هندسة الصوت
مواصفات الصوت
هناك عدة مواصفات لكل من أنواع الصوت الأساسية تؤثر في شكل شريط الصوت النهائي، وهي :
- الدقة - تمثل الدقة fidelity أهمية خاصة في مرحلة تسجيل الصوت، خاصة الأصوات البشرية والموسيقي. فالمتفرج العادي ربما يتأثر في حبه للشخصية، أو بغضه لها بصوت هذه الشخصية. وفي اللقطات التي تستخدم فيها الموسيقي يكون لدي أي شخص ذو قدرات سمعية معتادة حساسية خاصة لنوعية النغمة الموسيقية المستخدمة، لذا فإن أي نشاز ربما يكون مؤلماً - بالمعني الحرفي للكلمة - لأذن المتفرج ,وبالتالي فهو قادر علي إفساد فيلم متميز علي مستوي العناصر السينمائية الأخرى. ورغم أن حساسية المتفرج تجاه المؤثرات الصوتية تكون أقل، إلاأن مراعاة الدقة أثناء تسجيلها مهم أيضاً. ويمكن بعد ذلك التحكم في واقعية الصوت من خلال تشويهه عمداً باستخدام جهاز مزج الأصوات، أما إذاكان الصوت الذي تم تسجيله يعاني تشوهاً من الأساس فسوف تكون هناك صعوبة في معالجته.
- تناسب الصوت مع الموضوع - يجب أن يكون لكل صوت خامة تتناسب مع الموضوع الذي يدور حوله الحديث. ويمكن استغلال أجهزة الصوت في الاستديو في خلق شخصية صوتية متميزة لكل ممثل في دوره.
- المنظور - يعتبر المنظور perspective عنصراً صوتياً هاماً كما هو الحال في الصورة. فلا يجب مثلاً أن يكون صوت رجل يقف علي بعد عشرة أمتار من الكاميرا، في نفس قوة صوت رجل يقف علي بعد عشرة بوصات ويتحدث بنفس النبرة، وإلا سيفقد مصداقيته عند المتفرج. لذا يجب أن يكون المنظور الصوتي ملائماً للصورة المصاحبة.
- حركة الصوت - يجب أن تتحرك الأصوات مع مصادرها قرباً وبعداً عن الكاميرا، وبالإضافة لهذا يجب أن تعكس حركة الصوت طبيعة الوسط الذي يتحرك خلاله. فإذا كان هناك شخصان يتبادلان حواراً وسط زحام جمهور يشاهد مباراة كرة قدم، لابد أن يبدو أنهما يحاولان رفع صوتيهما فوق الأصوات المحيطة، لأن سماع الحوار في الطبقة الطبيعية المعتادة وخفض أصوات الخلفية سوف يبدو مزيفاً للمتفرج.
- الأصوات غير المحددة - يتم وضع أصوات غير واضحة المعالم indistinct sounds علي شريط الصوت لتعكس واقعية الحياة اليومية وصخبها. وتكون مثل هذه الأصوات مقبولة عندما تمثل حواراً غير هام يدور في الخلفية، أو أصوات موسيقي أو مؤثرات تملأ المكان الذي يدور فيه المشهد. ولكن يجب أن يكون الحوار مسموعاً بوضوح حتي إذا كان يدور في خلفية المشهد لو أنه يحتوي معلومة تهم المتفرج ,لأنه إذا شعر في أية لحظة أنه يبذل مجهوداً لفهم مايقال فسوف يبدأ صبره في النفاذ علي الفور. إذاً فالأصوات غير المحددة تلعب دوراً وظيفياً مكملاً ,أما في الحوار والحكي فيجب أن تسُمع الكلمات بجلاء ووضوح.
- مونتاج الصوت - يعتبر مونتاج الصوت هو الشق المسموع من لمونتاج البصري وهو عملية توليف أجزاء من الحوار أو الحكي مع مقاطع من ااموسيقي والمؤثرات الصوتية لتكوين معني مختلف عن دلالات هذه الأجزاء منفصلة. فمثلاً لو تخيلنا موقفاً حزيناً يتوفي فيه رب عائلة، فسنسمع أصوات بكاء مختلطة ببعض العبارات وأصوات أقدام تهرول جيئة وذهاباً. هذا المزيج الصوتي سوف يرفع بلا شك من تأثير المشهد علي المتفرج.
التعليق الصوتي
التعليق الصوتي narration هو صوت شخص لايظهر علي الشاشة أمام المتفرج يشرح ويناقش الأحداث التي تجري علي الشاشة.وتستخدم هذه التقنية غالباً في الأفلام التسجيلية والتعليمية لأنها وسيلة مباشرة وغير مكلفة لنقل المعلومات، كما يمكن إضافتها بعد الانتهاء من المونتاج لأداء الوظائف التالية :
- إضافة معلومات منطوقة إلي المعلومات التي تنقلها الصورة.
- توضيح بعض العلاقات المرئية التي تتطلب تفسيراً لفظياً.
- لربط مايراه المتفرج بما سبق أن رآه وغالباً ما نحتاج لهذا في الأفلام التعليمية.
وعندما لا يؤدي شريط الصوت أحد هذه الوظائف ينبغي أن يشغل الخلفية موسيقي أو مؤثرات صوتية (يعد الصمت أحد المؤثرات الصوتية أيضاً).
وغالباً ما يتسلل التعليق في غير موضعه إلي برامج التلفزيون والأفلام التعليمية بسبب أن القائمين علي هذه المواد لا يتركون الفرصة الكافية للصورة لتنقل المعلومة بمفردها. والنتيجة أن المتفرج يصاب بالملل ويفقد تركيزه.
