هنري فريدريك أمييل

فيلسوف وشاعر سويسري، ذو نزعة روحية وعاطفية.

ولد في جنيف في ٢٧ سبتمبر / أيلول ١٨٢١، وينحدر من أسرة فرنسية بروتستانتية المذهب، وعين في سنة ١٨٤٩ أستاذأ في اكاديمية (جامعة) جنيف لعلم

الجمال، ثم للفلسفة بعامة، وظل في هذا المنصب حتى وفاته في جنيف سنة ١٨٨١ .

وتقوم شهرته خصوصاً على «يومياته» التي بدأها سنة ١٨٤٧، واستمر في تسجيلها حتى وفاته في ١١ مايو / أيار ١٨٨١ في جنيف، و نشرت بعد وفاته وهي تفيض بالتشاؤم والحزن، لأنه - كما قال عن نفسه- كان يشعر بأنه جريح يشاهد نزيف الدم منه باستمرار.

ااؤه

كانت النزعة الأساسية عند أمييل رد فعل ضد طغيان المذهب العقلي والتحليل المنطقي من ناحية، وضد المادية والتشاؤم والعدمية من ناحية أخرى.

يهاجم أمييل النزعة الى تحليل كل شيء بواسطة العقل المنطقي، ويدعو الى افساح المجال للعاطفة، وللامعقول. يقول «اه فلنشعر، ولنحس، ولنكف عن التحليل المستمر ولنكن سذجاً قبل أن نكون متعقلين. ولنعان قبل أن ندرس، ولنسلم تيارنا للحياة» («يوميات خاصة» ، نشرة شيرر ج ١ ص ٤٨).

وعلينا ألا نحاول تفسير أصول الأشياء تفسيراً عقلياً «لأن الأصول كلها أسرار، ومبداً كل حياة فردية أو جماعية هو سر، اعني شي لا معفولاً ولا يقبل التفسير ولا التعريف» (الكتاب نفسه ج ٢ ص ١٩٨ ) .

وفي دعوته هذه الى العاطفة والتجربة الحية، لا يريغ الى النزعة الذاتية. يقول عن نفسه: «إني من الناحية العقلية ذو نزعة موضوعية واختصاصي المميز هو قدرقي على فهم كل وجهات النظر، والرؤية بكل العيون، أي عدم الانحصار في أي سجن فردي» (ج ١ ص ٣٥) ذلك أنه يخشى أن تسد عليه النزعة الذاتية الآفاق الرحبة التي نزع بطبعه اليها، أعني: اللانهائي، والسرمدية والكلية والألوهية. ولديه شوق حار عارم الى وحدة الوجود، وهذا الشوق يتخذ شكل وجد صوفي. ولذا لا يشعر بالألفة والأنس إلا اذا تجردعن كل ما هو فردي خالص، واتصل باللانهائي.

والدين-فينظر أمييل - هو التحرر من الأنا لحسي الخالص، والمشاركة في حياة الكل. والمتدين يشعر في كل أعمال حياته الخيرة بأن هناك كائناً مطلقاً يعلو عليه ٠ ذلك

أنثروبولوجيا

أن الايمان بالله - في نظر أمييل - هو الايمان بالخير وبالنجاة.

وما يجذبه الى المسيحية هو أنها تدعو الى غفران الخطايا قبل كل شيء. يقول أمييل: «ما هي الخدمة التي أسدتها المسيحية الى العالم ؟ - الدعوة الى بشارة طيبة ٠ ما هي هذه البشارة؟ غفران الخطايا- الله ذو القداسة يحب العالم ويتصالح معه، بواسطة يسوع، ابتغاء تأسس ملكوت الله، ومدينة النفوس، وحياة السماء (الجنة) على الأرض -هذا كل شيء، لكن هذا ثورة كاملة».

لكن ليس معنى هذا أن أمييل يؤمن بالمسيحية الرسمية ممثلة في الكنيسة. كلا! بل هو ينقد الكنيسة الحالية نقداً شديداً وخصوصاً الكنيسة الكاثوليكية.

وهو لا يفهم الخلود بمعنى بقاء النفس بعد وفاة البدن، أو في عالم آخر. بل يؤكد «ان الحياة السرمدية ليست الحياة المقبلة في الآخرة، بل الحياة في النظام، الحياة في الله، وينبغي أن يعلمنا الزمان أن نرى أنفسنا كحركة في السرمدية، وموجة في خضم الوجود» (ج ١ ص ١٩٠).

وكان طبيعياً بعد هذ أن ينزع أمييل نزعة عالمية، لا تعرف الأوطان ولا الأجناس وفي هذا يقول: «لا أحس بأي تفضيل للشمال أو للجنوب، وللغرب أو للشرق. . . ن الثيء الوحيد الذي يسرفي هو الكمال، هو الانسان فحسب، هو الانسان المثالي. أما الانسان الوطني فإفي أحتمله، وأدرسه ولكنني لا أعجب به.. . ان وطني المختار، كما تقول مدام دي ستايل، يتألف من الأفراد المحتارين» (ج ٢ ص ٢٢٩ _٢٣١)٠

مؤلفاته

- Fragments D’un Journal intime, 1884, 1887 . 1823،

1927. 1923

- Lettres de Jeunesse, 1904.

- Essais 11911•5. 193.

- Œuvers complètes, 3 \zols٠ Genève 1948. 1953.

1958.

- L'Année 1866. Paris. 1959.