هاينريش زويزه
هاينريش زويزه (بالألمانية: Heinrich Seuse) كاتب ولاهوتي ألماني، ولد عام 1295 بالقرب من البودنزيه، وتوفي في 1366 في مدينة أولم. انضم زويزه منذ أن كان عمره ثلاثة عشر عاماً إلى طائفة الدومينيكان في دير كونستانس. وكان تلميذاً لمايستر إيكهارت وقد أثر فيه التصوف التأملي لإيكهارت تأثيراً عميقاً. وأصبح من عام 1343 حتى 1344 أحد رؤساء الطائفة في مدينة كونستانس، وفي عام 1348 توجه إلى مدينة أولم حيث توفي فيها، وكتب المواعظ كما كتب أول سيرة ذاتية في الأدب الألماني.[١]
أعماله
- زويزه «Der Seuse» (سيرة ذاتية، كتبت في عام 1362 تقريباً)
سوزو
متصوف فيلسوف ألماني؛ اسمه الأصلي الألماني Seuse والإسم باللاتيني Suso ولد في كونستانس حوالي سنة ١٢٩٥ والتحق، وهو في الثالثة عشرة من عمره بدير للدومنيكان في تلك المدينة. وفي سن الثانية عشرة شعر بقوة اتجاه نحو الزهد, فبدأ بالرياضات العنيفة. لكنه ما لبث أن تبين له أن الكمال في الطربق الصوفي ليس بقسوة الرياضات، بل بالتسليم لإرادة ال.
وقد بدأ دراساته في بلدته كونستانس. ويلوح أنه واصلها بعد ذلك في المعهد العام Studium generale في اشتراسبورج. وفي سنة ١٣٢٤ أو ١٣٢٥ سافر إلى كولونيا (كيلن) لإكمال دراساته في اللاهوت، وذلك في «المعهد العام» ، حيث تتلمذ على السيد إكهرت. وهو في سيرته الذاتية. يتحدث عن كهرت بحرارة واعجاب يدلان على قيام علاقة صوفية وثيقة بينهما . وتتلمذ أيضاً على اكهرت في تلك المدة تاولر فصار كلاهما أبرز تلاميذ السيد كهرت؛ والثلاثة يكونون منظومة فريدة في تاريخ التصوف لألماني.
وعاد سوزو إلى كونستانس حوالي سنة ١٣٢٩، وأمضى مدة في التدريس بدير الدومنيكان لآنف الذكر، والذي صار رئيساً له فيما بعد.
وفي هذه الفترة، أعني من سنة ١٣٢٩ إلى ١٣٣٦ ألف كتابين مهمين هما: «كتاب الحكمة الأبدية»، و "كتاب الحقيقة" وفي هذا الكتاب الثاني دافع عن السيد اكهرت علنا وبحماسة، وكان إكهرت قد صدر قرار بإدانته في سنة ١٣٢٦ بسبب آرائه الصوفية. فأصدر المجمع الديني المحلي في بروج Bruges قراراً بعزله من رئاسة هذا الدير، في سنة ٠١٣٣٦
فلما عزل، استمر مع ذلك يقيم في هذا الدير. وراح يطوف البلاد الواقعة في جنوب ألمانيا وشمال شرقي سويسرا لإلقاء المواعظ التي كان يوجهها إلى الرهبان والراهبات، وإلى عامة الناس في وقت معاً
وفي سنة ١٣٣٩ اضطر دير الدومنيكان في
سىرى
كونستانس إلى إغلاق أبوابه، لأنه رفض إطاعة تعليمات لدفج البافاري، حاكم بافاريا (جنوب ألمانيا) الذي كان آنذاك في نزاع عنيف مع البابا يوحنا الثاني والعشرين فتشتت رهبان هذا الدير. وذهب سوزو مع بعض إخوانه الرهبان إلى ديسنهوفن Diessenhoven في مقاطعة تورجاو Thurgau (سويسرة). وأصبح سوزو رئيساً لهذا الدير في سنة ٠١٣٤٣ كما أن هؤلاء الرهبان المطرودين ما لبثوا أن عادوا إلى كونستانس في سنة ١٣٤٦ لكن سوزو ما لبث في سنة ١٣٤٨ أن اضطر إلى مغادرة كونستانس والذهاب إلى أولم Ulm (في جنوب ألمانيا). وفي مدينة أولم أمضى الثماني عشرة سنة الأخيرة من حياته. وتوفي في ٢٥ يناير ١٣٦٦).
وفي سنة ١٨٣١ رد إليه عتباره البابا جريجوريوس السادس عشر. وصار يحتفل بعيده عند الدومنيكان في ٢ مارس من كل عام.
إنتاجه
قبل وفاته بأربعة أعوام، جمع سوزو كل ما كان كتبه قبل ذلك في مجلد واحد عنون بعنوان : "النسخة» Exemplar. وقدم له بترجمة ذاتية
وهذه الترجمة الذاتية كانت تسجيلاًكتبته إحدى الراهبات الدومنيكانيات، وتدعى Elisabeth Staglin ، وكانت تقيم في دير Toss• وكان سوزو هو مرشد ها الروحي، وقد أفضى إليها باعترافات شخصية بين فيها السبل التي سلكها في طريق كتماله الروحي: فذكر لها رياضاته الروحية، وألوان الزهادة التي أخضع نفسه لها، والألطاف الروحانية التي منحها الله له، والصعوبات التي صادفها وكيف تغلب عليها وقد سجلت هذه الراهبة كل هذه الاعترافات كتابة دون علم مرشدها سوزو. فلما علم بذلك، تضايق في أول الأمر. وما لبث أن بين أن في هذه الإقرارات فوائد لمن يسلكون طريق التصوف. فأخذ النسخة التي كتبتها هذه الراهبة وراجعها وصححها. وأضاف إليها قسماً ثانياً ، عبارة عن رسالة تعليمية فى التصوف عرض فيها أولاً الطريق الذي ينبغي على المريد سلوكه. وحاول في الفصول الثمانية الأخيرة (٤٩ - ٥٦) أن يبين الطريق الصحيح للاتحاد باله، وأن ينقد التصورات الخاطتة لدى بعض الصوفية ,
والكتاب الثاني في «النسخة» هو «كتاب الحياة الأبدية» وقد ألفم حوالي سنة ١٣٣٥ وهو مكتوب على شكل حوار بين الخادم (وهو سوزو) وبين الحكمة الأبدية «ابتغاء إنارة شعلة الحب الإلهي» . وفي القسم الأول منه ينبه النفس المؤمنة إلى خطاياها ويدعوها إلى التوبة والكفارة .