يجب أن تتقدم الصورة علي التعليق سواء في البرامج أو الأفلام التعليمية، فمن المهم أن يري المتفرج الصورة قبل أن يسمع أي تعليق أو شرح، وإلا فسوف يمر الكلام عليه مرور الكرام حيث سينسي أي كلمات ما لم يتم ربطها بصورة لموضوع الحديث أو بشيء تعرف عليه مسبقاً. ويعتقد بعض صناع الأفلام أنهم يستطيعون جذب انتباه المتفرجين عن طريق إعطائهم معلومات قبل ظهور الصورة، فإذا كان هذا هو الهدف الوحيد فلا بأس، أما إذا الكلام في حد ذاته مهماً للمتفرج فيجب أن تأتي الصورة قبله.
يجب أن يكتب التعليق ليسمع، وليس ليقرأ. ومن المهم قياس وقعه علي الأذن، لذا يفضل أن تتم قراءته بصوت عال لقياس مدي سهولة فهم ألفاظه, وقبولها لدي المتفرج العادي. ويفضل أن يكون التعليق بصيغة المعلوم علي صيغة المجهول، وينبغي بوجه عام استبعاد الصيغ المعقدة في بناء الجمل التي يفضل أن تتميز بالبساطة والوضوح وسهولة الفهم.
ومن المفهوم أن أية معلومة تستطيع الصورة نقلها بمفردها لايجب أن ترد في التعليق حيث لا حاجة لها. ومن عيوب كتابة التعليق التي يجب تفاديها، امتداد التعليق الصوتي الخاص بمشهد أو لقطة بعينها إلي المشهد أو اللقطة التالية، والتعليق علي موضوعات لاتظهر علي الشاشة أصلاً، والمبالغة اللغوية في وصف شيء لا يستحق، الاستمرار في التعليق بعد وصول الفيلم إلي نهايته المنطقية، والتحميل الزائد بمعلومات أكثر مما يمكن للمتفرج استيعابها في جلسة واحدة.
أساليب التعليق
- الشعر المنثور lyric free verse - يتناسب هذا الأسلوب بالطبع مع الموضوعات ذات الطبيعة الملحمية أو الشاعرية، ولكن يجب الانتباه إلي أن يكون المتفرجين في حالة تسمح لهم باستقبال هذا النوع من التعليق، فإذا كان المزاج العام للمتفرجين غير مؤهل لاستقباله فسوف يبدو مثيراً للضحك.
- الذاتية personal narrative - في هذا القالب يتحدث الراوي وكأن ما يجري علي الشاشة هو ذكريات شخصية حدثت له في الماضي، أو أحداث يتخيل أنها سوف تقع في المستقبل، أو في خياله فقط. وتبدأ بعض الأفلام الروائية بالحكي الذاتي لإعطاء خلفية عن الأحداث التي سوف تبدأ في الحدوث ثم تتحول بعد ذلك إلي الحوار العادي.
- الموضوعية subject microphone - تعتمد هذه التقنية علي تقاطع عدة أصوات لتعبر عن أكثر من وجهة نظر لأكثر من شخص بالتبادل فيما بينهم. وترجع أصول هذه التقنية إلي زمن الراديو، ثم تطورت بعد ذلك وانتقلت إلي السينما عن طريق الأفلام التسجيلية التي انتجت خلال الحرب العالمية الثانية.
- الخطاب المباشر direct appeal - يعد الخطاب المباشر دعوة للفعل من جانب المعلق موجهة إلي المتفرج، وهي رسالة غالباً ما تكون توجيهية أو تعليمية مثل التحذيرات التي يذيعها التلفزيون عن مخاطر القيادة مثلاً.
- التعليق الوصفي descriptive narrative - يستخدم هذا الأسلوب لتزويد المتفرج بمعلومات إضافية، فمثلاً يمكن أن نري رجلاً يمشي في الطريق لكننا لانستطيع من خلال مظهره استنتاج مهنته أو أية معلومات تخصه، ثم يخبرنا التعليق أن هذا الرجل يتاجر في المخدرات ويصف كيف يتعامل معها ومع زبائنه.
- التعليق التوجيهي instructional narration - يتكون هذا النوع من التعليق من جمل مباشرة توضح كيفية القيام بعملية ما علي الوجه الصحيح, سواء كانت عملية صناعية أو كيمائية... الخ.
الحوار Dialogue هو الشكل الثاني من الأشكال الصوتية. ويأتى الحوار متزامناً مع صورة مصدره، فهو يسمع ويرى في نفس الوقت، ومن فوائده إضفاء نوع من الواقعية على القصة. ويكون المتفرج هو الطرف الثالث في القصة، الطرف الذي يسترق السمع لحياة الشخصيات على الشاشة. ويكون ذلك مختلفاً عن البرامج التليفزيونية، حيث يكون التعليق فيها موجهاً مباشرة إلى المتفرج.
ويتقبل المتفرج الحوار كشئ حقيقى وواقعى، كالذي يحدث في الحوارات في الحياة الحقيقية. ونادراً ما تحمل الحوارات في الحياة الحقيقية قيمة درامية. وتكون مليئة بالتعليقات غير الهامة، والنكات، والشكاوى، وجمل غير مكتملة. فإذا ما تم عرض الحوار على الشاشة كما هو، لن يكون له معناه الدرامى في الفيلم، ولن يتقبله المتفرج، لأن الواقعية على الشاشة لها مفهوم مختلف عن الحياة. فالواقعية السينمائية هي العمل على تقليل الحوار على الشاشة بقدر الإمكان، بحيث يمكن قول كل ما له معنى في أقل الكلمات ممكنة، والتي تعجز الصورة عن التعبير عنها. فالذي يُعبر عنه بالكلام المنطوق يجب أن يكون جوهرياً، ولا يمكن التعبير عنه بالإمكانات المرئية.
ويقوم الحوار بثلاث وظائف : تطوير القصة ودفعها للأمام، تطوير وتنمية الشخصية، الإضحاك، بالإضافة إلى التأكيد على التتابع.
