وجاج بن زلوا



الوالد الروحي لدولة المرابطين بالمغرب، التي امتدت عبر المغرب والأندلس، وشمال إفرقيا ووسطها إلى السودان، والإمام الداعية المصلح ؛ أبو عبد الله محمد المدعو: وجّاج؛ أي: العالم الكبير في قومه.

نشأ في منطقة إداو سملال بسوس، جنوب مراكش، وبها تربى، ثم رحل إلى فاس، فأخذ عن أعلامها ومن حل بها من الأعلام كابن أبي زيد القيرواني، ورحل إلى تونس فأخذ أيضا عن الإمام ابن أبي زيد القيرواني والإمام أبي عمران الفاسي، ثم رحل للأندلس وأخذ عن أعلام قرطبة، ثم نزل بنفيس وأخذ عن إمامها أبي محمد ابن تيسيّيت، مع زملائه الأعلام كيعلى بن مصلين، ويحيى بن ويدفا الصادي، وداود بن يملول، وذلك قبل قيام دولة المرابطين عام 430هـ. ثم انتقل إلى سجلماسة عالما وداعيا إلى الله، وهناك تلقى رسالة من شيخه أبو عمران الفاسي يدعوه لتربية المرابطين وتعليمهم.

فقد أسس – – رباطا علميا وتربويا وجهاديا، في منطقة أكْلو بلمطة، والواضح أن استقرار الشيخ بأكلو جعل منه مركزا دينيا وعلميا هاما، وسماه رباطا على عادة المجاهدين، وقد تجاوز إشعاعه - كما هو معلوم - المستوى المحلي والإقليمي إلى المستوى المغاربي، وكانت هذه المكانة تستمد من مكانة وجاج بين قومه وتصوفه وعلمه، واستطاع بذلك أن يجلب لرباطه مريدين وطلبة من جميع الآفاق.

غير أن أهم حدث تاريخي يستوقفنا هو التقاء الشيخ وجاج بالزعيم السياسي إبراهيم بن عمر الجدالي، بإشارة من شيخه أبو عمران الفاسي لانتداب أحد تلاميذه ليصحبه معه إلى قومه ببلاد صنهاجة بجنوب الصحراء، لاعتقاده بأن وجاج أصلح من يقوم بهذه المهمة، ومن هنا ظهرت شخصية تلميذه عبد الله بن ياسين التامنارتي مؤسس دولة المرابطين العظيمة، والقاضي على دولة برغواطة وملتهم الباطنية في غرب المغرب.

وقد كانت وفاته ومدفنه برباطه في سوس سنة 445/1054، ورضي عنه، وما زال يقام موسم سنوي للإمام وجاج بن زلو في مختلف أنحاء سوس.