وادي الصفراء

وادي يليل وادي الصفراء

هو وادٍ من أودية الحجاز وجل من فية من حرب، قال ياقوت الحموي: (هو وادي كثير النخل، والزرع والخير، في طريق الحاج، سلكه النبي غير مرة) ، وقال أيضا: (إن يليل، اسم قرية، قرب وادي الصفراء، من أعمال المدينة، وفيها عين كبيرة، تخرج من جوف رمل من أغزر ما يكون من العيون، وأكثرها [ ماء ] مماّ لا يستطيع الزارعون عليها إلا في مواضع يسيرة من أحناء الرمل، وتصب في البحر عند ينبع، فيها نخيل، ويتخذ البقول والبطيخ، وتسمى البحير، ووادي يليل يصب في البحر).

وروي السمهودي عن رجال ثقات عن سيرة بن معبد قال: رأي أصحاب رسول الله ، سحابة فقالوا: يا رسول الله كنا نرجو أن تمطرنا هذه السحابة، فقال: (إن هذه السحابة أمرت أن تمطر بيليل)، يعني واديا يقال له: (يليل) .

ووادي يليل وهو وادي الصفراء، يبدأ من مضيق الصفراء وينتهي بمصبه في البحر وتدفع في هذا الوادي، أودية عظيمة كوادي الجي ووادي رحقان، ووادي الروحاء والتي تُكَوِّن سيولها وسيول الشعاب التي تدفع فيه سيلاً جارفاً، ووادي يليل هذا شديد الانحدار، وبه قري كثيرة منها قرية الجديدة أو خيف نوح أو خيف بني سالم (خيف الحزامي) حالياً، وقرية أسفل منه هي (أم ذيان)، [ ولعلها هي المقصودة بالجديدة ] وكانت في مقابلها من جهة الغرب، قرية اندثرت يقال لها (العلاء أو المعلاة) ، ثم تأتي قرية الحمراء قال ابن هرمة: كأن لم تجاوزنا بنعف آرة وأخزم أو خيف الحميراء ذي النخل

ثم تأتي بعدها قرية الخرماء قال ياقوت الحموي: هي عين بالصفراء لحكم بن نضله الغفاري وقال كثير: كأن حمولهـم لـمَّا تـولـت بيليل والنوي ذا انتقـال شوارع في ثرى الخرماء ليس بجاذية الجذوع ولارفال

ثم تأتي الصفراء (وهي الواسطة اليوم)، وبها يسمي وادي الصفراء، ثم تأتي الأثيل: (الحسينية).

ومن حديث أبي سلمة عن عائشة [أم المؤمنين رضي الله عنها]، قالت: خرجنا مع رسول الله في غزوة بدر الأخيرة، حتى إذا كنا بالأثيل عند الصفراء بين ظهراني الأراك قال: (تعالي حتى أسابقك) وفي الأثيل قتل النبي النضر بن الحارث، ووادي يليل أو وادي الصفراء سلكه الرسول أكثر من مرة في غزواته ، قـال البكري: (ووادي يليل يدفع في بدر) .

وقال ابن جيبر في رحلته: (وبين بدر والصفراء بريد، والطريق إليها في واد بين جبال تتصل بها حدائق النخيل، والعيون فيها كثيرة، وهي طريق حسن، وبالصفراء حصن مشيد) .

وقد سلك النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته عند الدخول إلى يليل الطريق الذي يمر على الترعة ثم ينحدر فيها إلى شعبة ، فينصب منها إلى وادي يليل وهو وادي الصفراء، ولا اختلاف في أن وادي يليل هو وادي الصفراء.