تطوير القصة ودفعها للأمام
يمكن استخدام الحوار التفسيرى في تطوير القصة story advancement. فمثلا لو أن فيلماً قصته تتناول فيروساً هاجم الأرض من الفضاء الخارجى، لن يستطيع المتفرج أن يفهم من خلال الصورة فقط، إلا إذا تم الشرح من خلال شخصية عالم في الفيلم. وغالباً ما يكون الحوار التفسيرى مكثفاً في بداية الأفلام، وذلك لشرح الفكرة الأساسية في القصة، أو شرح الأحداث التي ستؤدى للصراع، أو إعطاء نبذة عن تاريخ البطل. فمثلاً في فيلم Lust For Life، لخص نورمان كورين Norman Corwin تاريخ الفشل المتكرر لفان جوخ حين حاول الانضمام للخدمة التبشيرية، قبل أن يصبح فناناً مشهوراً. ففى بداية المشهد، تم تعريف المتفرج بأنه رُفض قبول طلبه من المجلس في حوار استمر دقيقتين، ولكنه عبر عن عشر سنين من الفشل. ويخدم الحوار التفسيرى عدداً من الأهداف الأخرى. فهو يُستخدم لشرح تحركات لشخصيات ليست موجودة في المشهد مثلاً، أو وصف أماكن وأزمان وأحداث أخرى، ولكن عادة ما يصاحب ذلك القطع إلى لقطة خارج الكادر، أو لقطة رجوع للماضى.
تطوير وتنمية الشخصية
تنمية الشخصية character development هي الوظيفة الثانية من وظائف الحوار. وإلى أن يتكلم الممثل، لن يعرف المتفرج كيف يتفاعل مع شخصيته، اتجاهاته، مستواه الوظيفى والتعليمى والإجتماعى. ويكون ذلك مهماً خاصة للرجال، حيث أن المظهر الخارجى لا يكون بنفس ذات الأهمية كما هو بالنسبة للمرأة. لذا فاكتشاف مواصفاته تكون من خلال أفعاله والحوار. فالحوار والتفاعل مع شخصيات القصة يكشف عن نوع الشخصية الموجودة واتجاه تطورها في الفيلم.
يكشف الحوار أيضاً عن الحالة الشعورية والمحتوى العاطفى الذي تشعر به الشخصية في أى موقع من الفيلم. فالمبالغة والتكلف في التعبير العاطفى الذي اُستخدم في مرحلة الأفلام الصامتة، لم يعد له مكان مقارنة بفصاحة وبلاغة التعبيرات في الأفلام الناطقة. فالكلمة الواحدة قد تعبر عن الكثير من المشاعر، وتشرح العلاقات بين الشخصيات، وهوية الشخصية، وماذا تريد، وأين موقعها واتجاهها في الفيلم الدرامى. إن الحالة العاطفية هي التي تتحكم في الحوار. فحين تكون الشخصية سعيدة، تتكلم بمرح وبهجة. وحين تكون حزينة، تتكلم ببطء وتردد، أما حين تكون غاضبة، فتتكلم بشكل متقطع وبسرعة، وهكذا.
الإضحاك
يعتبر الإضحاك من خلال الحوار الوظيفة الثالثة في الدراما. ورغم صعوبة كتابة حوار يتمتع بقدر من المرح إلا أنه يكون ضرورياً في كثير من الأحيان للتقليل من توتر المتفرج. فلو أن هناك فيلماً طويلاً يشتمل على درجة عالية من الإثارة، دون أن يكون هناك بعض المرح من حين لآخر لإراحة المتفرج، سيزداد توتره إلى درجة قد تجعله يضحك في مشهد للبطل وهو يُهاجم بسكين، أو مشهد لرجل وامرأة في حالة حب. فهو يبحث في هذه الحالة بنفسه عن طريقة لتقليل توتره.
التتابع
يمكن التأكيد على التتابع Continuity من خلال الحوار. يمكن إعادة كلمة رئيسية مثلاً أو جملة معينة في الحوار المباشر بين شخصية وأخرى، لترك أثر معين في نفس المتفرج، وبعث فيه درجة من الإثارة، وللتأكيد على تلك الكلمة الرئيسية. فاستخدام السؤال هو أحد الطرق المتنوعة التي يستخدمها الحوار، وتعمل على جذب انتباه المتفرج، لأنها تلعب على فضوله. ولو تم إجابة السؤال بسؤال آخر، يعمل ذلك على زيادة الإحساس بالمواجهة والتحدى بين الشخصيتين.
وقد أُستخدم الحوار المفرد soliloquy في الأفلام الدرامية، عادة مصاحباً للقطات قريبة للشخصية، ولكن سرعان ما تم تجنبه بسبب ما يثيره من شعور بالافتعال والتظاهر في التعبير، وما سببه من عرقلة الزمن السينمائى. أما الحوار المفرد في التليفزيون، فله تأثير مختلف على المتفرج. فالأفلام التي بها حوار مفرد، والتي قد تسبب الملل والضيق للمتفرج، قد تكون مقبولة إذا ما تم عرضها في التليفزيون. وهذا الفرق في التقبل له علاقة بحجم الشاشة نفسها أكثر من أى شيء آخر. فلقطة قريبة لوجه على شاشة 40 قدم تظهر هائلة للمتفرج، بينما على الشاشة الصغيرة تكون نفس اللقطة قريبة من الحجم الحقيقى. ومن الملاحظ أن الأفلام الدرامية المنتجة خصيصاً للتليفزيون، تحتوى أكثر على الحوارات المفردة، من تلك المخصصة لإنتاج السينما. إن وظيفة الحوار في فن السينما هو الكشف عن الحقائق الدرامية التي لا يمكن التعبير عنها بالصورة فقط. فيجب أن يمتلك الحوار قوة التاثير الواقعية في الإخبار بالقصة، والكشف عن الشخصية، والقدرة على بعث روح الفكاهة، مع التأكيد على التتابع كما أخبرنا من قبل. ويجب أن يكون ذلك تبعاً لاختيارات دقيقة. فلو أن الحوار حاد عن دوره الوظيفى في القصة، وأصبح هدفا في ذاته، أو أنه حاكى الواقع تماما فتحول إلى مجموعة من الكلمات والتمتمات، مما يوقف التدفق الدرامى في القصة. لذلك يجب أن يحتوى الحوار فقط على تلك الكلمات والجمل الضرورية لتقدم القصة حتي يسير مونتاج الحوار بسلاسة ويسر كباقى العناصر السينمائية.
