة القدم في ساحات وملاعب المدراس والميادين وشكل مع اخيه الراحل كريم خير ثنائيا ضاربا نالت شهرتهم كل ارجاء المدينة مما جعل العيون تتسلط عليهم هو وشقيقه الراحل.. فما كان من أحد احباء الاهلي إلا أن اخذ بهاذين الاخوين الي عرين النادي الاهلي في اواخر السبعينيات.. لعب هذا اللاعب الخارق للعادة في صفوف الفئات السنية الصغرى ولكنه وما ان بزغ نجمه وجد نفسه اما المحك الكبير عندما وجه له مدرب النادي الاهلي للكبار فلوريان ألبرت أحد المع نجوم الكرة المجرية في ايامها الخوالي دعوه للاتحاق بالفريق الأول.. التحق ونيس خير بالكتيبة الحمراء والتي ضمت آنا ذاك كل من : سعد الفزاني - على مرسال – علي البشاري - وعلى الزلاوي - وخالد الزاوي - عبد الجليل بركة - صلاح الزاوي.. ورمزي الكوافي والفيتوري رجب وغيرهم..في موسم 82/83 ولعب أول مباراة له في ملعب 28 مارس ضد النادي الأفريقي وفاز الاهلي بتلك المباراة 3 /1..

حمل هذا اللاعب في تلك المباراة الرقم 7 والذي ربما كان لايدري يومها بان هذا الرقم سيصنع به العجب العجاب وسيخطف به قلوب الالاف من عشاق المشوار الطويل..وتواصل أداء هذا اللاعب مع فريقه وأصبحت قيمته تزداد يوما بعد يوم فهذا اللاعب عندما يمتلك الكرة بين قدميه فانه يُخيل اليك بأن الذي اخذ الكرة ماهو الا فهد انقض على فريسته وماتدري ماذا سيفعل بها.. وتوج جهود ناديه ببطولة الكأس عام 1988 عندما فاز النادي الاهلي على فريق الاتحاد في ملعب سبها.. ووصلوا الي المباراة النهائية في ذلك الموسم وخسر الاهلي مع الظهرة بفارق ضربات الحظ الترجيحية.. على ملعب 11 يونيو بطرابلس.. في موسم 1991 /1992 لعب ونيس خير دورا رائعا وفريدا وقاد فريقه الي الفوز بالدوري الليبي لكرة القدم للمرة الرابعة في تاريخه ولعب الاهلي مباراة ضد رفيق وفاز بنتيجة 5/2 ونال لقب بطولة الدوري.. وكذلك استطاع ان يجلب كاس سلطة الشعب بعد أن فاز الاهلي بهدف ونيس الوحيد ضد الترسانة في طرابلس.. في منتصف التسعينات تلقى هذا اللاعب عرضا كبيرا للانتقال الي النادي الاهلي بطرابلس وانتقل الي الاهلي بطرابلس وشكل مع اللاعب الكبير ادريس مكراز ثنائيا رائعا توجه ببطولة الدوري والكأس في موسم 1993/1994.. تقلد هذا اللاعب غلالة المنتخب الوطني الاخضر ولعب عدة مباريات ودية ورسمية كان أهمها مباراته ضد المنتخب المالطي في ملعب طرابلس وشهدت تلك المباراة هدفا لهذا اللاعب مما جعل من الجمهور ينتفض بقوة وقد تعرض جزء من اركان الملعب للانهيار لما سببه هذا اللاعب الفنان من صيحات هزت اركان المدرجات.. ومباراة ساحل العاج والذي خسر فيها منتخبنا بهدف لـ شيء وقد عاند الحظ لاعبنا في تلك المباراة وفي احدى المباريات الودية مع المنتخب الوطني ضد فريق المحلة استطاع ونيس خير ان يجتاز 5 لاعبين دفعة واحدة..

ونيس خير قال عنه أشهر لاعبي المنتخب المغربي في التسعينيات احمد البهجة :- كنت اتمنى ان اصل الي مستوى هذا اللاعب الكبير عندما لعبنا سويا في منتخب المغرب العربي وانا كنت على دكه البدلاء اشاهد هذا اللاعب وهو يصول ويجول في كل مكان.. في عام 1999/2000 لعب ونيس خير اخر مواسمه مع النادي الاهلي ولكن لابتعاده لفترة عن الملاعب تاثر مستواه كثيرا عما كان عليه.. وانتقل الي نادي السواعد تلبية لرغبات الكثيرون والذين اصروا ان يكون هذا اللاعب بينهم وهو ينهي مسيرته الكروية الكبيرة.. وبالفعل كان موسم 2000/2001 اخر المواسم لهذا اللاعب الظاهرة.. وبعدها دخل الي عالم التدريب وعاد به الحنين الي عرين النادي الاهلي واستلم مهما تدريب الفئات السنية الصغيرة صحبت المدرب القدير عبد الحميد زوبا.. وفي موسم 2008/2009 استلم ونيس خير مهام المدرب المساعد للنادي صحبة المدرب دراقان الصربي واستطاع ان يقدم هذا الفريق وجها مشرفا وتحصل على الترتيب الثاني في لائحة الدوري للموسم الماضي..