وفي القسم الثاني تقول «الحكمة" للخادم (سوزو) : «أريد أن أعلمك كيف تموت وكيف تحيا» . والفصل رقم ٣، عنوانه: "كيف يمكن استقبال الله بالحب! . والقسم الثالث موجز لمائة اعتبار ومائة سؤال يجب على الصوفي أن يعتبرها ويصفها لنفسه كل يوم» -أي أنه نوع من المحاسبة، محاسبة النفس.
والكتاب الثالث في «النسخة» هو «كتاب الحقيقة» ، وهو الأخر يشبه في تحريره الكتاب السابق، أي: الحوار، والأسئلة. لكنه يتميز منه بكونه يتخذ طابعاً نقدياً لبعض التيارات الروحية الأخرى، خصوصاً البجهردات Beghards وضد إخوان الروح الحرة. أما البجهردات فقد ظهرت في أوائل القرن الثالث عشر في الأراضي الواطئة (هولندة وبلجيكا) ثم في مختلف نواحي فرنسا وألمانيا وايطاليا. وكن يتكون من جماعات من النساء شبه العلمانيات وشبه الراهبات. وكن ينذرن نذر العفة الدائمة أو المؤقتة. وأخذت تصرفاتهن تلفت إليهن نظر رجال الكنيسة، بوصفها تصرفات تنطوي على هرطقة. وفي سنة ١٣١٠ حكم بإحراق إحداهن، فاحرقت في باريس وفي المجمع المسكوني الذي عقد في فيينا سنة ١٣١١ تقرر إدانتهن بناء على طلب الأساقفة الألمان. وأعلنت البدع المنسوبة إليهن، كما تقرر إلغاء كل بيوتهن * وفي هذا الكتاب دافع سوزو عن آراء أستاذه اكهرت والتي من أجلها أصدرت الكنيسة قراراً بإداته، كما أشرنا إلى هذا منقبل.
والقسم الأخير في «النسخة» Exemplar يشتمل على ١ ١ رسالة في الإرشاد الروحي بعث بها سوزو إلى اليصابت استاجلن، الراهبة السالفة الذكر. ويلوح أن سوزو أجرى فيها تعديلات * ذلك أنه وجد في مخطوط في مدينة اشتوتجرت - أشار إليه ]ع0مذع]•-النص الأصلي لست وعشرين رسالة بعث بها سوزو إلى تلك الراهبة، ومن بينها الإحدى عشرة رسالة المسجلة في «النسخة» Exemplar .
سورى
وسوزو كتب مؤلفاته باللغة الألمانية. وأسلوبه حافل بالصور الشعرية والمجازات، وتكثر فيه التعبيرات المشابهة للغة الشعراء الغنائيين الألمان Minnesanger. وتعد سيرته الذاتية أقدم سيرة ذاتية في اللغة الألمانية.
وقد تأثر في تصوفه بالسيد اكهرت، لكنه لم يأخذ باتجاه اكهرت نحو مذهب وحدة الوجود.
نشرات مؤلفاته
أول طبعة لمؤلفاته كانت باللغة الألمانية، وقد
وصدرت من مدينة أوجسبورج F. Fabri أشرف عليها
سنة ١٤٨٥؛ ثم أعيد طبعها في أوجسبورج ايضاً في سنة ١٥١٣ . وإلى جانب «النسخة» تحتوي هاتان الطبعتان على «حوار الصخور لتسعة» و«جماعة إخوان الحكمة الأبدية» وهما كتابان منحوان إليه. وفي سنة ١٥٥٥ نشر Surius في كولونيا ترجمة لاتينية. ثم نشر مؤلفاته بلغة ألمانية حديثة الكردينال M. Diepenbrock بعنوان.
Heinrich suso’s gennant Amadus leben und Schriften. Ratisbonne, 1828.
ونشرها Denifle بعنوان:
Die deutschen Schriften des seligen Heinrich Seuse, 3.1, München, 1880.
لكن لم يصدر غير مجلد واحد.
w. Lehmann ثم أصدر كل مؤلفاته الألمانية
بعنوان:
Heinrich Seuses deutsche Schriften, 2 Bde. Jena, 1911:2. Aufl. 1922.
نشرة نقدية للنص الألماني K. Bihlmeyer وأصدر
القديم في مجلدين في اشتوتجرت ١٩٠٧
- ^ عصور الأدب الألماني (تحولات الواقع ومسارات التجديد) ، تأليف "باربارا باومان"، و"بريجيتا أوبرله"، منشورات عالم المعرفة، فبراير 2002، العدد 278، ص 87. ISBN 99906-0-073-2، رقم الإيداع (2002/00079) قالب:Webarchive