المؤثرات الصوتية
إن المؤثرات الصوتية هي الشكل الرابع للصوت، وتلعب دوراً أساسياً في التأكيد على واقعية الفيلم، وفى إتمام فهم المتفرج للصورة التي يراها على الشاشة. فمثلاً رؤية باب وهو يُغلق يجب أن يصاحبه صوت هذا الباب. ورؤية كلب وهو يعوى يجب أن يصاحبه صوت عواء. وللمؤثرات الصوتية وظائف أخرى غير فقط التأكيد على الواقعية، رغم أن هذا الأخير أهمهم. فيمكن مثلاً للصوت أن يعمل على الإيحاء بمساحة أكبر من حدود الشاشة التي يراها المتفرج، وذلك لخلق حالة نفسية معينة، ولخلق الإحساس بوجود أماكن غير موجودة، أو لخلق الإحساس بالصمت.
امتداد حدود الرؤية
يمكن استخدام المؤثرات الصوتية للإيحاء بأحداث خارج حدود الشاشة. فيمكن تصوير لقطة لأم تعمل في المطبخ، يصاحبها أصوات لأطفال يلعبون في حديقة المنزل، أو صوت تليفزيون في غرفة المعيشة، وصوت بعيد لجز العشب. كل تلك المؤثرات الصوتية تعطى إيحاءاً بالواقع، وتجعل المتفرج يصدق أن ما يراه على حدود الشاشة الصغيرة، ما هو إلا جزء صغير من عالم أوسع.
خلق جو نفسى
يشكل العامل النفسى للمؤثرات الصوتية أهمية خاصة في أفلام الإثارة. مثلا صوت خطوات منتظمة هادئة، صوت باب يُفتح في منزل من المفترض أنه خال من السكان، أو وجود أصوات غير مفسرة. فالأصوات غير المألوفة تلعب على شعور الممتفرج بالخوف من المجهول. ويجب بعد ذلك أن يتم التعرف على الصوت والتأكد من أنه غير ضار قبل أن تتم حالة الارتياح في المتفرج. والمخرج الجيد هو الذي يستطيع التعامل مع غريزة حب البقاء الإنسانية والخوف من المجهول، لخلق جو من الإثارة.
الإيحاء بأماكن غير موجودة
يمكن الإيحاء بأماكن خارج حدود الشاشة عن طريق استخدام المؤثرات الصوتية. وبسبب الرغبة في تجنب التصوير مرتفع التكلفة في أماكن بعيدة، وتعيين عدد كبير من طاقم العاملين بالفيلم. فمثلاً في أمريكا تم استخدام بركة محاطة بالأشجار، مع شاطيئ رملي صغير، كغابة استوائية، تم تصوير فيها أفلام طرازان في الثلاثينات، أو حروب الغابات في السبعينات، وذلك باستخدام إيحاءات الاصوات كالطيور والصقور والقرود، اصوات رصاص وأسلحة، وأصوات صرخات العدو بلغات أجنبية غير معروفة.
ويمكن استخدام نفس أسلوب الإيحاء في مواقع التصوير الداخلية، فيمكن مثلا تكوين مصنع في زاوية ما، بوضع أدوات، طاولات للعمل، وإضافة شريط للصوت طرقات ودقات وآلات ومخارط. ويتم تسجيل هذا الصوت في مصنع حقيقى. وبإتمام تلك الطريقة سيتم تجنب تكاليف الحاجة للذهاب إلى مصنع حقيقى للتصوير.
مونتاج المؤثرات الصوتية
يستخدم مونتاج المؤثرات الصوتية في لقطات الذاكرة أو المخاوف والمشاعر. فمثلاً في حالة تذكر رجل يحكى لصديقه تاريخه السياسى الحافل، تتكون المؤثرات الصوتية من أصوات آتية من بعيد لعروض عسكرية، وصرخات، وخطب وتصفيق، وتهليل من خلال مونتاج مؤثرات الصوت التي تعطى إحساساً بحنين الرجل لماضيه.
خلق جو الصمت
يُعتبر الصمت والسكون صوتاً أيضاً، ففى أفلام عاطفية كدكتور زيفاجو، في بعض لحظات الذروة يكون هناك لحظات صمت كامل. فالفجوة التي يشعر بها المتفرج بين لقطة بها حركة، وأخرى صامتة تماماً، تعطيه إحساساً بأهمية الفعل الدرامى. ويمكن أن يستخدم أيضا في الأفلام التسجيلية. ففى فيلم Thursday's children، في فصل يشتمل على أطفال لا يسمعون، تم التعبير سينمائياً عن ذلك عن طريق لقطات قريبة على فم المعلمة وهى تتكلم، وتدريجيا يتم خفض درجة الصوت إلى أن يختفى، وهى ما تزال مستمرة في الكلام. وبعد لحظة من الصمت، نجد المعلق يقول " ولكن هؤلاء الأطفال لا يسمعون ". هنا كان استخدام آلية صوت الصمت للتعبير سينمائيا عن وضع الأطفال، ولخلق شحنة عاطفية لدي المتفرج.
