هيبة مهنية
الهيبة المهنية (بالإنجليزية: Occupational Prestige) تشير فى الأساس إلى التقييم الاجتماعى المتفاوت للوظائف أو للمهن المختلفة. حيث نجد أن معلومات الناس عن المهن، والطريقة التى ينظرون بها إلى كل مهنة، أمر في معظمه مكتسب، فالكثير من صور الاختلاف أو التباين الموجودة مرجعها إلى القيمة المتى ينسبونها إلى كل منها.
ويعد السؤال عن الكيفية التى يرتب بها الناس "الموقع العام" لمهنة ما (وهو أكثر الأسئلة شيوع) هو المقياس الذى تقاس من خلاله الهيبة المهنية وبالتالى المكانة الاجتماعية لتلك المهنة، على الرغم من أن هناك معايير أخرى عديدة مطروحة بما فيها "الفائدة الاجتماعية" للمهنة، وكذلك "الهيبة" و"المكانة"الفعليةذاتها. ولكى نتوصل إلى مقياس لترتيب المهن حسب مكانتها (وهو نظام يطبق بشكل موحد على المستويات القومية دائما) يتم جمع استجابات المبحوثين سواء من خلال حساب المتوسط، أو كما تم فى حالة الدراسة الأمريكية الكلاسيكية التى أجراها كل من نورث وهات عام ١٩٤٧ (فى مقالهما بعنوان: المهن و الوظائف: تقييم جماهيرى، المنشور فى مجلة: أخبار الرأى)، وذلك بأن تحسب النسب المئوية للمبحوثين الذين حكموا على كل مهنة بأنها ذات "مركز اجتماعى ممتاز". ويكون المجموع الناتج متضمناً نظام ترتيب المهن هو المقياس فى هذه الحالة. والواقع أن المفروق فى تظم ترتيب المهن (بين مجتمع وآخر) لاتنال إلا أهمية محدودة، على الرغم من ظهورها بشكل ملحوظ ودائم. ومن الأمور المحتلف عليها ما إذا كاتت هناك اختلافات اجتماعية ثابتة بين المجتمعات فى الإدراك والتقييم. وقد حاول المبنائيون الوظيفيون اختبار مدى وجود علاقات ارتباط بين متوسطات ترتيب المهن عبر المجتمعات. ولكن يبدو أن ذلك قد يرجع إلى التمسك الضرورى بعدد محدود جدا من الأنماط المهنية المتكررة عبر الممجتمعات، بنفس القدر الذى يمكن أن يرجع به إلى أى إجماع آخر ينتشر عبر المجتمعات المختلفة.
وتتركز ملامح مقاييس الهيبة المهنية فى عدد كبير من الدراسات الإمبيريقية السوسيولوجية المرتبطة بالتكوين الطبقى الاجتماعى والمستوى التعليمى والتوارث المهنى عبر الحراك الاجتماعى، على الرغم من أن معنى مناهجونتائجهذه الدراسات يكون غامضا أحيانا. ولعل أكثر مقاييس الهيبة المهنية استخداما وشهرة فى البحوث المقارنة للحراك المهنى ذلك المعروف باسم مقياس ترايمان (أنظر مؤلف تريمان بعنوان: الهيبة المهنية من الممنظور المقارن، الصادر عام ١٩٧٧)