الموسيقى
تعتبر الموسيقى هي الشكل الثالث للصوت. وليس من السهل وضع الموسيقى أثناء تصوير الفيلم كما هو الحال مع الحوار والمؤثرات الصوتية. ولهذا فإن الموسيقى تؤلف عادةً بعد أن يتم المونتاج. وهى تعتبر مرحلة مكملة، ومتممة، للحالة المزاجية والإيقاع في القصة، والتصوير والمونتاج. وهناك استثنائين لهذه القاعدة وهما أفلام الرسوم المتحركة والأفلام الموسيقية. ففى أفلام الرسوم المتحركة، يتم تأليف الموسيقى وتسجيلها أولاً، ويتم قياس الموسيقى تبعاً لعدد الكادرات في الفيلم، والمعلومات المسجلة عن هذه الكادرات. وحين يتم الانتهاء من الفيلم يكون مطابقاً للموسيقى في الكادرات.
أما في الأفلام الموسيقية، يتم تصوير الأبطال وهم يغنون ويرقصون على أنغام الموسيقى الأمر الذي يتطلب تأليف وتسجيل الموسيقى مسبقاً. وتحمل الموسيقى المؤلفة خصيصا للأفلام نوعاً من التميز عن غيرها. فهى تؤلف لتدعم عناصر الفيلم من تصوير، ومونتاج، ومحتوى القصة، وليس من المفترض أن تقدم هذه الموسيقى بمفردها، فهى مرتبطة بالفيلم الذي ألفت لأجله. وعلى الرغم من ذلك، تنتشر بعض أنواع الموسيقى وأغانى الأفلام كقيمة في ذاتها. ولكن يكون ذلك في حالات قليلة، لأن هدف هذا النوع من الموسيقى هو الإسهام الدرامى في الفيلم، عن طريق الألحان المرتبطة بالشخصيات، وتلك أيضاً المتعلقة بالأماكن، والحالة المزاجية، ودرجة السرعة، والتتابع، والتأكيد الدرامى، والتحذير، والهجاء، والفكاهة، ويمكن أن تعامل الموسيقي أيضاً كوسيلة انتقال من مشهد لآخر، وإضافة معلومات.
اللحن الرئيسى للبطل
يؤلف هذا اللحن خصيصا للتعريف بشخصية معينة Character Themes. ومن أشهر الأمثلة على ذلك اللحن المشهور الخاص بشخصية "لارا" في فيلم "دكتور زيفاجو". ففور حدوث هذا الربط بين اللحن والشخصية، يمكن ان يُعزف في أى وقت، وأى مكان في الفيلم، لإثارة ذكرى الشخصية. ففى الفيلم، كلما ذهب دكتور زيفاجو ليرى حبيبته، أو تذكرها، أو كتب عنها، أو فاز بها، أو خسرها، أو لمحها وسط الزحام، كان يتم عزف " لحن لارا ".
اللحن الخاص بالمكان
إن الألحان الخاصة بالمكان Locale Themes تساعد في توجيه المتفرج وإثارة مشاعره لأحداث مرت مرتبطة بمكان معين. فمثلاً
مدينة تكساس الأمريكية لها لحنها الخاص الذي يعزف على الهرمونيكا، وكذلك منطقة القناة في مصر، ومناطق الخليج، والمغرب العربي. وفور
أن يتم تقديم اللحن مرتبطاً بالمكان، يمكن أن يُعزف بعد ذلك في الفيلم، لاستدعاء ذكريات هذا المكان وأوقاته وناسه.
الحالة المزاجية
يمكن أن يتم التعبيرعن الحالة المزاجية Mood لمجموعة من المشاهد بالموسيقى الخاصة بها. فمثلاً حفلة تتويج الملك يمكن أن تصور بصورة هزلية أو بجلال، اعتماداً على نوع الموسيقى المصاحبة. كما يمكن تحويل الإحساس بالسعادة على الشاشة إلى شعور الإحساس بالخطر، نتيجة لأن الموسيقى المعزوفة توحى بأن شيئا خطراً على وشك الحدوث. ويمكن أن يكون موت رجلا مثلا خبراً سعيداً، إذا ما صاحب ذلك موسيقى مرحة. ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الموسيقى مستقلة عن الصورة وتظل تؤثر فيها. فمثلا يستخدم بعض الأوروبيين أمثال إنغمار برغمان Ingmar Bergman، الموسيقى الكلاسيكية لمصاحبة الأحداث المهمة في أفلامهم. فوقار الموسيقى يكسب الفيلم وقاراً واحتراماً، بصرف النظر عن جوهر الفيلم نفسه. فكان مثلاً المخرجون الشيوعيون يستخدمون الموسيقى الكلاسيكية لتوقير وإضفاء الهيبة على أفكارهم الايديولوجية.
السرعة
إن درجة السرعة tempo في الفيلم تعمل بصورة مكملة للحالة المزاجية للموسيقى، وللحركة الدرامية السريعة على الشاشة. فمشاهد الذروة هي تلك التي تحمل موسيقى ديناميكية، والتي تزيد من التأثير الدرامى للمشاهد، دون جذب انتباه المتفرج إليها في ذاتها. ويتم عمل مونتاج هذه المشاهد بالتزامن مع مسار الصوت، حتى يتم الوصول للدقة في عرض الصورة والصوت، مما يزيد من قوة وبروز عنصر السرعة في الفيلم.
- موسيقى التتابع
تستطيع الموسيقي أن تربط بين مجموعة من المشاهد التي ليس بينها علاقة، كمشهد المونتاج الذي يصف رحلة سفر أو رحلة بحث مثلا. تعكس الموسيقى هنا روح الحركة الدرامية في المشهد، وتستمر بصورة مستقلة عن حركة موضوع التصوير نفسه. ففى فيلم Butch Cassidy and the Sundance Kid دفعت قسوة القوانين الزوجين إلى السفر إلى بوليفيا، وكان دور الموسيقي هو الربط بين مشاهد السفر من مدينة إلى مدينة، وارتقاء المركب إلى أمريكا الجنوبية، ثم الوصول لبوليفيا. وقد تم تغطية 8 آلاف ميل في دقائق، من خلال الموسيقى.
التأكيد الدرامى
يعتبر التأكيد الدرامى Dramatic Emphasis في الفيلم من وظائف الموسيقى الأساسية. فالكلمة الواحدة، أو الجملة، أو حتى صوت الضجيج، قد يكون محملاً بمحتوى درامى جوهرى، لكنه قد لا يصل إلى المتفرج، أو ربما يصل ناقصاً، إذا لم تصاحبه الموسيقي. وقد كانت تُستخدم الموسيقى بغزارة، كتلك الأفلام المستدرة للدموع في فترة الحرب العالمية الثانية. فحين يعرض التليفزيون الآن مثل تلك الأفلام القديمة، تصاحبها ضحكات ساخرة من الجمهور لأن كل استدارة من البطل تصاحبها لازمة موسيقية. ولكن الآن أصبح الإتجاه مختلفاً في درجة استخدام الموسيقى، حيث أصبح من المفضل توفيرها للأزمات العميقة في الفيلم، مع التوازن في استخدام العناصر الأخرى كالحوار والمؤثرات الصوتيه في عملية التأكيد الدرامى.
ويمكن استخدام الموسيقى للتأكيد الدرامى في الأفلام التسجيلية والتعليمية. فمثلا في فيلم "Thursday's Children"، فعندما استطاع طفل أصم وأبكم أن يتكلم كلمة لم يسمعها من قبل، صاحبتها موسيقى منتصرة على آلة الفلوت.
الموسيقى التحذيرية
تعطى الموسيقى التحذيرية Premonition الشعور بأن شيئاً على وشك الحدوث. ففى فيلم The Diary of
Anne Frank، تتكلم الشخصيات عن مستقبلهم فيما بعد الحرب، وفى خلال ذلك تُعزف موسيقى ثقيلة تحذيرية تتنبأ بأن حجرات الغاز في معسكرات التعذيب هي مستقبلهم الوحيد. وغالباً في كل أفلام الحروب، كانت هذه هي نوعية الموسيقى التي تعزف وتحذر بقدوم معركة مع العدو، ويتعرف عليها المتفرج بسهولة، وتكون خاصة بموسيقى وطنية أو عرقية.
الموسيقى التفسيرية
إن الموسيقى التفسيرية Commentative music هي أغنية راقصة خفيفة، تعبر كلماتها عن مشاعر وأفكار ليس لها نظير مرئى من الصور. وغالباً ما تستخدم لتقديم فكرة الفيلم الرئيسية، أو أن تعبر عن الأفكار الداخلية للبطل، أو تعبر عن هجاء لأحد الشخصيات. فمثلا في فيلم "الخريج" The Graduate، عبر الكورس عن إزدراءه لإمرأة في منتصف عمرها على علاقة مع بينجامين، تستخدم الأغنية هنا كبديل عن استخدام التعليق على لقطة قريبة لوجه ساكن.
الموسيقى الهجائية والفكاهية والانتقالية والتعليمية
تستخدم الموسيقى لأكثر من هدف وبطرق مختلفة. وتلك هي أمثلة عن الطرق المختلفة لاستخدام الموسيقى. فيمكن ان تُستخدم الموسيقى الهجائية Satire في مشاهد لجيوش هتلر، وهى ترتاح بجانب الطريق في فيلم تسجيلى، وهى موسيقى مشوهة، ومتقطعة، لأغنية رقيقة معروفة، يُهدهد بها للطفل قبل نومه. أما في الفكاهة Humor، فتُعزف في حالة تقليد طريقة سير شخصية أو مظهرها. وتُستخدم الموسيقى أيضا كوسيلة انتقال
Transition من مجموعة مشاهد إلى أخرى. والموسيقى التعليمية Information يمكن أن تأخذ شكل الفلكلور الهندى مثلاً، للتعريف بالثقافة الهندية في فيلم تعليمى. وليس هناك أية وسيلة لتحديد الاختلافات والتنوعات التي يستطيع أن يسهم بها مؤلف موسيقى موهوب في الفيلم. ذلك في ماعدا الأفلام الموسيقية التي تكون فيها الموسيقى هدفاً في ذاتها، ولكن هناك نقد واحد موجه لهذا العنصر من الموسيقى هو أنها تعتمد على شعور وعاطفة المتفرج أكثر من وعيه.
أما الواقعية في الأفلام التسجيلية والدرامية فتستخدم الحد الأدنى من الموسيقى، حيث أنها تُوفر للحظات التصعيد العاطفى في الفيلم، كلقطات القتل والغرق مثلا، مما يزيد من التأثر الدرامى الكبير، كما أن عدم استخدام الموسيقى في الأجزاء الأخرى، يعطى تأثيراً مضاعفاً لتلك اللقطات التي تستخدمها.
التسجيل الصوتى
التسجيل الصوتي عبارة عن عملية تخزين الموجات الصوتية sound wave على هيئة معينه للحفاظ عليها على شرائط ضوئية (فوتوغرافية) مثل شريط الفيلم السينمائى أو شرائط مغناطيسية مثل شرائط الكاسيت أو اسطوانات بلاستيكية (من الفينيل).
ولكى تتم عملية التسجيل الصوتى على الشرائط أو الاسطوانات لابد من توافر شروط فنية معينة تجعل عملية التسجيل ذات كفاءة عالية حتى يمكن استعادة الصوت المسجل وسماعة مرة أخرى مماثلا للصوت الاصلى وهذه الشروط هي:
- ان تكون المادة التي يتم التسجيل عليها قادرة على الاستجابه لأكبر عدد من الذبذبات الصوتية Frequency Rauge وهى في حدود من 20 ذبذبة في الثانية إلى 20000 (عشرون الف) ذبذبه في الثانية.
- ان تكون المادة التي يتم التسجيل عليها قادرة على الاستجابة لأعلى مستوى للإشارة الصوتية في المجال الحركى وكذلك أقل مستوي من الإشارة Dynamic Range.
- ان تكون للمادة المسجل عليها اقل ضوضاء ذاتيه خلفية مادة من المادة نفسها Self Background Noise
- ان تعطى للمادة المسجل عليها اقل نسبة من التشويه Minimum Distorion للصوت المسجل عليها عند اعادة الاستماع اليه في Play Back وقد بدأت عملية التسجيل الصوتي منذ نشأتها بطريقة التسجيل التماثلي Analogue حتي بدايه السبعينات من القرن العشرين. ثم ادخلت طريقة التسجيل الصوتي بطريقه التسجيل الرقمي Digital.
تسجيل الصوت الضوئى
يستخدم هذا النوع من التسجيل في الأفلام السينمائية وهو عبارة عن خط فوتوغرافي متعرج بجوار الصورة ولكنه متصل على طول شريط الفيلم بدون فواصل مثل الصور السينمائية، أو خط فوتوغرافى مختلف الشدة بجوار الصورة، على طول شريط الفيلم أيضا. ولكى نفهم الفرق بين تسجيل الصور المتحركة على شرائط الأفلام السينمائية وتسجيل الصوت على نفس الشريط بجوار الصورة لابد من معرفة الفرق بين الإحساس البصري بالحركة في الفيلم والإحساس السمعي للصوت على نفس الفيلم أيضا. فنجد أن الإحساس بحركة الممثل أو الأشياء على الشاشة السينمائية ينتج من تتابع صور ثابتة على شريط الفيلم بسرعة 24 كادر (صورة في الثانية) أي انه في كل 1/24 من الثانية من زمن الفيلم تكون قد عرضت صورة واختفت ثم تأتى الصورة التي بعدها وتختفي وهكذا (أي أن حركة الصورة في حركة الفيلم السينمائي متقطعة). اما بالنسبة للصوت فلا يجب أن تتوقف حركة الفيلم عند أي لحظة ولذلك نجد أن المسار الفوتوغرافى للصوت مستمرا بجوار الصورة. ويوجد نوعان من التسجيل الضوئى كما ذكرنا :
- الكثافة المتغيرة variable density يسمى التسجيل الضوئي المختلف الشدة بالتسجيل الضوئي ذو الكثافة المتغيرة variable density
- المساحة المتغيرة variable area
ويسمى الخط (المدق) الفوتوغرافي المتعرج بالتسجيل الضوئي ذو المساحة المتغيرة variable area، ولكي تتم عملية التسجيل الضوئي على الفيلم السينمائي لابد من توافر جهاز خاص يسمى مسجل صوت ضوئي optical sound recorder، وهذا الجهاز لا يتوافر إلا في معامل السينما بالخارج أو في مركز الصوت بمدينة السينما بالهرم. وتتم عملية التسجيل الضوئي على شريط الفيلم عن طريق ما يسمى بالصمام الضوئي light valve. وهذا الصمام يأخذ الذبذبات الكهربية المعبرة عن الصوت ويقوم بتحويلها إلى تغيرات ضوئية تقع على العجيبة الفوتوغرافية في الفيلم السالب. وعندما يمر من خلال هذا الصمام الضوئي ضوء ثابت فإنه يتحول بفعل الذبذبات الكهربية إلى ضوء متغير حسب الذبذبات وشدتها - ثم يوجه هذا الضوء إلى شريط الفيلم لتسجيله ثم يأخذ إلى المعمل لتحميضه وينتج عن ذلك شريط الصوت الضوئي السالب مستقلا عن شريط الصورة السالبة. ثم يتم تجميع كل من شريط الصورة السالب مع شريط الصوت السالب في ماكينة الطبع بالمعمل ليخرج لنا شريط الفيلم الموجب (النهائي) "Standard" الذي يحمل الاثنين معا ويعرض في دار السينما من خلال ماكينة العرض.
ويجدر بنا الإشارة هنا إلى أن عملية طبع شريط الصوت السالب مع شريط الصورة السالبة تخضع لحسابات دقيقة في المحاليل الكيميائية والقياسات الفوتوغرافية ويقوم بها متخصصون في هذا العمل الذي تنفرد به صناعة السينما على مستوى العالم. وللوصول إلى الحالة المثلى التي يجب أن يكون عليها المدق الصوتي المصاحب للصورة لابد من إجراء عدة تجارب معملية وقياسات واستماع خاص في قاعة مجهزة لهذا الغرض حتى يخرج الصوت بالكفاءة العالية التي أرادها المعنيون بالأمر. وتعتبر طريقة التسجيل الضوئي هي السائدة في صناعة الفيلم حتى اليوم. ولكنها تطورت كثيراً أثناء تطور صناعة السينما منذ أكثر من نصف قرن حتى أننا نسمع جميع الأصوات الطبيعية وغير الطبيعية بدقة متناهية وجودة عالية وبذلك يكون تأثير الصوت على المشاهد للفيلم أكثر فاعلية. وتتميز طريقة التسجيل الضوئي بثباتها على مر الزمان كالصورة تماماً - لكن قد يصيبها بعض العيوب الفنية مثل الخدش أو الاتساخ وغيرها أثناء العرض أو التناول مما يقلل من جودة الصوت بها.
التسجيل الضوئي متعدد المدقات
لم يتوقف تطور التسجيل الضوئي عند سماع الصوت من قناة واحدة فقط بجوار الصورة - وإنما بدأت التجارب في عمل مدقات صوتية متعددة على الفيلم من أجل محاكاة الصوت الطبيعي الذي تسمعه الآذنان معا أي الصوت المجسم Stereo phonic. وكانت البداية في فيلم فانتازيا Fantazia للمخرج والت ديزني عام 1939 - حيث تم تسجيل الموسيقى الخاصة بالفيلم على شريط 35 مللي مثل شريط الصورة. وسجل الصوت على ثلاث مدقات من النوع ذي المساحة المتغيرة - وسجل معهم مدق رابع للتحكم يسمى control track وقد تم عرض الفيلم بهذه الطريقة في العروض الأولي بالولايات المتحدة وبعض المدن الأوربية ولكن هذا النظام الضوئي والمعدات اللازمة له. كانت معقدة للغاية ويصعب نشرها في جميع دور العرض. وكانت العقبة الكبري أمام تطبيق واستخدام الصوت الضوئي المجسم هي أن مدق الصوت الضوئى علي الفيلم يحمل معه ضوضاء خلفيه Noise عاليه - ناتجه من المادة الفيلميه ذاتها. كما ان جهاز التسجيل الضوئي Optical Sound Recorder لا يستطيع الاستجابه للذبذبات العاليه المطلوبه للصوت المجسم، لأن هذا الجهاز يستطيع تسجيل ذبذبات ضوئيه تصل غلي 7-8 آلاف ذبذبه فقط. بينما يحتاج الصوت المجسم إلي ذبذبات عاليه تصل إلي أكثر من (12000) اثنى عشر ىلف ذبذبة في الثانيه. وعندما ظهرت نظريه دولبى لخفض الضوضاء الخلفيه Dolby Noise Reduction أمكن حل هذه المشكله كما سنوضح فيما بعد. نظام دولبي أستريو : يعتمد نظام دولبي على نظرية خفض الضوضاء الخلفية Background Noise التي تصحب الصوت عادة وتظهر بوضوح مع الأصوات الضعيفة. هذه الضوضاء الخلفية تتنامى (أي تزيد) عند نقل الأصوات من شريط إلى آخر أثناء مراحل إنتاج شريط الصوت في الفيلم - حتى يمكنها أن تشوه الصوت الأصلي وتجعله غير مقبول فنياً (أي أن كثرة الضوضاء الخلفية تعتبر عيباً من العيوب التي تجعل الصوت غير صالح فنياً. وقد استطاع الباحث الدكتور / راي دولبي - بإنجلترا - أن يقدم نظرية رياضية لخفض الضوضاء وطبقت في التسجيلات الصوتية - ثم أنشا لها
مصنعاً في المملكة المتحدة ثم الولايات المتحدة الأمريكية - وقد انتشرت هذه الطريقة لما لها من فوائد في رفع جودة تسجيل الصوت والاستماع إليه، نذكر منها الآتي :
- القدرة على تسجيل أصوات ذات ترددات عالية - أكثر من الترددات التي يمكن للتسجيل المعتاد standard - مما أدي إلى إدخال آلات موسيقية جديدة في موسيقى الفيلم.
- القدرة على تسجيل أصوات ذات شدة منخفضة مثل الهمس أو الهدوء التام، بدون أن تظهر الضوضاء الخلفية التي كانت تمنع استخدام هذه الحالات في المواقف الدرامية.
وبذلك عند استخدام نظام دولبي تنخفض الضوضاء تنخفض الضوضاء noise reduction فإن جودة التسجيل واستماع الصوت تزداد بدرجة كبيرة خاصة في مجال السينما لأنها تعطى الفنان إمكانيات فنية عالية يمكن الاستفادة بها في التعبير الدرامي بالصوت. وبعد ذلك استطاعت شركة دولبي أن تلبي الاحتياج إلى المدقات المتعددة لإصدار الصوت المجسم في الفيلم وأصبحت الآن معظم الأفلام السينمائية تسجل بهذا النظام.
استرجاع الصوت الضوئى بماكينة العرض السينمائى تعتبر ماكينه العرض السينمائى المسئوله عن إعادة الحياة المصوره والمسموعة داخل العمل الفيلمى وتقديمها للمشاهدين في دار العرض لكي يستمتعوا بما يقدمه لهم صناع الفيلم في مكان مغلق ومظلم إلا من الضوء المنبعث من عدسه الماكينه ليسقط الصور المتحركة علي الشاشة البيضاء أمام المشاهدين. ونلاحظ أن الجزء الذي تخرج منه أشعه الصورة يكون منفصلا عن الجزء الخاص باسترجاع الصوت لن الصورة تعرض عن طريق حركة متقطعه ويستخدم في ذلك مجموعه تروس خاصة بها وبعد ذلك يمر شريط الفيلم علي رأس الصوت الضوئى Optical Sound Head بعد أن تلغي الحركة المتقطعه السابقه- بل يجب أن يكون شريط الفيلم في حالة حركة ذات سرعة ثابته تماما حتي لا ينتج أي تشويه للصوت المسجل علي شريط الفيلم.
كيف تعمل راس الاستماع
يتكون الجزء الخاص بسماع الصوت في جهاز العرض السينمائى من مصدر ضوء ثابت(لمبه الصوتExiter) وعدسة خاصة لتركيز هذا الضوء علي مدق الصوت علي الفيلم. وعندما ينفذ الضوء من خلال هذا المدق يكون قد عدل من شدته طبقا للذبذبات الفوتوغرافيه في المدق، ثم يسقط الضوء المعدل علي خليه كهروضوئيه Photocell. الضوء المعدل علي خليه كهروضوئيه Photocell. وتقوم الخليه بتحويل هذا الضوء المتغير إلى إشارات كهربيه متغيرة مماثله لتغيرات الضوء - وتوصل هذه الإشارات الكهربيه غلي مكبر Amphfier لتكبيرها وتوصيلها إلي السماعات في صالة العرض. ومما لا شك فيه ان جهاز العرض السينمائي يلعب دورا هاما في توصيل المحتوى الدرامى في العمل الفيلم ويجب أن يكون علي كفاءة عاليه من حيث ثبات السرعة ونقاء العدسات وقوة الاضاءة اللازمة لاسترجاع الصورة والصوت طبقا لرؤيه صناع الفيلم.
de:Toningenieur es:Ingeniería de audio fa:مهندسی صوت fr:Ingénieur du son he:טכנאי קול it:Ingegneria acustica ja:レコーディングエンジニア nn:Lydteknikar no:Lydtekniker pl:Inżynier dźwięku pt:Engenharia acústica ru:Звукорежиссёр sv:Ljudtekniker th:วิศวกรเสียง uk:Звукорежисер